خالد هنو في حواره لـ"الوفد": الإسكندرية مركز الإبداع للفن التشكيلي والأدب
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
100 لوحة توثق تاريخ الإسكندرية خلال 40 عاماً
الذكاء الاصطناعي يساهم في انتشار التزوير الفني
الحركة الفنية ليست في أفضل حالاتها
خالد هنو: نمتلك تراثًا غنياً والأعمال الأجنبية لا تمت لهويتنا بصلة
ريشة الفنان التشكيلي خالد هنو تحكي قصة عروس البحر المتوسط، حيث تجذبك لوحاته إلى أجواء مدينة الإسكندرية، فتستنشق رائحة اليود، وتشعر بالشجن والحنين لتلك الأماكن التي قد تتذكرها من طفولتك وشبابك.
خالد هنو، الفنان السكندري المبدع وخريج كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، عاشق لهذه المدينة الساحرة، استطاع الفنان "خالد هنو" خلال 40 عامًا الماضية، أن يوثق الإسكندرية في أكثر من مائة لوحة، تشمل أماكن تغيرت وأخرى اندثرت، وحتى النوات الشهيرة التي تهب على الإسكندرية مثل "نوة قاسم".
في هذا الحوار الخاص مع لجريدة "الوفد" يحدثنا خالد هنو عن فكرة توثيق الإسكندرية، بداياته الفنية، شعور الجمهور تجاه أعماله، رأيه في الفن التشكيلي في مصر، ورؤيته حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع الفني.. وإلى نص الحوار:
كيف بدأت فكرة توثيق الإسكندرية؟
بدأت الفكرة عندما كان عمري 18 عامًا، منذ 40 عامًا. لطالما عشقت الإسكندرية وكل ما فيها، وكانت رغبتي أن أرسم كل الأماكن التي أحبها.
وفي البداية، لم أكن أفكر في التوثيق، بل كان الأمر يتعلق بشغفي ورغبتي في التعبير عن حبي لهذه المدينة، وتطورت الفكرة لاحقًا، وأصبح هناك اهتمام من جهات عدة بهذا التوثيق التشكيلي للإسكندرية.
خالد هنو في حواره مع محررة الوفدماذا تمثل الإسكندرية بالنسبة لك؟
الإسكندرية هي مصدر الإلهام الدائم بالنسبة لي، وهي المحرك الأساسي لإبداعي، حتى عندما لا تكون اللوحة مباشرة عن الإسكندرية، فإن أجواءها ورائحة اليود تظل حاضرة، الإسكندرية هي محور تجربتي الفنية وأهم جزء فيها.
كما أنها كانت وما زالت مركزًا للإبداع، ليس فقط في الفن التشكيلي، بل أيضًا في الأدب مع أعمال نجيب محفوظ، وأسامة أنور عكاشة، وتوفيق الحكيم، الذين استلهموا الكثير من هذه المدينة.
كيف تغيرت الإسكندرية خلال الأربعين عامًا التي وثقتها فيها؟
الإسكندرية التي عرفتها في السبعينيات مختلفة تمامًا عن الإسكندرية اليوم. الأماكن تغيرت، وبعضها اندثر تمامًا، رسمت شارع النبي دانيال قديمًا قبل أن يتم تطويره، وقمت بتوثيق قهوة نيو كريستال التي لم تعد موجودة، وكذلك وثقت حلقة السمك القديمة التي تغيرت مع الزمن، وتوثيق هذه الأماكن أصبح مهمًا لأنه يحفظ تاريخ المدينة وجمالها الذي قد لا يكون حاضرًا اليوم.
اعمال الفنان خالد هنولماذا يشعر الجمهور بالحنين عند رؤية أعمالك أو لوحاتك؟
لأنني لا أنقل المكان كما هو، بل أنقل إحساسي به، أضع في كل لوحة حالة من الشجن والحنين والمشاعر الصادقة التي أشعر بها تجاه المكان.. عندما تُنفذ اللوحة بصدق، تصل هذه المشاعر إلى المشاهد، فيستشعر الحنين ويتذكر ذكرياته في تلك الأماكن، هذا التفاعل هو حالة حب بين الفنان والجمهور.
