أول اتصال هاتفي بين الشرع والرئيس الإماراتي.. ما محاور المباحثات؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أجرى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو أول تواصل معلن بين الرجلين منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وقالت القيادة العامة في سوريا، مساء الجمعة، "أجرى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع اتصالاً هاتفياً مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تناول فيه الطرفان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة".
وأضافت في بيان عبر معرفاتها الرسمية، أن "الجانبين شددا على أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه والتزامهما بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة".
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إن محمد بن زايد "أكد خلال اتصال تلقاه من الشرع موقف الإمارات الداعم لكل ما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الأمن والاستقرار"، دون مزيد من التفاصيل.
وهذا أول اتصال هاتفي بين الرئيس الإماراتي وقائد الإدارة الجديدة في سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي. كما أنه أول اتصال هاتفي معلن بين الشرع ورئيس دولة عربية.
يأتي ذلك في ظل تواصل توافد الوفود الإقليمية والدولية إلى العاصمة السورية دمشق من أجل لقاء الإدارة السورية الجديدة، التي أرسلت بدورها وفدا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني في جولة موسعة على عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى تركيا.
وإلى جانب الشيباني، ضم الوفد السوري الذي زار الإمارات والسعودية وقطر والأردن وتركيا، كل من وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وجرى تكليف المهندس محمد البشير، وهو رئيس حكومة الإنقاذ التي كانت تدير إدلب، بتشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في المرحلة الانتقالية، إلى غاية الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الشرع الإماراتي سوريا دمشق سوريا الإمارات دمشق الشرع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟
أثارت تصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، والتي أكد فيها أن مؤسسة بريطانية تولّت مهمة تحويل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة، وأنه التقاه سنة 2023 في هذا الإطار، موجة تساؤلات عن الدور الذي لعبته بريطانيا، المعروف عنها التنسيق الكبير مع دوائر السياسة الأمريكية، في التغيير الذي شهدته سوريا في نهاية عام 2024 والذي أدى إلى سقوط نظام الأسد على يد تحالف يقوده الشرع.
بداية، كلام فورد لا يمنح للمشتغلين في التحليل السياسي مفتاحا أو مفاتيح مهمة لفهم التطورات الحاصلة في سلوك الشرع، ذلك أن تحولات الشرع مرّت بصيرورة طويلة، قبل عام 2023، تاريخ لقاء فورد بالشرع، ففي هذا العام كان الشرع قد أنهى تموضعه في إطار الوطنية السورية، والتي بطبيعة الحال كان لزوما عليه التكيف مع هويتها، الإسلامية غير المتشدّدة، والتخلص تاليا من كل حمولات التطرف.
الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب
وثانيا، المنظمة التي ذكرها فورد على أنها هي التي تولت مهمة تحويل الشرع (إنتر ميديت) كمنظمة غير حكومية، قد تكون ربحية، وهذا النمط من المنظمات بات منتشرا في السنوات الأخيرة، ويهتم بتقديم خدمات، من ضمنها مثلا شركات علاقات عامة، ومنظمات تقدم خبرات في التفاوض، وغالبا لا يكون لهذه المنظمات أي علاقة بسياسات الدول التي تتواجد فيها، مثل بعض مراكز الأبحاث التي تقدم تحليلات وتقديرات لصناع القرار السياسي، أو حتى دراسات جدوى لمؤسسات اقتصادية وغير ذلك.
المسألة الثالثة، أن هذه المنظمة، حسب تعريفها لنفسها، مختصة بدرجة أساسية في قضايا حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيدا والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها، وتعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم، ما يطرح السؤال عما إذا كانت المنظمة منخرطة في السياق نفسه في العمل مع نظام الأسد في ذلك الوقت، أو ما إذا كان أحمد الشرع قد بدأ يجهز نفسه لخوض مفاوضات في إطار حل النزاع مع نظام الأسد في إطار صفقة إقليمية او دولية.
لكن، على افتراض أن هذه المنظمة تعمل بإشراف الحكومة البريطانية المُباشر، وتحديدا جهازها الاستخباري، وأنها بالفعل كانت تقوم بعملية تأهيل الشرع ليكون الرئيس المستقبلي لسوريا، فالسؤال هنا: ما هي المؤشرات التي استندت عليها بريطانيا للقيام بمثل هذا العمل، الذي عدا عن كونه يتطلب تخصيص موارد وانشغالا استخباراتيا، في وقت كان الصراع على أشده مع المخابرات الروسية، وفي وقت كانت جميع المؤشرات تدل على أن إسقاط نظام الأسد أصبح من الماضي، بل إن دولا إقليمية ودولية بدأت بالتطبيع معه وإعادة تأهيله، فضلا عن أن المعارضة باتت بأضعف حالاتها، وكانت في تلك المرحلة منشغلة بصراعات بينية استنزفت قواها ولم يتصور أشد المتفائلين أنها تستطيع التصدي لأي هجوم قد تقوم به قوات الأسد؟
الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة
الشيء الوحيد الواضح في هذا المشهد، أن الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب، التي تتسم بالانغلاق وعدم المرونة وعدم التقاط الفرص مما يُسهل على خصومهم اصطيادهم بدون عناء، ونموذج بشار الأسد خير تمثيل لهذا النمط.
عمل الشرع بجد على صياغة أوراق تأهيله بطريقة تدل على فهمه لطبيعة اللحظة الدولية وأولوياتها، عبر محاولته الاستفادة من الألعاب الجيوسياسية بالعروض التي تقدّم بها لمراكز القوى الإقليمية والدولية، والتي أسسها على قاعدة أن الجميع رابح، وأن مصلحة الجميع الانخراط في هذه اللعبة في ظل إقناعه أغلب الفاعلين بأن صافرة البداية انطلقت وأن التأخر عن المشاركة لن يضر إلا المتأخرين.
الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة في البحث عن مخارج لصراعات وصلت إلى مرحلة الانسداد، مثل الصراع السوري.
على الأرجح أن فورد لا يعرف سوى جزئية من المشهد الذي حصل في سوريا، وعلى الأرجح أيضا أن أحد سيناريوهين حصلا في سوريا لإنتاج المشهد الأخير، الأول: مشاركة واسعة من فاعلين كثر في صناعة المشهد لدرجة أن كل فاعل لا يعرف سوى الجزئية التي عمل عليها، والثاني: أن ديناميكيات غير متوقعة ومخالفة للمسارات التي جرى رسمها ساهمت في التغيير الكبير الذي حصل في سوريا.. وحده التاريخ من سيكشف الحقيقة.
x.com/ghazidahman1