2024: سفيان البقالي يحفظ ماء وجه رياضة ألعاب القوى بعد الانتكاسات
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
شهدت أولمبياد باريس 2024، انتكاسة أخرى لرياضة ألعاب القوى المغربية، بعد فشل كل المشاركين في تحقيق إحدى الميداليات، لتتجه البوصلة مجددا في مثل هذه المناسبات، للبطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، الذي تمكن من حفظ ماء وجه أم الألعاب، بعد العديد من الإخفاقات.
وتمكن سفيان البقالي من قطع مسافة 3000 متر موانع، في 8 دقائق وثماني ثوان، مهديا بذلك للمغرب الميدالية الوحيدة في أولمبياد باريس، بعدما لم يتمكن باقي المتنافسين المغاربة من تحقيق المبتغى سواء في منافسات ألعاب القوى أو الرياضات الأخرى التي شاركوا فيها.
ويعتبر البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي، أول عداء مغربي يفوز بالذهب في دورتين أولمبيتين على التوالي، بعد تحقيقه الميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، متفوقا على كل خصومه، بما فيهم جيرما، الذي لم يكمل السباق، جراء سقوطه.
ويعد البقالي، أول عداء يحافظ على لقبه الأولمبي في مسافة 3000 متر موانع رجال، منذ دورة 1936، محافظا في الوقت ذاته، على سلسلة انتصاراته في المواعيد الكبرى:
???? بطل أولمبياد طوكيو 2021
????بطل العالم 2022
????بطل العالم 2023
???? بطل أولمبياد باريس 2024
وكانت أولى الميداليات المحققة هي الفضية، خلال دورة الألعاب الأولمبية نسخة عام 1960، التي احتضنتها العاصمة الإيطالية روما، حيث تمكن الراحل راضي بن عبد السلام، من منح المغرب أولى تتويجاته في الأولمبياد، من أول مشاركة، علما أنها كانت في سباق ماراثون.
وكانت حصة الأسد من الميداليات من نصيب رياضة ألعاب القوى، حيث حصد المشاركون في هذا النوع الرياضي، 20 ميدالية من إجمالي 24 توج بها المغرب طوال مشاركاته في مختلف دورات الألعاب الأولمبية، إذ تمكن العداء هشام الكروج، من تحقيق 3 ميداليات، منها ذهبيتان سنة 2004 في العاصمة اليونانية أثينا، في سباقي 1.500 متر و5.000 متر، وقبلهما ميدالية فضية عام 2000 في سيدني بأستراليا.
وتمكن سعيد عويطة، من إهداء المغرب ميداليتين، إحداهما ذهبية في سباق 5.000 متر، عام 1984 في دورة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، وأخرى برونزية، في سباق 800 متر، خلال دورة 1988 التي احتضنتها سيول في كوريا الجنوبية، فيما باقي الميداليات الذهبية، توزعت على نوال المتوكل، في سباق 400 متر حواجز، في دورة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية 1984، وإبراهيم بوطيب، في سباق 10.000 متر، في دورة سيول بكوريا الجنوبية 1988، وخالد سكاح، في سباق 10.000 متر، في دورة برشلونة بإسبانيا عام 1992، وأخيرا سفيان البقالي، في سباق 3.000 متر، في دورة طوكيو باليابان 2020.
وواصلت رياضة ألعاب القوى إهداء الميداليات للمغرب، بمجموع 4 فضيات، عبر راضي بن عبد السلام، في سباق الماراثون، ورشيد بصير، في سباق الـ1.500 متر، وحسناء بنحسي، في سباق الـ800 متر، (دورة 2004)، ثم جواد غريب، في الماراثون، فيما كانت الميداليات 7 البرونزية الأخرى، من نصيب صلاح حيسو، في سباق 10.000 متر، وخالد بولامي، في الـ5.000 متر، وعلي الزين، في 3.000 متر موانع، ونزهة بيدوان، في 400 متر حواجز، وإبراهيم لحلافي، في 5.000 متر، وحسناء بنحسي، في 800 متر (دورة 2008)، ثم عبد العاطي إكدير، في 1.500 متر.
