العُمانية: نجحت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في زراعة أشجار التوت الأزرق بولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية ضمن توجه الوزارة نحو الاستثمار في المشاريع الزراعية للمحاصيل ذات القيمة الاقتصادية خصوصًا في المناطق الجبلية الباردة، حيث يُقام المشروع على مساحة ١٠٠٠ متر مربع، وتتراوح ثمار كل نبتة بين 3 إلى 5 كيلو جرامات.

وأوضح المهندس مهند بن الخطاب الهنائي صاحب المشروع التجريبي لزراعة أشجار التوت الأزرق أن المشروع يتضمن زراعة حوالي ٥٠٠ شتلة توت أزرق متمثلة في زراعة ٤ أصناف مختلفة من نوعية Southern Highbush والتي تم استقطابها من جمهورية جورجيا كمشروع تجريبي أول بإشراف من دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بولاية الجبل الأخضر، مشيرا إلى أن هذا النوع من النبات يتطلب ساعات برودة بين ٢٠٠ إلى ٤٠٠ ساعة (الساعات التي تكون فيها درجات الحرارة أقل من ٧ درجات مئوية)، ويعد الجبل الأخضر موقعًا مناسبًا من حيث المناخ.

وأشار إلى أن موسم قطف الثمار يبدأ من شهر مايو حتى أواخر شهر يونيو من كل عام، ويتم زراعة النبات بطريقتين مختلفتين في أصائص هوائية وكذلك مباشرة في الأرض، باستخدام تربة خاصة تحمل رقمًا هيدروجينيًّا بين ٤.٥ و ٥.٥ - ذات درجة حموضة عالية - يتم إرسال عينات منها لفحص العناصر بشكل دوري، حيث تعيش جذور النبتة حياة تكافلية مع فطريات الميكوريزا التي تحلل المواد العضوية إلى عناصر أساسية قابلة للامتصاص بواسطة النبات بيسر مقابل الحصول على سكريات يتم فرزها من خلال جذور النبات.

وبيّن أن المشروع يقوم على اتباع الممارسات والنظم المستدامة للزراعة، حيث يتم ري النبات من خلال نظم حديثة مثل التقطير الموقّت بكميات متفاوتة بين فصلي الصيف والشتاء وذلك لترشيد استهلاك المياه، وكذلك رش أوراق النبات بأسمدة عضوية سائلة بشكل دوري، وتقليم الأغصان سنويًّا، واستخدام أخشاب الصنوبر المبشورة لتغطية سطح التربة الزراعية لمنع ظهور الحشائش وتقليل عملية تبخر المياه من التربة وتغذية الوسط الزراعي على المدى الطويل من خلال تحلل هذه الأخشاب طبيعيًّا.

وذكر صاحب المشروع التجريبي لزراعة أشجار التوت الأزرق أن المشروع يسهم في تنويع المحاصيل الزراعية المحلية والاستفادة من الميزة المناخية لولاية الجبل الأخضر وتعزيز النظم الزراعية المستدامة وإتاحة الفرصة للأهالي وزوار الولاية تجربة قطف ثمار التوت الأزرق، والتعرف على النبتة، وطرق العناية بها.

من جهته قال الدكتور مسعود بن سليمان العزري مدير عام التسويق الزراعي والسمكي بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه: إن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تسهم بشكل مباشر في تسهيل التحديات التي تواجه المستثمرين والمزارعين، وتحسين الإنتاجية والإكثار الكمّي للنباتات محليًّا من خلال الزراعة النسيجية، وتقديم الإرشادات والخدمات الزراعية من خلال المراكز البحثية ودوائر الإرشاد التابعة للوزارة، مشيرًا إلى أن نجاح زراعة أشجار التوت الأزرق تسهم في تعزيز الابتكار والبحث العلمي في مجال الزراعة والموارد الطبيعية، مؤكدًا على أهمية المشاريع الريادية في تنويع الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي ونمو الاقتصاد المحلي وحرص الوزارة على الدعم والمتابعة.

