التأكيد على الرجاء في الحياة الأبدية.. أبرز وصايا يوحنا
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد القديس يوحنا الإنجيلي، الذي يُعتبر أحد أبرز الشخصيات في العهد الجديد، كان أحد التلاميذ الاثني عشر للرب يسوع المسيح وأحد المقربين منه، يُعرف أيضًا بلقب “اللاهوتي” بسبب عمق تأملاته اللاهوتية وكتاباته الروحية.
من خلال إنجيله، ورسائله، ورؤياه (سفر الرؤيا)، قدم لنا القديس يوحنا العديد من الوصايا الروحية التي تشدد على محبة الله، ومحبة القريب، والمساواة بين المؤمنين، والتوبة، والرجاء في المسيح.
وصية المحبة
الوصية الأولى والأكثر تكرارًا في تعاليم يوحنا هي وصية المحبة. هذه الوصية تظهر بشكل بارز في إنجيله ورسائله.
قال يسوع المسيح في إنجيل يوحنا: “أوصيكم أن يحب بعضكم بعضًا كما أحببتكم أنا” (يوحنا 13:34). ويوحنا نفسه يكرر هذه الوصية في رسائله، مثلما جاء في 1 يوحنا 4: 7-8: “أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضًا، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد وُلِد من الله ويعرف الله. من لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة”.
القديس يوحنا يُؤكد أن المحبة ليست مجرد شعور، بل هي فعل إرادي، ويجب أن تكون محبة عملية موجهة نحو الآخرين، خاصة نحو المؤمنين.
كما أن المحبة لله تتجسد في محبة الإنسان لأخيه الإنسان، ما يعكس علاقة الله بالبشر
التأكيد على الأمانة للمسيح
في إنجيله، يركّز يوحنا على ضرورة الثبات في الإيمان والاتحاد بالمسيح. فقد قال يسوع في يوحنا 15:4 “اثبتوا فيّ وأنا فيكم”.
يُشير القديس يوحنا إلى أن المؤمن يجب أن يثبت في محبة المسيح، ويعيش في الاتحاد به، ليتمكن من الثمر الروحي.
الأمانة في الإيمان تعني أيضًا الحفاظ على التعاليم التي سلمها المسيح لتلاميذه، وعدم الانحراف عنها. في رسالته الأولى، يحث القديس يوحنا المؤمنين على التمسك بالحقيقة وعدم قبول البدع التي تحرف الإيمان عن طريق المسيح.
التوبة والغفران
القديس يوحنا يعلم أن الإنسان ليس معصومًا عن الخطأ، ولكن الله يقدم دائمًا فرصة للتوبة والغفران. في رسالته الأولى 1 يوحنا 1:9 يقول: “إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم”.
التوبة، وفقًا ليوحنا، هي طريق إلى العودة إلى الله وعيش حياة جديدة. يجب على المؤمن أن يعترف بخطاياه ويطلب المغفرة، مع السعي نحو حياة نقية تتسم بالبر والقداسة
التحذير من الحب للعالم
يوحنا يوجه تحذيرًا للمؤمنين من الانغماس في حب العالم والشهوات الزائلة. ففي رسالته الأولى 1 يوحنا 2:15 يقول: “لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب”.
القديس يوحنا يُظهر أن التعلق بالعالم المادي والشهوات الدنيوية يتناقض مع محبة الله، ويجب على المؤمن أن يتجنب هذا التعلق ليعيش حياة تسعى وراء الكنوز السماوية، لا الأرضية
التأكيد على الرجاء في الحياة الأبدية
أحد المفاهيم الرئيسية في تعاليم القديس يوحنا هو الرجاء في الحياة الأبدية. في إنجيله، يروي يوحنا كلمات يسوع: “من يؤمن بي فله حياة أبدية” (يوحنا 6:47). كما يُعلّم يوحنا في رسالته الأولى 1 يوحنا 5:13 قائلاً: “كتبتُ إليكم هذا لتؤمنوا باسم ابن الله، ولكي تعلموا أن لكم حياة أبدية”.
الرجاء في الحياة الأبدية لا يقتصر فقط على الموعود به بعد الموت، بل يمتد ليشمل الحياة الجديدة التي يبدأها المؤمن بمجرد إيمانه بالمسيح.