وفي السياق ذاته، أنهى الفريق الوطني المغربي منافسات البطولة العربية لألعاب القوى لأقل من 23 سنة بمصر، برصيد 32 ميدالية (16 ذهبية و11 فضية و5 برونزيات)، وعلى المنوال نفسه سار المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة بتصدره سبورة ميداليات البطولة العربية لألعاب القوى للناشئين والناشئات بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، بفوزه بـ31 ميدالية، منها 10 ذهبيات و13 فضية و8 برونزيات.
كلمات دلالية ألعاب القوى المغربية أولمبياد باريس 2024 حصيلة 2024 سفيان البقاليالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ألعاب القوى المغربية أولمبياد باريس 2024 حصيلة 2024 سفيان البقالي أولمبیاد باریس 2024 سفیان البقالی ألعاب القوى فی دورة فی سباق
إقرأ أيضاً:
سباق التسلح الجديد؟
سباق التسلح بين الدول هو جزء أساسي من تشكيل النظام الدولي، وتوازن القوى فيه؛ وكان موضوعه ثابتاً على قائمة الأعمال العالمية، سواء كان ذلك في فترة احتدام الحرب الباردة أثناء الخمسينات من القرن الماضي، أو بعدما حل نوع من «الوفاق» بعد أن وصل العالم إلى حافة الحرب النووية أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. في هذه الفترة جرى تقييد الأسلحة النووية، وتقليل عدد الأنواع الهجومية منها فيما عرف باتفاقتي «سولت الأولى والثانية».
انتهى «الوفاق» مع نهاية السبعينات، ودخلت العلاقات الدولية مرحلة ما سمي وقتها بـ«الحرب الباردة الجديدة»، أو الثانية، عندما جاء الرئيس رونالد ريغان إلى البيت الأبيض. وعندها حلت اتجاهات لإنهاء الحرب الباردة كلية، وهو ما تحقق مع سقوط حائط برلين، وانهيار الاتحاد السوفياتي، عاد التفكير والنشاط الدبلوماسي إلى تخفيضات أخرى في الأسلحة الهجومية من خلال اتفاقيات خفض إنتاج الأسلحة «الاستراتيجية» المعروفة باسم «ستارت الأولى والثانية».
بات سباق التسلح يشتد عندما تكون العلاقات متوترة بين القوى العظمى، والكبرى، وبين الشرق والغرب؛ وبقية العالم بينهما. ومع بداية القرن الحادي والعشرين، دخل سباق التسلح آفاقاً جديدة للتقدم التكنولوجي للأسلحة الهجومية والدفاعية؛ وبعد أن كان الأمر قاصراً على الدول العظمى، فإن دولاً أخرى دخلت السباق عندما دخلته إسرائيل، ولحقتها الهند، وباكستان، وجرت محاولات فشلت في سوريا، وليبيا، والعراق، ولكن أخطرها كان في إيران التي أضافت إلى الشرق الأوسط بعداً نووياً إلى ما فيه من توترات نجمت عنها صراعات مسلحة دخلتها ميليشيات عسكرية تدين بالولاء لإيران. العصبة الإقليمية الإيرانية أضافت أنواعاً جديدة من الصواريخ، والطائرات المسيّرة.
ما كان يبدو سباقاً للتسلح محلياً وإقليمياً في الشرق الأوسط أضيفت إليه سلاسل من المعارك بين إسرائيل وكل من «حزب الله» اللبناني، وحركة «حماس» الفلسطينية، مضافاً لها مواجهات صاروخية وجوية مع إيران على الجبهة السورية، ومع الحوثيين في اليمن.
