كلام الناس
نورالدين مدني
أتابع بقلق مجريات الحرب اللعينة في السودان وسط الأنباء المتضاربة والمضروبة دون أنفعال بأخبار انتصارات هذا الجانب على الجانب الاخر لأنني على يقين بأنها لاتصب في مصلحة الشعب السوداني وتطلعاته المشروعة في تحقيق السلام والانتقال السلمي للحكم المدني الديمقراطي.
كذلك لا انشغل كثيراً بالمبادرات التي تطرح بعيداً عن الواقع المأساوي الذي يعاني منه السودانيون داخل السودان وفي دول الجاوار الذين مازالوا يعانون من ويلات الحرب وتداعياتها على مجمل حياتهم ومستقبلهم ومستقبل أسرهم.
تقلقني أكثر التطلعات غير المشروعة للمتقاتلين ومن ولااهم من الحركات المسلحة والكيانات المصنوعة المعروفة بعلاقاتها اللصيقة بسدنة حكم الانقاذ المباد الذين يحلمون بإعادة سلطة التمكين لسادتهم ضد إرادة إرادة الجماهير التي أسقطتها بثورثتهم السلمية.
أكتب اليوم لأؤكد ان السلام المنشود لن يتحقق عبرنتائج هذه الحرب لذلك لابد من تكثيف الجهود المحلية والاقليمية والدولية لتأمين عملية انتقال السلطة الانتقالية للحكم المدني الديمقراطي وتحقيق السلام العادل الشامل وإكمال مهام المرحلة الانتقالية.
هذا يستوجب الاسراع بتنفيذ عمليات الإصلاح المؤسسي في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وعلى الأخص الإصلاح العسكري والأمني.
كما لابد من تفعيل الحراك السياسي وسط قواعد الأحزاب الديمقراطية بمشاركة فاعلة من الشباب والكنداكات لسد الطريق أمام المؤامرات التي مازالت تحاك ضد الأحزاب والاتحادات والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني.
إننا على يقين من أن الإرادة الشعبية لن تقهر وانه لابد من دفع استحقاقات استرداد عافية السودان ليس لصالح سلطة فوقية زائلة إنما بالاستجابة لتطلعات الجماهير الشعبية الثائرة التي دفعت ثمن ذلك مسبقاً ومازالت على استعداد لتحمل الأمانة وإكمال المهام ونصر الإرادة الشعبية والحفاظ على وحدة السودان أرضاَ وشعباً في ظل سودان المواطنة والسلام والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
أكدت وزيرة دولة في الإمارات لانا نسيبة أولوية تنفيذ هدنة إنسانية في السودان بشكل فوري، وركّزت على ضرورة بناء مسار واضح يقود نحو وقف دائم لإطلاق النار ثم انتقال منظم إلى حكومة مدنية مستقلة تضع البلاد على طريق الاستقرار.
وأوضحت نسيبة خلال مؤتمر صحفي أن الإمارات تجري مشاورات منتظمة حول الصراع المروع في السودان، واعتبرت أن قرار البرلمان الأوروبي دعم جهود الوساطة يشكّل خطوة تدعم المسار الدبلوماسي، ولفتت إلى أن وزراء الخارجية الأوروبيين شددوا في ختام اجتماعهم الأخير على أن الهدنة الإنسانية الفورية تشكّل شرطًا أساسيًا للانتقال إلى تسوية دائمة، وأكدت أن الإمارات تنسق باستمرار مع الشركاء الأوروبيين حول شروط التهدئة.
وأشارت إلى أن بيان المجموعة الرباعية الصادر في سبتمبر يمثل خطوة تاريخية نحو وقف القتال وإنهاء الحرب الأهلية بين الطرفين المتنازعين، وبيّنت أن البيان رسم خريطة طريق واقعية لخفض التصعيد، واعتبر أن السودان لا يجب أن يكون مستقبلُه رهينةً لجماعات متطرفة أو دولةً هشة يجد فيها الإرهابيون ملاذًا، وركّزت على أن الحكومة المدنية المستقلة هي المسار الوحيد نحو سودان آمن ومستقر.
وفي سياق متصل، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش أن الهدنة الإنسانية واستمرار المساعدات دون عوائق يشكّلان ضرورة ملحة، واعتبر أن الحرب الدائرة في السودان لا تحمل لأي طرف فرصة لتحقيق نصر، وكتب في منشور عبر منصة إكس أن الإمارات تتعهد بتقديم 550 مليون دولار لدعم الفئات الأكثر ضعفًا حول العالم وتركّز في السودان على ضمان وصول المساعدات واستمرارها دون عرقلة.
وأضاف قرقاش أن الحرب لا يمكن كسبها وأن الوقت حان لإنهاء الحسابات القاسية المرتبطة بخفض المساعدات الإنسانية، واعتبر ذلك رسالة مباشرة إلى الأطراف التي تواصل عرقلة وصول الإغاثة.
وحمّلت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم الهاشمي الأطراف المتحاربة في السودان وهي الجيش وقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معهما مسؤولية الهجمات المتكررة على المدنيين وتعطيل الممرات الإنسانية، واعتبرت أن تلك الانتهاكات تزيد معاناة السكان وتدفع الأوضاع نحو مزيد من التدهور.
وذكرت التقييمات الإنسانية الحديثة أن أكثر من ثلاثين مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدة عاجلة أو حماية، وأشارت إلى أن قرابة اثني عشر مليون شخص نزحوا منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 ووجد السودان نفسه أمام أكبر أزمة نزوح في العالم.