هل يمكن إيقاف الشيخوخة؟.. رحلة مستحيلة بين العلم والدين
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
طرح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق في حديثة عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” قراءة حول كتاب الدكتور فوسل، الذي يتناول فكرة "منع شيخوخة الإنسان" وإطالة عمره إلى مدى قد يصل إلى آلاف السنين، وتعتمد هذه الرؤية على أبحاث علمية حول إنزيم التيلوميراز (Telomerase)، وهو إنزيم يعمل على حماية الخلايا من التلف.
وضح جمعة أن الدكتور فوسل يرى وفقًا لأبحاثه، أن العلم قد يتمكن خلال العقدين المقبلين من منع عملية الشيخوخة، مما يتيح للإنسان تجاوز العمر الافتراضي البالغ 120 عامًا، ليعيش لمئات أو ربما آلاف السنين.
ومع ذلك، فإن هذا الاحتمال يظل متاحًا بشكل أكبر للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، نظرًا لأن أجسامهم أقل تضررًا.
التحديات الاجتماعية والأخلاقيةتابع جمعةأن الكتاب أشار إلى أن فكرة منع الشيخوخة تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية والاجتماعية، من سيتولى تعليم الأجيال الممتدة وإعادة تأهيلهم؟ وكيف ستتم إدارة الصراعات الاقتصادية والسلم التجاري في عالم حيث الأعمار غير محدودة؟
عقبات أمام الخلودرغم التفاؤل العلمي، أكد الدكتور فوسل أن الوصول إلى الخلود ليس بالأمر البسيط، مستعرضًا عددًا من العقبات:1. عدم انقسام بعض الخلايا: مثل خلايا الدماغ وعضلة القلب، ما يجعلها خارج نطاق الاستفادة من إنزيم التيلوميراز.
2. مخاطر الخلايا السرطانية: بعض الخلايا السرطانية لا تستطيع إنتاج التيلوميراز وتموت، بينما زيادة الإنزيم قد تؤدي إلى تشعب غير محدد للخلايا، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
3. المخاطر العامة: مد الجسم بإنزيم التيلوميراز عبر أقراص أو حقن يشكل خطرًا كبيرًا بسبب احتمالية تحفيز الخلايا الشاذة.
آمال العلم وتحذيراته
وأشار جمعة إلى أن الدكتور فوسل يأمل أن يتمكن العلماء في المستقبل من التحكم في إنتاج التيلوميراز داخل الخلايا الطبيعية والشاذة على حد سواء. لكنه حذر من أن التقدم في هذا المجال لا يعني بالضرورة إطالة الحياة بشكل مباشر، حيث ما زالت عوامل أخرى مثل الأمراض المعدية، والسموم، والجينات المعيبة تمثل تهديدًا للحياة.
هاجس التطورختم الدكتور علي جمعة حديثة بالإشارة إلى أن السعي لإطالة الحياة هو جزء من سمة العصر الحديث، الذي يتميز بسعيه نحو التطور العلمي والمادي، إلى جانب مفاهيم أخرى كالعولمة، الحرية، والشفافية. ومع ذلك، يظل القضاء على الموت حلمًا بعيد المنال، محفوفًا بتعقيدات أخلاقية وعلمية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخلود العلم علي جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قيام الليل؛ فهو مفتاحٌ بسيط، ولكن الله سبحانه وتعالى ذكَره في سياق بناء شخصيَّة عبادِ الرحمن. وأنت في قيام الليل كُن خائفًا من الله، خائفًا من عذابِه، مُلتجِئًا إليه سبحانه وتعالى؛ فإن هذا يجعلك تعيش في جوٍّ آخر غير الجوِّ الذي يريدون أن نعيش فيه، فتكون نفسُك لوَّامةً في بداية الأمر، ثم لا تزال ترتقي حتى تصيرَ راضيةً مرضيَّةً بعد ذلك، مطمئنَّةً في نهاية المطاف، كاملةً في سيرها إلى الله بعد ذلك.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية يموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أيها المؤمن.. هذه صفاتُ عباد الرحمن؛ تركوا المحرَّمات، وفعلوا الخيرات. هذه هي النفسُ البشريَّة التي أرادوا دَسَّها في أمَّارةٍ بالسوء، ولا يريدون لها تزكية، وهذه النفسُ البشريَّة التي رحم ربي فرضي عنها وأرضاها.
