أرشيف نوكيا يكشف أسرار جديدة لأول مرة
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
لم تعد الهواتف المحمولة كما كانت منذ ظهورها في أوائل التسعينيات، وقد شهدت العقود الثلاثة الماضية تطوراً مذهلاً في هذا المجال، ومع ذلك، فإن النجاح الكبير الذي حققته الهواتف الذكية اليوم لم يكن ليحدث دون النماذج الأولى التي مهدت الطريق.
واليوم، تتيح لنا فرصة جديدة العودة بالزمن إلى الوراء من خلال أرشيف تصميم نوكيا الرقمي، الذي يعرض مجموعة مذهلة من الصور، الرسومات، والمفاهيم التي تمتد من منتصف التسعينيات وحتى عام 2017.
يقع هذا الأرشيف تحت رعاية جامعة ألتو في فنلندا، موطن شركة نوكيا الأصلي.
أشرف فريق من الباحثين على تنظيم محتوياته، التي تشمل 700 إدخال رئيسي وأكثر من 20000 عنصر آخر، بالإضافة إلى حوالي 959 جيجابايت من الملفات الرقمية.
هذا المستودع الرقمي يحتوي على محتوى لم يسبق أن رآه الجمهور من قبل، بما في ذلك رسومات مفاهيمية، عروض تقديمية، ومقابلات مع مصممين ومسؤولين سابقين في الشركة.
نظرة إلى الماضي: نوكيا ورؤية التصميميوفر الأرشيف لمحة فريدة عن كيفية تطور الهواتف المحمولة، بدءاً من إصدار نوكيا لأول هاتف محمول GSM عام 1992. يتضمن الأرشيف لوحات تصور الرؤى التصميمية التي تمثل طموحات مصممي نوكيا خلال فترات مختلفة. كما يحتوي على تفاصيل حول تصميمات أجهزة أيقونية مثل هواتف نوكيا الصدفية، بالإضافة إلى قصص تصميم لعبة "الثعبان" الشهيرة، التي أصبحت رمزاً للألعاب المحمولة.
وفقاً للبروفيسورة آنا فالتونين، الباحثة الرئيسية في المشروع، "في البدايات الأولى لنوكيا، كان هناك شغف حقيقي لفهم حياة الناس واحتياجاتهم. كان الهدف من التصميم هو تقريب الرؤى إلى أرض الواقع وجعلها ملموسة بحيث يمكن استكشافها بشكل أفضل قبل تحقيقها." تضيف فالتونين أن الأرشيف يشكل تذكيراً بأن الإبداع الإنساني يمتلك القدرة على تشكيل العالم من حولنا.
محتوى غني وتنظيم متقنالأرشيف ليس مجرد سجل تاريخي؛ بل هو أداة تفاعلية صُممت لتقديم تجربة مستخدم مميزة. يعرض الأرشيف مواضيع متنوعة، تشمل المنتجات، الجماليات، عمليات التصميم، واستراتيجيات الابتكار. كما يُمكن للزوار استخدام مرشحات زمنية لاستعراض تصميمات محددة من فترات مختلفة.
من بين الجوانب الأكثر إثارة، يقدم الأرشيف موضوعات حول الألعاب المحمولة، الأزياء، والإكسسوارات التي صُممت لتكمل أجهزة نوكيا. هذه المجموعة الثرية تعيد الحياة إلى أسلوب التسعينيات الفريد وتعرض التفكير الإبداعي وراء نجاح العلامة التجارية.
مستقبل الأرشيفتطمح جامعة ألتو إلى تطوير هذا الأرشيف باستمرار من خلال إضافة المزيد من المحتوى مع تقدم المشروع. الهدف ليس فقط تسليط الضوء على إرث نوكيا، بل أيضاً تحفيز النقاش حول كيفية تأثير التصميم على حياة الناس، خاصةً في ظل التحولات التكنولوجية الكبرى مثل الذكاء الاصطناعي.
أرشيف تصميم نوكيا يُعد فرصة غير مسبوقة لمحبي التكنولوجيا وعشاق التاريخ لاستكشاف إرث إحدى الشركات الرائدة في العالم، والتمعن في كيفية تأثير التصميم على مسار التكنولوجيا الحديثة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نوكيا فنلندا أجهزة الهواتف المحمولة هواتف نوكيا
إقرأ أيضاً:
غنائم الانسحاب.. وثائقي للجزيرة يكشف حجم الأسلحة الأميركية التي استولت عليها طالبان
كما تتبع الفيلم -الذي يحمل عنوان "غنائم الانسحاب"- مصير الجيش الأفغاني الذي أنفقت عليه واشنطن مليارات الدولارات، وجنوده الذين تلقوا تدريبا أميركيا ليصبح بعضهم مرتزقة لاحقا في حرب أخرى بين روسيا وأوكرانيا، وذلك من خلال مقابلات خاصة بمسؤولين عسكريين وسياسيين أفغان.
ففي 31 أغسطس/آب 2021، غادر آخر جندي أميركي الأراضي الأفغانية، وبعد ساعات قليلة اقتحمت وحدات النخبة من قوات "بدر 313" التابعة لحركة طالبان مطار العاصمة كابل متسلحة بعتاد أميركي. وجاء ذلك بعد أن سيطرت الحركة خلال شهر واحد على مراكز المدن الأفغانية.
ويظهر في الفيلم المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي وهو ينفي أن تكون القوات الأميركية قد تركت معدات وأسلحة عسكرية في أفغانستان، إلّا أن تقرير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، أكد أن الوزارة سلمت الكونغرس تقريرا -لم ينشر في وسائل الإعلام- تذكر فيه أن حجم ما تركته الولايات المتحدة خلفها من معدات يقدر بـ 7 مليارات و100 مليون دولار.
