أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، نجاح جهود الوساطة المشتركة للدول الثلاث فى التوصّل إلى اتفاق بين حركة «حماس» وإسرائيل، لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل، بدءاً من الأحد المقبل.

الطائرات تستهدف منزلاً فى مخيم البريج ومركبة فى منطقة الزوايدة أسفرت عن وقوع شهداء

ورغم التقدم فى المفاوضات ونجاح جهود الوساطة فى التوصُّل إلى اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تدمير قطاع غزة، إذ نفّذت الطائرات عدداً من الغارات، استهدفت مناطق عدة فى القطاع، واستغل الاحتلال الوقت المتبقي من زمن الحرب والساعات الأخيرة لارتكاب مزيد من الجرائم.

واستهدفت قواته منزلاً سكنياً فى مخيم البريج وسط القطاع، كما استهدفت مركبة فى منطقة الزوايدة، أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين، وإصابة آخرين إثر غارة شنّتها مسيَّرة إسرائيلية على وسط مدينة دير البلح وسط القطاع، فيما قصفت مدفعية جيش الاحتلال مدينة رفح جنوبى القطاع، كما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية بكثافة المناطق الغربية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وفقاً لـ«القاهرة الإخبارية».

سقوط 81 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء داخل القطاع 

وميدانياً، انتشلت قوات الدفاع المدنى الفلسطينى 20 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء، أمس، جراء قصف الاحتلال منازل فى محيط بركة الشيخ رضوان شمالى مدينة غزة، إثر سلسلة غارات جوية إسرائيلية طالت مواقع عدة فى القطاع، ما رفع حصيلة الشهداء داخل القطاع إلى 81 شهيداً، خلال الـ24 ساعة الماضية.

الدفاع المدنى الفلسطينى: الغارات لم تتوقف رغم إعلان التهدئة.. والاحتلال يُصعّد عدوانه بحقّ المواطنين فى كل مناطق القطاع

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ غارات الاحتلال لم تتوقف رغم إعلان التهدئة، بل إنَّ الاحتلال يُصعّد عدوانه بحقّ المواطنين فى كل مناطق القطاع.

وفى استهداف آخر، أفاد الدفاع المدنى الفلسطينى، فى بيان، باستشهاد 3 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً لعائلة «النبيه» بمدينة غزة.

من جانبه، دعا المكتب الإعلامى الحكومى بقطاع غزة، الفلسطينيين إلى عدم التحرُّك قبل بدء سريان وقف إطلاق النار بشكل رسمى، مطالباً بأخذ المعلومات حول توقيتات وقف إطلاق النار من المصادر الرسمية.

ويُحدّد اتفاق إسرائيل وحماس مرحلة أولية لوقف إطلاق النار بغزة مدتها 6 أسابيع تتضمّن انسحاباً تدريجياً لجيش الاحتلال من وسط غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع، وينص الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة كل يوم من أيام وقف إطلاق النار، 50 منها تحمل الوقود، مع تخصيص 300 شاحنة للشمال.

كما يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة من مدنيين وجنود، سواء كانوا على قيد الحياة أو غير ذلك، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، ويؤكد عودة الهدوء المستدام إلى قطاع غزة، بما يُحقق وقفاً دائماً لإطلاق النار وانسحاب قوات جيش الاحتلال، وإعادة إعمار قطاع غزة وفتح المعابر الحدودية والسماح بحركة السكان ونقل البضائع.

ويأتى الاتفاق بعد أكثر من 15 شهراً، منذ 8 أكتوبر 2023، وعلى مدار 467 يوماً، وحتى إعلان وقف إطلاق النار، مساء أمس الأول، أصبح العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة أطول حرب تشنُّها إسرائيل منذ النكبة عام 1948، إذ امتدَّ الردُّ الإسرائيلى على عملية «طوفان الأقصى» على نطاق وشراسة غير مسبوقين، وتضمّن جرائم ضد الإنسانية ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين فى القطاع، وهو ما أدى إلى إصدار مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت.

