استفاقت مدينة عطبرة، أمس السبت، على هجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية التي استهدفت المنطقة، مما أدى إلى تدمير جزئي في إحدى المنشآت المدنية. ورغم اعتراض الدفاعات الأرضية للطائرة الأولى، فإن الهجمات تُعد تصعيدًا خطيرًا في طبيعة الصراع السوداني..

التغيير: عطبرة: كمبالا

استيقظت مدينة عطبرة، أمس السبت، على أنباء هجمات بطائرات مسيرة انتحارية استهدفت المنطقة، وأفادت مصادر محلية بأن الدفاعات الأرضية بولاية نهر النيل نجحت في اعتراض إحدى الطائرات، التي تحطمت في روضة التعليم البريطاني بحي الدرجة الشعبية.

واعتبر سياسيون “إن استهداف الطائرات المسيرة لتجمعات مدنية في الولايات الشمالية يمثل تحولاً خطيراً في طبيعة الصراع بالسودان وتصعيد غير مسبوق في العنف.

وتُظهر الصور التي حصلت عليها (التغيير) الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمبنى، حيث تعرض سقف الروضة لانهيار جزئي مع ثقب كبير، بالإضافة إلى تصدعات واضحة على الجدران وانتشار الركام داخل الغرفة، ما يعكس حجم الاصطدام وتأثيره في المنشأة.

صورة تظهر تضرر سقف الروضة

وبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ”التغيير” فإن الأضرار اقتصرت على الجوانب المادية، دون تسجيل إصابات بشرية، فيما ساهمت عطلة امتحانات الشهادة في تجنب خسائر أكبر، حيث كانت الروضة مغلقة وقت وقوع الحادث.

وتعليقًا على الحادث، قال القيادي في قوى الحرية والتغيير، شهاب إبراهيم، لـ”التغيير” إن استهداف الطائرات المسيرة لتجمعات مدنية في ولايات الشمال يشكل تحولاً جديداً وخطيراً في طبيعة الصراع بالسودان.

وأوضح أن هذا النوع من الهجمات يعكس تصعيداً غير مسبوق في العنف، مع انتقاله إلى مستوى يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل مباشر، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأشار إبراهيم إلى أن استخدام الطائرات المسيرة يمثل تحولاً من الصراع المسلح التقليدي إلى صراع منخفض الكثافة يعتمد على أسلحة غير تقليدية، مما يزيد صعوبة تحديد الأهداف وتوقع الهجمات.

خسائر في الأروح

وأضاف بأن هذه الهجمات تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، كما أنها تؤدي إلى تشريد أعداد كبيرة منهم، إلى جانب تأثيرها السلبي على البنية التحتية المدنية، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وحذر من أن استمرار هذه العمليات يُعمّق الانقسامات الاجتماعية والسياسية، ويُعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار. كما شدد على ضرورة تحديد الجهات المسؤولة عن هذه الهجمات ومحاسبتها، بالإضافة إلى فهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها، سواء كانت مكاسب عسكرية أو إثارة الرعب والخوف بين المدنيين، أو أهداف سياسية أخرى.

واختتم إبراهيم حديثه بالتأكيد على أهمية مراقبة ردود الفعل الدولية والإقليمية تجاه هذه الهجمات، داعياً المجتمع الدولي إلى التصدي لهذا التهديد وحماية المدنيين.

وأشار إلى أن هذا النوع من الاستهداف يمثل تحدياً كبيراً للسلام والاستقرار في السودان، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لتحقيق حل سياسي عادل ودائم ينهي الأزمة الحالية.

وشهدت مدينة عطبرة، الواقعة في ولاية نهر النيل شمال السودان، تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات بالطائرات المسيّرة خلال الأشهر الأخيرة، استهدفت مواقع استراتيجية، أبرزها مطار عطبرة ومقار الجيش، وأدت الهجمات إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير للبنية التحتية.

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني والإنساني في معظم أنحاء البلاد.

الوسومالطائرات المسيرة الولايات الشمالية حرب الجيش والدعم السريع حماية الأعيان المدنية حماية المدنيين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الطائرات المسيرة الولايات الشمالية حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين الطائرات المسیرة

إقرأ أيضاً:

هيئة مغربية تدعو للمشاركة في المسيرة الدولية لكسر الحصار عن غزة

دعت هيئة مغربية، الأربعاء، إلى المشاركة في "مسيرة دولية" متجهة إلى غزة تنطلق في 9 يونيو/ حزيران الجاري، ضمن مبادرة أطلقها ائتلاف نقابي وحقوقي مكون من أكثر من 32 دولة، لكسر الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات ووقف حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 20 شهرا.