إذًا؛ نُقاوم ونصبر على ما قد جُبِلْنا عليه من توجّهٍ إلى الشر، ومن ميلٍ إلى الشهوات، وينبغي علينا أن نكون من المُزكِّين للنفس، وبدايةُ ذلك صلاةُ الليل؛ تُوقِع فيها الدعاء، فتلتجئ إلى الله.
ومن صلَّى الليل لا يفوتُه الفجر، ومن صلَّى الفجر كان في ذمَّة الله.
كلُّ هذه الأشياء تناساها كثيرٌ من الناس، واستيقظوا بعد فوات الأوان، وبعد شروق الشمس، ولا يدرون كيف أنَّ المسلم إذا استيقظ في تلك الساعة أصبحت نفسُه وَخِمَةً (أي ثقيلة)، والشيطان قد تَرَصَّد له. جَرِّبوا مع الله ما أمر الله به، وستَرَونَه بابًا قد فُتِح لكم؛ فيه الجمال، وفيه الراحة، وفيه الطمأنينة، وهو سهلٌ يشترك فيه كلُّ أحد، ليس صعبًا في فهمِه، ولا في تطبيقه، ولا مستحيلًا في ذاته.
أيها المسلمون.. هكذا علَّمنا ربُّنا في بناء النفس، ولم يعلِّمْنا أن نتبعَها ونتبعَ هواها؛ قال تعالى: ﴿وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 60].
يا عباد الله.. في هذا العصر الذي تتوالى فيه الأحداثُ تترى، يحتاج المؤمنُ منَّا إلى نفسٍ راضيةٍ مرضيَّةٍ مطمئنة، يواجه بها هذا البحرَ، بل هذه البحار من الظُّلُمات؛ الكيدُ هنا وهناك، وقِلَّةُ العقل، وقِلَّةُ الحكمةِ التي قال فيها الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269]،
وقد أصابت كثيرًا من الناس. وأنت في أشدِّ الحاجة في هذه الأوقات إلى تقوية علاقتِك مع ربِّك، وقيامُ الليل ليس بعيدًا عن الأحداث التي نحن فيها؛ فاستنجدوا بالدعاء في جوف الليل؛ فقد ورد: «والدعاءُ يَنفَعُ مِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنزِلْ، وإنَّ البَلاءَ لَيَنْزِلُ فيَلْقَاهُ الدُّعاءُ فَيَعْتَلِجَانِ (يتصارعان) إلى يومِ القيامة» (رواه الطبراني).
الدعاءَ، الدعاءَ؛ الفعَّالُ لما يريد هو الله، والذي يحمي عبدَه هو الله؛ نلجأ إليه كما لجأ إليه عبدُ المطَّلب فقال: هذه غنمي، وإنَّ للبيتِ ربًّا يحميه.
علينا أن نُحسِن العلاقة مع الله حتى نتقوَّى في السير في هذا العصر، وحتى نواجه هذا كلَّه؛ لأنه رُكامٌ (وهو جمعُ شيءٍ فوقَ آخر حتى يصيرَ رُكامًا) يُذهبه الله في لحظة. فنَدعو الله سبحانه وتعالى ألَّا يجعل مصيبتَنا في ديننا، وألَّا يجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا، وأن يُحبِّب إلينا يومَ لقائه، وأن يجعلنا شهداءَ في سبيله، وأن يُحبِّب إلينا هذا الأمرَ من الدين.