بعد عقود بل قروناً طويلة وسط الأدخنة الضارة وألسنة النيران الحارقة، انتظاراً لخروج منتجات الفخار بأشكالها وأنواعها المختلفة من الأفران التقليدية، والتي كانت تترك آثارها البيئية والصحية السيئة على العاملين بصناعة الفخار والمحيطين بها، تشهد صناعة الفخار نقلة نوعية وتطوراً لم يحدث منذ عقود طويلة بإدخال فرن غاز طبيعى لحرق منتجات الفخار بمحافظة قنا لأول مرة في تاريخ هذه الصناعة العريقة.

صناعة الفخار التي كانت تلملم ما تبقى منها، وكادت أن تصبح ذكرى تاريخية كما الكثير من الصناعات والحرف التي كان تزخر بها مصر المحروسة من جنوبها لشمالها، ومن شرقها لغربها، آن لها أن تستعيد بريقها وتعود لسابق عهدها بقوة، بفكر وأدوات جديدة وغير تقليدية تحافظ على بقاء هذه الصناعة العتيقة، وفى مقدمتها صحة العاملين بها والسكان المحيطين بورش وأماكن صناعتها، والمتضررين بشدة من أدخنتها الملوثة.

لأول مرة في مصر

فرن الغاز الجديدة التي بدأ العمل فيها كتجربة جديدة لأول مرة في صعيد مصر" معقل صناعة الفخار"، تعتمد على غرفة معدنية مصممة خصيصاً لحرق منتجات الفخار والخزف، بمساحة لا تتجاوز 4 أمتار مربعة، ودرجة حرارة تصل إلى 750 درجة مئوية، دون أن يكون لها أدخنة تضر البيئة المحيطة كما يحدث في الأفران التقليدية، فضلاً عن عدم وجود ألسنة نيران حارقة تعرض حياة العاملين بها للمخاطر.
 

تموين قنا يحرر 138محضر عدم إعلان عن الأسعارجدول امتحانات الشهادة الإعدادية في قنا

وقال ناصر أبو اليزيد " صاحب ورشة لصناعة الفخار"، الفخار صناعة تاريخية توارثناها عن أجدادنا ولم يحدث لها أي تطوير أو تحديث يذكر، ما جعل الكثير من صناعها يتركونها للعمل بمجالات وحرف أخرى، نتيجة مخاطرها وأضرارها البيئية والصحية على العاملين والمحيطين بها، لكن يبدوا أننا مع مرحلة وعهد جديد لهذه الصناعة الهامة، فدخول فرن الغاز الطبيعى في هذه الصناعة سوف يعيد لها بريقها، نتيجة الفوائد العظيمة التى سوف تتحقق وعلى رأسها الحد من المخاطر التي يتعرض لها العاملين أمام ألسنة النيران، والقضاء تماماً على الأدخنة التي كانت سبباً في نفور واستياء الجيران لما تسببه من أضرار بيئية.

وتابع أبواليزيد: شعورى لا يوصف وفرحة كبيرة وأنا أرى تشغيل هذه الفرن لأول مرة بحرفة الفخار، والتطوير الحقيقى لهذه الصناعة التي كنا نخشى من اندثارها، نتيجة متاعبها الصحية، وهو ما يعد إنجاز لم يحدث من قبل لهذه الصناعة، فالفرن الجديدة تعمل بالغاز الطبيعى على درجة حرارة مرتفعة وتخرج فخار نظيف وصحى، دون أي أضرار على العاملين بها مع توفير للوقت، حيث يتم وضع المنتجات داخل الفرن وغلقها وتركها مع نفسها، دون أن يعانى العامل من حرارة الفرن التقليدية، التي جعلت الكثير من العمال يهجرونها ومنهم أولادى خوفاً من مخاطرها وأضرارها الصحية عليهم.

