الصلاة من الشعائر وليست من العبادات!.. عالم أزهري يرد
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقة المقارن وعضو لجنة الفتوى بالأزهر:"جاءني حواران من شخصين راقيين في إجراء الحوار مهذبين في الردود والأسلوب يرد الثاني على الأول جعله الصلاة من العبادات قائلا إنها ليست من العبادات بل من المناسك والشعائر، والعبادة هي إعمار الأرض بالعلم خاصة العلم الدنيوي المتمثل في التقدم التكنولوجي والحضاري الذي يؤدي إلى التقدم والازدهار، وبنى على ذلك نتيجة أن الكل إذا قام بوظيفة إعمار الأرض سواء كان مسلما أو كافرا فهو متعبد لله عز وجل".
وجاء ذلك في صفحة لاشين الرسمية على موقع الفيسبوك حيث أجاب قائلًا: "أولا لا فرق بين العبادة والمناسك فبينهما عموم وخصوص كما يلي: المنسك يطلق ويراد به واحد من معنيين
1- معنى خاص وهو الذبح سواء كان ذبحا لأضحية او عقيقة او وليمة وقد جمع الله بينهما في ٱية واحدة قال تعالى(فصل لربك وانحر).
2- معنى عام وهو ان يراد بالنسك جميع العبادات قال تعالى:(لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه)، وقال تعالى:(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
وتابع لاشين موضحًا، ثانيا: إن تفسيره للعبادة بمعنى إعمار الأرض بالعلم والتقدم الحضاري وحصرها في ذلك لاغير لا نوافقه عليه إذ يترتب على ذلك نتائج في غاية الخطورة منها. جعل الكفار متعبدين الله عز وجل وجعل المسلمين القائمين بشرع الله المتخلفين عن ركب الحضارة عصاة لله عز وجل.
والقول المرشد في هذه النقطة المهمة ان نقول
يدخل في معنى العبادة بالإضافة إلى تنفيذ أوامر الدين مسايرة المسلمين لروح العصر، وعدم تخلف ركبهم الحضاري عن ركب غيرهم فذلك باب من أبواب الطاعة والعبادة أما ان احصر العبادة في التقدم التكنولوجي وفقط فهذا فهم لا تساعده النصوص، فالعبادة الحقيقية تقي البشرية الأثار المدمرة والمميتة للتقدم الحضاري، وتعتبر بمثابة الكنترول والتحكم، والسيطرة على هذه النتائج السلبية للتقدم التكنولوجي.
وأضاف لاشين في ختام حديثة: وردتا بشان عمارة الأرض آيتين في كتاب الله عزوجل، أولهم قول الله تعالى:(هو الذي أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه) فشرط إعمار الأرض فضلا عن التسلح بالأسلحة المادية الدنيوية،التسلح بالأسلحة المعنوية الدينية وهو معنى الاستغفار والتوبة الواردان في الٱية، فهل الكفار الذين حققوا العنصر المادي لعمارة الأرض دون تحقيقهم للعنصر المهم وهو العنصر المعنوي المتمثل في توحيد الله واستغفاره والتوبة والرجوع إليه هل حققوا ذلك حتى نجعلهم من عبادالله الطائعين له؟
والقول الثاني، قول الله تعالى:(وعد الله الذين ٱمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض)، فشرطت الٱية لتحقيق الاستخلاف وعمارة الأرض: الإيمان وعمل الصالحات فهل حقق الكفار ذلك؟ حتى نقول إنهم عبادا لله عز وجل فاضافهم في العبودية آليه؟، وحينما يصف القرآن الكفار بأنهم عباده يراد بأنهم عبيده، وليس عباده المضافين إليه إضافة تشريف وتكريم، وتعظيم وهذه لا تكون الا للمؤمنين الذين اعمروا الأرض بتوحيده والإيمان به وإقامة شرعه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لاشين الصلاة العبادة والمناسك الله إعمار الأرض لله عز وجل
إقرأ أيضاً:
ماذا حدث يوم عاشوراء؟.. 5 مشاهد عجيبة لا يعرفها كثيرون
لعل الاستفهام عن ماذا حدث يوم عاشوراء ؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار الخفية حتى عن أولئك الذين يعرفون الكثير عن يوم عاشوراء، بل ويحرصون على اغتنامه وتكفير ذنوب سنة ماضية، فضلًا عن أنه من الوصايا النبوية الشريفة والسُنن الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن كنت على علم بموعد يوم عاشوراء ، فهذا لا يعني أنك تعرف ماذا حدث يوم عاشوراء ؟، وهذا قد يكون حال الكثيرين.
