ليلة الغـطاس: «المقريزي» وصفها بأحسن الليالي و«الخال» عاصر «البلابيصا»
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
ما أن تهلّ ليلة عيد الغطاس القبطي، الموافق ليلة يوم 18 يناير سنويًا، حتي يُعاد تداول سيرة المظاهر الشعبية التراثية، للاحتفال بالعيد، التي كانت تحتفي به المجتمعات الريفية بوضوح قبل طغيان الحداثة على تلك المجتمعات.
الاحتفالات الشعبية الواسعة بعيد الغطاس، والتي كان يتشارك فيها المسلمين والأقباط، ليست سيرة شعبية متوارثة من جيل إلى جيل، بل سيرة محققة من مؤرخين، أبرزهم المُؤرخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي.
يحيطنا المُؤرخ فى مؤلفه «الخطط المقريزية»، علمًا بقدم هذه المظاهر الاحتفالية وشعبيتها.. «وليلة الغطاس بمصر شأن عظيم لا ينام الناس فيها وهي ليلة إحدي عشر من طوبة»، وفي فقرة أخر.. «وحضر النيل فى تلك الليلة مئات ألوف من الناس المسلمين والنصاري، منهم فى الزواريق ومنهم فى الدور الدانية من النيل، ومنهم على الشطوط لا يتناكرون كل ما يمكنهم إظهاره من المأكل والمشارب والات الذهب والفضة والجواهر والملاهي والعزف والقصف، وهي أحسن ليلة فى مصر وأشملها سرورًا، ولا تلغق فيها الدروب».
أيضا يكشف «المقريزي»، عن مساهمة الحكام فى عصر الفاطميين فى توزيع الفواكة والليمون وقصب السكر والأسماك على سكان مصر إحتفالًا بعيد الغطاس.
وعيد الغطاس، يُحتفل به بعد 12 يومًا من ذكري ميلاد السيد المسيح ـ عليه السلام، ورمزيته الدينية فى العقيدة المسيحية تحتفي بذكري عماد أو تعميد السيد المسيح فى نهر الأردن بيد يوحنا المعمدان.
ذكريات عبد الرحمن الأبنودي:ومن المقريزي إلى الشاعر الراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي وثق فى كتابه «أيامي الحلوه» الاحتفالات الشعبية بعيد الغطاس، الذي عاصرها طفلًا فى مسقط رأسه بقرية «أبنود» جنوب قنا، يقول «الخال»..قبل مجىء الغروب كل أطفال القرية مسيحيين ومسلمين يرفعون صلبانهم المضيئة ليسطع النور فى أرجاء القرية المُظلمة، تخيل نفسك تطل من فوق، من سطح البيت، وترى جيوش الصلبان المضيئة، تمر من تحت دارك بالمئات، وأمهاتنا يرششن الفشار، وقِطَع السكر، والحمص ويزغردن».
ويُورد «الأبنودي» الأغنية الفلكلورية التي كان يرددّها الأطفال فى هذه الليلة «يا بـلابيصا، بلبصى الجندي، يا على يا بنى، قوم بنا بدرى، نقبض القمري، دى السنة فاتت، والمرا ماتت، والجمل برطع كسر المدفع».
وعلى ما يبدو إن الاحتفالات الشعبية الواسعة بذلك العيد، إندثرت على مر الزمن ولم يتبق منها سوي احتفالات مختزلة ورمزية، ومنها طهي القلقاس وتحويل حبات البرتقال إلى فوانيس بغرس الشموع داخلها ترمز إلى«البلابيصا» وهي كلمة من اللغة المصرية القديمة وتعني الشموع المضاءة، وأيضا لقصب السكر ى هذه الاحتفالات، حضوره ذو الرمزية الدينية، فضلًا عن إقامة صلاة القداس فى الكنائس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ليلة البلابيصا قنا ذكريات عبد الرحمن الأبنودي
إقرأ أيضاً:
فتوح يظهر في بورتو ساوث بيتش بعيدًا عن معسكر الزمالك
أثارت صورة تم تداولها اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها أحمد فتوح لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، جدلاً واسعًا بين جماهير القلعة البيضاء، بعد ظهوره في قرية "بورتو ساوث بيتش" بالعين السخنة.
الصورة التي نُشرت من خلال أحد المسؤولين داخل القرية، أظهرت اللاعب خلال زيارة خاصة وسط حالة ترحيب حار، وعبارات من نوعية "منورنا يا كابتن"، في وقت يتغيب فيه فتوح عن تدريبات الزمالك ومعسكر الفريق المقام حاليًا بالعاصمة الإدارية الجديدة استعدادًا للموسم الجديد.
ورأى عدد كبير من جماهير الزمالك أن تصرف اللاعب يُعد استهتارًا واضحًا وغير مقبول، خصوصًا في ظل التزام باقي عناصر الفريق بالبرنامج الإعدادي للموسم المقبل. وطالب البعض إدارة النادي باتخاذ موقف حاسم تجاه غياب اللاعب المتكرر، معتبرين أن الأولوية حاليًا يجب أن تكون في الاستغناء عن فتوح، والاستفادة منه ماليًا بالتعاقد مع ظهير أيسر ملتزم داخل وخارج الملعب.
يُذكر أن فتوح كان قد غاب عن عدد من الفترات التحضيرية في المواسم الماضية لأسباب متعددة، وهو ما يزيد من حجم الانتقادات الموجهة إليه مؤخرًا.