 
 

صنايعية الفخار 

ووجه أبواليزيد، الشكر لمركز تحديث الصناعة بوزارة الصناعة بالقاهرة، وللمسئولين بمحافظة قنا، على تبنى هذه الفكرة حتى خرجت للنور، والتي من شأنها إعادة الحياة لهذه الحرفة التاريخية، وأن تحقق استفادة حقيقية للعاملين بها وللاقتصاد الوطنى، نتيجة توفير فرص عمل وتصدير منتجات نظيفة للخارج، داعياً جميع صنايعية الفخار بالصعيد، بالعودة لحرفتهم والاستفادة من هذا التطور، والاشتراك مع بعضهم البعض في شراء فرن غاز، توفر وقتهم وجهدهم وتحافظ على صحتهم وعلى البيئة المحيطة.

وأضاف كمال أبواليزيد " صاحب ورشة لصناعة الفخار"، أعمل بحرفة الفخار منذ الصغر، فقد توارثتها عن آبائى وأجدادى، وأصنع منتجاتها بنفسى، وكنت مثل الكثير أستخدم الفرن التقليدية لحرق منتجات الفخار، المبنية بالطوب الأخضر، وكانت عندما تشتد فيها النيران تتمزق وتنهار بشكل مستمر، بعدها تطور الأمر لاستخدام مادة الأسمنت والحمرة في بناء الأفران، وكانت أفضل حالاً من الأولى، لكنها أيضاً لها مخاطر على العاملين بها ويحدث لها تشققات بشكل مستمر، نتيجة ألسنة النيران واللهب والأدخنة المباشرة التي كنا نتعرض لها بشكل مستمر.

وتابع : ومن خلال الوحدة المحلية ومحافظة قنا ومركز تحديث الصناعة تم دراسة تنفيذ فرن جديدة لحماية العاملين بهذه الصناعة من مخاطر الأفران والحفاظ على البيئة، وها نحن الآن نعيش فترة ومرحلة جديدة في صناعة الفخار، من خلال فرن الغاز التي يتم تنفذيها لأول مرة بصعيد مصر، والتي سوف تفتح لنا آفاقاً جديدة في هذه الصناعة، فالفرن الجديدة تساعدنا حالياً في حرق الخزف بجانب الفخار، بجانب فوائدها الصحية والبيئية لنا كعاملين وعلى المحيطين بنا.
 

فوائد بيئية وصحية

وقال سالمان أحمد أبو اليزيد، رئيس الجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة وتسويق الفخار بقنا، إن الفرن الجديدة لحرق منتجات الفخار جاءت من خلال برنامج تنمية الصعيد الذى يسعى لتطوير الكثير من الحرف ومن ضمنها الفخار، من منطلق الحفاظ على البيئة والحفاظ على الحرفة من الإندثار، وهو ما يتحقق حالياً بشكل فعلى على أرض الواقع، فالفرن الجديدة تساهم في تخفيف معاناة العاملين بهذه الصناعة وتشجعهم على الاستمرار فيها بعدما كانت في طريقها للإندثار.

وأوضح  أن حرفة الفخار تعتمد في الحرق على أفران تقليلدية تستخدم المخلفات وروث البهائم كوقود في عملية حرق المنتجات، ما يمثل ضرر للبيئة ولصحة العاملين بهذه الصناعة، لكن حالياً مع الفرن الجديدة، لا دخان، لا مخاطر ناتجة عن النيران التي كان يتواجد أمامها العامل بشكل مباشر، مع وقت أقل في عملية الحرق لا يتجاوز ساعتين، ونظافة فى التعامل مع الفرن الجديدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا صناعة الفخار منتجات الفخار المزيد على العاملین صناعة الفخار العاملین بها هذه الصناعة الکثیر من لأول مرة مرة فی

إقرأ أيضاً:

برلماني: توجيهات الرئيس دفعة قوية لتوطين صناعة السيارات بمصر

أكد النائب سامي نصر الله عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن الدولة المصرية تمضي بخطى ثابتة نحو توطين صناعة السيارات الكهربائية، انطلاقًا من توجيهات الرئيس السيسي بضرورة دعم هذا القطاع الحيوي باعتباره أحد قاطرات التنمية الصناعية والاقتصادية في الجمهورية الجديدة.

