تصعيد خطير.. ماذا يحدث بين السودان وجنوب السودان؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
خلال الساعات القليلة الماضية، أعلنت شرطة جنوب السودان، مساء الجمعة، عن فرض حظر تجول على مستوى البلاد اعتبارًا من الساعة السادسة مساءً، وذلك في أعقاب أعمال شغب اجتاحت العاصمة جوبا.
حيث يستمر الحظر يوميًا من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة صباحًا، في إطار جهود استعادة الأمن ومنع تدمير الممتلكات العامة.
وصرح رئيس الشرطة، أبراهام بيتر مانوات، أن هذا القرار جاء على خلفية مقتل عدد من المواطنين من جنوب السودان على يد الجيش السوداني وجماعات متحالفة معه في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة السودانية.
كما أكد مانوات أن الشرطة ستتخذ إجراءات صارمة ضد أي انتهاكات للقانون.
حيث أسفرت أعمال الشغب في جوبا عن إصابة أربعة أشخاص، وتعرض بعضهم لإصابات بسبب استخدام الرصاص والأدوات الحادة، كما قام المحتجون بنهب وتخريب متاجر مملوكة لسودانيين في عدة ضواحٍ بالعاصمة.
في الوقت نفسه، قامت قوات الأمن بنقل المواطنين السودانيين إلى مناطق أكثر أمانًا لتفادي الهجمات من قبل مثيري الشغب.
إدانة الجيش السودانيوفي وقت لاحق، ندد الجيش السوداني بما وصفه بـ "الانتهاكات الفردية" بعد اتهامات من منظمات حقوق الإنسان بشن هجمات عرقية ضد المدنيين المتهمين بدعم "قوات الدعم السريع" المتمردة.
دعوة سلفاكير لضبط النفسمن جانبه، دعا رئيس دولة جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، مواطنيه إلى التزام الهدوء وضبط النفس.
وأشار كير إلى أن هذه الاعتداءات جاءت ردًا على مزاعم بانتهاكات ضد مواطنين من جنوب السودان في ولاية الجزيرة السودانية.
وشدد على ضرورة تجنب العنف والانتقام، وضرورة التعامل مع الخلافات بشكل سلمي عبر القنوات القانونية.
الخارجية السودانية تشيد بخطاب سلفاكيرثمنت وزارة الخارجية السودانية الخطاب الحكيم الذي ألقاه سلفاكير، مشيرة إلى دعم الحكومة السودانية لما جاء في خطابه.
وفي بيان رسمي، أعلن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى للتحقيق في الاعتداءات ومحاسبة الجناة.
كما أكدت الوزارة قلقها من تصاعد الأوضاع في جوبا ودعت أفراد الجالية السودانية في جنوب السودان إلى توخي الحذر.
إدانة مالك عقار لأحداث ود مدنيفي سياق متصل، أدان نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار إير، الهجوم الإجرامي الذي وقع في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، والذي أسفر عن مقتل عدد من المدنيين الأبرياء.
واصفًا الحادث بـ "الهمجي وغير المبرر"، أعلن عقار عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول الحادثة، مؤكدًا أن المتورطين سيُحالون إلى العدالة.
كما شدد عقار على ضرورة التحلي بالهدوء وعدم الانجرار إلى أعمال انتقامية قد تؤدي إلى تصعيد الوضع، وأشاد بتدخل حكومة جنوب السودان لحماية المدنيين السودانيين على أراضيها.
وفي ختام بيانه، أكد عقار أن الحكومة السودانية ملتزمة بحماية المدنيين وتقديم المتورطين إلى العدالة، داعيًا إلى تعزيز التعاون بين السودان وجنوب السودان من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السودان جنوب السودان أحداث ود مدني سلفاكير البرهان الجيش السوداني مالك عقار جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
أعمال عنف ونشر ألفين من قوات الحرس.. ماذا يحدث بولاية كاليفورنيا؟
اندلعت مساء الجمعة احتجاجات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بعد أن نفذ ضباط من وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصا على الأقل بتهمة ارتكاب مخالفات لقوانين الهجرة، وسرعان ما تطورت الاحتجاجات التي استمرت حتى اليوم الأحد إلى أعمال عنف مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأحد إلى إصدار أوامر بشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني في المدينة لموجهتها.
فما سبب الأزمة وكيف بدأت شرارة الأحداث؟ وما هو موقف الإدارة الأميركية من تلك الأحداث؟ كذلك ما هو موقف الديمقراطيين الذين يديرون لوس أنجلوس؟ وما دور النقابات بعد اعتقال رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في ولاية كاليفورنيا؟
ما سبب الأزمة؟جعل ترامب من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية، وبدأ عمليات ترحيل لعشرات آلاف المهاجرين، الأمر الذي وضع الديمقراطيين في مواجهة إدارة ترامب، خاصة مع تزايد الاحتجاجات على الاعتقالات في معاقل الديمقراطيين، وتصاعد الأمر بوصول حملة ترامب إلى لوس أنجلوس -التي يديرها الديمقراطيون- والتي يشكل ذوو الأصول اللاتينية والمولودون في الخارج جزءا كبيرا سكانها.
كيف بدأت شرارة الأحداث؟بدأت الاحتجاجات بعد ظهر يوم الجمعة الماضي بعد احتجاز أكثر من 40 شخصا في عمليات مداهمة للهجرة في جميع أنحاء لوس أنجلوس في وقت سابق من ذلك اليوم، مما أثار اشتباكات بين الضباط والمتظاهرين تحولت إلى أعمال عنف وأسفرت عن قيام الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الحشد.
إعلان ما هو موقف الادارة الأميركية وسلطات إنفاذ القانون:بحسب وصف صحيفة بوليتيكو فقد سعى مسؤولو إدارة ترامب إلى تصوير أحداث يوم الجمعة باعتبارها هجوما عنيفا على مسؤولي الهجرة الفيدراليين، مدفوعا بسياسيين ديمقراطيين كانوا صريحين في إدانتهم لسياسة الهجرة التي تنتهجها الإدارة.
وقال توم هومان، مسؤول الحدود في البيت الأبيض، لشبكة فوكس نيوز يوم أمس السبت إن إنفاذ قوانين الهجرة يجعل لوس أنجلوس أكثر أمانا، وأنه وسط الاحتجاجات "سنقوم باستدعاء الحرس الوطني الليلة".
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين في بيان ان الوضع الذي حدث كان نتيجة مباشرة "للتشويه المتكرر وتشويه سمعة إدارة الهجرة والجمارك" من قبل السياسيين الديمقراطيين، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس.
وأضافت أن "الاستهداف العنيف لرجال إنفاذ القانون في لوس أنجلوس من قِبل مثيري الشغب الخارجين عن القانون أمرٌ حقير، ويجب على عمدة كاليفورنيا باس وحاكم كاليفورنيا نيوسوم المطالبة بإنهائه. لقد خاطر رجال ونساء إدارة الهجرة والجمارك بحياتهم لحماية المواطنين الأمريكيين والدفاع عنهم"، مشددة بأن "الخطاب العنيف" لـ"سياسيي الملاذ الآمن" أمرٌ مرفوض.
وقد عززت إدارة الهجرة والجمارك موقفها وحذرت من أن أحداث يوم الجمعة لم تكن بأي حال من الأحوال نهاية حملتها على الهجرة.
مع تصاعد الموقف، أُلقي القبض على رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، ديفيد هويرتا، حيث أصيب بجروح خلال احتجازه استدعت دخوله المستشفى لفترة وجيزة، وفقًا لبيان صادر عن النقابة.
ووفقا لبيان صادر عن اتحاد عمال الخدمات الدولي مساء الجمعة، أُطلق سراح هويرتا من المستشفى، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز.
إعلانوقال هويرتا في بيان: "ما حدث لي لا يتعلق بي؛ إنه يتعلق بأمر أكبر بكثير. يُعامل الكادحون، وأفراد عائلتنا ومجتمعنا، كالمجرمين. علينا جميعا الاعتراض على هذا الجنون، لأن هذا ليس عدلا، بل ظلم. وعلينا جميعا أن نقف إلى جانب الحق".
وتدفقت صرخات الاستنكار يوم السبت من جانب المنظمات الليبرالية الكبرى -بما في ذلك اتحاد العمال العملاق "الاتحاد الأميركي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية" وفرع اتحاد الحريات المدنية الأميركي في جنوب كاليفورنيا – والتي أدانت المداهمات وطالبت بالإفراج عن رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، ديفيد هويرتا.
في أعقاب الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة، قالت مجموعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين من منطقة لوس أنجلوس إنهم مُنعوا يوم السبت من زيارة المبنى الفيدرالي حيث يُزعم احتجاز أشخاص في مراكز احتجاز المهاجرين .
وقالت النائبة لوز ريفاس (ديمقراطية من كاليفورنيا) في بيان: "إن التقارير عما يحدث داخل مبنى رويال الفيدرالي تُعدّ انتهاكًا صارخًا لقوانيننا ووصمة عار على قيمنا كدولة". وأضافت: "لقد منعتني إدارة ترامب وزملائي من أداء واجباتنا الرقابية في الكونغرس بشأن الانتهاكات والإهمال المُبلّغ عنه في هذه المنشأة".
أمر الرئيس الأميركي اليوم الأحد بنشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب وقع مذكرة رئاسية لنشر قوات الحرس الوطني "لمعالجة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم".
وقال كبير مسؤولي إنفاذ القانون في إدارة ترامب في جنوب كاليفورنيا إن قوات الحرس الوطني ستصل إلى لوس أنجلوس خلال الساعات الـ24 القادمة، لقمع المحتجين الرافضين لموقف إدارة ترامب من الهجرة.
إعلانكما أعلن ترامب، اليوم الأحد، حظر ارتداء الأقنعة في المظاهرات التي تشهدها لوس أنجلوس ضد حرس الحدود، وكتب في منشور على منصة "تروث سوشال" التي يملكها: "من الآن فصاعدا سيمنع ارتداء الأقنعة في المظاهرات، ماذا يريد هؤلاء الناس إخفاءه ولماذا؟".
يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن ترامب قد يستند -إذا اضطر- إلى قانون العصيان الذي يعود لعام 1807 ويعطي الرئيس حق نشر الجيش الأميركي لإنفاذ القانون وكبح الاضطرابات المدنية، مما يجعل الأحداث تأخذ منحا آخر أكثر خطورة.