متخصصون: متحور كورونا الجديد يضرب “منطقة محددة” في الجسم
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
كشفت لجنة مكافحة فيروس كورونا في مصر، عن اعراض المتحور الجديد لفيروس كورونا EG.5، مبينة انه يستهدف منطقة محددة في الجسم تتمثل بجهاز التنفس العلوي.
وقال رئيس اللجنة المصرية الدكتور حسام حسني، إن المتحور الجديد EG.5 يتميز بسرعة انتشاره فقط، دون وجود تباين في أعراضه أو شدتها مقارنة بالمتحورات الأخرى لفيروس كورونا.
وأشار إلى أن المتحور EG.5 يؤثر فقط على الجهاز التنفسي العلوي.
وأكدت وزارة الصحة العراقية في وقت سابق، عدم تسجيل العراق أي إصابة بمتحور كورونا الجديد (إي جي 5) المعروف باسم “آيريس” حتى الان.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
إنفلونزا غامضة تهاجم المصريين في غياب الصحة
فيروس خطير اجتاح الأجواء مؤخرا، أصيب به الصغار والكبار معا، وبسببه تشهد غرف الطوارئ فى عدد كبير من المستشفيات ازدحامًا ملحوظًا، ناهيك عن الكثير من العائلات التى أصيب جميع أفرادها بأعراض متشابهة تشمل الكحة المستمرة، والارتفاع الشديد فى درجات الحرارة المصحوبة بإرهاق شديد وتكسير فى عضلات الجسم، وتصل الأعراض إلى ضيق فى التنفس وفى بعض الأحيان يصاب البعض بمغص شديد وإسهال.
هذا المشهد أعاد للأذهان أجواء الأسابيع الأولى لانتشار فيروس كورونا؛ وقتها كانت الصورة ضبابية والقلق عامًا تمامًا، فشهادات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى تتزايد حول ما يصفونه بـ«أدوار غريبة» من نزلات البرد تضرب البيوت دفعة واحدة، تنتقل أعراضها بسرعة بين أفراد الأسرة، بينما يظل الأطفال الأكثر معاناة مع نوبات كحة طويلة ومرهقة تمتد لعدة أيام.
كلة تمام
وفى الوقت الذى تمارس فيه الحكومة عادتها القديمة بالتصريحات الوردية وأن «كله تمام» ظهرت أحاديث مثناثرة عن وجود متحور جديد لفيروس كورونا مما أثار الرعب فى نفوس ملايين المواطنين، ومع تكرار الشكاوى فى محافظات عديدة، بات كثيرون مقتنعين بأن ما يحدث يتجاوز فكرة «نزلة برد موسمية»، وأن هناك احتمالًا لظهور متحور جديد يشبه بدايات كورونا، حتى لو لم يعلن عنه رسميًا.
ورغم هذا الجدل نفت وزارة الصحة تمامًا وجود أى متحور جديد، مؤكدة أن الأعراض المنتشرة تدخل ضمن إطار الفيروسات الشتوية المعتادة، إلا أن هذا النفى لم ينجح فى تهدئة مخاوف كثير من المواطنين، الذين يشاهدون بأنفسهم تزايد الضغط على أقسام الطوارئ وتطور حدة الأعراض بشكل لافت.
استنفار داخل المدارس
وزارة الصحة تنفى ومديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة تعترف بوجود هذا الفيروس، إذ أصدرت تعليمات للإدارات التعليمية، بوضع الخطط الاستباقية للوقاية من الأمراض والفيروسات المتوقعة ومنها فيروس ماربورج، المسبب لارتفاع درجة الحرارة، والرعشة، والتهاب العينين والأذن، والالتهاب الرئوى أو الشعبى، حفاظًا على الصحة العامة للطلاب بجميع المراحل التعليمية.
