السودان: حاكم دارفور يدين مجزرة الكنابي ويطالب بالعدالة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
أدان حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، المجزرة التي وقعت في منطقة الكنابي، مؤكدًا أن الضحايا كانوا من المواطنين العزل. ودعا إلى تقديم الجناة للعدالة ورفض أي مبررات للانتقام..
التغيير: الخرطوم
أبدى حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، قلقه العميق إثر وقوع مجزرة في منطقة الكنابي، مؤكدًا أن الضحايا كانوا من المواطنين العزل.
ودعا مني عبر منشور على منصة أكس، الاثنين جميع قادة القوات إلى ضرورة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، مشددًا على رفض أي مبرر للانتقام.
وقال مناوي: “أبدينا قلقنا العميق عند سماع خبر وقوع مجزرة لأهل الكنابي، وتأكدنا من أن الضحايا كانوا من المواطنين العزل. مهما كانت المبررات، فإننا لن نقبل بحدوث أي مجزرة جديدة في البلاد.
وأضاف:”أوجه ندائي إلى قادة القوات بضرورة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة دون السماح لأي حالة من الانفلات تحت ذريعة الانتقام”.
وفي 25 مارس 2024، أعلن مني أركو مناوي عن توجه قوات من حركة تحرير السودان إلى العاصمة الخرطوم للمشاركة مع الجيش في القتال ضد قوات الدعم السريع.
كما قاتلت قوات حركة تحرير السودان في معارك ولاية الجزيرة إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.
والأحد، قالت مركزية مؤتمر الكنابي إن منطقة كمبو خمسة (كمبو طيبة) شرق أم القرى بولاية الجزيرة، شهدت مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم شخصيات دينية ومدنية، إضافة إلى حرق طفلين داخل المنازل.
كما كشفت عن اختطاف 13 امرأة ونهب المحاصيل الزراعية والممتلكات. وأدى الهجوم إلى تشريد السكان وتحويلهم إلى نازحين.
ووصفت مركزية مؤتمر الكنابي هذه الانتهاكات بأنها جرائم ضد الإنسانية، داعية إلى تدخل الجيش السوداني ومحاسبة المليشيات المسلحة المسؤولية. كما طالبت الحكومة السودانية بتوفير الأمن وتحقيق العدالة في المنطقة.
والسبت أعلن الجيش السوداني، أن قواته تمكنت من السيطرة على مدينة ود مدني واستعادتها من قوات الدعم السريع.
ويشهد السودان منذ أكثر من 20 شهراً حرباً مستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أسفر عن تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية.
وخلفت الحرب أعداداً كبيرة من الضحايا، سواء من المدنيين أو العسكريين، وأدت إلى نزوح جماعي للسكان في مختلف المناطق، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وتهديد استقرار الدولة.
الوسومانتهاكات الجيش السوداني حاكم إقليم دارفور حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: انتهاكات الجيش السوداني حاكم إقليم دارفور حرب الجيش والدعم السريع ولاية الجزيرة قوات الدعم السریع الجیش السودانی
إقرأ أيضاً:
مرتزقة أوكرانيون في دارفور.. السودان يدخل مرحلة الحرب بالوكالة
يتواصل التصعيد العسكري في إقليم دارفور، وبدأت تطفو على السطح تفاصيل تكشف عن تدويل الصراع وتورط أطراف دولية تعقّد المشهد وتعمق من مأساة المدنيين.
وكشفت تقارير إعلامية عن وجود عناصر مرتزقة من أوكرانيا ضمن العمليات القتالية، ما يفتح باباً جديداً من التساؤلات حول تداعيات هذه التطورات على أرض المعركة وعلى مستقبل المنطقة ككل.
مشاركة خبراء أوكرانيين في القتال
ونقلاً عن وسائل إعلام سودانية، كشف العقيد أحمد حسين مصطفى، المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة، عن تورط مرتزقة أوكرانيين في العمليات العسكرية التي تنفذها مليشيا الدعم السريع في إقليم دارفور.
