مسقط- الرؤية

حصد المهندس سلطان بن أحمد الوهيبي الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية للنطاق العريض، جائزة "أفضل رئيس تنفيذي في تطوير بنية النطاق العريض" لعام 2024، فيما نالت الشركة العُمانية للنطاق العريض جائزة "أفضل شركة في مجال الألياف البصرية"، وذلك خلال حفل توزيع "جوائز الاقتصاد العالمية 2024" (The Global Economics Awards 2024) الذي أقيم في دبي بالإمارات العربية المتحدة.

وجاء اختيار المهندس سلطان الوهيبي لهذه الجائزة تقديرًا لدوره البارز في قيادة الشركة نحو تحقيق إنجازات نوعية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وتمكن الوهيبي من تعزيز كفاءة الأداء المؤسسي وترسيخ مبادئ الابتكار والتنمية المستدامة، إلى جانب دوره في تحويل رؤية الشركة إلى واقع ملموس من خلال تطوير البنية الأساسية الرقمية في السلطنة وتوسيع نطاق خدماتها لدعم التحول الرقمي المتماشي مع رؤية "عُمان 2040".

وحازت الشركة العُمانية للنطاق العريض جائزة "أفضل شركة في مجال الألياف البصرية" بفضل إنجازاتها في تطوير البنية الأساسية الرقمية وتقديم خدمات تقنية متقدمة ذات جودة عالية، وقد أسهمت الشركة في تمكين الاقتصاد الرقمي وتعزيز مكانة السلطنة على الخارطة التقنية الإقليمية والعالمية عبر حلول مبتكرة تلبي احتياجات السوق وتحفز الابتكار في مختلف القطاعات.

وعبّر الوهيبي عن سعادته بهذا التكريم قائلًا: "يشرفني أن أحصل على جائزة أفضل رئيس تنفيذي لعام 2024، كما أعتز بفوز الشركة العُمانية للنطاق العريض بجائزة أفضل شركة في مجال الألياف البصرية، هذا الإنجاز يعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق العمل في الشركة، ويؤكد التزامنا بتقديم خدمات تقنية عالية الجودة تعزز من مكانة السلطنة كمركز إقليمي للتقنيات الرقمية، وهذا التكريم هو حافز كبير لنا لمواصلة الابتكار وتحقيق المزيد من النجاحات".

وتُعد "جوائز الاقتصاد العالمية" (The Global Economics Awards) إحدى أبرز الجوائز الدولية التي تسلط الضوء على التميز في القيادة والابتكار والاستدامة في مختلف القطاعات. وتشمل مجالات الجائزة قطاعات الأعمال، التقنية، والمسؤولية الاجتماعية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الهوية العُمانية في الفضاء الرقمي

 

 

د. أحمد بن موسى البلوشي

يشهد العالم تحولات متسارعة بفعل الثورة الرقمية، التي غيّرت أنماط الحياة والتفكير والتواصل، وأصبح الفضاء الرقمي جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي للأفراد والمجتمعات، وفي ظل الانفتاح العالمي، تواجه الهويات الوطنية تحديات جدية تهدد خصوصيتها وتميّزها. وتُعد الهوية العُمانية، بما تحمله من قيم أصيلة، وتقاليد عريقة، وموروث حضاري غني، إحدى هذه الهويات التي تحتاج إلى حماية واعية ومستدامة في هذا العصر الرقمي. هذه الهوية التي لم تتشكل صدفة، بل بُنيت عبر قرون من التفاعل الحضاري المتوازن مع مختلف الثقافات.

وتواجه الهوية العُمانية في الفضاء الرقمي، عدة تحديات متنامية، في ظل الانفتاح العالمي وسرعة تداول المعلومات، ومن أبرز هذه التحديات غزو المحتوى الأجنبي؛ حيث تنتشر عبر المنصات الرقمية مواد إعلامية وثقافية قد تتنافى مع القيم والمبادئ العُمانية؛ ما يؤدي إلى خلخلة في المفاهيم والأنماط السلوكية لدى بعض الأفراد، خاصة فئة الشباب. كما يبرز ذوبان الخصوصية الثقافية نتيجة التقليد غير الواعي للثقافات الأخرى؛ مما يهدد تميّز المجتمع العُماني وهويته الفريدة. إلى جانب ذلك، يُلاحظ تراجع استخدام اللغة العربية واللهجة العُمانية بسبب الاعتماد الكبير على اللغات الأجنبية في التفاعل الرقمي؛ مما يؤثر على سلامة اللغة وعلى أحد مكونات الهوية الثقافية. كما إن انتشار المعلومات المُضلِّلة حول الرموز الوطنية أو الموروثات الثقافية يسهم في إضعاف الوعي الوطني، ويُشكّل خطرًا على فهم الأجيال لهويتهم بشكل دقيق وأصيل.

