بوابة الوفد:
2025-07-31@02:35:12 GMT

كيف نجعل سيد الاستغفار عادة يومية؟

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

جاءت السنة النبوية الشريفة مليئة بالكنوز الروحية التي تعين المسلم على التقرب إلى الله، ومن أبرزها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي عُرف بـ"سيد الاستغفار"، وهو دعاء جامع يعبّر عن التوحيد الخالص، والاعتراف بنعم الله وفضله، واللجوء إليه بالاستغفار.

نص سيد الاستغفار

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"سيدُ الاستغفار أن تقول: اللهمَّ أنتَ ربي، لا إلهَ إلا أنتَ، خلقتَني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِك ووعدِك ما استطعتُ، أعوذُ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتِك عليَّ، وأبوءُ بذنبي فاغفرْ لي، فإنَّه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ" [رواه البخاري].

معاني الدعاء العظيمة

توحيد الله وإعلان العبودية:
يبدأ الدعاء بإقرار العبد بربوبية الله وتفرده بالعبادة:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت"، وهو تأكيد للتوحيد وتنزيه الله عن الشريك.

الاعتراف بنعم الله:
يُظهر المسلم في هذا الدعاء وعيه بفضل الله عليه:
"أبوء لك بنعمتك عليَّ"، أي أعترف بنعمك الكثيرة التي لا تحصى.

الإقرار بالذنب وطلب المغفرة:
يدرك العبد ضعفه وخطأه:"وأبوء بذنبي فاغفر لي"، وهذا الاعتراف يمثل قمة التواضع أمام الله، وطلب المغفرة هو رجاء العفو والرحمة.

اللجوء إلى الله:
"أعوذ بك من شر ما صنعت"، إقرار بحاجة الإنسان إلى حماية الله من آثار ذنوبه وسوء أفعاله.

فضل سيد الاستغفار

النبي صلى الله عليه وسلم سمى هذا الدعاء بـ"سيد الاستغفار"، مما يدل على مكانته العظيمة بين أذكار الاستغفار. ومن فضله:

تحقيق المغفرة: الدعاء يجمع بين الاعتراف بالخطأ، طلب العفو، وإعلان التوحيد، وهي شروط التوبة النصوح.سبيل لدخول الجنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من قالها من النهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة؛ ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة" [رواه البخاري].كيف نجعل سيد الاستغفار عادة يومية؟اجعل الدعاء جزءًا من أذكار الصباح والمساء.كرره في أوقات السكينة، مثل بعد الصلوات أو عند التأمل في نعم الله.علّم أطفالك وأهلك هذا الدعاء ليكون مفتاحًا للخير في حياتهم. 

دعاء سيد الاستغفار هو ملاذ المؤمنين وسبيل التائبين. يعكس الدعاء جوهر العبودية الحقة، فهو تذكير دائم بأن الله هو الغفور الرحيم، وأنه لا ملجأ من الذنوب إلا إليه. 

فلنحرص على أن يكون هذا الدعاء جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ليظل قلوبنا موصولة بذكر الله، ولنفوز برحمته ورضوانه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيد الاستغفار الأستغفار الله صلى الله علیه وسلم سید الاستغفار هذا الدعاء

إقرأ أيضاً:

الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه

في قراءة للمعاني الدلالية لقوله تعالى : {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً}(الجاثية8) ، للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، نجد بعداً إنسانيًا وروحيًا عميقًا، حيث لا يقف عند حدود التفسير النصي، بل يتجاوزها إلى تشخيص العلل النفسية والاجتماعية التي تحوّل الإنسان إلى خصم للحق،  ومن بين تلك العلل، يبرز داء الاستكبار، الذي لا يقتصر على الجبابرة المعروفين في التاريخ كفرعون وهامان، بل يمتد في رؤيته رضوان الله عليه ، إلى الصغار الذين يحملون روح فرعون وإن كانوا بلا سلطات.

يمانيون / خاص

 دلالة الآية في تصوير النفس المستكبرة

يبدأ الشهيد القائد بالتأمل في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً…}، يُقسم الآية إلى ثلاثة مسارات ترتبط ببعضها، وتبدأ بالسماع الواعي للحق، فالآيات تتلى على هذا الإنسان، فهو يعلم الحق، ولكنه يرفضه، والثاني الإصرار والاستكبار، إذ ليست المسألة جهلًا، بل عنادًا، مما يجعل الاستكبار صفة قلبية ونفسية، والثالث التظاهر بعدم السماع كأن في أذنيه وقرًا،  وهذه حالة من الإنكار الإرادي للحق، تدفع نحو التهلكة، وبهذا فإن الشهيد القائد يقرأ في هذه الآية خطورة المكابرة على آيات الله، ويرى أنها أخطر من الكفر الصريح، لأنها تعني معرفة الحق ورفضه عمدًا، وهذا هو ما يقود إلى العذاب الأليم.