 

جاء ذلك في تصريح أدلى به عبد الحفيظ السريتي، منسق "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) بالمغرب، للأناضول، على هامش مؤتمر صحفي للمجموعة حول ترتيبات المشاركة في هذه المسيرة الدولية.

 

وفي 25 مايو/ أيار الماضي، أعلن ائتلاف من نقابات وهيئات ومؤسسات حقوقية دولية من أكثر من 32 دولة إطلاق مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة"، لدخول القطاع سيرا على الأقدام، وتأتي هذه الخطوة بسبب الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون بالقطاع.

 

ودعا السريتي المغاربة للمشاركة في هذه المسيرة للتعبير عن دعمهم وإسنادهم للشعب الفلسطيني.

 

وأضاف أن "المشاركين من المغرب سيتوجهون مباشرة إلى مصر، ثم إلى (معبر) رفح (من الجانب المصري) للضغط على إسرائيل من أجل فتح المعابر، ووقف هذا العدوان الذي يرتكبه الجيش الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني".

 

وأشار إلى أن عددا من المغاربة يعتزمون المشاركة في هذه المسيرة، لافتا إلى أنه تم التنسيق مع الجهات المنظمة لتسهيل الخطوات من أجل تحقيق الهدف.

 

وفيما يتعلق بخط سير المحتجون، قال السريتي إنهم "سينطلقون من المغرب باتجاه القاهرة جوا، ثم إلى مدينة العريش المصرية، والتحرك راجلين نحو رفح والبقاء هناك لمدة 3 أيام".

 

وأضاف أن منسقي المسيرة يعتزمون تنفيذ عدة أنشطة تضامنية حتى الوصول إلى رفح والمطالبة بفتح المعابر "ونجدة الفلسطينيين"، دون ذكر تفاصيل عنها.

 

والثلاثاء، أعلنت جمعيات مغربية، بدء التجهيز للمشاركة في مسيرة دولية تنطلق في 9 يونيو الحالي، باتجاه غزة للمطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية وكسر الحصار وإدخال المساعدات.

 

جاء ذلك في بيانات عن "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" و"الجبهة المغربية لدعم فلسطين"، و"الهيئة المغربية للدعم والنصرة" (غير حكومية تضم عدة جمعيات).

 

والسبت، أعلنت "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين بتونس"، أن الآلاف من تونس ودول المغرب العربي انضموا إلى قافلة برية ستنطلق في 9 يونيو الحالي باتجاه غزة مرورا بليبيا ثم بمصر، لكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع الفلسطيني وإدخال المساعدات.

 

وبالتوازي مع القافلة البرية المزمعة، انطلقت، الأحد، سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية من ميناء كاتانيا الإيطالي لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة.

 

والاثنين، قال ​​​​​​الجيش الإسرائيلي، إنه يستعد "لمجموعة من السيناريوهات" للتعامل مع وصول السفينة "مادلين"، التي تقل على متنها 12 شخصا، بينهم ناشطة المناخ السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام.

 

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر منذ 2 مارس/ آذار الماضي، بوجه المساعدات الإنسانية لاسيما الغذاء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

 

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 180 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.


مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف طبيعة الأهداف التي تهاجمها في لبنان
  • بعد استهداف قواعدها.. الكرملين يدرس خيارات الرد على أوكرانيا بالتوقيت المناسب
  • هيئة مغربية تدعو للمشاركة في المسيرة الدولية لكسر الحصار عن غزة
  • سفير الهند بالقاهرة لـ "الفجر": لا قوات لنا في غزة ونرفض استهداف المدنيين
  • النفط يصعد 2% إلى أعلى مستوى في أسبوعين
  • ووتش تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب باستهداف الطائرات المدنية بصنعاء
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • كيف فشلت موسكو في صد هجوم الطائرات المسيرة الأوكرانية ؟
  • الأمم المتحدة: عرقلة وصول المدنيين للغذاء جريمة حرب وآلية التوزيع بغزة غير قانونية