الأمن والمخابرات.. وأهمية عملياتها الأمنية في المواجهات الراهنة
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
صلاح محمد الشامي
ما تنجزه أجهزة الأمن والمخابرات اليمنية من انتصارات عملاقة، على أجهزة مخابرات الأعداء، شيء عظيم، في مسار المواجهة، فلولاها لكانت أسلحة اليمن وشخصياته مجرد أهداف سهلة للأعداء، الذين لا يهدفون فقط إلى إسقاط الأنظمة العربية، بل إلى إسقاط الدول العربية نفسها، ولنا أمثلة عدة، منها ما جرى ضد العراق وسوريا، فعندما فشل العدوان الأمريكي على العراق عام 1990م، قامت أمريكا بفرض حصار خانق على العراق، لمدة ثلاثة عشر عاماً، قامت خلالها بتجنيد العملاء في كافة مرافق الدولة العراقية، حتى وصلت العمالة إلى قيادات عليا لم يكن يربو إليها الشك، وعندما صارت كل الأمور مهيأة للمحتل الأمريكي، لم يكن الأمر إلا أشبه ما يكون (بالنزهة)، وهو ما عبَّر عنه الرئيس الأمريكي (بوش الإبن)، ولم تأخذ المعركة من الوقت سوى أسبوعين أو أكثر، عام 2003م.
وهذا ما حصل بالنسبة لسوريا، فمنذ عام 2011م قامت أمريكا وحلفاؤها بتجنيد العملاء في سوريا، التي سقطت نهاية العام 2024م، في مشهد درامي سريع، لم يحدث من قبل، فخلال أيام معدودة، تغيَّر وجه سوريا، من دولة ممانعة، إلى شبه دولة ممالئة وموالية، تهتم بتعقب بقايا نظام الأسد، بينما تغض الطرف عن التوغلات الإسرائيلية، التي باتت على بعد أميال من دمشق.
هنا تتجلى الرؤية لكل ذي سمع وبصر، بأن جهاز الأمن والمخابرات اليمني، يتصدى لأشرس معركة تدور في الظل، الهدف منها تجنيب اليمن، كوطن وشعب، من السقوط، لا كنظام وسلطة فقط..
وخلاف ما يروج له مرتزقة العدوان المستمر على اليمن منذ سنة 2015م وما قبلها، ليست المعركة طائفية ولا مذهبية ولا عرقية، بل هي معركة عزة وكرامة بالنسبة لليمنيين، ومعركة احتلال وإذلال بالنسبة للعدو الأمريكي والإسرائيلي وأذنابه الأعراب، وأدواتهم المرتزقة اليمنيين الذين يتوقون إلى السلطة لتحقيق أطماعهم الشخصية، وأهدافهم الحزبية، التي تتوازى مع أهداف الأعداء الأصليين، في كون هؤلاء وسيلتهم إلى إبقاء اليمن في أيدي الغرب عبر وكيلهم السعودي الإماراتي.
إن هذه الانتصارات هي الوسيلة الأبرز للحفاظ على قوة اليمن وبقائه وأمنه واستقراره، والمعركة في هذا المجال لم تزل في البداية، فأمامنا سنوات من المواجهات، لا بد لنا من نشر الوعي خلالها، وتطوير العمل الأمني المخابراتي، والاستفادة من طرق الأعداء في التجسس، لصنع الأعمال الوقائية، وعدم إغفال أي مفردة من اعترافات الجواسيس، مهما صغرت، ودراستها بعمق متخصص، للوصول إلى شتى جوانب الشبكات، التي لم يُقبض سوى على العناصر الميدانية منها، فخلف كل جاسوس فريق كامل، يعمل في الظل، وقد يكون خلف هذا الفريق ما هو أخطر من التصريح به.
إن الشعب اليمني، وهو يتابع هذه الانتصارات، تعتريه مشاعر العز والشموخ، ولا تسعه الكلمات لتوجيه الشكر لأولئك الجنود المجهولين، الذين يعملون ليلاً ونهاراً في سبيل أمن الوطن والمواطن، وفي سبيل رفعة الأمة وعزتها، وحفظ الدين والعقيدة، والحفاظ على الثورة ومكتسباتها، ويؤكد وقوفه إلى جانب أجهزة الأمن والمخابرات، وإلى جانب القوات المسلحة اليمنية، ويرجو من الله العلي القدير أن يحفظ قائد ثورتنا، وكافة القادة المخلصين الأوفياء للدين والأمة والوطن..