جدير بالذكر أن سلطنة عُمان تعمل على حلحلة التحديات التي تواجه القطاع الزراعي من خلال ترشيد استخدام المياه في الزراعة واستخدام المياه غير التقليدية واستخدام التقنيات الحديثة المبتكرة، وتشجيع الاستثمار في المدن والنطاقات الزراعية للمحاصيل الاستراتيجية، إضافة إلى تأهيل وتدريب الكادر الوطني في مجال الزراعة وتكثيف الرقابة للتأكد من سلامة وجودة المنتجات الزراعية، والاهتمام بالتصنيع الغذائي وتغيير أنماط الاستهلاك السائدة لتكون أكثر جودة واستدامة فضلًا عن تحسن إدارة الموارد الطبيعية لضمان استدامتها للأجيال القادمة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الثروة الزراعیة وموارد المیاه الجبل الأخضر من خلال

إقرأ أيضاً:

أفخاخ قاتلة.. كيف تخدع النباتات آكلة اللحوم فرائسها؟

من بين أكثر من 400 ألف نوع من النباتات حول العالم تستمد غذاءها من الشمس والماء والتربة، هناك نسبة ضئيلة تحصى بالمئات تكمل نظامها الغذائي المُنتظم بالحشرات والضفادع وحتى الفئران التي تقع فريسة لسلوكيات النباتات آكلة اللحوم المفترسة أو اللاحمة (التي تسمى أحيانا النباتات آكلة الحشرات).

يقول مدير التعليم في الجمعية الدولية للنباتات آكلة اللحوم كيني كوغان "تمتلك النباتات آكلة اللحوم قدرات خاصة على إغراء الحيوانات والحشرات واصطيادهم باستخدام مصيدة أو فخ ثم تهضمها وتتغذى على عناصرها".

ويضيف في تصريحات للجزيرة نت أن "بعض النباتات تتميز بألوانها الجذابة التي تجذب الفريسة، والبعض الآخر تفرز رحيقا مميز الرائحة يغري بعض الأنواع، وهناك نباتات أخرى تتميز بشعيرات جذابة للفرائس".

وغالبا ما تتمثل هذه الفرائس من الحيوانات الصغيرة أو البرزويات (كائنات وحيدة الخلية) مع التركيز الأكثر على الحشرات والمفصليات الأخرى باستخدام أعضاء خاصة تملكها.

وبعد لفت انتباه الفريسة، يأتي دور المصيدة التي تكون في الغالب عبارة عن أوراق النبات نفسه، لكنها معدلة بطريقة ذكية، بعضها متحرك والبعض الآخر ثابت.

بعد لفت انتباه الفريسة، يأتي دور المصيدة التي تكون في الغالب عبارة عن أوراق النبات نفسه (غيتي)نبات الإبريق

ويعد نبات الإبريق أشهر مثال في عالم النباتات آكلة اللحوم الخادعة، الذي ينمو في  المستنقعات القاسية، وسُمي بهذا الاسم لامتلاكه أوراقا مجوفة تشبه البئر أو القُمع، تسقط فيه الفرائس، ويمكنه استيعاب لترين من المياه تقريبا، ويحتوي على عدد هائل من الغدد التي تفرز الرحيق.

وفقا لكوغان، الذي يدير حاليا مشتلا للنباتات آكلة اللحوم في تامبا بولاية فلوريدا الأميركية، تعتمد آلية هذا النبات في خداع فرائسه على جذبها إلى ألوانه الزاهية ورائحته الآسرة، فتقترب منه وتمتص رحيقه، لكن هذا النوع من النبات يحتوي على مادة "الكونيين" في رحيقه، وهي مادة مخدرة قوية لفرائسها.

إعلان

ويضيف "بمجرد أن يبدأ هذا المخدر في التأثير، تصبح الفريسة -والتي عادة ما تحتوي على اللافقاريات الصغيرة- بطيئة الحركة، وتتعثر وتسقط في القمع إلى بركة من السائل عند القاعدة. وبمجرد دخولها، تمنعها الجوانب الزلقة من الخروج".

وتُحلل إنزيمات هضمية موجودة في السائل جسم الضحية ببطء إلى جزيئات مجهرية يمكن لنبات الإبريق -الذي يعد من أكبر النباتات المفترسة في العالم- أن يستهلكها من خلال أوراقه.

بعض النباتات تتميز بألوانها الجذابة التي تجذب الفريسة (شترستوك)النباتات الندية

لا تستخدم النباتات آكلة اللحوم أزهارها كمصايد، بل تستخدم أوراقها المتخصصة، وهو ما تعتمد عليه فصيلة النباتات الدروسيرية، التي تعرف أيضا بـ"النباتات الندية"، وهي أحد أكبر أجناس النباتات الآكلة للحوم، حيث لا تقل عن 194 نوعا.

وتفرز هذه النباتات قطرات من سائل لزج يُسمى "المسيلاج" عن طريق الغدد الحمراء الصغيرة الموجودة في أوراقها، وسمِيت بذلك الاسم لأن هذه القطرات تشع في ضوء الشمس كقطرات الندى.

