يجتمع وفد إيراني في إسطنبول -اليوم الجمعة- مع مبعوثين فرنسيين وبريطانيين وألمان لاستئناف المحادثات بشأن برنامج إيران النووي، في وقت تهدّد فيه الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.

وأوضح مصدر أوروبي أن الأوروبيين يستعدّون لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات "في حال عدم التوصل إلى حل تفاوضي" داعيا الإيرانيين لاستئناف تعاونهم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي المقابل، قالت الخارجية الإيرانية إن "اجتماعنا مع الترويكا الأوروبية اليوم فرصة لاختبار واقعيتها وتصحيح نظرتها بشأن الملف النووي" الإيراني.

وأضاف البيان الإيراني "نأمل أن تستفيد بريطانيا وفرنسا وألمانيا من اجتماع اليوم لتعويض مواقفها غير البناءة السابقة".

وكان كاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية الإيراني -الذي سيشارك بمحادثات إسطنبول- وصف الثلاثاء الماضي اللجوء إلى آلية "سناب باك" بأنّه "غير قانوني بتاتا" مؤكدا أنّ الدول الأوروبية "أنهت التزاماتها" بعدما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.

وأضاف غريب آبادي "لقد حذّرناهم من المخاطر، لكنّنا ما زلنا نسعى إلى أرضية مشتركة".

وسبق لطهران أن هددت بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي التي تضمن الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، إذا ما أعاد الأوروبيون فرض العقوبات الأممية عليها.

وتحمّل إيران وكالة الطاقة الذرية جزءا من المسؤولية عن الضربات الإسرائيلية والأميركية التي طالت أراضيها، وقد علقت رسميا كل أشكال التعاون مع هذه الوكالة الأممية مطلع تموز/يوليو الجاري.

وسيكون هذا أول اجتماع بين الطرفين منذ شنّت إسرائيل هجوما واسع النطاق على إيران منتصف يونيو/حزيران، ضربت خلاله مواقع نووية وعسكرية رئيسية مما أشعل فتيل حرب بين الطرفين استمرت 12 يوما وتدخّلت فيها الولايات المتّحدة بضرب 3 مواقع نووية إيرانية.

إعلان

والدول الغربية الثلاث -بالإضافة إلى الولايات المتّحدة والصين وروسيا- هي الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران، ونص على فرض قيود كثيرة على النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي لعقوبات الأمم المتحدة عن طهران.

لكن الولايات المتحدة انسحبت عام 2018 من هذا الاتفاق من جانب واحد خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران.

وبالمقابل، تمسكت باريس ولندن وبرلين باتفاق 2015، مؤكدة رغبتها بمواصلة التجارة مع إيران، مما جنب الأخيرة إعادة فرض العقوبات الأممية أو الأوروبية عليها.

لكن هذه العواصم الأوروبية الثلاث تتهم اليوم طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها وتهدّدها بإعادة فرض العقوبات بموجب آلية منصوص عليها بالاتفاق. وبمجرد انتهاء صلاحية هذه الآلية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل يمكن إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.

"فخر وطني"

وبعد الحرب، جددت إيران تأكيدها على أنّها لن تتخلى عن برنامجها النووي، واصفة إياه على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي بأنه مسألة "فخر وطني".

وأكد عراقجي مجددا أمس أنه "من المهم لهم (الأوروبيين) أن يعلموا أن مواقف إيران ثابتة وأن تخصيبنا سيستمر".

وغادر مفتشو "الطاقة الذرية" إيران إثر قرارها تعليق التعاون معهم، لكنّ فريقا فنّيا من الوكالة سيزور طهران قريبا بعد أن أعلنت أنّ التعاون بين الطرفين سيتّخذ "شكلا جديدا".

وأكّد عراقجي أنّ أنشطة تخصيب اليورانيوم "متوقفة حاليا" بسبب الأضرار "الجسيمة والشديدة" التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأميركية والإسرائيلية.

ولا تزال الهوة واسعة جدا بين واشنطن وطهران بشأن قضية تخصيب اليورانيوم، إذ تعتبر الأخيرة هذه الأنشطة حقّا "غير قابل للتفاوض" بينما تعتبرها واشنطن "خطا أحمر".