ووفقاً لـ«القاهرة الإخبارية»، تم التعرف على أكثر من 40 ألف ضحية، بما فى ذلك 13319 من الأطفال، أصغرهم لم يتجاوز عمره بضع ساعات، ومن بين الشهداء المسنين رجل يبلغ من العمر 101 عام، فيما أصيب 110 آلاف شخص آخرون، يعانى أكثر من ربعهم بتر الأطراف والحروق البالغة وإصابات فى الرأس، ويُعتقد أن نحو 10 آلاف آخرين لقوا حتفهم فى الغارات الجوية، ولا تزال جثثهم تحت أنقاض المبانى المنهارة.

فيما تشير أحدث أرقام الأمم المتحدة إلى أن تسعة من كل عشرة منازل فى القطاع دُمِرت أو تضرّرت، كما تعرّضت المدارس والمستشفيات والمساجد والمقابر والمتاجر والمكاتب للقصف بشكل متكرّر، كما تم وضع 80% من أراضى غزة تحت أوامر الإخلاء التى كانت لا تزال سارية فى أواخر ديسمبر، ونزح نحو 1.9 مليون شخص، أى ما يعادل 90% من السكان، واضطر الكثير منهم إلى الانتقال مراراً وتكراراً، فيما خلّفت الحرب أكثر من 40 مليون طن من الحطام فى المبانى المنهارة التى قد تكون ملوثة بالمتفجرات، بما فى ذلك الأفخاخ والقنابل غير المنفجرة، وربما يستغرق الأمر أكثر من عِقد من الزمان لإزالتها، كما حذَّر أحد كبار مسئولى إزالة الألغام التابعين للأمم المتحدة، الربيع الماضى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار وقف إطلاق النار فى القطاع قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإبادة والمجاعة مستمرتان في غزة: قصف إسرائيلي متواصل على النازحين / شاهد

#سواليف

تواصل #الإبادة و #المجاعة و #الحصار حصد أرواح #الفلسطينيين في قطاع #غزة وسط صمت دولي وإقليمي مطبق، بينما يواصل #الاحتلال ارتكاب مجازره بحق المدنيين، لا سيما في أماكن توزيع #المساعدات، ما يفاقم منسوب #الكارثة الإنسانية المتصاعدة.

مشهد يوثق جريمة قتل ارتكبها الاحتلال بحق فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الطحين من شاحنات المساعدات، وأطلق النار على من حاول انتشالهم، قبل أن يتمكن عدد من الشبان من سحبهم في قطاع غزة pic.twitter.com/w4KgjgYW1m

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) August 1, 2025

استشهد ثلاثة فلسطينيين وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين، جراء إطلاق جيش الاحتلال النار قرب مركز المساعدات الأمريكية في منطقة “الشاكوش” شمال مدينة رفح جنوبي القطاع. وفي المنطقة ذاتها، أطلقت دبابات الاحتلال نيرانها في محيط مركز توزيع المساعدات شمال غرب رفح.

مقالات ذات صلة “هيومن رايتس ووتش”: نظام توزيع المساعدات في غزة تحول إلى حمّامات دم 2025/08/01

في غزة، بلغ الجوع حدًّا لم يعد معه الناس قادرين حتى على وضع الحجارة على بطونهم لتخفيف الألم، فقد أصبحت أجسادهم أضعف من أن تحملها. pic.twitter.com/AmK7mVHB8O

— fadia miqdadai (@fadiamiqdadi) August 1, 2025

إلى الجنوب، قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، تزامنًا مع قصف عنيف استهدف شارع الطينة شمال المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين. كما أعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة أكثر من سبعين آخرين برصاص الاحتلال في “محور موراغ” جنوبي خان يونس.

وفي مواصي خان يونس، استشهد أربعة فلسطينيين وجُرح آخرون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين في منطقة أرض الفرا، غالبيتهم من الأطفال. كما ارتقت فلسطينية وأصيب آخرون في غارة جوية استهدفت خيامًا للنازحين خلف محطة طبريا في المنطقة ذاتها.

