ميدان السبعين هو أحد أكبر ميادين العاصمة اليمنية صنعاء، يقع في قلب العاصمة وبالقرب من مقر الرئاسة، ويحمل دلالات رمزية شاهدة على الكثير من التحولات السياسية في البلاد.

 

سمي الميدان بهذا الاسم نسبة لملحمة حصار السبعين الذي ضربته القوات الملكية على الجمهوريين المتحصنين في العاصمة صنعاء، من أجل إسقاط الثورة والنظام الجمهوري ودام سبعين يوماً، (28 نوفمبر 1967 إلى 7 فبراير 1968م)، انتصر في نهايته الجانب الجمهوري والقوات الموالية للثورة.

 

اكتسب ميدان السبعين شهرته الرمزية من تلك الملحمة، باعتباره أيضا أكثر حضورا في المشهد السياسي اليمني بكل مراحله السياسية والمحورية والأحداث العاصفة باليمن.

 

الموقع الجغرافي

 

يقع الميدان في حي السبعين، بمساحة تقدر نحو 100 ألف متر مربع، ويحده من الشمال مستشفى السبعين ومن الغرب حديقة السبعين ومن الشرق جامع الصالح ومنصة الاحتفالات ومن جنوب شرق مقر الرئاسة وجبل النهدين.

 

وعلى الجهة الغربية منه نصبت فيه أهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.

 

استخدم الميدان كساحة عروض وميدان رئيسي للاحتفالات الرسمية الكبرى، مثل الاحتفال بأعياد الثورة والوحدة وتخرج الدفعات العسكرية والأمنية وساحة للتجمعات والحشود الجماهيرية التي تدعوا إليها الحكومة وتنظمها.

 

التوظيف السياسي والعسكري

 

ومع بداية الألفية الثالثة وتصاعد حدة التنافسات السياسية بين حزب المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) وأحزاب المعارضة وظف الميدان استخدم الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الميدان لتجمع الحشود الموالية له خاصة بدءً من العام 2006 في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 

وكان أول حشد لصالح حين عمل حركة عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية الأخيرة في يوليو/تموز 2005 الذي يحكم اليمن منذ 27 عاما أنه لن يترشح لفترة رئاسية أخرى بعد انتهاء فترته الحالية، حيث حشد مناصريه من مختلف المحافظات، إلى ميدان السبعين، كما أنزل افراد الجيش والأمن في الزي المدني، يناشدوه للعدول عن قراره.

 

يذكر أن التعديل الدستوري منح الرئيس صالح فترة رئاسية ثانية على اعتبار أن الرئاسة هناك مقيدة بفترتين زمنيتين مدة كل منهما سبع سنوات، وخلال نزول مناصريه إلى السبعين، زعم أنه عدل عن قراره رغبة لمطالب شعبه.

 

وفي ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية، عام 2011م ونصب الشباب مخيماتهم في ساحة التغيير أمام بوابة جامعة صنعاء بالعاصمة صنعاء، للمطالبة برحيل صالح، شرع الأخير في مظاهرات مضادة للثورة، وجعل من ميدان السبعين ساحة لمناصريه، فكان يحشدهم كل يوم جمعة، ويطل عليهم من منصة السبعين، يتوعد أحزاب المعارضة وشباب الثورة، طيلة العام ذاته، قبل أن ينتهي برحيله وتسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي في فبراير 2012م.

 

بعد تحالف صالح مع جماعة الحوثي واسقاط العاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، وانطلاق العملية العسكرية "عاصفة الحزم" لدول التحالف العربي بقيادة السعودية، دعما للرئيس هادي حينها، استخدم صالح والحوثي ميدان السبعين لحشود مناصريهما تنديدا بما سموه "عدوان" التحالف العربي، ودعما لحشد المواطنين إلى جبهات القتال.

 

وأثناء توتر العلاقة بين صالح والحوثي في العام 2017، دعا صالح مناصريه للاحتشاد إلى السبعين، فيما الحوثيين رفضوا ذلك، وتطورت تلك الصراعات إلى اشتباكات ومواجهات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين الحليفين، انتهت بمقتل صالح.

