صليب سنة اليوبيل في أبرشيّة البطريركيّة اللاتينيّة.. معانٍ ورموز
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في رسالطته إلى أهل قولسي، يكتب القديس بولس عن المسيح: «لقَد حَسُنَ لَدى الله أَن يَحِلَّ بِه الكَمالُ كُلُّه، وأَن يُصالِحَ بِه ومِن أَجلِه كُلَّ موجود مِمَّا في الأَرْضِ ومِمَّا في السَّمَوات وقَد حَقَّقَ السَّلامَ بِدَمِ صَليبِه» (قول 1: 19-20).
يشكّل هذا المقطع أساسًا لشكل الصليب المعروف باسم "الصليب الكوني"، الذي صُمِّم خصِّيصًا من قبل الفنانة ماريا رويس، حسب رغبة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، ليكون رمزًا لسنة يوبيل "حجاج الرجاء" في الأبرشيّة البطريركيّة الأورشليميّة.
هذا التصميم مُستوحى من أيقونة الصلب التي صمَّمتها الفنانة نفسها لكتاب القدّاس العربي الجديد، الذي صدر سنة 2022، والتي نجدها إلى جانب القانون الروماني للقداس. تتضمّن الأيقونة الأصلية كتابة مَجدلة ختام الصلاة الإفخارستية "فبالمسيح، ومع المسيح، وفي المسيح، نرفع إلَيكَ أيُّها الآب القدير، في وحدة الروح القدس، كلَّ إكرام ومَجد. إلى أبد الدهور. آمين".
العناصر الرئيسية للأيقونة
تُركِّز الصورة على المسيح المصلوب وهو في ذروة تضحيته، كما يصفها إنجيل يوحنا: "ثُمَّ حنى رَأسَهُ، وَأَسْلَمَ الروح" (يو 19: 30)
في أعلى الصليب، نجد الروح القدس على شكل حمامة، للدلالة على ما يدعوه التقليد الكنسي "العنصرة الأولى". فالفداء، الذي حقَّقه المسيح، يَسمح بتدفِّق الروح الذي يقود الكنيسة ويعضُدها في رسالتها. في هذه اللحظة المسيح يُسلِم روحه إلى الكنيسة المولودة من جنبه الطَعين.
على جانبي ذراعي الصليب، نجد تصويرًا للشمس والقمر. الشمس بألوان حمراء ملتهبة، والقمر بألوان زرقاء غامقة مثل الليل المظلم، وهذان يرمزان إلى الأجرام وجميع العناصر السماوية التي تشارك في عمل المسيح لإعادة الخلق، والذي تحقق في محبّته الـمُضحِّية.
أمّا في قاعدة الصليب، تحت قدمي المسيح، فنجد تصويرًا للأرض على شكل كرة أرضية بألوان بُنّية مُحمرَّة، مستحضرةً آلام البشرية وحياتها على مرّ العصور.
خلاص العالم والرجاء
تُعبّر أيقونة «الصَليب الكوني» عن شمولية خلاص السيّد المسيح، وهِبة المصالحة الممنوحة للبشريّة كلّها، من خلال محبته الواهبة للذات على الصليب. هذا الفداء الكوني هو بالضبط ما تحتفل به السنة اليوبيلية التي افتُتحت حديثًا.
إنّ وجه المسيح الصافي، الذي سما بالآلام، بالإضافة إلى خلفيَّة الصليب الذهبية الـمُشعّة، تستحضر الرجاء الذي يجسِّده شعار هذه السنة اليوبيليَّة. وهذا ما أعلنه البطريرك بيتسابالا لدى افتتاح سنة اليوبيل، زمن النعمة، في بازيليك البشارة بمدينة الناصرة.
وقال: «بالرجاء نخلص، كما يقول القديس بولس، والرجاء هو الصليب الذي هو علامة ليس فقط للآلام بل أيضًا للمحبة والحياة الممنوحة للآخرين. أمنيتي لأبرشيتنا وللجميع، هي أنّه وحيث يبدو كل شيء قد انتهى ومات، إلّا إنّنا في الصليب نخلص، وفي الرجاء نخلص. يجب أن نفتح أعيننا على الله الذي يأتي بيننا، وفي هذه السنة المقدسة نبدأ من جديد، ونقلب الصفحة من جديد، ونغفر، ونخلِّص بالصليب وبمحبة المسيح».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس
إقرأ أيضاً:
لمى … من بين الخيوط خرجت الحكاية قصة إنسانية من مهرجان جرش للثقافة والفنون
صراحة نيوز – بدران محمد بدران
منذ خمسة أعوام، بدأت “لما” رحلتها بخيط وإبرة، وقلب مليء بالإصرار. فتاة من ذوي الهمم، اختارت أن تكون منتجة، لا متلقية، وأن تصنع بيديها ما يعجز عنه الكثيرون بالعزيمة وحدها. لم يكن العمل بالمشغولات اليدوية مجرد هواية، بل كان مشروع حياة، وبابا للاعتماد على الذات، وبوابة لخلق كيان اقتصادي ومعنوي متماسك.
في كل منتج كانت تصنعه، كانت تضع فيه جزءا من روحها، رسالتها، وهمّها الجميل. كل قطعة من أعمالها اليدوية تحكي قصة: قصة تحد، صبر، أمل، وكرامة. ومنذ خمس سنوات، لم تتوقف “لما” عن الحياكة، لا فقط حياكة الخيوط، بل حياكة الأمل والإصرار على أن تكون فاعلة في المجتمع.
هذا العام، جاءت “لما” إلى مهرجان جرش، لا كزائرة، بل كمشاركة… كبائعة… كفرد منتج له أثر وصوت. مهرجان جرش، بمشروعه للتنمية المجتمعية، فتح لها ولأمثالها باب رزق، وباب اعتراف، وباب أمل. لم يكن مجرد جناح لعرض المنتجات، بل منصة لتوصيل رسائل عميقة: أن الإنسان، مهما كانت ظروفه، قادر على العطاء… وأن جرش، ليس فقط مهرجان ثقافة وفنون، بل مهرجان إنساني، يحتضن الجميع.
تقول “لما” لموقع ديكابوليس خلال جولته في مهرجان جرش اليوم:
“من خمس سنين وأنا أشتغل وأبيع شغلي، لكن هاي السنة غير. هاي السنة مهرجان جرش خلاني أكون جزء من مشروعه المجتمعي، وقدمني للعالم. الناس شافوا شغلي، سمعوا قصتي، حسوا في. جرش خلاني مش بس أبيع، خلاني أكون إنسانة كاملة في نظر المجتمع، عندي دور ورسالة.”
وهنا تكمن عظمة مهرجان جرش: ليس فقط في العروض الفنية، ولا في الشعر والموسيقى، بل في الرسالة. مهرجان جرش، كما وثق موقع ديكابوليس اليوم، هو مشروع وطني بامتياز، يحمل في طيّاته رسائل تنموية وإنسانية عميقة. هو حاضنة للقصص، للطاقات، وللطموحات.
“لما” هي واحدة من تلك القصص التي نمت من بين الركام، ووجدت ضوءها في جرش…. وها هي، بكل فخر، ترفع صوتها:
“أنا لما… ومن جرش بدأت أحلامي تصير حقيقة.”