وأكدت مديرية التعليم بالقاهرة، التنبيه على جميع المدارس التابعة لها الالتزام بالتعليمات والإجراءات التالية: (اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة الأمراض المعدية - مراعاة الكثافة العامة للمدارس والتهوية الجيدة للفصول الدراسية - التأكد من نظافة دورات المياه واستخدام المطهرات وتوفير الصابون - عقد ندوات للتثقيف الصحى لرفع الوعى الصحى لدى الطلاب، والتركيز على السلوك الصحى والنظافة الشخصية ومعرفة الطلاب لطرق العدوى وكيفية الوقاية منها - وجود صندوق الإسعافات الأولية بالأدوار والعيادة، ويشمل الأجهزة والمعدات المستعملة أثناء الجائحات جهاز قياس الحرارة، وسماعة طبية، وجهاز الضغط وخافض لسان، وقفازات، وكمامات ومنظفات ومطهرات).
كما شددت المديرية على وجود أدوات تثقيفية بوسترات ومطويات تضمن نصائح وإرشادات للوقاية من الفيروسات، والابتعاد عن التجمعات، والتشديد على ارتداء الكمامة، وتفعيل دور لجنة السلامة والصحة المهنية وتأمين بيئة العمل، ووضع خطة بالمدارس لاتخاذ الإجراءات الوقائية الاستباقية قبل ظهور الفيروس، واجتماع مع العاملين بالمدارس (أعضاء هيئة التدريس - الموظفون - العمال) لتحديد مهام الفريق وعرض الخطة إذا حدث وباء، وكيفية الوقاية، وتحويل الحالات المشتبه فيها إلى غرفة العزل المخصصة لذلك بالإدارات والمدارس التابعة، وتعقيم الفصول ونظافتها وتهويتها، وموافاة إدارة الأزمات والكوارث بالمديرية بكافة الحالات المصابة والإجراءات التى اتخذت لمعالجتها والوقاية مع ذكر اسم الطالب والصف.
تفسير دقيق
وسط هذا التضارب، يصبح البحث عن تفسير طبى دقيق ضرورة ملحّة. فهل نحن أمام موجة قوية من فيروسات الشتاء المعتادة مثل الإنفلونزا، والفيروس التنفسى المخلوى RSV، وفيروسات أخرى تتزامن فى وقت واحد مما يزيد حدة الأعراض؟ أم أن هناك نمطًا جديدًا للعدوى لم يصل بعد إلى مرحلة الإعلان الرسمى؟
سؤال يتكرر يوميًا بينما تواصل الأعراض انتشارها لمدد أطول من المعتاد ويزداد معها قلق المواطنين خاصة فى غياب وجود معلومات قاطعة، ليجد الناس أنفسهم حائرين بين ما تعلن عنه الوزارة وما يلاحظونه داخل بيوتهم.
لذلك بحثت «الوفد» عن تفسير لهذا الوضع الغريب فلجأنا للدكتور محمود عبد المجيد استشارى الأمراض الصدرية، والذى أكد أن الموجة الحالية من الأعراض المنتشرة بين الأطفال والكبار مثل الكحة المستمرة، النهجان، ارتفاع الحرارة، والإرهاق العام لا تعنى بالضرورة ظهور فيروس جديد أو متحور خطير، بل تأتى ضمن النشاط الطبيعى للفيروسات التنفسية فى هذا الوقت من العام، مشيرًا إلى أن ما نراه داخل العيادات وأقسام الطوارئ يوضح انتشارًا واسعًا للإنفلونزا الموسمية وأنواع أخرى من الفيروسات الشائعة، التى قد تشهد تحورات بسيطة لا تشكل خطرًا استثنائيًا.
ويشرح عبد المجيد أن التشخيص لا يمكن أن يعتمد على الأعراض فقط، لأن معظم الفيروسات التنفسية تتشابه فى علاماتها، سواء كانت إنفلونزا، RSV، أو نزلات برد عادية، ولهذا يحتاج بعض المرضى إلى تقييم طبى، خاصة إذا كانت الأعراض شديدة أو أطول من المعتاد.