وأوضح نصر الله، في تصريح صحفي له اليوم أن ما أكده الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، بشأن وجود خطة متكاملة واضحة لتوطين صناعة السيارات الكهربائية يعكس حجم الجدية التي تتعامل بها الدولة مع ملف الصناعة، لافتًا إلى أن الإعلان عن استراتيجية صناعة السيارات يمثل نقلة نوعية في هذا الإطار، خاصة في ظل التفاوض مع كبار المصنعين العالميين للدخول إلى السوق المصرية.

وزير الرياضة: لا استهداف في قانون الرياضة.. ومجلس النواب رفض إنشاء جهاز رياضيبعد استقالة وزيرة البيئة.. هل يدعو مجلس النواب لجلسة طارئة لمناقشة تعديل وزاري؟للتهنئة بالمنصب.. رئيس النيابة الإدارية يستقبل أمين مجلس النواببعد فض مجلس النواب.. متى يتم تطبيق قانون الإيجار القديم رسميا؟

وأشار عضو صناعة النواب، إلى أن الاهتمام الرئاسي والحكومي بملف الصناعة لم يعد مقتصرًا على الشعارات، بل تُرجم إلى خطوات تنفيذية واضحة، سواء من خلال اجتماعات الحكومة المتواصلة، وآخرها الاجتماع الذي ترأسه الدكتور مصطفى مدبولي لمتابعة خطوات التنفيذ، أو عبر جهود جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجال البطاريات وصناعة مكونات السيارات محليًا.

وأضاف نصر الله، أن صناعات المغذيات المصرية مثل الضفائر الكهربائية، وفوانيس السيارات، والزجاج، والكراسي، حققت نجاحات كبيرة، وأصبحت تصدّر إلى الأسواق الأوروبية، مشيرًا إلى أن هذه الصناعات تُعد أساسًا قويًا يمكن البناء عليه للوصول إلى سيارة مصرية بنسبة مكون محلي مرتفع.

وشدد عضو مجلس النواب على، أن الدولة تسير نحو تكامل صناعي حقيقي، من خلال جذب مصنع لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، والتنسيق مع المصنعين لتصنيع بدن السيارة محليًا، في إطار خطة طموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الفاتورة الاستيرادية.

واختتم النائب سامي نصر  الله تصريحاته، بالتأكيد على أن قطاع الصناعة يحظى باهتمام غير مسبوق من الرئيس السيسي، باعتباره أساسًا للتنمية الاقتصادية، وداعمًا قويًا لخلق فرص عمل للشباب، كما ان الفريق كامل الوزير يبذل جهودا مضاعفة في هذا الآن ويدفع لتحقيق نقلة حقيقية داخل الاقتصاد المصري.

طباعة شارك لجنة الصناعة بمجلس النواب النائب سامي نصر الله مجلس النواب صناعة السيارات الكهربائية الرئيس السيسي توجيهات الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • صناعة البرلمان: توجيهات الرئيس دفعة قوية لتوطين صناعة السيارات في مصر
  • برلماني: توجيهات الرئيس دفعة قوية لتوطين صناعة السيارات بمصر
  • برلمانية: مشروعات الطاقة المتجددة نقلة نوعية نحو سيادة الطاقة النظيفة في مصر
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • نائب: هناك توجه من جانب الدولة لتشجيع الصناعات
  • برلمانية: تصنيع السيارة الكهربائية في مصر يوفر 50 ألف جنيه
  • إثراء المجالس بتطوير الصناعة
  • السعودية تقود نقلة نوعية في النقل الإقليمي.. ممر تجاري يربط القاهرة بأربيل
  • عبيدات يكتب ( نقلة نوعية في قطاع النقل العام )
  • جبران: قانون العمل نقلة نوعية في تحقيق التوازن بين أصحاب الأعمال والعمال