يمثل العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة عامل ضغط على الجانب الإسرائيلي لأنه يؤكد عجزها عن استعادة أسراها أحياء بالقوة، ويفاقم الأزمة الداخلية، كما يقول المحللان السياسيان سعيد زياد وسليمان بشارات.

ففي وقت سابق اليوم الأربعاء أعلن جيش الاحتلال عن عثوره على جثة الأسير الزيادنة في نفق بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وقال إنه وجد متعلقات تخص حمزة (نجل الأسير القتيل)، مما يثير مخاوف بشأن مصيره.

وقال الجيش والشاباك، في بيان مشترك، إن الزيادنة أسر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقتل خلال وجوده في الأسر.

وفي حين أكد الجيش مواصلة العمل على استعادة كافة الأسرى بأسرع وقت، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الحكومة "ستبذل قصارى جهدها للوفاء بالتزامها بشأن استعادة كافة المخطوفين الأحياء والأموات".

وحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتبار العثور على جثة الزيادنة ناجحا استخباريا، فهنأ الجيش والشاباك على هذه العملية التي وصفت بالمعقدة.

فشل استخباري

لكن زياد يقول إن استعادة جثث الجنود الأسرى "يعتبر فشلا إسرائيليا وليس نجاحا كما يحاول الجيش ونتنياهو القول، لأن هذا الأسير وغيره كان من الممكن استعادتهم أحياء لو لم تتمسك تل أبيب بمسألة استعادتهم بالقوة".

إعلان

ويعزز العثور على جثة هذا الأسير الفشل الاستخباري الإسرائيلي ويؤكد أن استعادة بقية الأسرى أحياء "لن يكون إلا عبر اتفاق، كما حدث في الصفقة الأولي"، كما يقول زياد.

وفي الوقت الراهن، لن تتمكن المقاومة من تقديم أي معلومة بشأن الأسرى الأحياء للجانب الإسرائيلي ما لم توفر إسرائيل الهدوء في القطاع وتمنح مقابلا للسكان الذين دفعوا ثمنا باهظا، حسب زياد.

ودون هذا الهدوء "لن تكون المقاومة قادرة على معرفة مصير الأسرى في جباليا مثلا كونها تتعرض لإبادة كاملة من جانب قوات الاحتلال"، وفق زياد.

ويرى المحلل السياسي أن وقف الحرب "أصبح مطلبا عمليا من أجل تحديد مصير عدد كبير من الأسرى الذين لن تغامر المقاومة أبدا بتقديم معلومات مجانية عنهم لأي طرف تحت أي ضغط".

وخلص زياد إلى أن العثور على جثة الزيادنة "ورقة تضاف إلى رصيد المقاومة أكثر من رصيد إسرائيل لأن الإسرائيليين سيتحدثون عن أن هذا الأسير كان من الممكن استعادته حيا، مما يعني مزيدا من الضغط على المفاوض الإسرائيلي وليس الفلسطيني".

وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن الاتفاق الجاري بحثه "سيأتي متأخرا جدا ليوسف الزيادنة الذي كان يجب أن يعود حيا لعائلته".

صدمة للشارع الإسرائيلي

وشددت الهيئة على أن الوقت "قد حان لتهيئة الظروف لاستعادة جميع المختطفين الأحياء لإعادة تأهيلهم والقتلى لدفنهم بشكل لائق"، فيما نقلت صحيفة معاريف عن والد أحد الأسرى قوله إن خبر استعادة جثة الزيادنة "دليل على أن القتال لن يعيد المخطوفين".

وتعكس هذه المواقف -حسب المحلل السياسي سليمان بشارات- الوقع الكبير لاستعادة الجثث على الشارع الإسرائيلي الذي ربما يتجه نحو الاضطراب نتيجة الصدمة التي تلقاها اليوم.

كما أن الرواية المتناقضة التي أصدرها الجيش بشأن العثور على جثة نجل الزيادنة ثم التراجع والقول إنه عثر على أدلة تخصه، تؤكد للشارع الإسرائيلي أن العملية لم تكن نتيجة جهد استخباري كما يقال، برأي بشارات.

إعلان

ليس هذا وحسب، فقد ذهب المحلل السياسي للقول إن هذه العملية برمتها قد تكون بترتيب من المقاومة التي ربما حاولت إثارة الشارع الإسرائيلي في هذا التوقيت بالذات لتأكيد حقيقة أن الضغط العسكري لن يعيد الأسرى.

وختم بشارات بأن إسرائيل كلها بما فيها الشارع والمعارضة تتحمل مسؤولية مقتل هؤلاء الأسرى الذين راحوا ضحية هيمنة نتنياهو على القرار السياسي طيلة الفترة الماضية، مشيرا إلى أن كلا من الجيش والحكومة يحاول حاليا تحميل الآخر مسؤولية الفشل الذي سيتحمله طرف في نهاية المطاف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العثور على جثة

إقرأ أيضاً:

الأسير المحرر محمود العارضة يحمل ملعقة لأول مرة منذ سنوات ويعلّق (شاهد)

ظهر الأسير الفلسطيني محمود العارضة، أحد مهندسي نفق الحرية من سجن جلبوع، في مقطع فيديو يتناول طعام الإفطار وفي يده ملعقة، معلقًا: "هذا أول لقاء بيني وبين المعلقة بعد فراق طويل لأربع سنوات"، وأضاف العارضة مازحًا، أن "هذا اللقاء مع الملعقة بحضور الجبن البلدي والزعتر، قد يحدث كارثة بالمنطقة بأسرها".