 

الاستكبار كمرض اجتماعي شائع

يفنّد الشهيد القائد الفكرة السائدة أن الاستكبار حكر على الملوك أو الأقوياء، ويقول صراحة أن  بعض الفقراء يحملون نفس الروح الفرعونية، ولكن لم يتح لهم أن يكونوا فراعنة على الأرض، الجبروت ليس بالمنصب بل بالنفسية وبعض الناس يبدون بسطاء، ولكن ما إن يحصلوا على منصب بسيط أو كلمة مسموعة، حتى يتحولوا إلى طغاة صغار، والكبر على الناس هو رفض خفي للحق الإلهي، لأن الله أمر بالتواضع، ومن تكبر فقد تمرد على أمر الله.

وهنا يكشف الشهيد القائد عن ظاهرة خطيرة ، وهي الاستكبار النفسي المغلّف بالدين أو التواضع الظاهري، وهو ما يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يُخفي نفسه وراء أقنعة الفضيلة.

 

مفارقة الرفعة في الدنيا والآخرة

من أقوى الأفكار التي يطرحها الشهيد القائد هي مقارنة بين الرفعة الدنيوية والرفعة الأخروية، ويستند إلى قول الله: {خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ} ، فيوم القيامة، يُخفض من تكبّر في الدنيا، ويُرفع من تواضع وصدق مع الله، ويشبه القائد السعي الدنيوي للرفعة عبر الباطل بـ”السراب”، لأن عمر الدنيا محدود، وعمر الآخرة أبدي لا نهاية له، فما قيمة أن يُقال عنك في الدنيا وجيه وأنت في الآخرة في الحضيض؟.

 

الأتباع المستكبرون .. 

يفتح الشهيد القائد نافذة جديدة على الاستكبار، هي الاستكبار بالوكالة، فالإنسان قد يكون تابعًا ولكنه يشعر بالقرب من شخصية نافذة، ويمارس الاستكبار نيابة عنها، ويتمرد على الحق باسم الولاء، ويقول الشهيد إن هؤلاء يعيشون وهمًا كبيرًا، فمن يتبع الطغاة، يتخيل أنه معهم في القوة والعلو، لكنه يوم القيامة يُنبذ مثلهم، مستشهدًا بقوله تعالى: {تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ، {وَقَالَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً…}، ففي يوم الحساب، لا شفاعة في الباطل، ولا تنفع العلاقات، ولا تنفع المواقف التي كان ظاهرها القوة، وباطنها الانحراف.

 

السباق إلى الخيرات هو النجاة

يعقد الشهيد القائد مقارنة أخيرة بين ثلاث فئات:

أصحاب المشأمة .. أهل الشؤم، العصاة، المستكبرون، المصرّون.

أصحاب الميمنة .. المؤمنون الناجون.

السابقون المقربون ..من يبادرون بالحق، ينشرونه، يؤسسون المشاريع، ويستمر تأثيرهم بعد موتهم.

ويؤكد أن السبق إلى الخير، ليس في الكم فقط، بل في المبادرة، وتأسيس العمل الجماعي، وتشغيل الناس على الخير.

ويقول الشهيد القائد إن بعض الناس يحاول أن لا يُلزم نفسه بأي شيء، ويرى أنه ذكي لأنه لم يساهم، لكنه في الحقيقة غبي، لأنه فوّت فرصة النجاة.

 

الوعي بالآخرة أساس الاستقامة في الدنيا

ينقل الشهيد القائد فكرة شديدة العمق، وهي أن الإنسان حين يغفل عن القيامة، عن الحساب، عن المصير الأبدي، تبدأ انحرافاته،  فالمعيار الذي يجب أن يحكم السلوك هو هل هذا العمل يقربني إلى الله؟ هل يجعلني آمِنًا يوم القيامة؟

إنها رؤية قرآنية للوجود، تجعل من كل عمل صغير في الدنيا خطوة في مشروع الأبد، ولهذالا تبالِ بالمصاعب ما دمت على الحق، ولا تهتم بمن يكرهك من أهل الباطل، فمن يضحك اليوم من أهل الإيمان، سيُضحك عليه غدًا في الجنة ، {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}.

ومما يستفاد من قراءته رضوان الله عليه للمعاني الدلالية لهذه الآيات ، أن الاستكبار مرض صامت، قد يصيب البسطاء كما يصيب الجبابرة، وأن السكوت عن الحق، رغم معرفته، هو صورة من صور الكبر والعناد، كما أن المبادرة إلى الخير ضمانة نفسية وأخلاقية للنجاة، والقيامة ليست حدثًا مستقبليًا بل هي معيار للحاضر.

الشهيد القائد يقدّم خطابًا عمليًا، لا تأمليًا فقط، ويحرّك النفس نحو العمل الصالح لا الاكتفاء بالموعظة ..

مقالات مشابهة

  • دعاء التوبة النصوح بين الأذان والإقامة.. أفضل أوقات الاستغفار بعد الفجر
  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • هل يجب تغيير مكان صلاة النافلة بعد الفريضة؟.. أمين الفتوى: تشهد عليه الأرض
  • الشاي الساخن مع التدخين: عادة يومية قد تفتح أبواب السرطان وأمراض القلب
  • الطريقة الصحيحة للدعاء المستجاب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الاستكبار الصامت والمصير الأبدي .. قراءة قرآنية دلالية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
  • «الاستحمام الدافئ» قبل النوم… عادة بسيطة تحدث فرقاً كبيراً
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • تسجيل أول حالة إصابة.. كل مالا تعرفه عن فيروس امبوكس