ويضيف أن بيانات وزارة الصحة تتوافق مع المشاهدات السريرية داخل المستشفيات، حيث تشير جميعها إلى أن الحالات الحالية ناتجة عن سلالات الإنفلونزا الموسمية، دون وجود أى مؤشرات على فيروس جديد أو نمط انتشار مختلف.
ويطمئن الدكتور عبد المجيد المواطنين، موضحًا أن المضاعفات الخطيرة التى صاحبت بدايات كورونا كالالتهاب الرئوى الحاد أو الانخفاض الشديد فى الأكسجين غير موجودة الآن، إذ تتعافى أغلب الحالات خلال أيام حتى لو بدأت الأعراض بعنف، بشرط الالتزام بالعلاج والراحة. موضحًا أن الأطفال قد يستمر لديهم السعال لفترة أطول بسبب حساسية مجرى الهواء، لكن ذلك لا يعد مؤشرًا للخطر طالما ظلت حالتهم العامة مستقرة.
أما بخصوص العلاج، فيؤكد أن البروتوكول المعتمَد يعتمد على الراحة، الإكثار من السوائل الدافئة، التغذية المناسبة، وخافضات الحرارة، مع اختيار أدوية السعال وفق نوعه، وفى بعض الحالات يلجأ الأطباء إلى جلسات البخار أو البخاخات، خصوصًا عند وجود صفير أو ضيق فى التنفس، ويشدد على أن المضادات الحيوية لا تستخدم إلا عند وجود دلائل واضحة على عدوى بكتيرية، مثل استمرار الحرارة لفترات طويلة أو ظهور مؤشرات فى الأشعة والتحاليل.
وأشار إلى ضرورة استشارة الطبيب فور ظهور علامات مقلقة، مثل صعوبة التنفس، خمول شديد لدى الأطفال، حرارة لا تستجيب للأدوية، أو استمرار الأعراض لأكثر من المعتاد. واختتم الدكتور عبد المجيد حديثه مؤكدًا أن التعامل الهادئ والمتابعة السليمة كافيان لعبور هذه الموجة دون مبالغة فى القلق، وأن ما نشهده يدخل ضمن الدورة الشتوية الطبيعية للفيروسات التنفسية فى مصر.
موجات فيروسية
واستكمل الحديث الدكتور وجدى جرجس، استشارى الأطفال وحديثى الولادة، موضحا أن الأدوار المنتشرة حاليًا لا تختلف كثيرًا عن موجات الفيروسات الموسمية التى تظهر كل عام فى هذا التوقيت، خاصة خلال شهرى نوفمبر وديسمبر قبل دخول الشتاء، وأضاف أن هذه الأعراض شاهدناها لسنوات طويلة قبل ظهور جائحة كورونا لكن الناس أصبحت أكثر حساسية وقلقًا بعد الوباء، ما يجعل أى موجة برد تفسر فورًا على أنها متحور جديد.
وأشار الدكتور وجدى إلى أن أكثر الفيروسات انتشارًا بين الأطفال حاليًا هو الفيروس المخلوى التنفسى (RSV)، وهو فيروس معروف يسبب كحة شديدة ورشحًا وارتفاعًا فى الحرارة وصعوبة فى التنفس، وتستمر أعراضه من 5 إلى 10 أيام. كما لفت إلى انتشار فيروس الروتا المسبب للنزلات المعوية، بالإضافة إلى مرض اليد والقدم والفم الذى يظهر على هيئة قرح بالفم وحبوب فى اليدين والقدمين، فضلًا عن موجات الأنفلونزا والبرد المعتادة.
وأوضح أن الحديث المتداول عن ظهور سلالة جديدة من متحور كورونا لا يستند إلى أى دلائل طبية حتى الآن، مؤكدًا: «إحنا فى العيادات ما شوفناش أى أعراض تشير لمتحور جديد، الأعراض هى نفسها اللى بنشوفها كل سنة».
وحول أسباب زيادة الانتشار هذا الموسم، أوضح أن الحضانات والمدارس تمثل بيئة خصبة لانتقال العدوى، خاصة مع ذهاب الأطفال المرضى بسبب ضغوط الامتحانات والتقييمات، مما يرفع معدلات الإصابة بشكل ملحوظ.
وقال إن التعامل المنزلى مع الحالات يبدأ بالراحة وتدفئة الطفل وتناول السوائل وأدوية خفض الحرارة، ومراقبة الأعراض خلال 24 ساعة. أما الرُّضع تحت سنة، فيؤكد أنهم الفئة التى لا يجب الانتظار معها مطلقًا، لأن حالتها قد تتدهور بسرعة. وتشمل علامات الخطر: صعوبة التنفس، صفير بالصدر، نهجان مستمر، رفض الأكل والشرب، الحرارة غير المستجيبة للأدوية، أو وجود زرقة بالشفاه.
وشدد الدكتور وجدى على ضرورة مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوع، أو إذا كان الطفل يعانى من حساسية صدر أو أنف، أو إذا ظهرت أعراض شديدة مثل القىء والإسهال مع الحرارة والكحة، قائلًا: «الأم ما تقلقش.. بس لازم تعرف إمتى توقف وتطلب مساعدة طبية».
إنفلونزا موسمية
كما أكد الدكتور أحمد غانم دكتور الأطفال، أن الموجة المنتشرة حاليًا ليست مرتبطة بأى متحور جديد لفيروس كورونا كما يتداول البعض، بل هى بحسب متابعته للحالات متحور قوى من فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وهو أمر يحدث كل عام لكن شدته تختلف من موسم لآخر.
وقال إن الإنفلونزا بطبيعتها فيروس متغير، ويشهد طفرات سنوية تجعل الأعراض أكثر قسوة فى بعض الفترات، وهذا بالضبط ما حدث هذا الموسم. وأضاف: «إحنا شايفين إن دور الإنفلونزا السنة دى أشد فعلًا، وبيمسك الأسرة كلها وبيطول، لكن مفيش أى مؤشر إنه كورونا أو متحور جديد».
وأوضح غانم أن الأعراض المنتشرة من ارتفاع شديد فى الحرارة، وكحة مستمرة، وآلام فى الجسم، والتهاب بالحلق، وإرهاق واضح كلها تتماشى مع صورة الإنفلونزا المتحورة، خاصة مع تغير الجو وتقلبات الطقس بين البرودة والدفء، وهو ما يفتح الباب لانتشار الفيروسات بسرعة.
وأشار إلى أن تزامن إصابة الأطفال والبالغين فى نفس الوقت ليس دليلًا على وجود فيروس جديد، بل على العكس هو نمط معروف فى مواسم الإنفلونزا لكن الناس أصبحت أكثر حساسية بعد تجربة كورونا. وقال: «التخوف مش غلط.. بس لازم نفرق بين إنفلونزا شديدة وبين كورونا واللى شايفه فى المستشفيات اليومين دول أقرب للإنفلونزا القوية مش أكتر».
وحول الضغط الكبير داخل الطوارئ، أوضح أن السبب يعود إلى انخفاض المناعة العامة لدى كثير من الناس بعد فترات طويلة من البقاء فى البيوت خلال سنوات الجائحة، بالإضافة إلى الازدحام فى الحضانات والمدارس، حيث تنتقل العدوى بسرعة كبيرة بين الأطفال.
واستكمل: «الإنفلونزا المتحورة بتتنقل بسهولة جدًا، وده بيخلى البيوت كلها تمرض فى نفس التوقيت».
وأكد أن التعامل مع الحالات يعتمد على الراحة التامة، وشرب السوائل، وخافضات الحرارة، والمتابعة الدقيقة لدرجة التنفس، خصوصًا لدى الأطفال تحت عامين. وإذا استمرت الحرارة أكثر من 3 أيام أو ظهرت علامات تعب واضح، فيجب التوجه للطبيب فورًا.
واختتم الدكتور غانم حديثه قائلًا: «الموسم ده قوى بس فى الآخر هو إنفلونزا. مهم نفهم ده عشان نقلل القلق ونركز على العلاج السليم بدل ما ندور على اسم فيروس مش موجود».