ويوضح جيسون ديمبسي، المساعد الخاص السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية في أفغانستان، أن المعدات التي تركها الأميركيون وراءهم هي نفسها التي قدموها للجيش الأفغاني، ويشير إلى أن طلبان لم يكن لديها طائرات هيلوكوبتر حتى وصلت إلى كابل، وأنها أخذت -وفق قوله- المروحيات التي تركت للجيش الأفغاني، كما استولت على كافة الأسلحة بعد انهياره.
ويعتبر ديمبسي أنه من العار أن الأميركيين تركوا أسلحتهم خلفهم وعجزوا عن تشكيل جيش أفغاني قادر على القتال.
ويقر بلال كريمي نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا -في شهادته- بسيطرة طالبان على الأسلحة الأميركية، ويقول إن "الأسلحة والعتاد من الغزاة والقوات المساندة لهم قد وصلت إلى أيدي مجاهدي الإمارة الإسلامية وهي آمنة الآن"، مشيرا إلى أن أفغانستان تمتلك حاليا قوة مكونة من وزارة الدفاع والمخابرات ووزارة الداخلية التي تملك قوات أمنية.
وعن مصير المعدات الأميركية التي وقعت في أيديهم، قال قائد الأركان الأفغاني قاري فصيح الدين فطرت إن "قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حاولت إعطاب ما تركته خلفها من أسلحة ومعدات، لكن بعضها بقي سليما وصار في قبضة الإمارة الإسلامية، أما المركبات والمعدات التي دمرت جزئيا فنحاول إعادة تأهيلها وإصلاحها لاستخدامها".
وتمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من الوصول إلى قاعدة مطار كابل العسكري وتوثيق عدد من الطائرات العسكرية التي تستخدم في نقل الجنود والمعدات العسكرية، فضلا عن طائرات هيلوكوبتر قتالية أظهرت حالة معظمها أنها جاهزة للعمل.
وحسب بلال كريمي، فقد عمل الأميركيون قبل مغادرتهم على تدمير الطائرات وإتلافها، لكن الإمارة الإسلامية أصلحتها منذ توليها السلطة، وبعضها أصبحت جاهزة، ويجري العمل على إصلاح البقية، وفق تعبيره.
ويقول العقيد عباس دهوك، وهو مستشار عسكري سابق للخارجية الأميركية، إن الأميركيين تخوفوا بعد انهيار الحكومة الأفغانية أن تقوم طالبان باستخدام المعدات لخدمة مصالحها الخاصة، أو بيعها في السوق السوداء أو بيعها لدول مثل إيران أو روسيا أو الصين.
ويكشف -في شهادته- أن الطائرات والمعدات الحساسة قام الأميركيون بتعطيلها إلى حد ما، لكنه لا يستبعد أن تكون المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأفغانية من مروحيات أو عربات الهمفي أو أسلحة قد انتقلت إلى طالبان قصدا.
كما تمكن الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي من دخول قاعدة بغرام العسكرية، التي كانت تعد من أكبر القواعد الأميركية في شمال العاصمة كابل، لكن لم يسمح له بالتصوير.
وعن حجم المعدات التي سيطرت عليها طالبان، جاء في الفيلم الوثائقي الذي بثته الجزيرة أن تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان والتي استندت إلى تقارير وزارة الدفاع الأميركية، تؤكد أن طالبان سيطرت على أكثر من 900 مركبة قتالية مدرعة، و18 ألفا و414 مركبة ذات عجلات متعددة الأغراض عالية الحركة، و23 ألفا و825 مركبة تكتيكية خفيفة من نوع همفي.
كما استطاعت طالبان السيطرة على 131 طائرة من مختلف الأنواع منها 3 طائرات ضخمة تستخدم لنقل الجنود، وما يقرب من 33 طائرة هيلوكوبتر من نوع بلاك هوك، و56 ألف بندقية آلية و258 بندقية من طراز أم 4 وأم 16، إلى جانب 17 ألفا و400 جهاز رؤية ليلية، وأكثر من 150 ألف جهاز اتصال مختلف.
أين اختفى الجنود الأفغان؟
وعن مصير آلاف الجنود الأفغان الذين تركتهم الولايات المتحدة للمجهول، أظهرت المعلومات الواردة في تقارير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان أن كثيرا من الجنود والضباط الأفغان فروا من أفغانستان إلى الدول المجاورة مثل طاجاكستان وباكستان وإيران.
ويضيف التقرير أن عددا غير معروف من عناصر القوات العسكرية والأمنية المنحلة الذين بقوا في أفغانستان قد انضموا، إما إلى صفوف قوات طالبان أو تحالفوا مع جماعات أخرى مناهضة لطالبان أو جماعات مسلحة إقليمية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان.
والتقى الفريق الذي أعد الفيلم الوثائقي بشمس الدين أمرخي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة في الجيش الأفغاني المنحل والذي عاد إلى أفغانستان أخيرا بعد مغادرته جبهة القتال في روسيا. ويقول إنهم ذهبوا إلى إيران للعمل بعد سقوط الحكومة وهناك شجعهم بعضهم على الذهاب إلى روسيا للمشاركة في الحرب الأوكرانية، لأن هناك كثيرا من المال.
وكشف أمرخي أن نحو 300 أفغاني شاركوا في الحرب الأوكرانية.
غير أن بلال كريمي، نائب المتحدث الرسمي للحكومة الأفغانية سابقا، أكد أن "الإمارة الإسلامية أعلنت العفو العام عن جميع أفراد الحكومة السابقة عسكريين ومدنيين، وحتى الآن يعيش عشرات الآلاف من أبناء النظام السابق في أفغانستان، وهناك ما يقارب 500 ألف مسؤول يعملون في الإمارة أو في الهيئات الحكومية".
Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:35 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