ورد فيه أنه تحدث بعض المؤرخين عن العديد من الأحداث التي وقعت في العاشر من محرم وهو المسمى بيوم عاشوراء، ومنها أن الله تعالى نجى سيدنا نوح -عليه السلام- ومن آمن معه من الطوفان فى عاشوراء، وقد كان ذلك في أرض العراق، وكذلك نجاة نوح من الطوفان في عاشوراء، وأوحى الله -سبحانه وتعالى- إلى سيدنا نوح -عليه السلام- أن يصنع الفلك قبل أن يأتي الطوفان ويَعُمَّ الأرض، وقبل أن يرسل سبحانه وتعالى مطرًا فيفيض فيها، والمياه فتفجر منها وتتجمّع، فتُغرِقَ الكافرين من قوم سيدنا نوح وينجى المؤمنين، ولما كان سيدنا نوح -عليه السلام- يصنع السفينة كما جاءه الأمر من الله، كان قومه يمرّون من أمامه ويسخرون منه، إلى أن جاء الأمر بأن يركب في السفينة هو والذين آمنوا معه، حتى أن سيدنا نوحًا طلب من ولده كنعان أن يؤمنَ معه ويركبَ في السفينة لينجوَ من الغرق.
وقال له كما جاء في قوله تعالى: « وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ»، سورة هود: آية 42، فرفض ولده كنعان أن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتّبعَ أباه سيدنا نوحًا وذلك كما قال الله: « قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ»، وبذلك رفض أن يكون من الناجين، فأهلكه الله تعالى غرقًا، ونجّى نوحًا والذين معه في السفينة، وكان ذلك في يوم عاشوراء.
ورد في إحدى الروايات أنّ سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم يوم عاشوراء شكرًا لله تعالى على نجاة سيدنا نوح عليه السلام- من الطوفان، وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فرح بنجاة سيدنا موسى، فإن سيدنا موسى فرح بنجاة سيدنا نوح من الطوفان، وكذلك توبة آدم في عاشوراء ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز «فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»، سورة البقرة: آية 37، فعندما خالف سيدنا آدم أمر الله وأكل من الشجرة المنهى عنها، علمه الله تعالى كلمات يقولها حتى يتوب إليه تعالى –عليه السلام- ثم أهبطه الله إلى الأرض هو والسيدة حوّاء، وكان نزول سيدنا آدم -عليه السّلام- من الجنة إلى الأرض بأمر من الله تعالى لتحقيق سنّة الاستخلاف في الأرض، وبعد نزول آدم عليه السّلام وزوجه إلى الأرض بدأ بتعميرها وإصلاحها وحملت حواء من آدم عليه السّلام وأنجبت هابيل وقابيل وغيرهما من الأولاد والذّريّة الذين تناسلوا بدورهم وأدّوا رسالتهم في تعمير الأرض وإصلاحها.
وذكر الحافظ ابن رجب في «لطائف المعارف»: صح من حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد أنه قال: "سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: المحرم شهر الله الأصم فيه تيب على آدم عليه السلام فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته فافعل"، وجاء عند الترمذي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال لرجل: «إن كنت صـائمًا شهرًا بعد رمضان فصم المحرم، فإن فيه يوما تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على آخرين» فلعل قوله: «على قوم» يدخل فيه آدم عليه السلام في آخرين، فضلاً عن نجاة موسى من فرعون في عاشوراء، حيث كان فرعون المتجبر المتكبر في الأرض، الذي نادى في قومه فقال لهم: أنا ربكم الأعلى. وكفر بالله سبحانه وتعالى ونكّل ببني إسرائيل، فجمع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قومه للخروج، وتبعهم فرعون، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يضرب البحر بعصاه. قال الله تعالى: «فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» سورة الشعراء (63).
انقسم البحر قسمين؛ قسم عن اليمين وقسم عن الشمال، كل واحد منهما كأنه جبل مائي عظيم، وأصبح بينهما طريق يابس وأرض ممهدة. فلما رأى فرعون هذه الآية العظيمة والمعجزة الخالدة لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يتّعظ، ولم يعتبر، بل إنه لَجَّ في طغيانه، ومضى بجنوده يلحق سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقومه، لكن الله سبحانه وتعالى تدارك سيدنا موسى عليه السلام بلطفه، وعذّب فرعون ومن كان معه من الطغاة، فأغرقه الله عز وجل في ذلك البحر، وجعله آيةً تُتلى على مر الزمان والدهور، ونجّى الله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه من بني إسرائيل.
قال الله تعالى: «وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ» سورة الدخان (30). هذا هو العذاب الذي عاقب الله به قومَ فرعون الذين تجبّروا وتكبّروا، ولم يتّعظوا بما جاء به سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، فرعون لم يؤمن بالله سبحانه وتعالى ربًَّا، ولم يؤمن بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نبيًا ورسولًا، بل كان يقول لقومه: ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري. طغى وتجبر وكفر، لكن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل من يتجبر ويتكبر، ومن خصائصه سبحانه وتعالى أنه يقصم ظهور الجبابرة.
