بغداد اليوم- متابعة

تشير تطورات الساعات الأخيرة إلى وجود انفراجة واضحة في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، حيث تتحدث مصادر عن اتفاق وشيك على وقف إطلاق النار برعاية أمريكية ومصرية وقطرية.

ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من التفاصيل العالقة، أبرزها الالتزام بتنفيذ الاتفاق، ومرحلة ما بعد التهدئة، التي قد تحمل تعقيدات لا تقل عن الحرب نفسها.

ويبدو أن كلاً من حماس وإسرائيل قد وصلتا إلى مرحلة من الإرهاق العسكري والسياسي، ما دفعهما إلى النظر بجدية إلى خيار التهدئة.

الاتفاق المقترح يتضمن وقفًا شاملاً للعمليات العسكرية، تبادل الأسرى، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من قطاع غزة، لكن هذه البنود تحمل في طياتها تحديات كبيرة تتعلق بالتنفيذ والثقة المتبادلة.

يقول عمر الشوبكي، المستشار في مركز الأهرام للدراسات، خلال حديثه لبرنامج "ستوديو One مع فضيلة"، إن التزام حماس بالاتفاق يصب في مصلحتها، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة.

لكنه يشير إلى أن الانتقال من وقف إطلاق نار جزئي إلى تسوية سياسية شاملة قد يواجه عراقيل كبيرة، بسبب السياسات الإسرائيلية المستمرة في التوسع الاستيطاني والحصار.

من وجهة نظر إسرائيلية، يعتبر الإفراج عن المحتجزين لدى حماس إحدى النقاط الأكثر حساسية. يشير موشي العاد، المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، إلى أن إسرائيل مستعدة لدفع ثمن باهظ لتحقيق ذلك، لكنها ترى في الاتفاق مجرد مرحلة أولى قابلة للتعقيد في المراحل اللاحقة، خصوصًا مع احتمال عودة التوتر في أي لحظة.

أما حسام الدجني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، فيرى أن الحصار الإسرائيلي يُعتبر بحد ذاته حربًا متواصلة، ما يجعل الالتزام الإسرائيلي بالتهدئة محل تساؤل كبير.

ويضيف أن حماس، على الرغم من الانتقادات التي تواجهها، أثبتت قدرتها على إدارة التصعيد والتهدئة بشكل منضبط، لكنها تطالب بإجراءات عملية لتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في القطاع.

أحد أبرز معالم الاتفاق هو انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وهو ما كان محل خلاف كبير في المفاوضات. تؤكد إسرائيل رغبتها في الاحتفاظ بسيطرتها على بعض المناطق الحدودية، ما يثير شكوكًا فلسطينية حول نواياها الحقيقية.

في هذا السياق، يشير الشوبكي إلى أن التحدي الأكبر سيكون في ضمان عدم عودة التصعيد بعد الاتفاق، خاصة مع استمرار إسرائيل في التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس.

على المستوى الفلسطيني، يعكس الاتفاق انقسامًا داخليًا في المواقف تجاه حماس. يوضح الدجني أن حركة حماس ما زالت تحظى بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، لكنها تواجه معارضة من بعض الفصائل الأخرى بسبب خياراتها السياسية والعسكرية.

ويضيف أن أي اتفاق يجب أن يرافقه تحسين للوضع المعيشي للفلسطينيين، وإلا فقد ينقلب الوضع ضدها.

أما على الجانب الإسرائيلي، فإن المعارضة اليمينية ترى في أي تنازل لحماس نوعًا من الاستسلام. ورغم ذلك، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية، تحت ضغط من عائلات المحتجزين، مستعدة لتقديم تنازلات غير مسبوقة.

الحديث عن تهدئة دائمة في غزة يبعث بعض الأمل، لكنه يأتي في سياق معقد مليء بالتحديات. ورغم أن الاتفاق الوشيك يحمل في طياته فرصًا لتحقيق الهدوء، إلا أن نجاحه يعتمد على الالتزام الحقيقي بتنفيذه من قبل الطرفين، وعلى وجود رؤية واضحة لما بعد الحرب.

وكما يقول موشي العاد: "قد تكون المرحلة الأولى سهلة التنفيذ، لكن المشكلات الحقيقية ستبدأ في المراحل اللاحقة."


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

حماس تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر الإسرائيلية بغزة

الجديد برس| حملت حركة حماس الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاءً سياسياً وعسكرياً. واستشهد 106 فلسطينيين منذ فجر الأحد، جراء غارات شنها جيش الاحتلال على مناطق متفرقة بقطاع غزة في تصعيد إسرائيلي لحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا. وقالت حماس في بيان صحفي اليوم الأحد: “إن استهداف خيام النازحين، وإحراقها بمن فيها من مدنيين أبرياء؛ هو جريمة وحشية جديدة، تجسّد فاشية حكومة مجرم الحرب نتنياهو، وانتهاكها الصارخ لكل القوانين والأعراف الإنسانية”. واستهجنت الحركة حالة الصمت والعجز الذي تقابِل به منظومة الأمم المتحدة ومؤسساتها، ودول العالم هذه الجرائم الوحشية، والانتهاكات غير المسبوقة لكل قوانين الحروب، التي يرتكبها جيش الاحتلال وحكومته الفاشية. وجددت حماس دعوتها للدول العربية والإسلامية، لتحمّل مسؤولياتها والتدخل العاجل لوقف هذه المجازر والإبادة المستمرة، واتخاذ إجراءات فاعلة لإغاثة شعبنا، وإمداده بما يلزم لدعم صموده على أرضه.

مقالات مشابهة

  • القناة 13 تكشف العرض الذي قدمته إسرائيل لحماس ومطالب الأخيرة
  • عاجل | القناة 14 الإسرائيلية عن ضابط احتياط خدم في الجيش: لم نحقق نصرا كاملا على حماس ولم نستعد جميع الرهائن
  • حماس تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر الإسرائيلية بغزة
  • مكتب نتنياهو يتحدث عن تطورات مفاوضات الدوحة.. مناقشات لإنهاء الحرب
  • تصعيد ميداني واسع في غزة وسط مفاوضات مكثفة ومقترحات تهدئة قيد البحث.. التفاصيل
  • إسرائيل تستعد لـ«العملية الأخيرة» من حرب غزة رغم بدء مفاوضات غير مباشرة في الدوحة
  • وزير الخارجية السوري: الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا تعزز التصعيد الإقليمي
  • مفاوضات الساعات الأخيرة في زحلة
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: سلاح الجو الإسرائيلي بدأ بشن غارات في اليمن
  • حماس: 250 شهيدا بغزة جراء سياسة "الأرض المحروقة" الإسرائيلية