 

وظلت جماعة الحوثي تحشد مناصريها إلى ميدان السبعين في فعاليات متقطعة خلال السبعة الأعوام الأخيرة بعد التخلص من حليفها صالح.

 

ومع إطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023م، أعلنت جماعة الحوثي دعمها لغزة، كما تحشد كل يوم جمعة مناصريها تنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه على غزة ولبنان واليمن، ودعما للحوثيين في مواصلة استهدافهم لسفن الشحن بالبحر الأحمر وتنفيذ هجماتهم على مدن إسرائيلية.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء ميدان السبعين صالح الحوثي میدان السبعین

إقرأ أيضاً:

ملك القلوب..مصر تكرم الدكتور مجدي يعقوب بوضع تمثال من البرونز في ميدان الكيت كات

تحتفي مصر قاطبة، والعالم أجمع بالجراح العالمي البارز، طبيب القلوب الدكتور السير مجدي يعقوب، ويعلم الجميع قدره ومقداره، وفي لفتة كريمة تليق بمكانته وإسهاماته الجليلة في خدمة الإنسانية ورفعة الوطن، أعلنت وزارة الثقافة عن مشروع إقامة تمثال له في قلب ميدان الكيت كات بعد تطويره، ليليق باسم ومكانة الجراح العالمي.

أقيمت احتفالية في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور كوكبة من الشخصيات المرموقة، على رأسهم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، والدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، والنحات الدكتور عصام درويش، الذي سيتولى تصميم التمثال وتنفيذه، إلى جانب المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والمهندس حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، ولفيف من الشخصيات العامة والوطنية.

الدكتور مجدي يعقوب: أحب مصر كما أحب عملي

وعبر السير مجدي يعقوب عن امتنانه العميق لهذا التكريم الوطني، مؤكدًا حبه لمصر وعمله وشغفه بالفن والثقافة، قائلًا: "أحب مصر كما أحب عملي، وأحب كذلك الفن والثقافة، وأرى أن الطب والثقافة هما من يصنعان قيمة للحياة". 

وأضاف ملك اقلوب، اعتبر هذا التكريم اعترافًا بقيمة العلم والعمل الإنساني بشكل عام، لا لشخصه فحسب. وأضاف أن حضارة الشعوب ونموها يرتبطان بالثقافة التي تشمل تكريم خدمة المجتمع والعلم والبحث العلمي والفن، مؤكدًا أن العلم والصحة لا يكتملان دون الفن، وأن الثقافة بكل عناصرها تمنح الحياة معناها الحقيقي. تمنى يعقوب أن يكون هذا التكريم مصدر إلهام للشباب المصري الطموح لخدمة الإنسانية.

وزير الثقافة: تكريم "ملك القلوب" قدوة للأجيال

أكد الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أن مصر قد أنعم عليها برجال أفنوا حياتهم في خدمة الإنسان بعلمهم وقلوبهم، وعلى رأسهم السير مجدي يعقوب. وصفه بأنه ليس مجرد طبيب موهوب وجراح عالمي، بل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، آمن بأن الطب رسالة رحمة ومحبة وأن الشفاء يأتي من القلب أيضًا. 

وأشار الوزير إلى أن هذا التمثال سيُجسد مسيرة "ملك القلوب" الملهمة، ليكون رمزًا للقيم التي يمثلها ورسالة إلهام متجددة للأجيال. وأوضح أن المشروع جزء من مبادرة أوسع لوزارة الثقافة لتكريم الرموز المصرية التي تركت أثرًا عميقًا في قلوب الناس وساهمت في بناء الوطن، مؤكدًا أن الثقافة تشمل الاحتفاء بمن أضاءوا طريق الآخرين بإنسانيتهم وعطائهم. وشدد على ضرورة توفير قدوات حقيقية للشباب تلهمهم وتوجههم نحو القيم التي تُبنى بها الأوطان. واختتم كلمته بتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع.

