ماذا وراءَ الزيارات الرسمية إلى سوريا؟!
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
من المتعارَفِ عليه في أيةِ ثورة أَو انقلاب أن الدول في مختلف أنحاء العالم تتمهل في تحديد موقفها من تلك الثورة أَو ذلك الانقلاب؛ حتى تتضح الصورة بشكل كامل، وخَاصَّةً إذَا كان التغيير جذريًّا مثلما حدث في سوريا.
وبخلاف ما هو متعارف عليه فقد رأينا مسؤولين عربًا وأجانبَ يتقاطرون على دمشق جماعاتٍ وأفرادًا من وزراء ورؤساء استخبارات وغيرهم وآخرهم وزير خارجية فرنسا ووزيرة خارجية ألمانيا، وتلك الزيارات تؤكّـد حجم المؤامرة التي تحاك ضد سوريا وعلى المنطقة العربية، والدول التي سارعت إلى إرسال وفودها إلى دمشق للقاء حكام سوريا الجدد ترغبُ بالحصول على مكاسبَ وامتيَازات تثبت تواجدها في المنطقة.
وإذا ما قارنَّا بين ما يحدث في سوريا وبين ما حدث مع تجاربَ مماثلة وخَاصَّة ما حدث في أفغانستان فسوف نجد أن الفارق كبير؛ فبرغم من أن التجربتَينِ انطلقتا من خلفيات إسلامية أُصولية إلَّا أن معظمَ الدول رحَّبت بما حدث في سوريا وتجاهلت ما حدث في أفغانستان، ويبدو أن التاريخَ سوف يعيدُ نفسَه، حَيثُ كان الوضع في سوريا قبل الحرب العالمية الأولى 1914م غيرَ طبيعي؛ فقد أعلنت الدول الكبرى آنذاك مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا رعايتَها للطوائف المسيحية الكاثوليكية والأرثوذكسية والمارونية وغيرها وأصبحت تلك الدول تتدخّلُ في شؤون سوريا التي كانت تخضعُ للحكم العثماني من منطلق رعايتها لمصالح الطوائف المسيحية، واليوم من المتوقع أن الهدفَ الرئيسي للوفود التي تتقاطر على دمشق هو وضعُ شروط على الحكام الجدد يجب أن يتم الالتزامُ بها إذَا رغبت سوريا برفع العقوبات الدولية والأمريكية عنها وأن يتم قبولها عضوًا فعالًا في المجتمع الدولي، ومعظم تلك الشروط تؤثر على سيادة واستقلال البلاد، وَإذَا تم الالتزامُ بتلك الشروط سيصبح للدول الكبرى حق التدخل في شؤون البلاد تحت مبرّر حماية الأقليات والطوائف الدينية، وبذلك يعيد التاريخ نفسه.
والسبب الآخر والمهم لإسراع الدول المختلفة بإرسال وفود رسمية إلى سوريا هو مجاورتها للكيان الصهيوني، والتحَرّكات الجارية تهدف إلى ضمان أمن الكيان وعدم السماح لحكام سوريا الجدد حتى بالتفكير في مواجهة الكيان الصهيوني برغم التوسعات التي يقوم بها في الأراضي السورية ورغم احتلاله للجولان.
ومن خلال الزيارات العديدة إلى دمشق سوف تحصل سوريا على وعود كثيرة بالدعم السياسي والاقتصادي وإعادة الإعمار، ولكن في المقابل سوق تقعُ سوريا تحت احتلال من نوع جديد، وأن غدًا لناظره قريب.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ما حدث فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
أدرجت هولندا الاحتلال الاسرائيلي لأول مرة على قائمة الدول الأجنبية التي تشكل تهديداً للبلاد، مشيرة إلى المحاولات الإسرائيلية للتأثير على السياسة والرأي العام الهولندي من خلال التضليل، بحسب وكالة الانباء السورية “سانا”.
وأعربت وكالة مكافحة الإرهاب الرئيسية في هولندا عن قلق متزايد بشأن التهديدات المتزايدة من كل من إسرائيل والولايات المتحدة الموجهة ضد المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، محذراً من أن مثل هذا الضغط يهدد بإضعاف عمل المحكمة.
وأوضحت أن هولندا باعتبارها الدولة المضيفة للهيئات القانونية الدولية الرئيسية، تتحمل “مسؤولية خاصة” لحماية عملها من التدخل الخارجي.
و جاء ذلك في وثيقة صادرة عن وكالة مكافحة الإرهاب الرئيسية في هولندا، التي تعد المنسق الوطني الهولندي للأمن ومكافحة الإرهاب (NCTV)، بحسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
وتشير الوثيقة التي تحمل عنوان “تقييم التهديدات من الجهات الفاعلة في الدولة” إلى جهود إسرائيل التلاعب بالرأي العام الهولندي والتأثير على صنع القرار السياسي من خلال حملات التضليل.
وتتعلق إحدى الحوادث المذكورة في التقرير بوثيقة وزعتها وزارة إسرائيلية العام الماضي على صحفيين وسياسيين هولنديين عبر قنوات غير رسمية “تحتوي تفاصيل شخصية غير مألوفة وغير مرغوب فيها عن مواطنين هولنديين، وذلك في أعقاب توترات خلال تجمع لمشجعي فريق “مكابي تل أبيب” لكرة القدم في أمستردام”.