ذكرت الروايات أنه كان مع سيدنا موسى ستمائة ألف من المؤمنين، وكان مع فرعون مليون وستمائة ألف ممن لم يؤمن بسيدنا موسى عليه السلام، بل كانوا جندًا مُجَنَّدةً لفرعون، يدافعون عن الباطل، ويناصرون الكبرياء والجبروت، فكانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يأمر البحر بالالتطام على فرعون وجنوده، فالتطمت عليه أمواج البحر، فأغرقه الله سبحانه وتعالى والذين معه وأنجى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وتدارك فرعون الأمر في اللحظات الأخيرة حينما أشرف على الغرق، فقال في الوقت المستقطع والضائع: آمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل، فرد الله سبحانه وتعالى عليه بقوله: «آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» سورة يونس (91). يقول الله تعالى: «وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ» سورة البقرة (50).
غزوة ذات الرقاع في عاشوراء ، وفي يوم عاشوراء وقعت غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل يريد قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير، وبعد أن تهيأ المشركون لقتال النبي وأصحابه لما علموا بخروجه وتقارب الفريقان قذف الله الرعب في قلوب قبائل المشركين فهربوا تاركين وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى الله نبيه ومن معه من الصحابة شرّ هذه الجموع الكافرة. وسُميت بذات الرقاع لأن الصحابة لفوا على أرجلهم الخِرَق بسبب ما أصاب أقدامهم في هذه الغزوة من جراح تساقطت فيها أظافرهم لما اصطدمت بالحجارة والصخور.
استشهاد الإمام الحسين في عاشوراء، وفي اليوم العاشر من شهر محرم سنة 61 من الهجرة جرت حادثة مروعة مفجعة ومصيبة كبرى فظيعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم وملأت القلوب حزنا وأسى ومرارة، ففي يوم الجمعة في العاشر من شهر محرم قُتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحُسين بن علي بن أبي طالب حفيد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول -رضى الله عنهم-، واستشهد الإمام الحسين وهو ابن ست وخمسين سنة وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: "الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة". ودعــا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم للحَسَن والحُسَين فقال: "اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما"، وقال الرسول عنهما: "هُما ريحانتاي من الدنيا"، وروى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رجلًا من أهل العراق سأله عن المحُرِم في الحج الذي يقتل الذباب فقال: أهلُ العراق يسألون عن قتل الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ويلم: «هما ريحانتاي من الدنيا».
ما هو يوم عاشوراءيعتبر اليوم العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-،عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
ويعد يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء، وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: (أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية).
تسمية يوم عاشوراءذكرت كُتب المعاجم اللغوية أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود.
وقال الإمام الحافظ بن حجر: إن عاشوراء بالمد على المشهور، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعرف في الجاهلية.
يوم عاشوراء في السُنة النبويةيعد يوم عاشوراء هو العاشر من شهر محرم الهجري من كل عام، المسمى بـيوم عاشوراء وصيام يوم عاشوراء سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب سنة قبله كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، فهو يكفر السنة التي سبقته، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «.. صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» (رواه مسلم 1162).
أحاديث عن يوم عاشوراءوردت الكثير من الأحاديث والأقوال التي تذكر فضل صيام يوم عاشوراء، وهي على النّحو الآتي: عن عبد الله بن أبي يزيد، أنّه سمع ابنَ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما، وسُئل عن صيامِ يومِ عاشوراءَ، فقال: (ما علمتُ أنَّ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - صام يومًا، يطلُبُ فضلُه على الأيّامِ، إلا هذا اليومَ. ولا شهرًا إلا هذا الشهرَ، يعني رمضانَ) رواه مسلم، وفي لفظ: (ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يوم فضّله على غيره إلا هذا اليوم: يوم عاشوراء..) أخرجه البخاري، ومسلم، والنّسائي، وأحمد.
وجاء عن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (صيام يوم عاشوراء، أحتسب على اللَّه أن يكفر السّنة التي قبله) أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد، والبيهقي ، وقال النّووي: (يكفّر كلّ الذّنوب الصّغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر)، ثمّ قال: (صوم يوم عرفة كفارة سنتين، ويوم عاشوراء كفارة سنة، وإذا وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.. كلّ واحد من هذه المذكورات صالح للتكفير، فإن وجد ما يكفره من الصغائر كفّره، وإن لم يصادف صغيرةً ولا كبيرةً كتبت به حسنات، ورفعت له به درجات، وإن صادف كبيرةً أو كبائر، ولم يصادف صغائر، رجونا أن تخفّف من الكبائر) المجموع.