"هذا أول لقاء بيني وبين المعلقة بعد فراق طويل"…

-المحرر محمود العارضة مهندس نفق الحرية بعد 34 عاما من الأسر. pic.twitter.com/9X22o1dECR — ق.ض ???? (@qadeyah_) October 14, 2025
ةأُطلق سراح الأسير الفلسطيني محمود العارضة (50 عاما) الاثنين ضمن صفقة تبادل بين حركة "حماس" ودولة الاحتلال، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار دخلت مرحلته الأولى حيز التنفيذ الجمعة الماضية، حيث انتزع حريته أخيرا بصفقة تبادل، أعادت الحياة لإنسان محفور في وجدان شعبه بسبب قيادته عملية "الهروب الكبير" من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين في أيلول/سبتمبر 2021، والعارضة من ضمن 154 أسيرًا محررًا، سيتم إبعادهم خارج الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، حيث ظهر في مقطع وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة قائلا: "لن ننسى هذا الجهد".

#فيديو | ????"لن ننسى هذا الجهد".. أولى كلمات أحد أبطال نفق الحرية الأسير محمود العارضة بعد وصوله إلى العاصمة المصرية القاهرة ضمن صفقة التبادل. pic.twitter.com/NXHJhgQJ8P — وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 14, 2025
"قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية"
وكانت عملية "الهروب الكبير" أو "نفق الحرية" نفذها كل من "العارضة" وخمسة أسرى آخرين، جميعهم من محافظة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وهم: أيهم كممجي، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات.


وتمكن آنذاك الستة من الفرار عبر نفق حفروه أسفل السجن، لكن أعيد اعتقالهم بعد أيام إثر مطاردة إسرائيلية واسعة واهتمام إعلامي عالمي، وأطلقت حركة الجهاد الإسلامي في حينه على "العارضة" الذي يعد أحد قياداتها، لقب "قائد عملية التحرر وانتزاع الحرية"،وتصنفه مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية أحد أكثر الأسرى "خطورة"، ففي 2014، حاول "العارضة" مرتين الفرار من السجن، وفي إحداها حفر نفقا أسفل سجن "شطّة" المجاور لسجن جلبوع، لكنه كُشف، وعاقبته إسرائيل بالسجن الانفرادي لأكثر من عام.



من هو العارضة؟
وُلد "العارضة" لأسرة فلسطينية فقيرة في منزل على أطراف بلدة عرّابة شمال مدينة جنين، واعتُقل عام 1991، وكان عمره 14 عاما، بتهمة إلقاء عبوات حارقة "مولوتوف" على قوات الاحتلال، وأُفرج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف، ليعود من جديد إلى صفوف المقاومة.

وبعد تحرره، نفذ عمليات مسلحة ضد دولة الاحتلال، إحداها أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي، وفي العام 1996، اعتقل "العارضة"، وأصدرت محكمة إسرائيلية بحقه حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة، وفي سجنه، بات العارضة أحد أبرز قيادات أسرى حركة الجهاد الإسلامي، وانتخب عضوا في الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، ونائبا للأمين العام للهيئة.

"مثقف ورياضي"
بين مختلف سجون الاحتلال، تنقّل العارضة واستثمر سنوات الاعتقال بالعلم والدراسة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا، ويقول مقربون منه إنه "مثقف ورياضي وعنيد وحَسن الخُلق، ويمتلك علاقات جيدة مع جميع الأسرى من كافة الفصائل الأخرى".


ولم يتمكن من الدراسة الجامعية بسبب عمله "المقاوم" وسنوات اعتقاله الطويلة، وقد ألّف عددا من الكتب، ويُعرف بحبه للقراءة والاطلاع، ومن بين مؤلفاته "فقه الجهاد"، و"تأثير الشيخ الغزالي على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، منهجا وفكرا"، ولديه مؤلفات أخرى لم ترَ النور بعد.

"تبادل الأسرى"
هذا، وأطلقت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، سراح الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء المحتجزين لديها منذ عامين، وتقدر تل أبيب وجود جثامين 28 أسيرا إسرائيليا في غزة، من المقرر الإفراج عنهم في وقت لاحق لم يعلن بعد، من جانبها ستطلق دولة الاحتلال 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

مقالات مشابهة

  • بعد استعادة رفات أربعة أسرى.. إسرائيل تتراجع عن قرار إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني
  • نتنياهو: سنسمع قريبا عن استعادة المزيد من جثث الأسرى
  • الأسير المحرر محمود العارضة يحمل ملعقة لأول مرة منذ سنوات ويعلّق (شاهد)
  • الأسير المحرر”السامري” يوجه رسالة مؤثرة من نابلس: “لا قول فوق قول غزة”
  • إيطاليا تواجه إسرائيل وسط توتر أمني.. "يوم المخاطر" يربك استعدادات الأزوري
  • الأسير طالب مخامرة.. جراح السجن وفني الاتصالات إلى الحرية
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد تسلم سبع رهائن من حماس
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد تسلم سبع رهائن من حماس - عاجل
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤكد تسلم الرهائن المفرج عنهم
  • عاجل | وزارة الداخلية في غزة: باشرنا اتخاذ إجراءات بشأن الأوضاع الأمنية والمجتمعية بما يحقق استعادة الأمن والاستقرار