قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقة المقارن وعضو لجنة الفتوى بالأزهر:"جاءني حواران من شخصين راقيين في إجراء الحوار مهذبين في الردود والأسلوب يرد الثاني على الأول جعله الصلاة من العبادات قائلا إنها ليست من العبادات بل من المناسك والشعائر، والعبادة هي إعمار الأرض بالعلم خاصة العلم الدنيوي المتمثل في التقدم التكنولوجي والحضاري الذي  يؤدي إلى التقدم والازدهار، وبنى على ذلك نتيجة أن الكل إذا قام بوظيفة إعمار الأرض سواء كان مسلما أو كافرا فهو متعبد لله عز وجل".

 


وجاء ذلك في صفحة لاشين الرسمية على موقع الفيسبوك حيث أجاب قائلًا: "أولا لا فرق بين العبادة والمناسك فبينهما عموم وخصوص كما يلي: المنسك يطلق ويراد به واحد من معنيين 
1- معنى خاص وهو الذبح سواء كان ذبحا لأضحية او عقيقة او وليمة وقد جمع الله بينهما في  ٱية واحدة قال تعالى(فصل لربك وانحر). 
2- معنى عام وهو ان يراد بالنسك جميع العبادات قال تعالى:(لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه)، وقال تعالى:(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين). 

وتابع لاشين موضحًا، ثانيا: إن تفسيره للعبادة بمعنى إعمار الأرض بالعلم والتقدم الحضاري وحصرها في ذلك لاغير لا نوافقه عليه إذ يترتب على ذلك نتائج في غاية الخطورة منها. جعل الكفار متعبدين الله عز وجل وجعل المسلمين القائمين بشرع الله المتخلفين عن ركب الحضارة عصاة لله عز وجل. 
والقول المرشد في هذه النقطة المهمة ان نقول 


يدخل في معنى العبادة بالإضافة إلى تنفيذ أوامر الدين مسايرة المسلمين لروح العصر، وعدم تخلف ركبهم الحضاري عن ركب غيرهم فذلك باب من أبواب الطاعة والعبادة أما ان احصر العبادة في التقدم التكنولوجي وفقط فهذا فهم لا تساعده النصوص، فالعبادة الحقيقية تقي البشرية الأثار المدمرة والمميتة للتقدم الحضاري، وتعتبر بمثابة الكنترول والتحكم، والسيطرة على هذه النتائج السلبية للتقدم التكنولوجي. 

وأضاف لاشين في ختام حديثة: وردتا بشان عمارة الأرض آيتين في كتاب الله عزوجل، أولهم قول الله تعالى:(هو الذي أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه) فشرط إعمار الأرض فضلا عن التسلح بالأسلحة المادية الدنيوية،التسلح بالأسلحة المعنوية الدينية وهو معنى الاستغفار والتوبة الواردان في الٱية، فهل الكفار الذين حققوا العنصر المادي لعمارة الأرض دون تحقيقهم للعنصر المهم وهو العنصر المعنوي المتمثل في توحيد الله واستغفاره والتوبة والرجوع إليه هل حققوا ذلك حتى نجعلهم من عبادالله الطائعين له؟

 
والقول الثاني، قول الله تعالى:(وعد الله الذين ٱمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض)، فشرطت الٱية لتحقيق الاستخلاف وعمارة الأرض: الإيمان وعمل الصالحات فهل حقق الكفار ذلك؟ حتى نقول إنهم عبادا لله عز وجل فاضافهم في العبودية آليه؟، وحينما يصف القرآن الكفار بأنهم عباده يراد بأنهم عبيده، وليس عباده المضافين إليه إضافة تشريف وتكريم، وتعظيم وهذه لا تكون الا للمؤمنين الذين اعمروا الأرض بتوحيده والإيمان به وإقامة شرعه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لاشين الصلاة العبادة والمناسك الله إعمار الأرض لله عز وجل

إقرأ أيضاً:

الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب

قالت وزارة الأوقاف المصرية، إن الزلازل آياتٌ تُقرَع بها القلوب. 

وأضافت وزارة الأوقاف فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الزلازلُ جُندٌ من جنود الله، يُذكِّر بها عباده، ويهزّ بها الغافلين؛ ليُريهم ضعفهم بين يديه.

واستشهدت بقول الله تعالى: {وما نُرسل بالآياتِ إلا تخويفًا} [الإسراء: 59].

وأشارت إلى أنه لا يُستقبَل هذا التخويف إلا بخشوعٍ وتوبةٍ وإنابة، لا بسخريةٍ أو تهوين؛ فإنها نُذُرٌ توقظ القلوب، وتنذر من أعرض.

وقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: "هذِه الآياتُ الَّتي يُرْسِلُ اللَّهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، ولَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ به عِبادَهُ، فإذا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ" (رواه البخاري).

اللهم سلِّم العباد والبلاد، وبارك لنا في يقظتنا قبل فوات الأوان.

دعاء الزلزال .. ردد أفضل أدعية الزلازل للوقاية من الهزات الأرضيةدعاء الزلزال كما ورد عن النبي .. ردده وطمئن قلبكهل الزلازل غضب من الله ؟

شعر سكان القاهرة الكبرى وعدة مناطق ومحافظات من مصر، بهزة أرضية نتيجة زلزال بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر ضرب جزيرة كريت اليونانية اليوم الأربعاء، وفقًا لمركز جي إف زد الألماني لأبحاث علوم الأرض، مما جعل الكثير يتسألون هل الزلازل غضب من الله ؟.

لترد دار الإفتاء موضحة: أن ما يحدث من زلازل في بلاد معينة ليس دليلًا على غضب الله تعالى على أهل تلك البلاد لكونهم عصاة ومذنبين، فالبلاء قد يقع للصالحين كما يقع للعصاة، والواجب على المؤمن وقت حدوث الزلزال أن يتضرع لربه سبحانه بالدعاء، ويكثر من فعل الخير.

وأضافت دار الإفتاء أنه من المعلوم في ديننا الحنيف أن كل ما يحدث في هذا الكون هو بقدرة الله عزَّ وجلَّ، يقول تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: 73].

وتابعت: ومما يحدث في الكون الزلازل: وهي عبارةٌ عن هزاتٍ أرضيةٍ تتعرض لها القشرة الأرضية في بعض المناطق، وقد جاء ذكر الزلازل في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ۝ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ [الزلزلة: 1- 2].

وأكدت أن الزلازل آية من آيات الله تعالى من أجل ما يريد الله بذلك من خشية عباده له وفزعهم إليه بالدعاء والتوبة، فالصالح إذا صبر على البلاء نال الأجر والثواب من الله تعالى بصبره على ما أصابه من جراء هذه الزلازل من ضرر، يقول تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155- 157].

أما بالنسبة لقول بعض الناس: إن ما يحدث من زلازل في بلد معيَّنٍ دليل على أن أهل هذه البلد عصاة مذنبون يستحقون العذاب، فهذا غير صحيح؛ لأن نصوص الشرع الشريف دَلَّتْ على أن البلاء قد يقع للصالحين كما يقع للعصاة، لكنه بالنسبة للصالحين رحمة ورفعة، ينالون عليه الأجر والثواب من الكريم سبحانه، فقد اعتبر الشرع الشريف أن من مات بسبب هذه الزلازل ونحوها له أجر الشهادة التي لا يعادلها أجر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الشهداء خمسة: المَطْعُونُ، وَالمَبْطُونُ، وَالغَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» متفق عليه.

وأوضحت دار الإفتاء أن الواجب على المؤمن في وقت حدوث الزلزال أن يتذكر قدرة الله تعالى، ويتضرع له بالدعاء، ويكثر من فعل الخيرات، فقد روي عن معاويةَ بنِ حَيدةَ رضِيَ اللهُ عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَإِنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، وَتَقِي الْفَقْرَ. وَأَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ فِيهَا شِفَاءً مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ دَاءً، أَدْنَاهَا الْهَمُّ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".

طباعة شارك الزلازل دعاء الزلازل هل الزلازل غضب من الله

مقالات مشابهة

  • أمين الفتوى: التدين الحقيقي ليس بمظاهر العبادات والطاعات فقط
  • العبادات المستحبة في الأشهر الحرم.. الأزهر للفتوى يوضحها
  • هل تقبل توبة من اقترف الفاحشة عدة مرات؟.. الإفتاء تجيب
  • هل يقبل الله التوبة بعد المعصية؟.. 4 شروط اغتنمها في الأشهر الحرم
  • هل يجوز الحج بالتقسيط بفوائد.. أزهري يجيب
  • الأوقاف: الزلازل من جنود الله وآياته التي تقرع بها القلوب
  • خصائص الأشهر الحرم .. الأزهر للفتوى يوضحها
  • فتاوى وأحكام..هل الزلازل غضب من الله..هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية..هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب
  • هل الزلزل غضب من الله.. دار الإفتاء: آية من آيات الله
  • المراد من البيوت في قوله تعالى: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ»