الولايات المتحدة – تعد القهوة من أكثر المشروبات استهلاكا في العالم، حيث يستمتع بها الملايين يوميا كجزء من روتينهم الصباحي أو كوسيلة لتحفيز النشاط والتركيز.

وبفضل مذاقها المميز وخصائصها المنشطة، أصبحت القهوة جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للكثيرين. وإضافة إلى كونها مصدرا غنيا بالكافيين، تشير الدراسات إلى أن القهوة قد تحمل فوائد صحية متعددة، مثل تحسين الأداء العقلي وتعزيز صحة القلب.

وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة تولان في نيو أورلينز أن شرب القهوة في الصباح مرتبط بمعدلات وفاة أقل مقارنة بشربها في وقت لاحق من اليوم.

وخلال الدراسة التي نشرتها مجلة European Heart Journal، قام الباحثون بتحليل بيانات غذائية لأكثر من 42 ألف بالغ على مدى تسع سنوات.

وعند مقارنة استهلاك البالغين للقهوة وأسباب الوفاة، خلص الباحثون إلى أن الذين شربوا من فنجانين إلى ثلاثة فناجين من القهوة في الصباح كانوا أقل عرضة بشكل “ملحوظ” للوفاة من أي سبب، وأقل عرضة للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا القهوة.

ومن المثير للاهتمام أن هذا الانخفاض في المخاطر لم يظهر لدى الأشخاص الذين شربوا القهوة طوال اليوم.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، لو تشي، عالمة علم الأوبئة بجامعة تولان: “لقد ارتبطت شرب القهوة المعتدل بفوائد صحية، ودراستنا تشير لأول مرة إلى أن توقيت شرب القهوة مهم أيضا، وليس فقط الكمية. شرب القهوة في الصباح يرتبط بشكل أقوى بالفوائد الصحية مقارنة بشربها طوال اليوم”.

وأوضحت ميشيل روثنشتاين، أخصائية التغذية المتخصصة في أمراض القلب، أن توقيت شرب القهوة في الصباح يتماشى مع إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، مما يساعد على زيادة التركيز خلال النهار ويسمح بالراحة ليلا. وأضافت: “شرب القهوة في وقت لاحق من اليوم قد يشير إلى الاعتماد على المنشطات للبقاء مركزا، وغالبا على حساب تناول الطعام، ما قد يؤدي إلى نقص التغذية ويؤثر سلبا على صحة القلب مع مرور الوقت”.

وذكرت روثنشتاين أن أحد الفوائد الرئيسية للقهوة لصحة القلب هو حمض الكلوروجينيك، موضحة: “إنه مركب بوليفينولي موجود في حبوب القهوة وله خصائص مضادة للالتهابات وقد يلعب دورا إيجابيا في دعم صحة الأوعية الدموية وتقليل الإجهاد التأكسدي”.

وأشار الدكتور برادلي سيروير، أخصائي أمراض القلب والمدير الطبي في شركة VitalSolution في سينسيناتي، إلى أن الدراسة الحالية لا تستطيع إثبات السبب وراء انخفاض خطر الوفاة لدى من يشربون القهوة صباحا، لكنه يعتقد أن الأمر قد يتعلق بتعطيل الإيقاع البيولوجي عند شربها في أوقات أخرى، ما يؤثر على جودة النوم.

وأكدت تشي أن هناك حاجة ﻹجراء المزيد من الدراسات، قائلا: “هذه دراسة مراقبة، ولا يمكن أن تقدم دليلا على السببية. هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد نتائجنا في مجموعات سكانية أخرى”.

وأفادت روثنشتاين أن الدراسة لم تتناول أنواع القهوة المستهلكة أو أي مكونات مضافة مثل السكر والكريمة التي قد تؤثر على الفوائد الصحية.

وتختلف تأثيرات الكافيين على الأفراد وفقا لاختلافات وراثية تؤثر على قدرتهم على استقلاب الكافيين، ما يعني أن تأثيرات القهوة على معدل ضربات القلب وضغط الدم قد تختلف من شخص لآخر، بحسب روثنشتاين.

وأكد سيروير أنه يمكن أن تكون هناك العديد من الفوائد الصحية للاستهلاك المعتدل للكافيين. قائلا: “الكافيين هو منبه يمكن أن يزيد من اليقظة العقلية ويحسن التركيز المعرفي. كما يساعد على تحسين القدرة البدنية ويمكن أن يقلل من الجهد المُدرك أثناء التمرين. لكن القهوة لها آثار جانبية سلبية ويجب تجنبها أو الحد منها في حالات الذين يعانون من خفقان القلب أو اضطراب في نظم القلب أو ارتفاع ضغط الدم”.

