عربي21:
2025-12-12@08:10:44 GMT

لماذا يدافع السيسي كثيرا عن نفسه؟

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

منذ استلام السيسي حكم مصر، في حزيران/ يونيو عام 2014، وقد حول السُلطة السياسية، تدريجيا، إلى سلطوية شمولية تتحكم في كل ما يخص حياة المصريين، أفعالهم وأقوالهم، وحتى تمثلاتهم المظهرية، أي الجسدية في الفضاءات العامة والافتراضية. هذا تجلّى في أحاديثه الدائمة، كما في تقنين التشريعات وفرض الضرائب وغير ذلك ممارسات سُلطوية.



لكن السيسي أيضا، لم يصبح حاكما شموليا فحسب، بل حوّل السياسة كلّها، وإداراتها، متمثلة في شخصه فقط. أي شخصَن السُلطوية، حسب وصف الباحثة إريكا فرانتز، فتدَرّج من كونه رئيسا يحاول استرضاء الشعب المصري بالوعود، كما كان يفعل، إلى كونه زعيما لا يأبه بآراء الجماهير، حتى وصل به الحال إلى حكمة الأنبياء، "ففهمنا سليمان"، كما قال وكرر أكثر من مرّة.

السيسي أيضا، لم يصبح حاكما شموليا فحسب، بل حوّل السياسة كلّها، وإداراتها، متمثلة في شخصه فقط. أي شخصَن السُلطوية، حسب وصف الباحثة إريكا فرانتز، فتدَرّج من كونه رئيسا يحاول استرضاء الشعب المصري بالوعود، كما كان يفعل، إلى كونه زعيما لا يأبه بآراء الجماهير
هذه الشخصنة تمثّلت، بشكل جاد، في خصومته مع المعارضين الذي كان التقى بهم بشكل شخصي، أو حتى دارت أحاديث عامة على لسانهم حول شخصه، حينما كان رئيسا للمخابرات أو وزيرا للدفاع قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية. مثلا، لا ينسى السيسي حين كان وزيرا للدفاع لقاءاته مع مسؤولي الإخوان المسلمين، أبرزهم القيادي خيرت الشاطر. إذ جسد السيسي لقاءه معه دراميا في أحد مشاهد مسلسل الاختيار، الجزء الثالث، الذي ظهر فيه السيسي بنفسه (الممثل المصري ياسر جلال).

بطبيعة الحال، كان المسلسل بإخراج وإشراف السيسي نفسه، تحديدا في المشاهد الذي ظهر فيها، ومنها مشهد المُشادّة الكلامية بينه وبين خيرت الشاطر، حين قال له الأول إن جيش مصر مستعد لحمايتها من أي إرهاب داخلي أو خارجي.

حين شارف المُسلسل على الانتهاء، اجتمع السيسي في حفل إفطار الأسرة المصرية، في أيار/ مايو عام 2022، وتحدّث عن الواقعة الحقيقية التي صوّرها المُسلسل، وحكى كيف هدده الشاطر بتدمير مصر، وكيف دافع السيسي عنها، كما رأينا في المسلسل. هنا يحكي السيسي من طرفه فحسب، إذ الطرف الآخر مغيّب في سجونه منذ تموز/ يوليو 2013. هذا أيضا ما حدث مع السياسي حازم صلاح أبو إسماعيل، إذ هو، وبشكل صريح وعلني، قد حذّر القوى السياسية وعلى رأسها الإخوان المُسلمين، من السيسي، بل ووصفه بـ"الممثل العاطفي"، حين كان وزيرا للدفاع، وقال إنّه يستجلب الناس ليعوّلوا على انقلاب الجيش، فلم ينس له السيسي حديثه، وكان أول المعتقلين بعد الانقلاب.

كما انتقم السيسي بشكل مباشر من السياسيين المصريين عصام سُلطان وعبد المنعم أبو الفتوح، إذ تحدَّث الأول عن السيسي بعد انقلابه، قائلا: "الآن عندنا قائد للانقلاب العسكري، وقائد للثورة المضادة، اسمه عبد الفتاح السيسي"، أما الثاني، فقد نوى الترشّح للرئاسة، وأجرى حوارا تلفزيونيا على قناة الجزيرة، وتحدث عن فشل السيسي في إدارة مصر، على كافة المستويات، فضلا عن انتقاده للقمع الأمني وتجفيف السياسة، هذا قبل عودته من لندن واعتقالِه فور وصوله مصر، والحكم عليه بعد ذلك بالسجن لمدة 15 عاما.


يعاني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من عقدة الذنب، ليس بمعناها الأخلاقي، لكن بمعناها النفسي، ما يجعله دائما يردد تبريراته عن نفسه والمسارات التي سلكها، كنوع من ميكانيزم دفاع، يحاول من خلاله تكرار ما يُمليه هو على نفسه، لأنه لم يسأله أحد ولم يُطالَب بالدفاع عن نفسه! حتى يصل إلى مرحلة الإنكار أو إلى أن يُصدّق نفسه حول أن كل ما ارتكبه من بشائِع في حق المصريين، كانت من أجل إنقاذ مصر وشعبها
السمة الأُخرى من طبائع حكم السيسي الشخصَانية هي الدفاع "الذاتي"، وهي سمة نفسية بامتياز، إذ لم يفوت السيسي عاما، منذ حكمه، إلَّا وكرر أكثر من مرة أنّه بريء من كل جرائم قمعه الموثَّقة، سواء القتل الجماعي، أو الاعتقال، أو الإخفاء القسري والتعذيب وغير ذلك من انتهاكات بحق المصريين. مؤخرا، وفي أقل من شهر، تحدث السيسي مرّتين أن يده غير "متعاصة بالدماء"، وأنّه لم يأخذ أموالا من أحد، وأن الله هو من سيحاسبه على فترة حكمه لمصر. هذا بالإضافة إلى أن معظم خطابات السيسي يعود بها إلى الماضي، فينتقد ثورة يناير، وأهل الشر، ويمَّجد ذاته، بما أنها أنقذت مصر من الضياع والإرهاب وغير ذلك من مؤامرات يؤلّفها ويُكررها.

