تظهر الأرقام والمعطيات الإحصائية الإسرائيلية زيادة في حوادث الجريمة في دولة الاحتلال، أهمها أن 45 بالمئة من الإسرائيليين يعربون عن انخفاض شعورهم بالأمن، وتكشف بيانات الجريمة التي نُشرت مؤخرا عن صورة صعبة لواقعهم الأمني، لأنه خلال العامين الماضيين للحكومة الحالية، ارتفعت معدلات الجريمة في جميع المجالات تقريبا.



شوكي فريدمان المدير التنفيذي لمعهد سياسة الشعب اليهودي، ومحاضر القانون بالمركز الأكاديمي "بيريس"، أشار أن "تصرفات كبار المسؤولين الحكوميين في الأسابيع الأخيرة تهدد بتحويل الفوضى إلى سياسة رسمية، وعدم رغبة كبار الوزراء وأعضاء الكنيست المعلنة بالانصياع للمحكمة العليا، والتعاون مع الشرطة، يرسل رسالة لباقي الإسرائيليين مفادها أن السياسة التي تروج لها الحكومة هي الفوضى".

وأضاف في مقال نشره موقع واللا، وترجمته "عربي21" أن "معالم هذه الفوضى الاسرائيلية متمثلة في تزايد حوادث الطرق، والعنف اليومي في شوارع المدن، والفساد المتزايد، وتآكل سيادة القانون إلى حدّ كبير، وانخفاض ثقة مجموعات كبيرة من الإسرائيليين في هيئات إنفاذ القانون الرئيسية إلى 41 بالمئة، ومن غير المستغرب إذن أن يكون الشعور بالأمن الشخصي لدى 45 بالمئة من الإسرائيليين منخفضا أيضا".

وأوضح أن "غياب الرغبة الواسعة من جانب الإسرائيليين في الالتزام بالقانون، يعني أن تصبح الدولة فاشلة، لكن الحاصل أن القاعدة الأساسية للدولة الإصلاحية تتآكل، واستجابة الحكومة لقانون الطوارئ الذي أعلنت عنه بعد بدء الحرب ليست كافية".



وأكد أنه "كان يجب تعزيز وكالات إنفاذ القانون واحترامها من جانب قادة الاحتلال، لكن النماذج الشخصية لكبار المسؤولين الحكوميين وأعضاء الكنيست هو العكس، لأنه على رأس نظام إنفاذ القانون وزير القضاء ياريف ليفين، المسؤول عن النظام القضائي، ومع أن اهتمامه الأول ينبغي أن يكون تشجيع الإسرائيليين على الامتثال لأوامر المحاكم، لكنه اتخذ المسار المعاكس تماما، فقد انتقد المحكمة العليا والنظام القضائي منذ توليه منصبه، وخاض في الأسابيع الأخيرة معركة مفتوحة معهما، متجاهلا أوامرهما".

وأضاف أن "ليفين لم يكن وحده في تحدّي النظام القضائي، فقد رفض شلومو كرعي وزير الاتصالات تنفيذ أحكام صادرة عن المحكمة العليا، مما يعدّ انتهاكا خطيرا لمبدأ فصل السلطات وأسس النظام السياسي، وكذلك مع الوزيرة ماي غولان التي صنفت نفسها بأنها ليست من أنصار الالتزام بالقانون، وقد تم استدعاؤها مؤخرا للاستجواب بتهمة تجاوز إشارة حمراء، وصدم دراجة هوائية، لكنها لم تحضر كما هو مطلوب، كما استدعت الشرطة عضوة الكنيست من الليكود تالي غوتليب للاشتباه بكشفها معلومات سرية".

وأشار أن "هذه الأحداث المتلاحقة بشأن الصراعات على السلطة بين القضاء والكنيست والحكومة ليست جديدة، لكن ما حصل في السنوات الأخيرة أن الساسة اليمينيين، بقيادة رئيس الوزراء، حوّلوا النظام القضائي إلى كيس ملاكمة، رغم أنهم هم المسؤولون عن كل مشاكل الدولة وإخفاقاتها، وليست المحكمة العليا التي دأبوا على اتهامها بذلك، من خلال عدم امتثالهم للقانون، مما يشكل هبوطا لمستوى جديد من الانحدار".

وختم بالقول أن "هذه التصريحات والأفعال التي تنفي سلطة المحكمة العليا تقوّض أسس دولة الاحتلال ذاتها، ولم يعد الأمر مجرد انتهاك لـ"سيادة القانون" بالمعنى المجرد، لأن الطريقة التي يتصرف بها المسؤولون المنتخبون تخلق خطا سياسيا جديدا وخطيرا، وفي إطار هذه السياسة الفعلية، فإنهم يسخرون من القانون، وإن نتيجة هذا المسار، إذا لم يتم وقفهم عن مخالفة القانون، هي واحدة وتتمثل بأن تعم الفوضى الدولة برمّتها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الاحتلال قتل جرائم صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام القضائی المحکمة العلیا

إقرأ أيضاً:

أثارت غضب أمريكا وإسرائيل .. من هي فرانشيسكا ألبانيزي وماذا فعلت؟

تصدرت فرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التقارير الإخبارية خلال الساعات القليلة الماضية بعد الحملات المقامة ضدها من قبل أمريكا وإسرائيل.