ووفق وكالة الطاقة الذرية فإنّ إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تُخصّب اليورانيوم إلى مستوى عال (60%). وهذا المستوى يتجاوز بكثير الحد الأقصى البالغ 3.67% المنصوص عليه بالاتفاق الدولي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى، لكنه أدنى من مستوى الـ90% اللازم لصنع قنبلة نووية.

وتنفي إيران الاتهامات الغربية والإسرائيلية لها بالسعي لصنع قنبلة ذرية، مؤكدة أنّ برنامجها النووي مدني وأهدافه سلمية محض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات

إقرأ أيضاً:

إيران تؤكد استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية في إسطنبول

البلاد (إسطنبول)  

تستعد إيران لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا، ألمانيا، فرنسا)، غداً الجمعة، في مدينة إسطنبول، في خطوة تأتي بعد شهور من الجمود الدبلوماسي. وبحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، ستُعقد المحادثات عند الساعة 9:30 صباحاً داخل القنصلية الإيرانية في إسطنبول، بمشاركة مسؤولين كبار من الجانبين.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قد أعلن في وقت سابق أن بلاده وافقت على هذه الجولة بناءً على طلب أوروبي، مشيراً إلى أن المفاوضات ستُعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، ويمثل طهران فيها كل من مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي.

وفي تصريحات لافتة قبل انطلاق اللقاء، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، أن بلاده منفتحة على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، لكنه اشترط لذلك “الاعتراف بحقوق إيران النووية بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي”، إضافة إلى تقديم ضمانات بعدم التعرض لهجوم عسكري، وبناء الثقة المتبادلة بين الطرفين.

وفي سياق متصل، كشف آبادي عن موافقة إيران على استقبال فريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأسابيع المقبلة، لمناقشة ما وصفه بـ”آلية جديدة” تنظم العلاقة بين الجانبين، مشدداً على أن الوفد سيزور طهران لمناقشات تقنية دون إجراء زيارات ميدانية إلى المواقع النووية.

ولم يصدر تعليق رسمي من الوكالة الدولية على تصريحات المسؤول الإيراني، غير أن متحدثاً باسمها أكد أن المدير العام رافائيل غروسي “يواصل تواصله الفعّال مع جميع الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني”، مجدداً الدعوة لتمكين المفتشين من استئناف مهامهم داخل إيران، ولا سيما بعد الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في الأسابيع الماضية.

وفي هذا الإطار، أكد غريب آبادي أن بلاده تقيّم حالياً الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية النووية نتيجة تلك الهجمات، قائلاً: “نحن بانتظار تقرير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، حيث لا تزال هناك مخاطر إشعاعية تعيق الوصول إلى بعض المناطق المتضررة”.

وتأتي هذه التطورات في ظل حالة من الترقب الدولي لمسار الملف النووي الإيراني، الذي يواصل التأرجح بين الانفراج المشروط والتصعيد السياسي، وسط قلق متزايد من انزلاق المنطقة نحو مواجهة مفتوحة في حال فشل الجهود الدبلوماسية.

مقالات مشابهة

  • خلال أيام.. مفاوضات نووية جديدة بين إيران ودول الترويكا في إسطنبول
  • جولة محادثات نووية جديدة بين إيران وأوروبا في إسطنبول.. وتهديد بتفعيل آلية الزناد
  • عاجل. طهران بعد اللقاء مع الترويكا الأوروبية: المحادثات كانت جادة وصريحة
  • اجتماع إيراني-أوروبي في إسطنبول لبحث برنامج طهران النووي
  • استئناف المحادثات النووية في إسطنبول.. تهديدات أوروبية بعودة العقوبات
  • إيران والترويكا الأوروبية تناقشان البرنامج النووي في اسطنبول.. أي أفق للتسوية والاتفاق؟
  • غدا.. انعقاد جول المفاوضات بين إيران والترويكا الأوروبية في إسطنبول
  • إيران تكشف عن شروطها لاستئناف المحادثات النووية مع أمريكا
  • إيران تؤكد استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية في إسطنبول