وأشار إلى أن هؤلاء المرتزقة يعملون كخبراء في المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، التي تُستخدم بشكل مباشر في استهداف المدن والمناطق السكنية، مما يسبب خسائر فادحة وسط المدنيين.
مقتل مرتزقة أجانب
في السياق ذاته، وحسب وسائل إعلامية"، بالأمس في تمام الساعة 11 ليلاً تم تدمير منصة إطلاق مسيرات وهلاك فرقة عددها تسعة أشخاص من المرتزقة الأجانب وتدمير عربتين قتالييتين لهم بالمحور الشمالي الشرقي للفاشر وتشير كل الأخبار المتاحة إلى أن القتلى من الجنسية الأوكرانية.
هذه التطورات على الأرض لا تأتي من فراغ، بل تبدو امتداداً لتصريحات سابقة كشفت عن عمق هذا التوغل.
تصريحات أوكرانية تؤكد الوجود الميداني
كان الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، قد صرّح خلال مقابلة صحفية، في فبراير الماضي، بأن "بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع بشكل منفرد، إلى جانب قوات الدعم السريع. ومعظمهم من المتخصصين العسكريين والتقنيين".
دارفور تتحول ساحة لتصفية الحسابات الدولية
وأكد المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، هذه المعلومات عندما كتب عبر صفحته على فيسبوك، العام الماضي، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار الأوكرانيين يقدمون الدعم لقوات "الدعم السريع" بدعوة من حميدتي. وكشف يفلاش عن أن: "كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقداً عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديداً مع قوات الدعم السريع".
وحسب المحلل السياسي، مصطفى خليل ثابت، فإن الكشف عن وجود مرتزقة أوكرانيين يشاركون في العمليات القتالية إلى جانب مليشيا الدعم السريع في دارفور، يمثل منعطفاً خطيراً في طبيعة الصراع السوداني، حيث ينتقل من كونه نزاعاً داخلياً إلى فضاء الصراعات الدولية بالوكالة، فالتصريحات الرسمية الأوكرانية السابقة، سواء من الممثل الخاص في الشرق الأوسط وأفريقيا أو المتحدث العسكري، والتي اعترفت بمشاركة متخصصين عسكريين وتقنيين أوكران إلى جانب الدعم السريع، ليست مجرد تصريحات عابرة، بل هي اعتراف صريح بسياسة خارجية منظمة تبحث عن النفوذ وتصريف فوائضها البشرية والعسكرية في ساحات الصراعات البعيدة.
وأكمل ثابت، ان هذا التدويل المعلن للصراع، والذي تُوّج بتأكيد وجود أكثر من 30 عقداً عسكرياً لأوكرانيا في أفريقيا بينها السودان، لا يعقد المشهد المحلي فحسب، بل يحوله إلى حلبة لتصفية حسابات دولية، استخدام خبراء المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة من قبل هؤلاء المرتزقة يزيد من وتيرة العنف ودقته، مما يطيل أمد الحرب ويرفع من عدد ضحاياها من المدنيين، كما تؤكد التقارير من على الأرض.
وتابع مصطفى خليل، إن تحول دارفور إلى سوق مفتوحة للمرتزقة الدوليين لا يهدد استقرار السودان وأمنه القومي فقط، بل يجعله رهينة لمصالح خارجية متضاربة، إن تصريحات المسؤولين الأوكرانيين، إلى جانب الأدلة الميدانية على خسائر بشرية في صفوف هؤلاء المرتزقة كما في حادثة الفاشر، تؤكد وجود استراتيجية ممنهجة تعتمد على تصدير الخبرات القتالية، هذا الأمر يدق ناقوس الخطر حول مستقبل المنطقة، حيث يصبح السلام بعيد المنال كلما ازداد تورط الأطراف الدولية التي تبحث عن مصالحها في بحر من دماء المدنيين، مما يستدعي تحركاً دولياً جاداً لوضع حد لهذه الآفة التي تفتك بأسس الاستقرار في السودان والمنطقة ككل.