وتستطيع هذه النباتات صيد فريستها بطريقة مثيرة تتميز بالإبهار من خلال إفراز رائحة تجذب الفريسة للوقوف على أوراقها المسطحة الدائرية اللزجة، التي لا تتعدى حجم العملة المعدنية الصغيرة.

ويقول كوغان "عند وقوع الفريسة في الفخ ترسل مجسات خاصة إشارات إلى الورقة تخبرها بوقوف فريسة عليها، ولا يمضي وقت حتى تلف الورقة الفريسة بأكملها، محكمة قبضتها الخانقة عليها، مما يصعب على الأخيرة الهروب ثانية".

وتبدأ الغدد بعد ذلك بإفراز عصارة تحلل وتهضم الفريسة، وتمتص المواد الغذائية والأملاح التي تحتاجها. وبمجرد أن تثبت نفسها، وهو ما قد يحدث في أقل من ساعة، تنفتح المجسات مجددا لتصطاد ضحيتها التالية.

نبات "مصيدة فينوس"

وثمة نباتات آكلة لحوم أخرى لها طريقة صيد خاصة في الإيقاع بفرائسها، أشهرها على الإطلاق مصيدة فينوس أو خناق الذباب، التي تتغذى غالبا على الحشرات الطائرة كالنحل والذباب أو الحيوانات الصغيرة كالضفادع والعناكب وغيرها.

وينمو هذا النبات عادة في المستنقعات التي تفتقر تربتها إلى النيتروجين، وتوجد في المناطق الساحلية بنورث وساوث كارولينا على شكل تجمعات من 7 نباتات أو أكثر، محاطة بساق مركزية يصل ارتفاعها إلى حوالي 30 سنتمترا.

ويشبه هذا النبات في شكله مصيدة حقيقية أو فما بأسنان طويلة وحادة، وهي عبارة عن ورقتين ذات لون أخضر، تحتوي كل ورقة على عدة شعيرات صفراء اللون أو في بعض الأحيان حمراء اللون على شكل إبر أو أشواك تفرز من خلالها بعض الفصائل مواد سامة لقتل الفريسة أو تخديرها.

ويعد "خناق الذباب" من أجمل النباتات اللاحمة في العالم، وتتفتح أزهاره في فصل الربيع، ويستغل النبات ألوانه الزاهية لسحر الحشرات التي تجذبها رائحة رحيقه الذكية أكثر فأكثر حتى تحط على أوراقه.

ويثير هبوط هذه الحشرات شعيرات دقيقة في الوجه الداخلي لكل ورقة، لكنها تنتظر حتى تستشعر حركة مماثلة في شعيرة أخرى، وهذه الطريقة تمكنها من الحفاظ على طاقتها من خلال التحقق من نوع الفريسة إن كانت تستحق إغلاق فكيها أم مجرد كائنات صغيرة أو شوائب أو قطرات مطر لا فائدة منها.

إعلان

ويقول كوغان "بعد التأكد من هدفها، تغلق فكيها بسرعة كبيرة للإمساك بها على خلاف نباتات أخرى بطيئة الحركة أو لا تتحرك، ثم تتشابك الأشواك حول الفريسة لتكتب نهاية مصيرها في الحال".

ويضيف "بمجرد إغلاق المصيدة، تبدأ عملية الهضم، حيث تعمل الأوراق كمعدة خارجية تحلل وتمتص المواد الغذائية التي تحملها تلك الفريسة. عندما تنفتح مرة أخرى بعد بضعة أيام، لا يتبقى سوى القشرة الجافة لهيكلها الخارجي".

بعض أنواع هذه النباتات ليست وثيقة الصلة ببعضها (شترستوك)عشبة المثانة

هناك أيضا عشبة المثانة أو حامول الماء، وهي واحدة من أسرع النباتات آكلة اللحوم، يمكن العثور عليها في البحيرات والجداول والتربة المشبعة بالمياه حول العالم، والعديد منها أنواع غازية انتشرت في بيئات جديدة.

يتميز هذا النبات بأكياس صغيرة مجوفة تلتقط فرائسها إلى الداخل في غضون أجزاء من الثانية، وتهضم بنشاط حيوانات صغيرة، مثل يرقات الحشرات والديدان المائية وبراغيث الماء.

وبحصار الفريسة بين الداخل والخارج، تكافح لتحرير نفسها بينما يُهضم جزء من جسدها داخل النبات. على مدار الساعات القليلة التالية، ويفعِّل تلويها الفخ مرارا وتكرارا، وفي كل مرة تُدخلها أعمق داخل النبات لتُهضم حية شيئا فشيئا.