وزير الصحة والسكان: التكريم منهجية الدولة في العرفان

من جانبه، أشار الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، إلى أن هذا المشروع يجسد منهجية الدولة المصرية في تكريم أبنائها الذين يرفعون رايتها بإسهامات بناءة.

ووصف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، السير مجدي يعقوب بأنه قيمة مصرية عالمية ورمز للتفاني والإنسانية، مؤكدًا أن مشروعاته وخدماته، خاصة في صعيد مصر، تعكس حبًا حقيقيًا لوطنه وشعبه، بالإضافة إلى جهوده في دعم وتأهيل شباب الأطباء. واعتبر إقامة التمثال خطوة مستنيرة ورسالة تقدير للأجيال القادمة بأن القدوة الحقيقية تكمن في من يخدمون الإنسانية بإخلاص.

تفاصيل المشروع والموقع الاستراتيجي

استهلت فعاليات المؤتمر بالسلام الوطني وعرض تقديمي قدمه المهندس محمد أبو سعدة تحت شعار "معًا لإعلاء قيم الجمال في مصر"، واستعرض خلاله تفاصيل المشروع وموقع التمثال ودلالاته الرمزية. 

وأوضح أبو سعدة أن التمثال سيُقام في ميدان الكيت كات بحي إمبابة، بالقرب من معهد القلب، ما يمنحه دلالة رمزية مرتبطة بمسيرة الدكتور يعقوب نظرًا لتردد آلاف المرضى يوميًا على المنطقة.

محافظ الجيزة: توثيق رمز إنساني وعلمي وتطوير شامل

أكد المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، أن المشروع يهدف لتوثيق اسم الدكتور مجدي يعقوب كرمز إنساني وعلمي ملهم. وأشار إلى أن اختيار ميدان الكيت كات جاء لكونه مركزًا حيويًا وملاصقًا لمعهد القلب، ما يضفي بعدًا بصريًا وإنسانيًا على التمثال. وأوضح أن المحافظة ستنفذ خطة تطوير شاملة للمنطقة، تشمل الأرصفة والحركة المرورية والمظهر الحضاري، بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري. 

وأضاف محافظ الجيزة، أنه سيتم تنفيذ التمثال من خلال بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الثقافة ومحافظة الجيزة، حيث تتولى وزارة الثقافة الجانب الفني والإشراف، وتوفر المحافظة التمويل وتهيئ الموقع. واختتم المحافظ بالتأكيد على أن "هذا المشروع يجسد روح الوفاء والتقدير، ويبعث برسالة واضحة بأن مصر لا تنسى أبناءها الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والإنسانية".

النحات عصام درويش: تمثال يجسد الروح الإنسانية

أعرب الفنان والنحات الدكتور عصام درويش عن فخره بالمشاركة في تخليد هذه القامة الوطنية. أوضح أن التمثال سينفذ من خامة البرونز بارتفاع 6 أمتار، على قاعدة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، وسيجسد الروح الإنسانية للدكتور يعقوب وعلاقته بتلاميذه، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال نحو 8 أشهر، ليأخذ مكانه في قلب ميدان الكيت كات كعلامة فنية وإنسانية مميزة.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير ميدان الخالدين وحديقة الفردوس بأشمون
  • كيف تعاملت جماعة الحوثي في اليمن مع قصف إسرائيل وأمريكا لإيران؟ وما الدلالات؟ (تحليل)
  • ملك القلوب..مصر تكرم الدكتور مجدي يعقوب بوضع تمثال من البرونز في ميدان الكيت كات
  • تعلن الهيئة العامة للأراضي فرع محافظة صنعاء بان الاخ عبدالله صالح المطري تقدم إليها بطلب تسجيل بصيرته
  • تجاوزت السبعين ضحية.. حصيلة جديدة لهجوم الكنيسة الدامي في دمشق
  • تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
  • عقب وضع تمثال مجدي يعقوب.. «الكيت كات» يتحول إلى ميدان «ملك القلوب»
  • لنقل المقر.. وزير الرياضة يلتقي الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم
  • الرهوي يتفقد العمل بمشروع سفلتة الشارع الرئيسي في جامعة صنعاء
  • المدرب يدخل الميدان