 وتعد فرانشيسكا ألبانيزي من أبرز المناصرين للقضية الفلسطينية. ورغم التعرض لحملات مضادة وتعرضها للتشويه، فإن صوتها الأممي ظل واضحاً في التنديد بجرائم الاحتلال والاعتداءات على الشعب الفلسطيني.

مقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر: إسرائيل تستخدم المجاعة كسلاح حربمقرر الأمم المتحدة المعني بالفقر : الوضع في غزة جحيم على الأرضالأمم المتحدة تعلن استشهاد 798 فلسطينيا أثناء حصولهم على مساعدات بغزةالأمم المتحدة تحذر من تداعيات بيئية جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمرالأمم المتحدة تعلن إدخال أول شحنة وقود إلى غزة منذ 130 يومًاتصعيد دامٍ في غزة.. والأمم المتحدة: الاحتلال يرتكب انتهاكات ترقى إلى الإبادةعلاقة فرانشيسكا ألبانيزي بفلسطين

أول تجربة لفرانشيسكا  في التواصل مع القضية الفلسطينية كانت من خلال مشاهدتها لمجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، حيث استشهد الآلاف من الفلسطينيين. منذ ذلك الحين، أصبحت مناصرة للقضية الفلسطينية، وهو ما رافقها في كافة مراحل حياتها.

قبل أيام، دعت ألبانيزي ثلاث دول أوروبية إلى تقديم توضيحات بشأن السماح لنتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، بالحصول على "مجال جوي آمن" خلال رحلته إلى الولايات المتحدة، بينما هو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب في غزة. 

وأدى هذا الموقف إلى فرض عقوبات عليها من قبل الحكومة الأمريكية، متهمة إياها بشن حملات تشويه ضد القادة الإسرائيليين والأمريكيين.

من هي فرانشيسكا ألبانيزي؟

ولدت ألبانيزي في عام 1977 في مدينة أريانو إيربينو في إيطاليا. عاشت في تونس، وهي متزوجة ولديها طفلان. حصلت على بكاليوس في القانون من جامعة بيزا في إيطاليا، وتابعت دراستها للحصول على الماجستير في القانون من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، حيث تعلمت أهمية القانون في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ألبانيزي تدرس حالياً للحصول على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي للاجئين من كلية الحقوق بجامعة أمستردام. بالإضافة إلى أنها تعمل كباحثة في معهد دراسة الهجرة الدولية في جامعة جورج تاون ومعهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية في بيروت.

تعيينها كمقررة خاصة للأمم المتحدة بشأن الأراضي الفلسطينية أثار جدلاً واسعاً، حيث اتهمتها بعض الأطراف، ولا سيما من الجانب الإسرائيلي، بالتحيز ومعاداة السامية. 

ومع ذلك، أكدت ألبانيزي مرارًا أن انتقاداتها لإسرائيل مرتبطة بأفعال الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الفلسطينيين. تعرضت لضغوط واسعة تطالب بإقالتها، لكن في المقابل لقيت دعماً من العديد من المنظمات الدولية.

مواقف فرانشيسكا الشجاعة

أظهرت ألبانيزي شجاعة كبيرة في تحمل خطر التهديدات بسبب مواقفها. على سبيل المثال، عانت من التهديدات بعد توصياتها في تقريرها الأول بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. 

في عام 2024، عُرفت بتصريحاتها حول عملية "طوفان الأقصى"، حيث اعتبرت أن مفهوم الدفاع عن النفس الذي يستخدمه الاحتلال غير صحيح في حالة الاحتلال.

كما ألفت ألبانيزي العديد من الأوراق البحثية حول الوضع القانوني لفلسطين وإسرائيل، ومن أبرز مؤلفاتها "اللاجئون الفلسطينيون في القانون الدولي" و"قضية اللاجئين الفلسطينيين: الأسباب الجذرية وكسر الجمود". 

في أبريل 2023، حصلت على جائزة ستيفانو كياريني الدولية تقديراً لمساهماتها في التوعية بالوضع الإنساني في فلسطين.

طباعة شارك فرانشيسكا ألبانيزي من هي فرانشيسكا ألبانيزي الأمم المتحدة القضية الفلسطينية أمريكا إسرائيل

مقالات مشابهة

  • مدير الدفاع المدني في الساحل السوري: الألغام التي زرعها النظام البائد أكبر عائق نواجهه لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي
  • أثارت غضب أمريكا وإسرائيل .. من هي فرانشيسكا ألبانيزي وماذا فعلت؟
  • تعويضات الحرب.. إيران تخوض معركة قانونية في متاهات النظام الدولي
  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • يونيسف: القانون الدولي يُنتهك بالكامل في غزة على يد إسرائيل
  • فوضى الحرب.. حالة تُمزّق النسيج الاجتماعي في غزة
  • جنود يتساقطون ودبابة تنسحب وسط الفوضى.. مشاهد مثيرة لكمين بيت حانون (شاهد)
  • تصاعد عمليات الانتحار أوساط الجيش الصهيوني
  • التماس أمام المحكمة العليا يطالب بعزل نتنياهو
  • المحكمة العليا الأميركية تُجيز لترامب تقليص الوظائف الحكومية