المصدر: نيويورك بوست

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: القهوة فی الصباح شرب القهوة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

العراق على أبواب صناديق جديدة: هل تغير انتخابات 2025 قواعد اللعبة

آخر تحديث: 2 غشت 2025 - 9:43 صبقلم: د. مصطفى الصبيحي ها هو العراق مرة أخرى يقف أمام صناديق الاقتراع موعد جديد مع الديمقراطية في بلد لم يعرف الاستقرار منذ عقود وكأن التجربة السياسية ما زالت في مرحلة المخاض المتعثر رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على التغيير. انتخابات 2025 تحمل في ظاهرها استمرارية شكلية لكنها في باطنها حبلى باحتمالات مفتوحة تتراوح بين إعادة إنتاج نفس الخرائط القديمة، أو كسر بعض قواعد اللعبة الراسخة ولو جزئيًا. ولعل السؤال الأكبر الذي يفرض نفسه بقوة اليوم: هل هناك نية حقيقية لإحداث تغيير؟ أم أن اللعبة محكومة بسيناريو معد سلفًا تتبدل فيه الأدوار بينما تبقى البنية السياسية على حالها؟ من المؤكد أن ما يسبق الانتخابات هذه المرة ليس كما كان عليه الحال في السابق فالمشهد السياسي يعيش حالة من التمزق الظاهر والانقسام الضمني التيارات التقليدية تعاني من تراجع في شعبيتها حتى وإن بدت مسيطرة في المؤسسات والشباب – وهم القوة الحقيقية – لا يجدون أنفسهم ممثلين في خطاب تلك القوى. منذ انتفاضة تشرين وما تلاها من انسحابات وموجات قمع وصعود للوعي الشعبي تغيرت المزاجات. لم يعد الشارع يثق بالوعود ولا يؤمن بأن الاقتراع وحده كفيل بالتغيير. هناك حالة من الشك من التعب من الترقب الحذر. المفوضية العليا للانتخابات تواصل استعداداتها، وتفتح سجلات الناخبين وتعلن عن جاهزيتها لكن الجاهزية التقنية لا تعني بالضرورة جهوزية سياسية حقيقية لانتخابات نزيهة. ثمّة غائب حاضر في المشهد هو التيار الصدري الذي انسحب من البرلمان وترك الساحة السياسية تعيد تشكيل توازناتها على عجل. السؤال المطروح اليوم في كل ردهات السياسة العراقية: هل يعود التيار إلى المشهد؟ وإذا عاد فكيف؟ وبأي خطاب؟ وإن غاب هل سيتمكن خصومه من ملء الفراغ أم أن الساحة ستشهد فراغًا سياسيًا وشعبيًا معًا؟ ما من إجابة حاسمة لكن المؤكد أن غياب الصدريين – إذا استمر – سيضعف الحماسة العامة ويجعل الانتخابات تميل أكثر لصالح قوى الإطار التنسيقي التي تسعى إلى تكريس نفوذها ولو على حساب التوازن الوطني العام. على الضفة الأخرى هناك محاولات متفرقة من المستقلين ومن بعض بقايا الحركات الاحتجاجية لتشكيل قوائم جديدة أو العودة للساحة بخطاب إصلاحي حاد لكن هذه المحاولات تصطدم بجدار التمويل وبضعف التنظيم وبسيف السلاح المنفلت الذي يهدد كل من يخرج عن السياق. فما زال العنف السياسي حاضرًا سواء عبر الاغتيالات الرمزية أو الحقيقية وما زالت الدولة عاجزة عن ضبط المشهد أو حماية من يسعى للتغيير. إلى جانب التحديات الداخلية لا يمكن إنكار حجم التأثير الإقليمي والدولي الذي لا يزال يلعب دورًا مؤثرًا في تحديد اتجاهات المرحلة المقبلة. فالعراق وهو بين فكي التوازن الإيراني-الأميركي لا يتحرك بحرية كاملة. وأي تغيير جوهري في المشهد الانتخابي لا بد أن يمر بميزان حساس من التفاهمات أو التصادمات الخارجية. وهذا يعني أن معركة الانتخابات ليست داخلية فحسب بل تتجاوز الصندوق إلى ما بعده حيث تبدأ الحسابات الحقيقية. لكن رغم كل ذلك يبقى الأمل قائمًا في أن تكون هذه الانتخابات نقطة تحوّل ولو متواضعة. أن تنجح بعض الأصوات الجديدة في كسر الحصار المفروض على التمثيل الشعبي الحقيقي. أن ينجح الشارع في فرض إرادته، ولو بنسبة محدودة في برلمان يشبهه أكثر مما يشبه المكاتب المغلقة. فالتغيير لا يحدث دفعة واحدة ولا على شكل معجزات، بل عبر تراكمات مستمرة تبدأ بخطوة بكلمة بصوت واحد يقول: كفى. وإذا كانت الانتخابات السابقة قد كرست الإحباط فإن انتخابات 2025 تمثل لحظة اختبار عسيرة لكنها ضرورية. لحظة سيكتشف فيها العراقيون إن كانت صناديقهم ما تزال أدوات للتعبير أم أنها مجرد صناديق لإعادة تدوير الفشل. واللعبة إن لم تتغير قواعدها فستتغير وجوه لاعبيها فقط. ويبقى الوطن في الانتظار.

مقالات مشابهة

  • معاريف تكشف عن تغير لافت في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
  • كنترولات الثانوية العامة تواصل استقبال الطلاب المتظلمين لفحص أوراق الإجابة
  • العراق على أبواب صناديق جديدة: هل تغير انتخابات 2025 قواعد اللعبة
  • اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ.. أذكار الصباح اليوم السبت 2 أغسطس 2025
  • دعاء الصباح اليوم السبت 2 أغسطس 2025.. اللهم إني أسألك فرجًا قريبًا
  • أذكار الصباح اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025.. «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها
  • النوم الزائد خطر يهدد حياتك.. يزيد من الإصابة بعدة أمراض
  • أذكار الصباح اليوم الخميس 31 يوليو 2025
  • دعاء الصباح اليوم الخميس 31 يوليو 2035