لإطالة العمر.. دراسة أمريكية تكشف عن أفضل وقت لتناول القهوة
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
الأشخاص الذين يشربون القهوة في الصباح يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات بشكل عام، ما يسلط الضوء على أهمية التوقيت في استهلاك القهوة.
إن شرب القهوة الصباحية قد لا يساعدك على بدء يومك فحسب، بل قد يطيل عمرك أيضًا، وفقًا لبحث جديد نُشر في مجلة القلب الأوروبية، تكشف الدراسة أن الأشخاص الذين يشربون القهوة في الصباح بشكل أساسي هم أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية ولديهم خطر وفاة أقل بشكل عام مقارنة بأولئك الذين يحتسون القهوة طوال اليوم.
قال الدكتور لو تشي، المؤلف الرئيسي للدراسة وخبير التغذية وعلم الأوبئة في جامعة تولين في نيو أورليانز: "لا يتعلق الأمر فقط بما إذا كنت تشرب القهوة أو بكميتها، بل يتعلق أيضًا بالوقت من اليوم الذي تشرب فيه القهوة، لا نقدم عادةً نصائح حول التوقيت في إرشاداتنا الغذائية، ولكن ربما يجب أن نفكر في هذا في المستقبل".
وفحص البحث عادات تناول القهوة لدى 40725 مشاركًا من المسح الوطني للصحة والتغذية في الولايات المتحدة (NHANES) الذي أجري بين عامي 1999 و2018. وفصّل المشاركون استهلاكهم للطعام والشراب، بما في ذلك توقيت تناول القهوة وكميتها، كما احتفظت مجموعة فرعية من 1463 مشاركًا بمذكرات طعام مفصلة لمدة أسبوع.
كان حوالي 36 بالمائة من الأشخاص المشاركين في الدراسة من شاربي القهوة الصباحية (كانوا يشربون القهوة بشكل أساسي قبل منتصف النهار)، و16 بالمائة من الأشخاص كانوا يشربون القهوة طوال اليوم (الصباح وبعد الظهر والمساء) و48 بالمائة لم يكونوا من شاربي القهوة.
ومن خلال ربط هذه البيانات بسجلات الوفيات وأسبابها على مدى فترة تتراوح بين تسعة وعشرة أعوام، اكتشف الباحثون بعض النتائج المذهلة:
كان لدى من يشربون القهوة في الصباح خطر أقل بنسبة 16% للوفاة من أي سبب، وخطر أقل بنسبة 31% للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بغير شاربي القهوة.
ولكن أولئك الذين تناولوا القهوة طوال اليوم لم يستمتعوا بنفس الفوائد.
وقد ثبت أن توقيت تناول القهوة كان محورياً، فقد شهد من يشربون القهوة في الصباح باعتدال (من كوبين إلى ثلاثة أكواب) أو بكميات كبيرة (أكثر من ثلاثة أكواب) أكبر انخفاض في المخاطر، في حين شهد من يشربونها بكميات قليلة (كوب واحد أو أقل) فوائد أقل.
لماذا قد يكون التوقيت مهمًا
يعتقد الدكتور تشي أن شرب القهوة في وقت متأخر من اليوم قد يؤدي إلى خلل في الإيقاع اليومي والهرمونات مثل الميلاتونين، التي تنظم النوم، وقد يؤدي هذا الخلل إلى زيادة الالتهاب وارتفاع ضغط الدم، ما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأضاف: "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج عبر مختلف السكان، ويمكن للتجارب السريرية أن تسلط الضوء على ما إذا كان تغيير عادات شرب القهوة يمكن أن يحسن النتائج الصحية".
وفي تعليقه على الدراسة، سلط البروفيسور توماس ف. لوشر من مستشفيات رويال برومبتون وهارفيلد في لندن الضوء على الآليات المحتملة وراء النتائج. وقال: "في ساعات الصباح، عادة ما يكون هناك زيادة ملحوظة في نشاط الجهاز العصبي الودي عندما نستيقظ ونخرج من السرير، وهو التأثير الذي يتلاشى أثناء النهار ويصل إلى أدنى مستوياته أثناء النوم. وبالتالي، فمن الممكن، كما يشير المؤلفون، أن يؤدي شرب القهوة في فترة ما بعد الظهر أو في المساء إلى تعطيل الإيقاع اليومي لنشاط الجهاز العصبي الودي".
وأشار إلى أن القهوة تثبط إفراز الميلاتونين، وهو ما قد يكون مسؤولاً عن اضطرابات النوم بين شاربي القهوة طوال اليوم، واختتم البروفيسور لوشر حديثه قائلاً: "بشكل عام، يتعين علينا أن نقبل الأدلة القوية التي تؤكد أن شرب القهوة، وخاصة في ساعات الصباح، من المرجح أن يكون صحياً. لذا، اشرب قهوتك، ولكن افعل ذلك في الصباح!"
ورغم أن عشاق القهوة قد يفرحون بهذا، فإن هذا البحث يضيف بعداً جديداً إلى المناقشة الدائرة حول الفوائد الصحية للقهوة، ويبدو أن التوقيت هو العامل الأهم عندما يتعلق الأمر بالقهوة.
المصدر: newfoodmagazine
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوعية الدموية القهوة أمراض القلب المزيد القلب والأوعیة الدمویة شرب القهوة
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف حقائق مذهلة عن السعال المزمن
نجح فريق بحثي دولي في كشف النقاب عن الأساس الجيني والآليات العصبية الكامنة وراء السعال المزمن الذي يؤثر على حياة الملايين، في طفرة علمية قد تغير مفهوم طبيعة هذه الحالة المزعجة.
وذكر موقع "روسيا اليوم"، أن الدراسة التي تعد الأكبر من نوعها، سلطت الضوء على حقائق مذهلة تعيد تعريف السعال المزمن من مجرد عارض تنفسي إلى حالة عصبية معقدة.
وقام باحثون من جامعة ليستر بالتعاون مع زملائهم في جامعتي كوبنهاغن وكوين ماري في لندن، بتحليل البيانات الجينية لما يقارب 30 ألف شخص يعانون من السعال المزمن، مستفيدين من مصادر بيانات ضخمة مثل البنك الحيوي البريطاني، فيما تمثل النتائج التي توصلوا إليها، والتي نُشرت في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي، نقلة نوعية في الفهم البيولوجي للسعال المستمر.
وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في كونه أول دليل جيني قوي على أن السعال المزمن له جذور عصبية عميقة، فيما حدد الباحثون مجموعة من الجينات المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية وتنظيم المسارات الحسية، مما يفسر ظاهرة "فرط حساسية منعكس السعال" التي يعاني منها المرضى.
وكشفت الدراسة عن تشابه جيني مدهش بين السعال المزمن والألم المزمن، ما يشير إلى آليات مرضية مشتركة بين الحالتين.
وقالت الدكتورة كايشا كولي، رئيسة الفريق البحثي، لطالما كان السعال المزمن لغزا محيرا للأطباء، خاصة في الحالات التي لا يكون لها سبب واضح، وتمثل هذه الدراسة أول خريطة جينية شاملة تساعد على فهم الأسس البيولوجية لهذه الحالة.
ومن الناحية العملية، تفتح هذه الاكتشافات الباب أمام جيل جديد من العلاجات الدقيقة التي تستهدف المسارات العصبية المحددة بدلا من الاكتفاء بتسكين الأعراض ، كما توفر أساسا علميا متينا لإعادة تصنيف السعال المزمن كحالة عصبية وليس مجرد عارض تنفسي، وهو ما قد يغير جذريا من طرق تشخيصه وعلاجه.
أخبار ذات صلة