ما هي اللوحة الأقرب إلى قلبك؟
أحب جميع أعمالي بنفس الدرجة، لأنها جميعها نُفذت بحب وإحساس، ولكن دائمًا ما تكون اللوحة التي انتهيت من تنفيذها حديثًا هي الأبرز بالنسبة لي في تلك اللحظة، لأنها تحمل شعورًا جديدًا وتجربة حديثة.
اعمال الفنان خالد هنوما رأيك في حركة الفن التشكيلي في مصر حاليًا؟
للأسف، الحركة الفنية ليست في أفضل حالاتها، كثير من الفنانين يلجأون إلى تقليد الأعمال الأجنبية التي لا تمت لهويتنا بصلة، نحن نمتلك تراثًا غنيًا وهويتنا المصرية المميزة في الفن، لكن البعض يحيد عنها، كان لدينا رواد عظماء مثل محمود سعيد، وسيف وانلي، وعبد الهادي الجزار، الذين قدموا أعمالًا تمثل هويتنا بوضوح.
في السنوات الأخيرة هناك تطور كبير في التكنولوجيا.. ما رأيك في تأثير الذكاء الاصطناعي على الفن؟
الذكاء الاصطناعي يمثل خطرًا كبيرًا على الإبداع الفني، ليس فقط في الرسم، بل أيضًا في الأدب، وأصبح بإمكانه كتابة الروايات وإنجاز الأبحاث، مما يقلل من قيمة الجهد البشري والإبداع، والمبدعون الحقيقيون يعتمدون على الإحساس والجهد الشخصي، بينما الذكاء الاصطناعي يفتقر لهذا البُعد الإنساني.
حذرت مرارًا من الذكاء الاصطناعي لأنه يساهم في انتشار التزوير الفني، ربما اليوم يمكننا اكتشاف الأعمال المزيفة بسهولة، لكن مع تطور التكنولوجيا، قد يصبح التمييز بين العمل الإبداعي الحقيقي والمزيف أمرًا صعبًا. مع ذلك، أؤمن بأن الإبداع الحقيقي سيظل يُعلن عن نفسه، لأن الفنان الحقيقي يضع روحه في عمله، وهذا ما لا يمكن أن يُحاكيه عقل إلكتروني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية الذكاء الاصطناعي توثيق الإسكندرية الفن التشكيلى الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
كوالالمبور- تتضاعف الاستفسارات عن الأحكام الشرعية مع كل موسم ديني، ويلجأ كثيرون إلى تصفح مواقع البحث على شبكة الإنترنت للحصول على إجابات سريعة وإرشادات لأداء عباداتهم بالوجه الصحيح.
ومع اقتراب موسم الحج لهذا العام، أضافت إدارة الحج الماليزية تطبيقا جديدا للاستشارات الدينية، أطلقت عليه "إي طيب" (e-Taib) وقالت إنه يوفر الإجابة على الاستفسارات والإشكاليات المتعلقة بأداء رحلة العمُر للديار المقدسة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بالصور.. أجواء وفرحة عيد الأضحى في دول العالمlist 2 of 2تركيا.. هل أثر الوضع الاقتصادي على أداء المواطنين لفريضة الحج؟end of listونقلت وكالة الأنباء الماليزية "برنامجا" عن سلمى شيخ حسن، مسؤولة إدارة الحج في صندوق الحج، دعوتها الحجاج إلى عدم الاعتماد على برامج البحث العامة أو برامج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" وغوغل لتلقي المعلومات الخاصة بالعبادات لا سيما الحج.
تحوّل إلكتروني
وأضافت سلمى شيخ حسن أن التطبيق يتضمن نافذة للاستفتاء تمكّن الحاج من إرسال سؤاله للعالم المختص بأمور الحج وانتظار الرد خلال بضع دقائق، وأن المعدل اليومي للاستفسارات عبر النافذة تجاوز الألف قبل 4 أسابيع من يوم عرفة، وتوقعت أن يتضاعف العدد إلى 4 آلاف في العشر الأوائل من ذي الحجة.