ومن نصر إلى نصر بإذن الله وعونه وتوفيقه.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمن والمخابرات
إقرأ أيضاً:
تسريح العشرات من موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي بشكل مفاجئ
نقلت وكالة "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة قولها إن عشرات الموظفين طردوا من مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، الجمعة، مع تحرك الرئيس دونالد ترامب لتقليص حجم ونطاق الهيئة التي كانت قوية في السابق.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مسموح لها بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن الموظفين الذين يتعاملون مع معظم القضايا الجيوسياسية الكبرى، من أوكرانيا إلى كشمير، تم إنهاء خدماتهم بعد الظهر.
وجاءت هذه الخطوة بعد أسابيع فقط من تولي وزير الخارجية ماركو روبيو منصب مستشار الأمن القومي خلفا لمايك والتز.
من المتوقع أن تُقلل إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي من نفوذ الوكالة بشكل أكبر، محولة إياها من هيئة نافذة لصنع السياسات إلى منظمة صغيرة تُركز على تنفيذ أجندة الرئيس، وفقًا للمصادر.
وأضافت المصادر أنه من المتوقع عمليا أن تمنح هذه الخطوة مزيدا من الصلاحيات لوزارتي الخارجية والدفاع، بالإضافة إلى وزارات ووكالات أخرى معنية بالدبلوماسية والأمن القومي والاستخبارات.
تهدف الإدارة إلى تقليص عدد أعضاء مجلس الأمن القومي إلى بضع عشرات فقط. وتوقعت أربعة مصادر مطلعة على الخطط أن يصل العدد النهائي لأعضاء المجلس إلى حوالي 50 شخصًا.
ويُعدّ مجلس الأمن القومي تقليديًا الهيئة الرئيسية التي يستخدمها الرؤساء لتنسيق استراتيجية الأمن القومي. وغالبًا ما يتخذ موظفوه قرارات حاسمة بشأن نهج أمريكا تجاه أكثر صراعات العالم تقلبا، ويلعبون دورا محوريا في الحفاظ على أمن أمريكا.
كان عدد موظفي الهيئة يتجاوز 300 موظف في عهد الرئيس الديمقراطي جو بايدن، ولكن حتى قبل عمليات الفصل الأخيرة في عهد ترامب، كان عددهم أقل بكثير من نصف عدد موظفي مجلس الأمن القومي في عهد بايدن.
وقال مصدران لـ"رويترز" إن الموظفين الذين سيتم تسريحهم من الوكالة سيُنقلون إلى مناصب حكومية أخرى.
ووصف مصدران آخران مشهدا فوضويا في الساعات الأخيرة. وقالا إن بعض الموظفين المنتهية ولايتهم بدوا في حالة بكاء في مبنى أيزنهاور التنفيذي، حيث يقع مجلس الأمن القومي.
ولطالما طالب العديد من المحافظين بتقليص مجلس الأمن القومي، زاعمين أن عددا من مناصبه يُكرر وظائف موجودة في جهات حكومية أخرى. وجادل الديمقراطيون وبعض الجمهوريين بأن تقليص المجلس يعني أن سياسات ترامب ستعتمد بشكل أقل على نصائح الخبراء.
واجه مجلس الأمن القومي صعوبة في استقطاب أفضل الكفاءات خلال الأشهر الأخيرة. ولم تُشغل بعض المناصب الرئيسية، مثل منصب رئيس شؤون أمريكا اللاتينية، بشكل دائم.
كما تم طرد العديد من الموظفين رفيعي المستوى في وقت سابق من هذا العام بعد أن قدمت نظرية المؤامرة اليمينية لورا لومر لترامب قائمة بموظفي الأمن القومي الذين اعتبرتهم غير مخلصين.
وقد أدى الكشف عن أن والتز، مستشار الأمن القومي السابق، قد شارك عن طريق الخطأ معلومات حول حملة قصف وشيكة في اليمن مع صحفي من مجلة "أتلانتيك" إلى مزيد من الضرر للمعنويات.
وفي إطار إعادة الهيكلة، من المتوقع دمج بعض أقسام هيئة الأمن القومي - المعروفة بالمديريات - مع مديريات أخرى أو إلغاؤها كليا، وفقا لثلاثة مصادر. وأضافت المصادر أنه في معظم المديريات المتبقية، لم يتبقَّ سوى عدد قليل من الموظفين.
ومن بين المديريات التي قد تتوقف عن العمل كهيئات مستقلة تلك التي تشرف على الشؤون الأفريقية، والمنظمات المتعددة الأطراف مثل حلف شمال الأطلسي، حسب ما ذكرته ثلاثة مصادر.