كان مسلسل الاختيار دليلا قويا على أن السيسي مصرّ على إعادة حكاية التاريخ بسرديته التي تبرئه من انقلابه العسكري، ومن جرائمه بحق الشعب المصري، وفشله في إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا وأمنيا. إذ حاولت الأجزاء الثلاثة من المسلسل، لا سيما الجزء الثالث، بث سردية الاستثناء التي عاشتها البلاد بعد ثورة 25 يناير (2011)، وصولا إلى ذروتها ما بعد تموز/ يوليو 2013، وكيف حاربت الدولة، ومُنقذها، أهل الإرهاب والشرّ متمثلين في جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات، لا سيما تنظيم الدولة في سيناء.

يعاني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من عقدة الذنب، ليس بمعناها الأخلاقي، لكن بمعناها النفسي، ما يجعله دائما يردد تبريراته عن نفسه والمسارات التي سلكها، كنوع من ميكانيزم دفاع، يحاول من خلاله تكرار ما يُمليه هو على نفسه، لأنه لم يسأله أحد ولم يُطالَب بالدفاع عن نفسه! حتى يصل إلى مرحلة الإنكار أو إلى أن يُصدّق نفسه حول أن كل ما ارتكبه من بشائِع في حق المصريين، كانت من أجل إنقاذ مصر وشعبها، ويؤكد على أن الله مُطّلع على نواياه وأعماله، وهو، وحده ولا شريك له، من سيحاسبه يوم القيامة. أما المصريون فليس لهم سوى السمع والطاعة، لأنه العارف بأمور البلاد والعباد، وأنه اختيار ربَّاني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي مصر انقلاب ثورة مصر السيسي انقلاب ثورة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عن نفسه

إقرأ أيضاً:

محمد منير يدافع عن فيلم الست: «أدوها وأدونا فرصة نشوف الاختلاف»

حرص الفنان محمد منير، على دعم الفنانة منى زكي بكلمات مؤثرة خلال الساعات القليلة الماضية، ذلك بالتزامن مع بدء عرض فيلم «الست» بدور العرض السينمائية.

ودعم محمد منير، عبر حسابه الرسمي بموقع «إكس» الفنانة منى زكي: «أنا واحد من اللي مشفوش فيلم الست لصديقتي الفنانة الكبيرة منى زكي، لم مؤمن بالاختلاف ومصدق في صديقي المخرج مروان حامد عامل فيلم مختلف، أدوها وأدونا فرصة نشوف الاختلاف».

أبطال فيلم الست

فيلم الست من سيناريو أحمد مراد وإخراج مروان حامد، وإنتاج أحمد بدوي، وتامر مرسي، محمد حفظي، فادي فهيم، وائل عبد الله، ويضم مجموعة من النجوم، منى زكي، محمد فراج، وأحمد خالد صالح، وتامر نبيل، وسيد رجب، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الفنانين كضيوف شرف، أبرزهم أحمد حلمي، وعمرو سعد، وكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، وأمينة خليل.

قصة فيلم الست

يتناول فيلم الست السيرة الذاتية لكوكب الشرق (أم كلثوم)، مسلطًا الضوء على أبرز المحطات في حياتها الشخصية والفنية، والعلاقات التي كان لها أثر كبير في مسيرتها.

وتدور أحداث الفيلم حول حياة كوكب الشرق في مرحلة الشباب حيث تنتقل إلى القاهرة من قريتها الصغيرة للسعي خلف شغفها بالموسيقى والطرب على الرغم من العقبات المجتمعية التي واجهتها، بما في ذلك اضطرارها لارتداء ملابس الصبيان، إلا أن صوتها السماوي، وموهبتها الفذّة، وعزيمتها التي لا تلين دفعت بها إلى قمّة النجاح لأكثر من سبعة عقود، وانتهت بتتويجها كأعظم مطربة عربية عرفها العالم على الإطلاق.

اقرأ أيضا:

بسبب «فارس بلا جواد».. ريهام عبد الغفور تكشف كواليس زواجها الثاني

«مارتينيلي» يقود تشكيل أرسنال ضد كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا

على طول في السرير.. تطورات مفاجئة في الحالة الصحية لـ تامر حسني

مقالات مشابهة

  • محمد العدل يدافع عن محمد صبحي: السائق هو اللي غلطان مش صبحي
  • جيرارد يدافع عن صلاح بعد أزمته مع ليفربول: النادي بحاجة عودته
  • محمد منير يدافع عن فيلم الست: «أدوها وأدونا فرصة نشوف الاختلاف»
  • صدقي صخر يدافع عن فيلم الست : رحلة طويله وشاقة
  • على عكس تصريحات ترامب عن خسارة أوكرانيا.. مصادر لـCNN: الوضع في ساحة المعركة لم يتغير كثيرا
  • ترامب يهاجم قادة أوروبا بشكل غير مسبوق.. ضعفاء يتحدثون كثيرا
  • حزب المصريين: منح الرئيس السيسي وسام منظمة الفاو يعكس إيمان المجتمع الدولي بالدور المصري
  • السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟
  • ترامب: قادة أوروبا ضعفاء ويتحدثون كثيرا دون إنجاز
  • توماس فرانك : حالة توتنهام الفنية طبيعية تماما لكن نحتاج الافضل كثيرا