وكانت ماليزيا قد بدأت التحول الإلكتروني لإجراءات الحج في عام 2000، من خلال تطبيق على غرار تطبيقات المعاملات البنكية، حسب ما أكده للجزيرة نت محمد أمين عبد الوهاب، مدير العمليات في صندوق الحج الماليزي، ويقول إن الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا بحد ذاتها، فهي موجودة، وإنما بسهولة الوصول إليها واستعمالها.
إعلانومن التحديات التي واجهها صندوق الحج في هذا التحول هو بناء ثقافة إلكترونية، تبدأ بتدريب موظفي الصندوق أنفسهم على استعمال التطبيقات الخاصة بالحج، ثم ثقافة شعبية للتعامل مع المواقع الإلكترونية والتطبيقات الخاصة.
ويضيف مدير العمليات في الصندوق أن جميع إجراءات الحج تُنجز عبر تطبيق "تهجاري" الذي أنشئ عام 2020، ويجري التطوير عليه باستمرار، وبذلك فإن الحاج لن يحتاج للوصول إلى مكاتب وإدارات الحج إلا مرة واحدة هي يوم تسليم جواز سفره.
يجري الدخول على هذا التطبيق عبر تقنية التعرف على الوجه، ومن خلاله يبدأ التسجيل للحج ودفع الرسوم على أقساط ميسّرة، ثم الاستمرار بمتابعة كل المستجدات. ويقوم الحاج والمختصون بإدخال جميع بيانته المطلوبة بما فيها وضعه الصحي.
دأبت ماليزيا على تنظيم دورات لتدريب الحجاج قبل حلول موسم الحج، وبعد تطوير شركات متخصصة في تكنولوجيا المعلومات برامج تدريب إلكتروني، تحول كثير من الحجاج إلى التدريب عن بعد.
ويقول عبد الرحيم بن عبد الله، مدير شركة الطريق إلى الحرمين، للجزيرة نت، إن التدريب الإلكتروني أكثر دقة من العملي التقليدي، وتكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعمق تقدم صورة أقرب للواقع، خلافا للأبعاد والمسافات في التدريب على مجسمات للكعبة المشرفة والحرم المكي التي لا يمكن أن تكون واقعية، وهو ما يسبب للحاج مشكلة بين ما في مخيلته وما يراه على أرض الواقع عندما يصل الحرم المكي.
ويضيف بن عبد الله أن تدريب الحج التقليدي يستغرق نحو 17 دورة، ويتطلب وجود جمهور مناسب لإقامته، وساحة تدريب ومجسمات مناسبة، ومهما بُذل من جهد فإنه لا يمكن -برأيه- أن يكون مطابقا للواقع في أداء المناسك، بينما التدريب عبر الواقع الافتراضي يقدم تفصيلا دقيقا للمسافات والأحجام، ويستطيع الحاج من خلاله قياس قدراته الصحية في أداء المنسك، وتفادي الزحام.
إعلانوبغرض التدريب، يفضّل مدير العمليات في صندوق الحج محمد أمين عبد الوهاب استعمال جهاز الكمبيوتر أو حاسوبا محمولا على تطبيقات الهاتف النقال، نظرا لسعة الشاشة ووضوح الصورة وتمييز المسافات.
أما غرفة التحكم المركزية التابعة للصندوق في ماليزيا فتعمل على متابعة أوضاع الحجاج، بداية من تسجيل الحاج عبر تطبيق "تهجاري" وانتهاء بعودته إلى بلاده. ويقول المسؤولون عن الغرفة إن هناك خططا وأفكارا لتوظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في متابعة أمور الحجاج، مثل تعقب الحاج في حال فقدان أثره، أو متابعة حالته الصحية خاصة الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة أو خطرة.
ويرى الخبراء في هذه الغرفة أن الإنسان في سباق دائم مع التكنولوجيا، ودائما تتقدم التكنولوجيا على الإنسان، وهو في بحث دائم عن وسيلة سهلة وغير معقدة للوصول للمعلومات.