«الود موصول من مصر لفلسطين».. كواليس تجهيز قوافل المساعدت لأهالي غزة

مع بداية ساعات الصباح الأولى ليوم الأحد 19 يناير الجاري، وداخل ساحة كبيرة خصصها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي لاستقبال المواد الإغاثية لأهالي قطاع غزة، ارتدت مجموعة من السيدات والفتيات والشباب سترات زرقاء قصيرة مكتوب عليها باللون الأبيض أسماء المؤسسة التابعات لها «صناع الحياة، مرسال، حياة كريمة»، بينما تتراص طاولات خشبية كبيرة بطول الساحة وفوقها مظلات عريضة، يقف تحتها المتطوعون وأمامهم كراتين فارغة متوسطة الحجم وبجانبها أكياس من المكرونة والأرز والسكر وزجاجات الزيت لتلتقط الأيادي في خفة وسرعة المواد الغذائية المختلفة لتعبئتها بعناية وترتيب.

تعبئة المساعدات وتغليفها

وعلى مقربة منهم، يقف آخرون يهتمون بالمساعدات المتمثلة في الملابس والبطاطين وأدوات النظافة، ومن ثم إرسالها إلى القسم الخاص بإغلاقها وتغليفها ليتم عقب ذلك نقلها إلى المستودع المخصص للتخزين، قبل أن يتم تجهيزها داخل الشاحنات الضخمة التي تنتظر إشارة البدء لتنطلق نحو شمال سيناء وصولا إلى معبر رفح البري، والاصطفاف في طوابير طويلة لعدد ضخم من القوافل المحملة بالمساعدات المختلفة؛ ليتم بعدها السماح لهم بالتدفق إلى داخل قطاع غزة عبر المسار الآمن المحدد لهم ليتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من إفراغ الحمولة وتسلميها إلى الجهات المختصة، قبل أن تعود إلى مقرها في القاهرة وتبدأ عملية تجميع المساعدات من جديد.

انطلاق القوافل نحو قطاع غزة

وانطلقت قوافل وشاحنات المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بعد دخول اتفاق إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ كانت نقطة الانطلاق من أمام معبر رفح في مصر صوب معبر كرم أبو سالم، وتحمل الشاحنات مواد غذائية وملابس وإمدادات طبية وخيامًا ومستلزمات نظافة ومواد إغاثة أخرى، وبموجب الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وحماس في الدوحة، ستتم زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة بما يصل إلى 600 شاحنة يوميًا.

وكان التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، تمكن من تجهيز مساعدات إنسانية وطبية عاجلة لتلبية احتياجات الأُسر المتضررة، وذلك في إطار دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وتأتي هذه القافلة استمرارًا لجهود التحالف في تقديم الدعم المستدام للفلسطينيين في غزة، وتأكيدًا على التضامن المصري الكامل مع الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

وقالت هبة راشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مرسال عضو التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إنّ عملية تجهيز القوافل الإنسانية ضمن القافلة التاسعة للتحالف الوطني تخضع لمنهجية دقيقة ومنظمة، تضمن الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة، سواء المالية أو اللوجستية.

وأضافت راشد لـ«الوطن»: «نحن في مرسال نتبع سلسلة من الإجراءات المدروسة بعناية، البداية تكون بجمع الطلبات من المتخصصين على الأرض في غزة، إذ يتولى فريق من الأطباء والصيادلة في مرسال مراجعتها بدقة لإزالة أي تكرار، وترتيب الاحتياجات وفق الأولويات الملحة، وتحديد الكميات المطلوبة بدقة لكل بند».

وتابعت أنّ قسم المشتريات في مرسال يلعب دورًا حيويًا في هذه العملية من خلال الحصول على عروض أسعار متعددة من شركات مختلفة لضمان أفضل جودة بأقل تكلفة ممكنة، ومن ثم استكمال إجراءات الشراء والتخزين وتجهيز القوافل للإرسال.

وأكملت: «في مرسال لا نعتمد العشوائية أو الاكتفاء بمجرد ملء الشاحنات باحتياجات عامة، نحرص على أن تكون المساعدات المرسلة مدروسة ومحددة بناءً على الاحتياجات الحقيقية والأولويات لضمان تقديم دعم فعّال ومؤثر»، وأكدت التزام مرسال بمواصلة العمل وفق هذه الآلية المتكاملة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة وتعظيم الأثر الإيجابي للمساعدات المقدمة.

صناع الحياة ترسل 150 شاحنة مساعدات إلى غزة خلال أسبوع 

من جهته، أعلن المهندس أحمد موسى، الرئيس التنفيذي لمؤسسة صناع الحياة، وعضو مجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، استعداد المؤسسة لإرسال 50 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدا أن العمل جارٍ حاليًا على تعبئة 100 شاحنة أخرى تنطلق خلال هذا الأسبوع بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وقال «موسى» إن المساعدات التي سيتم إرسالها تشمل «مواد غذائية، ألحفة، بطاطين، ملابس، أحذية، ومراتب»، وذلك في إطار الجهود المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا إلى أن مؤسسة صناع الحياة شاركت سابقًا في قوافل المساعدات التي أرسلها التحالف الوطني إلى غزة، إذ شاركت في 8 قوافل بـ207 شاحنات، استفاد منها أكثر من مليون مستفيد.

ولفت إلى أن المساعدات تضمنت مواد غذائية، مياه، مستلزمات طبية، بالإضافة إلى ألحفة وبطاطين وملابس، ما يعكس استمرار دعم المؤسسة للمحتاجين في غزة، مؤكدا أن جهود المؤسسة تتواصل ضمن المبادرات الإنسانية الهادفة إلى تخفيف معاناة الأشقاء في غزة وتلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.

المصدر: الوطن