وتشير الأبحاث إلى أن نباتات المثانة قد تُكوّن علاقات تكافلية مع الكائنات الحية الدقيقة المحيطة بالمثانات، ربما للمساعدة في جذب الفرائس وهضمها إنزيميا.

تواجه بعض أنواع هذه النباتات المفترسة تحديات الانقراض (شترستوك)نبات زنبقة الكوبرا

يعتمد أسلوب نبات آخر في أكل الحشرات على البكتيريا التكافلية لتحويل الفريسة لمواد غذائية، وهو نبات "زنبقة الكوبرا" التي تُعرف أيضا بـ"زهرة دراكولا"، وهي تشبه في شكلها الأفعى الكبرى، ولسانها المتشعب الطويل جعلها تستحق هذا اللقب بالفعل.

ويقول كوغان "تُحتجز الفريسة داخل الزهرة بسبب جوانبها المرتفعة، والتي تحول دون خروجها ثانية، كما تحتوي جوانبها على شعيرات مدببة تعلق بها أرجل الحشرة وتمنع تحركها".

وبمجرد وقوع الحشرة بالداخل، تبدأ البكتيريا المعيلة في هضمها وتحليلها، إذ إن هذه الزهرة لا تحتوي على إنزيمات هاضمة، ومن ثم تبدأ في امتصاص العناصر الغذائية.

لماذا توجد نباتات لاحمة؟

لكي تصنف النباتات آكلة للحوم، يجب أن تحصل على قدر كبير من عناصرها الغذائية، ولا سيما البروتين الذي لا يمكنها امتصاصها من التربة، من فرائسها التي تغريها وتقتنصها ثم تقتلها وتهضمها.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة أن بعض أنواع هذه النباتات ليست وثيقة الصلة ببعضها، مما يعني أن ظاهرة أكل اللحوم في النباتات نشأت عبر أماكن وأزمنة جيولوجية متعددة.

ويقول كوغان إن العديد من النباتات خضعت لتكيف ملحوظ منذ ملايين السنين، ويعتقد أن سلوك أكل اللحوم في النباتات ظهر بشكل منفصل 6 مرات على الأقل على كوكبنا، مما يشير إلى أن هذا التكيف القائم على التهام اللحوم يحمل فائدة كبيرة للنباتات.

السبب في كون بعض النباتات لاحمة هو أن تلك التي تحمل طفرات تمكنها من الحصول على العناصر الغذائية من الفريسة من خلال أوراقها كانت تتمتع بميزة على تلك التي تعتمد على التربة في غذائها.

واعتبارا من يناير/كانون الثاني 2020، تم رصد 860 نوعا من النباتات آكلة اللحوم في العالم في موائل الأراضي الرطبة المعرضة للإزالة وقطع الأشجار وتغير المناخ، والتي تمثل بعضا من أكثر النظم البيئية تدهورا على وجه الأرض.

وليس من المستغرب إذا أن ينبهر البستانيون والمعلمون والعلماء بهذه النباتات الفريدة، حتى إن الجمعية الدولية للنباتات آكلة اللحوم أطلقت يوما عالميا سنويا للاحتفال بها بهذه النباتات، ويوافق أول أربعاء من شهر مايو/أيار من كل عام.

رغم ذلك، تواجه بعض أنواع هذه النباتات المفترسة تحديات الانقراض، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2020، وجد أول تقييم منهجي لهذه النباتات حول العالم أن ربع الأنواع المعروفة منها معرَّضة لخطر الانقراض الوشيك، مما يضع مستقبلها في تناقض مع التنمية البشرية وانبعاثاتنا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رؤية مشروع الجبل العالي
  • أفخاخ قاتلة.. كيف تخدع النباتات آكلة اللحوم فرائسها؟
  • تدشين العمل بسلاسل القيمة للمنتجات الزراعية والحيوانية بمحافظة المحويت
  • نجاح زراعة محصول الزيتون في بهلا
  • خطة مرورية تُعيد رسم ملامح ولاية تركية.. استعدوا لما سيبدأ في أغسطس
  • رغم أنف الحرب.. زراعة مليون فدان في مشروع الجزيرة
  • زراعة كركوك للفلاحين: اعتمدوا التنقيط لمواجهة شح المياه
  • أحمد ماهر: مسلسل “ذئاب الجبل” تعثر أكثر من مرة بعد وفاه صلاح قابيل وعبدالله غيث
  • تدشين مشروع لاستصلاح الأراضي الزراعية في برع
  • مسؤول: 3 أسباب لنجاح زراعة المانجروف على سواحل المملكة