التحلي بالروح القدس
القديس يوحنا يعظ بأهمية عمل الروح القدس في حياة المؤمن. ففي يوحنا 14:26، قال يسوع: “وأما المعزّي، الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم”.
الروح القدس هو القوة التي تساعد المؤمن على عيش حياة القداسة، وعلى فهم تعاليم المسيح بشكل أعمق. كما أن الروح القدس يُؤثّر في المؤمن ليعيش الحياة الجديدة التي يدعوها المسيح
الشهادة للمسيح
في إنجيله ورسائله، يشدد القديس يوحنا على ضرورة الشهادة للمسيح في يوحنا 1:7، نجد يوحنا المعمدان يشهد للمسيح قائلاً: “هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم”. الشهادة للمسيح لا تقتصر فقط على الكلمات، بل تمتد إلى الحياة التي يجب أن تجسد الإيمان بالمسيح.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس القدیس یوحنا ی الروح القدس یوحنا 1
إقرأ أيضاً:
الله كبير.. قصة أغنية ودع بها زياد الرحباني الحياة قبل 15 عاما
مع رحيل الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني، السبت، عن عمر ناهز 69 عاماً، عادت أغنية "الله كبير" لتتصدر المشهد، وكأنها تحولت إلى رسالة وداع كتبها لوالدته فيروز، منذ أكثر من عقد من الزمن، دون أن يدرك أنها ستعد لاحقا مرثيته الشخصية.
اغنية تحولت لوداعالأغنية التي صدرت ضمن ألبوم "إيه في أمل" عام 2010، كتبها ولحنها ووزعها الرحباني بنفسه، وجاءت محملة برسائل أمل وصبر، حيث تؤدي فيروز الكلمات بصوتها الشجي:
“بتذكُر شو كنت تقلّي.. مهما يصير، انتظريني وضَلِّك صَلّي.. الله كبير”.
كلمات ظلت عالقة في أذهان جمهوره ومحبيه، لتكتسب اليوم بعدا جديدا مؤثرا وموجعا، مع إعلان وفاته في أحد مستشفيات العاصمة بيروت، بعد صراع طويل مع المرض.
على مدى السنوات الأخيرة، ابتعد زياد الرحباني عن الأضواء بفعل تدهور حالته الصحية، لكنه ظل حاضراً في الوجدان اللبناني والعربي كواحد من أبرز المبدعين الذين أعادوا تعريف الأغنية والمسرح السياسي والفني بجرأة وعمق.
تحولت الأغنية التي جسدت وعد الابن لوالدته بالعودة، إلى مرآة مؤلمة لحقيقة الغياب، حيث لم يمهل القدر زياد ليحقق وعده لفيروز، التي تجاوزت التسعين من العمر، وانتظرته طويلاً وهي تردد صلاتها، تماماً كما أوصاها: "الله كبير".
ويبدو أن مقاطع الأغنية الأخرى كانت بمثابة نبوءة فنية لنهايته، حيث يقول:
"ومن يَوما شو عاد صار، عَ مَدى كَذا نْهار، ما صار شِي كتير، كلّ اللي صار وبَعْدو بيصِير، الله كبير."
ومع رحيله، خسر لبنان والعالم العربي صوتاً استثنائياً جمع بين الفن والفكر، بين السخرية اللاذعة والألم العميق، بين الواقع والتمرد، فشكل حالة نادرة في الموسيقى والمسرح العربي.
لم يكن زياد الرحباني مجرد فنان، بل كان ظاهرة ثقافية، عبّر عن هموم الناس، ولامس قضاياهم اليومية بلغة صادقة ومباشرة، تاركاً إرثاً فنياً سيظل حاضراً في ذاكرة الأجيال، تماماً كما تختتم فيروز أغنيته الخالدة: “ذاكِر قَدَّيْه قلتلِّي.. هالعمر إنّو قصير، وإنّو أنا ما في متلي.. وحُبّي أخير.”
وكان قد ولد زياد عاصي الرحباني في الأول من يناير عام 1956 في بيروت، لأسرة شكلت جزءا من الذاكرة الموسيقية للبنان والدته الفنانة الكبيرة فيروز، ووالده المؤلف الموسيقي والمسرحي الراحل عاصي الرحباني، أحد الأخوين اللذين أحدثا ثورة في الفن المسرحي والموسيقي.