صديقة للبيئة.. أفران الغاز تحدث نقلة نوعية في صناعة الفخار بالصعيد
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
بعد عقود بل قروناً طويلة وسط الأدخنة الضارة وألسنة النيران الحارقة، انتظاراً لخروج منتجات الفخار بأشكالها وأنواعها المختلفة من الأفران التقليدية، والتي كانت تترك آثارها البيئية والصحية السيئة على العاملين بصناعة الفخار والمحيطين بها، تشهد صناعة الفخار نقلة نوعية وتطوراً لم يحدث منذ عقود طويلة بإدخال فرن غاز طبيعى لحرق منتجات الفخار بمحافظة قنا لأول مرة في تاريخ هذه الصناعة العريقة.
صناعة الفخار التي كانت تلملم ما تبقى منها، وكادت أن تصبح ذكرى تاريخية كما الكثير من الصناعات والحرف التي كان تزخر بها مصر المحروسة من جنوبها لشمالها، ومن شرقها لغربها، آن لها أن تستعيد بريقها وتعود لسابق عهدها بقوة، بفكر وأدوات جديدة وغير تقليدية تحافظ على بقاء هذه الصناعة العتيقة، وفى مقدمتها صحة العاملين بها والسكان المحيطين بورش وأماكن صناعتها، والمتضررين بشدة من أدخنتها الملوثة.
لأول مرة في مصرفرن الغاز الجديدة التي بدأ العمل فيها كتجربة جديدة لأول مرة في صعيد مصر" معقل صناعة الفخار"، تعتمد على غرفة معدنية مصممة خصيصاً لحرق منتجات الفخار والخزف، بمساحة لا تتجاوز 4 أمتار مربعة، ودرجة حرارة تصل إلى 750 درجة مئوية، دون أن يكون لها أدخنة تضر البيئة المحيطة كما يحدث في الأفران التقليدية، فضلاً عن عدم وجود ألسنة نيران حارقة تعرض حياة العاملين بها للمخاطر.
وقال ناصر أبو اليزيد " صاحب ورشة لصناعة الفخار"، الفخار صناعة تاريخية توارثناها عن أجدادنا ولم يحدث لها أي تطوير أو تحديث يذكر، ما جعل الكثير من صناعها يتركونها للعمل بمجالات وحرف أخرى، نتيجة مخاطرها وأضرارها البيئية والصحية على العاملين والمحيطين بها، لكن يبدوا أننا مع مرحلة وعهد جديد لهذه الصناعة الهامة، فدخول فرن الغاز الطبيعى في هذه الصناعة سوف يعيد لها بريقها، نتيجة الفوائد العظيمة التى سوف تتحقق وعلى رأسها الحد من المخاطر التي يتعرض لها العاملين أمام ألسنة النيران، والقضاء تماماً على الأدخنة التي كانت سبباً في نفور واستياء الجيران لما تسببه من أضرار بيئية.
وتابع أبواليزيد: شعورى لا يوصف وفرحة كبيرة وأنا أرى تشغيل هذه الفرن لأول مرة بحرفة الفخار، والتطوير الحقيقى لهذه الصناعة التي كنا نخشى من اندثارها، نتيجة متاعبها الصحية، وهو ما يعد إنجاز لم يحدث من قبل لهذه الصناعة، فالفرن الجديدة تعمل بالغاز الطبيعى على درجة حرارة مرتفعة وتخرج فخار نظيف وصحى، دون أي أضرار على العاملين بها مع توفير للوقت، حيث يتم وضع المنتجات داخل الفرن وغلقها وتركها مع نفسها، دون أن يعانى العامل من حرارة الفرن التقليدية، التي جعلت الكثير من العمال يهجرونها ومنهم أولادى خوفاً من مخاطرها وأضرارها الصحية عليهم.
ووجه أبواليزيد، الشكر لمركز تحديث الصناعة بوزارة الصناعة بالقاهرة، وللمسئولين بمحافظة قنا، على تبنى هذه الفكرة حتى خرجت للنور، والتي من شأنها إعادة الحياة لهذه الحرفة التاريخية، وأن تحقق استفادة حقيقية للعاملين بها وللاقتصاد الوطنى، نتيجة توفير فرص عمل وتصدير منتجات نظيفة للخارج، داعياً جميع صنايعية الفخار بالصعيد، بالعودة لحرفتهم والاستفادة من هذا التطور، والاشتراك مع بعضهم البعض في شراء فرن غاز، توفر وقتهم وجهدهم وتحافظ على صحتهم وعلى البيئة المحيطة.
وأضاف كمال أبواليزيد " صاحب ورشة لصناعة الفخار"، أعمل بحرفة الفخار منذ الصغر، فقد توارثتها عن آبائى وأجدادى، وأصنع منتجاتها بنفسى، وكنت مثل الكثير أستخدم الفرن التقليدية لحرق منتجات الفخار، المبنية بالطوب الأخضر، وكانت عندما تشتد فيها النيران تتمزق وتنهار بشكل مستمر، بعدها تطور الأمر لاستخدام مادة الأسمنت والحمرة في بناء الأفران، وكانت أفضل حالاً من الأولى، لكنها أيضاً لها مخاطر على العاملين بها ويحدث لها تشققات بشكل مستمر، نتيجة ألسنة النيران واللهب والأدخنة المباشرة التي كنا نتعرض لها بشكل مستمر.