وسط القطاع، استشهد أربعة فلسطينيين بعد قصف الاحتلال لمركبة في وسط مدينة دير البلح بعد منتصف الليل، من بينهم أحمد دلول الذي لحق بابنته سوار التي استشهدت قبل أشهر. كما أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال في محيط محور “نتساريم” وسط القطاع، فيما استهدفت مدفعية الاحتلال شمال مخيم النصيرات.

في مدينة غزة، استهدفت طائرات الاحتلال المروحية والحوامات أماكن تواجد النازحين، حيث تم انتشال جرحى، معظمهم أطفال، من داخل الجوازات في حي الرمال، ومن شقة سكنية في حي الصبرة، إضافة إلى قصفٍ طال نازحين في محيط مقبرة الشيخ رضوان. وسُجلت إصابات جراء استهداف منزل قرب المقبرة، وسط مناشدات للسيارات الإسعاف بالتوجه إلى المكان.

وفي ذات السياق، شنت طائرات الاحتلال غارات على محيط شاليه الريحان قرب المجمع الإسلامي بحي الصبرة، ومحيط الجامعات في حي الرمال غرب المدينة، في حين استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق شرقية من مدينة غزة.

غرب خان يونس، قصف طيران الاحتلال أرضًا مجاورة لمستشفى الكويت التخصصي الميداني، وسط حالة من الذعر في صفوف الطواقم الطبية والنازحين.

بدوره، حذّر مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي من التدهور الخطير في أوضاع الأطفال الصحيّة في قطاع غزة، نتيجة استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الأساسية، مؤكداً أن الوضع الكارثي يهدد حياة آلاف الأطفال.

وفي تصريحات صحفية، قال إن الأطفال المصابين بأمراض مزمنة في القطاع يتوفون في سن مبكرة جداً، في ظل غياب الرعاية الطبية وانعدام الدواء. وأضاف أن المستشفى استقبل أعداداً كبيرة من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، رغم عدم وجود تاريخ مرضي لديهم، ما يعكس حجم الأزمة الغذائية التي تضرب القطاع المحاصر.

وأشار إلى أن ما يدخل من مساعدات إلى غزة لا يتجاوز كونه ذرًا للرماد في العيون، ولا يصل إلى مستحقيه من الفلسطينيين، مشدداً على أن القطاع بحاجة ماسة إلى حليب الأطفال والمستلزمات الطبية والغذائية الأساسية.

وأكد أن الحل يكمن في إيصال المساعدات إلى مخازن المنظمات الدولية المعروفة بشفافية توزيعها، لتفادي التلاعب والاحتكار وضمان وصولها لمن هم بأمسّ الحاجة.

من جهتها، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن استهداف الفلسطينيين المجوعين في غزة خلال محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية يُعد جريمة حرب وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي. المنظمة أوضحت أن جيش الاحتلال يفتح النار بانتظام على مواقع توزيع المساعدات المدعومة أميركيًا، لا سيما تلك التي تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” بالتنسيق مع جيش الاحتلال.

ولفتت إلى استشهاد ما لا يقل عن 859 فلسطينيًا خلال الفترة ما بين 27 مايو و31 يوليو أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، معتبرة أن التدهور الإنساني في القطاع هو نتيجة مباشرة لاستخدام الاحتلال سلاح التجويع، ما يشكل جريمة حرب، فضلاً عن تعمده منع المساعدات والخدمات الأساسية، وهو ما يمثل جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: إطلاق النار على مدنيين ينتظرون مساعدات بغزة مقزز
  • فيديو.. توثيق إطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة
  • الإبادة والمجاعة مستمرتان في غزة: قصف إسرائيلي متواصل على النازحين / شاهد
  • السيسي يشدد على ضرورة الإسراع في إعادة إعمار قطاع غزة
  • الفصائل الفلسطينية تطالب بوقف الإبادة والتجويع بغزة
  • عاجل.. إدخال 93 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
  • ويتكوف يصل إسرائيل للضغط من أجل صفقة تبادل أسرى
  • أكثر من 800 عراقي يغادرون مخيم الهول باتجاه أرض الوطن (صور)
  • الرئيس الإيطالي يندد بالوضع الإنساني في غزة ويدين جرائم إسرائيل في القطاع
  • ضغوط مكثفة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة