ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ اليوم الجمعة، حيث سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.8% ليصل إلى 2716.91 دولار للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ 12 ديسمبر الماضي، كما سجل الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق في 31 أكتوبر 2024 عند 2790.15 دولار.

آخر تحديث .. الذهب عيار 21 يسجل 3805 جنيهات ارتفاع أسعار الذهب في مصر بمنتصف تعاملات اليوم الخميس الذهب.

. كيف تؤثر تحركات الدولار والتضخم على الأسعار؟

 

 هذه الزيادة جاءت بعد تأثير البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة على عوائد سندات الخزانة، وكذلك إثر قراءة ضعيفة للتضخم الأساسي هذا الأسبوع، مما عزز التوقعات بتبني مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.

استقرت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة عند 2750.90 دولار للأونصة، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 1.2%، في الوقت نفسه، أعلنت وزارة العمل الأمريكية عن زيادة في طلبات إعانة البطالة لأول مرة، حيث ارتفعت إلى 217 ألف طلب بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية في الأسبوع المنتهي في 11 يناير، في حين كان استطلاع أجرته رويترز قد توقع تقديم 210 آلاف طلب فقط. هذه الزيادة في طلبات إعانة البطالة تشير إلى بعض الضعف في سوق العمل الأمريكي، مما يعزز التوقعات باتجاه سياسة نقدية أكثر تيسيرًا من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

قال أليكس إبكاريان، الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة "أليجيانس غولد"، إن زيادة طلبات البطالة لأول مرة عن المتوقع تشير إلى بعض الضعف في سوق العمل الأمريكي، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.

 وأضاف أن انخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية ساهم أيضًا في تعزيز جاذبية الذهب، حيث قلصت عائدات سندات الخزانة القياسية لأجل عشر سنوات مكاسبها وجرى تداولها عند أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع، وذلك بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة وطلبات البطالة وأسعار الواردات، مما ساعد في زيادة الطلب على الذهب.

واصلت أسعار الذهب مكاسبها يوم الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% في ديسمبر، بعد أن سجل ارتفاعًا بنسبة 0.3% لمدة أربعة أشهر متتالية، وهو ما عزز الآمال في تبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. وتوقعت الأسواق الآن أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 37 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مقارنة بنحو 31 نقطة أساس قبل صدور بيانات التضخم. وقال هان تان، كبير محللي السوق في مجموعة "إكزينيتي"، إن الذهب من المتوقع أن يجد نفسه في بيئة داعمة طالما استمرت التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025، مما قد يعزز الطلب عليه كملاذ آمن.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذهب أسعار الذهب المعاملات الفورية للتضخم الاقتصادية الأمريكية العقود الآجلة للذهب

إقرأ أيضاً:

باول يواجه عاصفة ترامب .. صمود من أجل استقلالية الفيدرالي أم مواجهة تكسير عظام؟

كشف رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، لمقربين وحلفاء، أنه لن يرضخ لدعوات الرئيس دونالد ترامب المتكررة للاستقالة، مؤكدًا عزمه الصمود في وجه حملة الضغط غير المسبوقة التي يشنّها الرئيس ضده بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة.

وبحسب مصادر مطلعة، يرى باول أن بقاءه في منصبه لا يتعلق باعتبارات شخصية فحسب، بل بمستقبل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ذاته، موضحًا أن استقالته في هذا التوقيت ستُفسَّر كخضوع للتدخل السياسي، ما من شأنه تقويض مبدأ استقلال البنك المركزي الأمريكي الذي يعود لعقود.

ترامب يقلّل من أهمية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين: "تصريح بلا وزن ولن يغيّر شيئًا"ترامب: حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق .. ويجب القضاء عليها

وقال السيناتور الجمهوري مايك راوندز من ساوث داكوتا، والذي ناقش الأمر شخصيًا مع باول: "إنه يشعر بقوة أن من واجبه الحفاظ على استقلالية الفيدرالي... سألته إذا ما كان يفكر في الاستقالة، فأجابني: لا، لأن ذلك سيضعف استقلال المؤسسة".

إصرار باول على إكمال ولايته حتى مايو 2026 يعني أنه سيظل هدفًا لهجمات البيت الأبيض، الذي صعّد من ضغطه على الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة. وقد زادت هذه الضغوط من التدقيق السياسي في قرارات المؤسسة، وأثارت مخاوف جديدة بشأن التدخل السياسي في السياسات النقدية.

وبصفته خبيرًا اقتصاديًا متمرسًا سبق أن خدم في إدارة جورج بوش الأب، اشتهر باول خلال أكثر من عقد قضاها في الاحتياطي الفيدرالي بأنه شخصية مستقلة غير منحازة، تتخذ قراراتها بناءً على معطيات اقتصادية دقيقة، وهو ما أكسبه دعمًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي عند تعيينه رئيسًا للفيدرالي في 2017.

لكن هذه الموضوعية التي جذبت ترامب في ولايته الأولى تحوّلت إلى مصدر توتر في المرحلة الحالية. فالرئيس ترامب عبّر مرارًا عن استيائه من رفض باول الاستجابة لدعواته المتكررة لخفض الفائدة، وذهب مؤخرًا إلى وصفه بـ"السيئ"، قائلًا: "إنه كأنك تتحدث إلى كرسي... بلا شخصية".

**"إما أن يقفز أو يغلي"**

في الأسابيع الأخيرة، صعّد ترامب من هجماته على باول، متمنيًا علنًا استقالته، ومتّهمًا إياه بمحاولة تقويض رئاسته، وواصفًا إياه يوميًا بأوصاف مثل "الأبله"، و"الغبي"، و"من أسوأ التعيينات التي قمت بها".

كما كثّف مساعدو ترامب وحلفاؤه من ترويج شائعات لا أساس لها عن استقالة وشيكة لباول، في حين فتح البيت الأبيض تحقيقات في تجاوزات مالية مزعومة في مشروع تجديد مقر الفيدرالي الذي تبلغ كلفته 2.5 مليار دولار، في محاولة لتقديمها كذريعة لإقالته.

وفي خطوة رمزية، زار ترامب الخميس مقر الفيدرالي لمعاينة مشروع التجديد، حيث رافقه باول بنفسه خلال الجولة. وأثناء الزيارة، كرر ترامب مطالبته بخفض الفائدة، وصفع باول على ظهره مازحًا: "أحب أن تقوم بخفضها".

وقال ترامب خلال الزيارة: "كل ما أريده هو شيء واحد... خفض أسعار الفائدة".

ورغم تصاعد الهجوم، شدد ترامب على أنه لا ينوي إقالة باول، استجابة لتحذيرات مستشاريه من أن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الأسواق المالية وإحداث أزمة اقتصادية.

وبدلاً من ذلك، يواصل ترامب ممارسة أقصى ضغط ممكن على باول في محاولة لدفعه إلى الاستقالة، مستخدمًا مشروع التجديد كأداة ضغط دعائية، في ظل معاناة الأميركيين من تكاليف المعيشة وارتفاع أسعار الفائدة.

وقال أحد مستشاري ترامب: "كل يوم يقضيه جيروم باول في واشنطن هو هدية للرئيس... إما أن يقفز أو يغلي"، مشبّهًا الحملة بالأسلوب المعروف لغلي الضفدع ببطء حتى لا يشعر بالخطر.

وقد رفض متحدث باسم الفيدرالي التعليق، مكتفيًا بالإشارة إلى تصريحات باول السابقة التي أكد فيها التزامه بإكمال ولايته كاملة.

**بين الصلابة والمصالحات المؤقتة**

ورغم العاصفة السياسية، أكد باول لمقربين أنه مستمر في التركيز على عمله، رافضًا إدخال السياسة في قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية.

وأثمر هذا النهج هدوءًا نسبيًا في نبرة ترامب الخميس، بعد محادثة وصفها بـ"البناءة" خلال زيارته لمقر الفيدرالي، حتى أنه امتنع عن تكرار انتقاداته لمشروع التجديد.

وقال ترامب بعد الزيارة: "لا أريد أن أكون ذلك الشخص الذي ينتقد بأثر رجعي... المشروع خرج عن السيطرة، وهذا يحدث أحيانًا".

لكن هذه الهدنة قد لا تدوم طويلاً، إذ من المتوقع أن يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأسبوع المقبل، على أن يؤجل أي تخفيضات محتملة إلى الخريف — قرار قد يغضب ترامب، الذي يعتبر خفض الفائدة أداة لدفع عجلة الاقتصاد قبل انتخابات منتصف الولاية المقبلة.

ويُصر باول في العلن والسر على أن القرارات يجب أن تبقى مستندة إلى الاعتبارات الاقتصادية وحدها، بعيدًا عن الأهواء السياسية.

وقال بيل إنجلش، أستاذ الاقتصاد في جامعة ييل والمدير السابق لقسم الشؤون النقدية بالفيدرالي: "أفضل وسيلة دفاع للفيدرالي هي اتخاذ السياسات الصحيحة... أشعر بالأسف على باول، لكن أفضل ما يمكنه فعله هو الصمود والمضي قدمًا في السياسة النقدية السليمة".

**دعم ديمقراطي متجدد**

وخارج دائرة ترامب، نال باول إشادة من الديمقراطيين، رغم الانتقادات التي وُجهت إليه خلال فترة إدارة بايدن، بسبب رفعه المستمر للفائدة لمواجهة التضخم، وهو ما أثار مخاوف من إدخال الاقتصاد في ركود.

لكن كثيرًا من المسؤولين السابقين في إدارة بايدن باتوا الآن يرون في باول درعًا يحمي استقلالية الفيدرالي، محذرين من العواقب إذا ما استقال تحت الضغط.

وقال جاريد برنستين، الرئيس السابق لمجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة بايدن: "إنه يضع مصلحة المؤسسة فوق مصلحته الشخصية... لو كنت مكانه، وأنا في الثانية والسبعين، وأتعرّض للإهانة اليومية من الرئيس، لبدت لي فكرة التقاعد مغرية. لكنني أؤمن حقًا أن باول يحمي المؤسسة".

أما الجمهوريون، فقد دعت بعض أصواتهم البيت الأبيض إلى التخفيف من حدة الهجوم على باول، محذّرين من أن استمراره قد يُضعف مصداقية الفيدرالي، كما أن خفض الفائدة سيكون أكثر فاعلية إذا لم يكن محاطًا بشبهات الضغط السياسي.

وقال السيناتور مايك راوندز: "غالبية أعضاء مجلس الشيوخ يدركون تمامًا حساسية الأسواق لأي تلميح بتعرّض الفيدرالي للضغط... باول في الموقع الصحيح. إنه موقع صعب، لكنني أكن له الاحترام على موقفه".
 

طباعة شارك جيروم باول مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جورج بوش الأب

مقالات مشابهة

  • ارتفاع جديد بأسعار الشاي في تركيا
  • الذهب يفقد 30 جنيهًا مدفوعًا بانخفاض سعر صرف الدولار محليًا
  • الذهب يلمع مع تبديد تراجع الدولار لأثر الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي
  • ارتفاع أسعار النفط بعد الاتفاق التجاري الأمريكي الأوروبي
  • انخفاض أسعار الذهب عالميًا بعد اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • باحث: ترقب من المستثمرين لإعلان الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة
  • تقرير: تراجع أسعار الذهب عالميا بسبب انحسار المخاطر الجيوسياسية وتحسن بيانات الاقتصاد الأمريكي
  • «آي صاغة»: الذهب يتعثر أمام الدولار.. تراجع جديد قبل اجتماع الفيدرالي الأمريكي
  • الذهب يسجل خسائر أسبوعية بفعل تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة
  • باول يواجه عاصفة ترامب .. صمود من أجل استقلالية الفيدرالي أم مواجهة تكسير عظام؟