حرب غزة الخامسة الجارية كشفت قدرات تسليحية كبيرة لدى فواعل غير دولية، ولكنها قادرة على الصمود لفترات طويلة. وهذه هددت الاستقرار في ساحة استراتيجية واسعة تشمل الخليج العربي، وبحر العرب، والمحيط الهندي، والقرن الأفريقي، والبحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط.
الصورة التي جرت عليها المعارك باتت بين أنواع جديدة من الصواريخ بعيدة المدى، وذات الطبيعة «الباليستية» التي تأخذها إلى خارج غلاف كوكب الأرض، ثم دخولها مرة أخرى؛ وتستخدم في مواجهتها أشكال متعددة من أسلحة الدفاع الجوي، كان أهمها «القبة الحديدية» التي استخدمتها إسرائيل لإحباط الهجمات عليها؛ والصواريخ التي تواجه الصواريخ، وقاعدتها حاملات الطائرات الأميركية في البحرين الأحمر، والأبيض. المواجهة التي دخلتها الولايات المتحدة مع تنظيم الحوثيين في اليمن على مدى زمني كبير دفعت الولايات المتحدة في اتجاه إنتاج نظام جديد للدفاع ضد الصواريخ عرف بالقبة الذهبية.
التطورات الجديدة ما بين أسلحة الهجوم والدفاع شحذت الخيال الأميركي أولاً لكي تكون لدى أميركا «قبة» دفاعية تغطي كامل التراب الأميركي؛ وثانياً أن يكون اعتراض الصواريخ ليس فقط قادماً من قواعد دفاعية على الأراضي الأميركية في مواجهة ما هو مقبل من صواريخ، وإنما أن يأتي من خلفها، ومن خلال المنطقة الواقعة خلف كوكب الأرض، وفي المجال الفضائي.
ما جعل ذلك مُلحاً أن ميليشيا «الحوثيين» و«حزب الله» وإيران استخدمت عدداً من الصواريخ «الباليستية»، أي تلك التي تصعد بعيداً إلى خارج الغلاف الجوي للأرض، ثم تعود مرة أخرى إلى داخله. فكرة «القبة الذهبية» هي أن تقام محطات فضائية تعيش فيها «المسيّرات»، أي الطائرات من دون طيار، بحيث تطلق صواريخها على الصواريخ الهجومية قبل دخولها إلى غلاف الكوكب مرة أخرى.
نظرياً فإن الفكرة ممكنة، والفضاء الحالي بات ذاخراً بأشكال مختلفة من المحطات، والأقمار الاصطناعية؛ وترجع إلى ثمانينات القرن الماضي أثناء ولاية الرئيس الأميركي رونالد ريغان الذي بدأ سباقاً للتسلح عرف «بحرب النجوم» خرجت عنه سلسلة أفلام ذاعت وقتها، ولا تزال ذائعة، وواكبها قيام الولايات المتحدة بإنشاء قوة عسكرية ذات سلاح دفاعي خاص بالحرب بين الكواكب والنجوم. القبة الذهبية تسير في الاتجاه نفسه، وتكلفتها الأولية 175 مليار دولار!
الجدل في الحرب بين الدفاع والهجوم قائم منذ قيام التاريخ، والآن نخرج به إلى الفضاء؛ ولكن السعي وراء إنشاء «القبة الذهبية» أوجد ما يجري إنتاجه دائماً من عملية معقدة لمواجهة الأسلحة الدفاعية بصناعة أسلحة جديدة تكون أكثر كفاءة هجومياً على القادم الجديد. دبلوماسياً وسياسياً فإن روسيا والصين احتجتا على قيام واشنطن بهذه الخطوة التي تفتح أبواباً كبيرة لسباق عالمي جديد للتسلح يربط الأرض بالفضاء، والصواريخ الدفاعية والهجومية؛ وكل ذلك بمسيّرات تحقق كل هذه الأهداف مجتمعة!
الشرق الأوسط