وتؤدي المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني دورًا محوريًا في حماية الهوية العُمانية وتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي، وذلك من خلال مجموعة من الجهود المتكاملة. ففي مقدمة هذه الجهود يأتي تعزيز الوعي الرقمي عبر إدماج مفاهيم "المواطنة الرقمية" في المناهج التعليمية، لتنشئة جيل واعٍ بهويته وقادر على التعامل مع العالم الرقمي بوعي ومسؤولية. كما يقع على عاتق المؤسسات الإعلامية والثقافية إنتاج محتوى رقمي عُماني متميز يُبرز القيم الوطنية والتقاليد الأصيلة بأساليب تفاعلية وجاذبة، مما يسهم في بناء صورة إيجابية عن الهوية العُمانية على المستويين المحلي والعالمي. ومن الضروري أيضًا استثمار المنصات الإعلامية الوطنية لتعزيز الخطاب الثقافي وتعريف الأجيال الجديدة بالرموز والمكونات الثقافية والتاريخية للوطن.

أما على صعيد المجتمع المدني، فتكمن أهميته في دعم المبادرات الثقافية الرقمية، كالمتاحف الافتراضية والمشاريع الشبابية المهتمة بالتراث والتاريخ، وتشجيع الأفراد على المشاركة الفاعلة في بناء محتوى رقمي يعكس هويتهم. كما يجب تفعيل الرقابة الذكية والمشاركة المجتمعية من خلال التبليغ عن المحتوى المسيء، ونشر المضامين الإيجابية.

والأفراد، وبشكل خاص فئة الشباب، هُم العنصر الأهم في حماية الهوية العُمانية وتعزيز حضورها في الفضاء الرقمي، فهم الأكثر تفاعلًا مع التقنيات والمنصات الرقمية، والأقدر على التأثير من خلالها، ومن أبرز الأدوار التي يمكن أن يضطلع بها الشباب هو الوعي بالمسؤولية الرقمية، من خلال استخدام المنصات الإلكترونية بطريقة تعكس القيم العُمانية الأصيلة، وتجنب تقليد السلوكيات أو المحتويات التي تتنافى مع الهوية الوطنية. كما يُسهم الشباب بشكل فاعل في إنتاج محتوى رقمي يعبر عن الهوية العُمانية، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو المدونات، أو القنوات المرئية، من خلال الترويج للفنون العُمانية، والموروث الشعبي، واللغة، والملابس التقليدية، والمواقع التاريخية، ومن المهم أيضًا المحافظة على اللغة العربية واللهجة العُمانية في الخطاب الرقمي، لما له من دور في ترسيخ الانتماء وتعزيز الخصوصية الثقافية.

كذلك، يجب أن يتحلى الشباب بروح النقد الواعي والمشاركة الإيجابية، عبر التصدي للمعلومات المضللة، والمساهمة في نشر محتوى يعزز قيم المواطنة والانتماء. إن دور الشباب لا يقتصر على التلقي فقط، بل يشمل أيضًا صناعة التغيير الثقافي الإيجابي الذي يضمن استمرارية الهوية العُمانية في عالم رقمي سريع التحول.

إنَّ الحفاظ على الهوية العُمانية في الفضاء الرقمي ليس مهمة حصرية لمؤسسة أو جهة بعينها؛ بل مسؤولية وطنية جماعية تتطلب تكاتف الجهود بين الدولة والمجتمع والأفراد. ومع الانفتاح الرقمي، تصبح الحاجة أكثر إلحاحًا للتمسك بالقيم العُمانية الأصيلة، وتحديث أدوات التعبير عنها بأساليب معاصرة، تضمن استمراريتها وقوتها في الحاضر والمستقبل. فالهويّة ليست ماضيا نُدافع عنه، بل حاضر نعيشه، ومستقبل نُشكله بوعي.

 

مقالات مشابهة

  • الإعلان عن الدورة التاسعة من جائزة قطر للأعمال الرقمية 2025
  • الوهيبي يتطلع للتألق رفقة فريق آر إكس سبورت للراليات
  • الشركة اليمنية للغاز تحدد سعر أسطوانة الغاز المنزلي
  • باريس سان جيرمان يحاول حذف تصريحات حكيمي حول الكرة الذهبية
  • رئيس الشركة: سيارات تويوتا ذات المنشأ الصيني غير ملائمة لأجواء العراق
  • قبل أيام قليلة من انطلاق دوري نجوم بنك الدوحة.. جائزة (أفضل مدرج) تشعــــــل الأجـــــواء بين الجماهير
  • الهوية العُمانية في الفضاء الرقمي
  • فيرتز يحصد جائزة أفضل لاعب في ألمانيا
  • الأخضر الشباب يتأهل للدور الرئيسي بمونديال اليد بعد فوز كاسح على غينيا
  • نحو سياحة عُمانية فعّالة