الحوافز: مشروع قانون يهدف لزيادة المشاركة في الانتخابات
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
18 يناير، 2025
بغداد/المسلة: في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين السياسيين والنشطاء العراقيين، يعكف البرلمان العراقي على مناقشة مشروع قانون يحمل عنوان “الحوافز الانتخابية”، يهدف إلى منح امتيازات مالية ومعنوية للمواطنين المشاركين في الانتخابات البرلمانية المقبلة. تأتي هذه الخطوة في محاولة لمعالجة ظاهرة العزوف عن التصويت، التي تفاقمت بفعل الإحباط العام من العملية السياسية وعدم ثقة الشارع بالقوى السياسية.
و شهدت الانتخابات البرلمانية لعام 2021 واحدة من أدنى نسب المشاركة منذ بدء العملية الديمقراطية في العراق، حيث أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن النسبة لم تتجاوز 41%، بينما أشار سياسيون ونشطاء إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أقل من ذلك.
ومع تصاعد المخاوف من استمرار التراجع في نسب المشاركة، تبحث القوى السياسية عن حلول لضمان شرعية العملية الانتخابية، التي باتت محل تساؤل من قبل قطاعات واسعة من العراقيين.
وفقاً لمقترح القانون الذي قدمه النائب عامر عبد الجبار، سيحصل الموظفون المدنيون والعسكريون المشاركون في التصويت على خدمة إضافية مدتها ستة أشهر وكتب شكر رسمية. أما المواطنون الذين يدلون بأصواتهم، فسيُمنحون الأولوية في التعيينات الحكومية. كما يشمل المقترح إعفاءات ضريبية تصل إلى مليون دينار عراقي للعاملين في القطاع الخاص، وتقديم امتيازات إجرائية للمشمولين بالضمان الاجتماعي.
تباين في المواقف السياسية والشعبية
بينما تحظى الفكرة بتأييد قوى سياسية كبرى مثل الإطار التنسيقي، تواجه انتقادات حادة من نشطاء المجتمع المدني، الذين يعتبرونها محاولة لاستغلال المال العام لإجبار المواطنين على التصويت. الناشط علي المياحي وصف المقترح بأنه “تحايل قانوني”، مؤكداً أن الامتيازات المطروحة تشكل ضغطاً غير مباشر على المواطنين، وتجعل من المشاركة الانتخابية واجباً مشروطاً بالمكاسب، في انتهاك لمبدأ حرية الاختيار.
آفاق التشريع وتحديات التطبيق
رغم الانتقادات، تشير المؤشرات إلى إمكانية تمرير القانون بدعم قوى سياسية نافذة، حيث تُظهر مداولات اللجنة القانونية في البرلمان غياب الاعتراضات الجوهرية على نصوص المقترح. ومع ذلك، يبرز تساؤل حول قدرة هذه الحوافز على تحقيق الهدف المنشود، وسط حالة عامة من انعدام الثقة بين المواطنين والطبقة السياسية.
بين الشرعية والفعالية
يعكس هذا الجدل أزمة أعمق في العراق تتعلق بفقدان الثقة في النظام السياسي. ففي حين تسعى القوى السياسية إلى تعزيز المشاركة عبر حوافز مادية ومعنوية، يرى البعض أن الخطوة تُظهر عجز النظام عن تقديم حلول جوهرية تُعيد بناء ثقة المواطن وتُحسّن واقع الحياة اليومية، ما يجعل هذه الإجراءات أقرب إلى “مسكنات سياسية” قد تفاقم المشكلة بدلاً من حلها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
مجمع إعلام مطروح يدشن الحملة القومية للتوعية بأهمية المشاركة الانتخابية
في إطار الحملة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي برئاسة الدكتور أحمد يحيى، تحت شعار "صوتك هيفرق.. إنزل وشارك"، دشّن مجمع إعلام مطروح صباح اليوم الحملة في محافظة مطروح، حيث عُقد لقاء موسع بمكتبة مصر العامة بعنوان "المشاركة السياسية وترسيخ قيم المواطنة".
شهد اللقاء حضور عدد كبير من ممثلي الأجهزة التنفيذية والعمد والمشايخ ومؤسسات دينية وشباب وخريجي جامعات وجمعيات أهلية، وأداره محمود القناشي، أخصائي الإعلام.
افتتحت الندوة خلود رفعت، مدير مجمع إعلام مطروح، بالحديث عن دور المجمع في نشر الوعي المجتمعي وأهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
تحدث الدكتور محمد الكمار، مسئول الإرشاد والثقافة بمديرية أوقاف مطروح، عن أهمية المشاركة في الانتخابات النيابية، مشيرًا إلى أنها واجب ديني وعقلي. كما فند الكمار الآراء التي تدعو لمقاطعة الانتخابات، مؤكدًا على أن المشاركة السياسية لها أصول شرعية مستشهدًا بسورة (الشورى) في القرآن الكريم.
الأب كيرلس ميخائيل، راعي كنيسة الملاك بمطروح، أشار إلى دور المواطن البسيط في نقل المشهد الانتخابي الإيجابي للعالم، واعتبر أن السلوك الانتخابي يعكس قيم المواطنة والولاء والانتماء.
كما تحدث العمدة عبد المنعم إسرافيل، المتحدث الإعلامي لمجلس العمد والمشايخ بمطروح، عن أهمية الواجب الوطني المتمثل في المشاركة، محذرًا من عواقب العزوف عن المشاركة. ووجه نصيحته للأسر المطروحية بضرورة تشجيع أبنائها على التصويت لخلق جيل واعٍ بالحياة السياسية.
في ختام الندوة، ألقى الدكتور محمود عبد الكافي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة مطروح، محاضرة عن "أهمية المشاركة السياسية عبر التاريخ المصري"، مستعرضًا موقف المصريين تجاه الانتخابات النيابية منذ عام 1823. وأكد أن مصر تمر بمرحلة سياسية دقيقة تتجلى في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ما يعكس ملامح المستقبل السياسي للبلاد.
أوصت الندوة بأهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية وتعزيز دور المواطن في صناعة القرار، ودعم الاستقرار السياسي وتعزيز الديمقراطية.