وتابع : ومن خلال الوحدة المحلية ومحافظة قنا ومركز تحديث الصناعة تم دراسة تنفيذ فرن جديدة لحماية العاملين بهذه الصناعة من مخاطر الأفران والحفاظ على البيئة، وها نحن الآن نعيش فترة ومرحلة جديدة في صناعة الفخار، من خلال فرن الغاز التي يتم تنفذيها لأول مرة بصعيد مصر، والتي سوف تفتح لنا آفاقاً جديدة في هذه الصناعة، فالفرن الجديدة تساعدنا حالياً في حرق الخزف بجانب الفخار، بجانب فوائدها الصحية والبيئية لنا كعاملين وعلى المحيطين بنا.
وقال سالمان أحمد أبو اليزيد، رئيس الجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة وتسويق الفخار بقنا، إن الفرن الجديدة لحرق منتجات الفخار جاءت من خلال برنامج تنمية الصعيد الذى يسعى لتطوير الكثير من الحرف ومن ضمنها الفخار، من منطلق الحفاظ على البيئة والحفاظ على الحرفة من الإندثار، وهو ما يتحقق حالياً بشكل فعلى على أرض الواقع، فالفرن الجديدة تساهم في تخفيف معاناة العاملين بهذه الصناعة وتشجعهم على الاستمرار فيها بعدما كانت في طريقها للإندثار.
وأوضح أن حرفة الفخار تعتمد في الحرق على أفران تقليلدية تستخدم المخلفات وروث البهائم كوقود في عملية حرق المنتجات، ما يمثل ضرر للبيئة ولصحة العاملين بهذه الصناعة، لكن حالياً مع الفرن الجديدة، لا دخان، لا مخاطر ناتجة عن النيران التي كان يتواجد أمامها العامل بشكل مباشر، مع وقت أقل في عملية الحرق لا يتجاوز ساعتين، ونظافة فى التعامل مع الفرن الجديدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا صناعة الفخار منتجات الفخار المزيد على العاملین صناعة الفخار العاملین بها هذه الصناعة الکثیر من لأول مرة مرة فی
إقرأ أيضاً:
نقلة نوعية.. تجديد الاعتماد المؤسسي والبرامجي لكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة
أعلن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، حصول كلية الطب البيطري علي تجديد الاعتماد المؤسسي، والاعتماد البرامجي للبرنامج العام "بكالوريوس الطب البيطري"، من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وذلك في إطار رؤية الجامعة وإستراتيجيتها في التطوير المستمر للعملية التعليمية والبحثية.
وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن حصول كلية الطب البيطري على تجديد الاعتماد المؤسسي، والاعتماد البرامجي، يعكس جهودها المتواصلة لتطوير منظومتها التعليمية وفقًا لأرقى المعايير الدولية، ويؤكد حرصها على مواكبة الأنظمة التعليمية والتطور السريع والمتلاحق في التعليم الجامعي بأرقى الجامعات العالمية، مؤكدًا أهمية الارتقاء بالبرامج الدراسية بكليات الجامعة، واستحداث برامج جديدة لإكساب الطلاب المعارف والمهارات وتشجيعهم على التعلم بأحدث الوسائل وخلق روح الإبداع والتميز لديهم وربط مكتسبات التعلم والبحث العلمي باحتياجات المجتمع.
وأكد د. محمد سامي عبد الصادق حرص إدارة الجامعة على زيادة نشر الوعي المستمر بمعايير الجودة وجودة التعليم، والعمل علي تطوير إمكانات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، مشيرًا إلى أن تجديد الاعتماد لكلية الطب البيطري يُعد نتاج فريق عمل مؤسسي من الجامعة والكلية وفريق الاعتماد وأعضاء هيئة التدريس والعاملين إلى جانب توفير إدارة الجامعة لكافة الموارد والإمكانات اللازمة للتطوير المستمر لعناصر العملية التعليمية والبحثية.
من جانبها، قالت الدكتورة إيمان بكر عميد كلية الطب البيطري: إن حصول الكلية على الاعتماد المؤسسي والاعتماد البرامجي للبرنامج العام يعزز مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات التعليمية الرائدة في مجال الطب البيطري في مصر والمنطقة وتُخرج كوادر بيطرية مؤهلة علميًا ومهاريًا، مشيرًة إلى أن الحصول على الاعتماد تم بعد تقييم دقيق لجميع جوانب العملية التعليمية والبحثية والبنية التحتية، بما في ذلك تطوير المناهج، وتأهيل أعضاء هيئة التدريس، وتعزيز الشراكة مع القطاعات الطبية والبيطرية، مؤكدًة التزام الكلية بالاستمرار في رفع كفاءة الخريجين ودعم الأبحاث العلمية التي تخدم قطاع الثروة الحيوانية والصحة العامة.
وأضافت الدكتورة إيمان بكر، أن الهيئة القومية لجودة التعليم والاعتماد تمنح الاعتماد بعد تقييم شامل للمؤسسات التعليمية وفقًا لمعايير صارمة تشمل.جودة البرامج الأكاديمية ومواءمتها لاحتياجات المجتمع، وكفاءة أعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي، والبنية التحتية والتجهيزات المعملية والبيئة التعليمية، والمشاركة المجتمعية وخدمة البيئة.
جدير بالذكر، أن جامعة القاهرة نجحت في إحداث نقلة نوعية في الاعتماد والجودة وحصلت معظم كلياتها ومعاهدها على الاعتماد المحلي أو تجديده، إلى جانب حصول عدد من الكليات على الاعتماد الدولي، كما تحرص الجامعة على تحسين جودة الأداء الإداري، وخلق بيئة إيجابية تسهم في تحقيق رؤية الجامعة لتطوير العمل وزيادة الإنتاجية وفقًا لأهداف الجامعة الاستراتيجية كجامعة ذكية مستدامة ومبتكرة.