صحيفة البلاد:
2025-07-27@09:28:00 GMT

تجربتي مع القطار.. أكثر من مجرد وسيلة نقل

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

تجربتي مع القطار.. أكثر من مجرد وسيلة نقل

لم يعد القطار مجرد وسيلة لتسهيل التنقل بين المدن، وتخفيف الازدحامات، بل أصبح تجربة فريدة تنطوي على العديد من الأبعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، التي تجعل منه أكثر من مجرد وسيلة نقل. في رحلتي الأخيرة على متن القطار، اكتشفت أن هذه الوسيلة الحديثة تحمل في طياتها قصصًا وتجارب يمكن أن تغير نظرتك للسفر والتنقل داخل المدن وخارجها.

أول ما يلفت انتباهك عند ركوب القطار، هو تصميمه الحديث والانسيابي، الذي يعكس تطور التكنولوجيا، وسعي الإنسان لتحقيق الكفاءة. القطارات اليوم ليست مجرد مركبات معدنية تتحرك بسرعة فائقة، بل هي مساحة متكاملة تجمع بين الراحة والعملية. بمجرد أن تبدأ رحلتك، تشعر أنك انتقلت إلى عالم مختلف، حيث يختلط ضجيج الحياة اليومية بصمت المقاعد المريحة ونظام القطارات الذي يسير بانتظام مثير للإعجاب.

من الناحية الثقافية، يمثل القطار بوتقة تجتمع فيها مختلف الأطياف. تنظر حولك فتجد طالبًا يراجع دروسه، ورجل أعمال يجهز عرضًا تقديميًا على حاسوبه المحمول، وعائلة تستمتع بلحظات السفر، وسائحًا يلتقط الصور بانبهار. هذه الأجواء المتنوعة تضفي طابعًا إنسانيًا على الرحلة، حيث تجد نفسك شاهدًا على قصص الآخرين، وربما جزءًا منها، ولو لبضع لحظات.

القطار أيضًا يغير مفهوم الوقت. تلك الساعات التي تقضيها على الطرق المزدحمة أصبحت تُختصر إلى دقائق أو ساعات معدودة؛ بفضل السرعة الفائقة التي تتميز بها القطارات الحديثة. تشق السكك الحديدية المدن والحقول والجبال، وتخترق الشوارع بزمن قياسي، ما يجعل المسافة بين نقطتين تبدو وكأنها أقرب مما تتصور. على سبيل المثال، المسافة التي كانت تستغرق سابقًا خمس ساعات بالسيارة، يمكن قطعها الآن في ساعة ونصف فقط بالقطار.

علاوة على السرعة والراحة، يُعتبر القطار خيارًا اقتصاديًا يساهم في تخفيف الأعباء المادية، سواء على الأفراد أو المجتمع ككل. بالنسبة للفرد، يقدم القطار أسعارًا تنافسية مقارنة بوسائل النقل الأخرى، خاصة عند الأخذ في الاعتبار توفير الوقود وتقليل التكاليف المرتبطة بصيانة السيارات. أما على المستوى المجتمعي، فتُعتبر السكك الحديدية خيارًا مستدامًا وصديقًا للبيئة، حيث تسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتخفيف الضغط على البنية التحتية للطرق.

ومن زاوية أخرى، فإن السفر بالقطار يُشجع على نمط حياة أكثر استدامة. مع تصاعد الاهتمام العالمي بالبيئة، أصبح القطار أحد الخيارات الأكثر رواجًا بسبب تأثيره البيئي المنخفض مقارنة بالطائرات والسيارات. استخدام القطار لا يقتصر فقط على كونه وسيلة نقل عملية، بل يعكس أيضًا التزامًا بالمساهمة في الحفاظ على الكوكب.

أما الجانب النفسي، فإن الرحلة بالقطار تمنحك فرصة للتأمل والاسترخاء. أثناء رحلتي الأخيرة، جلست بجوار النافذة، وأخذت أراقب المناظر الطبيعية التي تتغير بسرعة أمام عينيّ. هذا التباين بين الحقول الخضراء والجبال الشاهقة، وبين المدن المزدحمة والمحطات الهادئة، كان تجربة بحد ذاتها.

القطار ليس مجرد وسيلة للوصول من نقطة إلى أخرى. إنه تجربة غنية تجمع بين الراحة، والثقافة، والاستدامة، والاقتصاد. ومع كل رحلة، تجد نفسك تضيف إلى حياتك تجربة جديدة، تشاهد العالم من منظور مختلف، وتدرك أن السفر ليس فقط في المكان، بل هو أيضًا في الزمان وفي النفس.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بعد توقف عامين.. صافرات القطار تدوي في سماء الخرطوم من جديد

متابعات- تاق برس- عاد القطار إلى محطة شروني في الخرطوم لأول مرة منذ عامين، حيث وصل عبر كوبري الحديد إلى وسط الخرطوم، ليعلن عن بدء التحرك إلى ولاية الجزيرة وتشغيل القطار في الجزيرة.

 

هذه العودة تأتي بعد ترتيبات قامت بها الحكومة السودانية لتطبيع الحياة في الخرطوم وعودة المواطنين من الولايات الأخرى أو من خارج السودان، خاصة مع ازدياد وتيرة العودة الطوعية.

 

وصل القطار إلى محطة شروني وسط الخرطوم، بعد توقف دام لأكثر من عامين بسبب العمليات العسكرية التي اندلعت في العاصمة.

 

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود استعادة الخدمات الحيوية للمنطقة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

 

يذكر أن هيئة السكة حديد كانت قد أعادت رحلات القطار بين ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر في يناير 2024، على الرغم من الصعوبات التي تواجه خطوط السكة الحديد المتضررة.

 

وتعتبر عودة القطار رمزًا لاستعادة النشاط والحركة في العاصمة، خاصة بعد فترة توقف طويلة. وتعكس الجهود المبذولة لتأهيل البنية التحتية وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

 

وتشير إلى استئناف حركة القطارات نحو ولاية الجزيرة، التي تُعد واحدة من آخر الولايات التي استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين من الخرطوم.

القطار في الخرطوممحطة شرونيهيئة السكة حديد

مقالات مشابهة

  • بعد توقف عامين.. صافرات القطار تدوي في سماء الخرطوم من جديد
  • خبير تركي يحذر: هذه المدن مهددة بحرائق الغابات واحدة تلو الأخرى!
  • النرويج التي أصبحت غنية أكثر من اللازم.. حين يتحول الازدهار إلى عبء
  • صبحي: الرياضة وسيلة لنشر المحبة والتسامح وليست مجرد نشاط ترفيهي
  • جوجل تطلق ميزة Web Guide لتجربة بحث أكثر عبقرية بـ الذكاء الاصطناعي
  • طغيان الحجر.. كيف استخدم نظام الأسد العمارة لإحكام قبضته على سوريا؟
  • بعد تأخير الركاب نصف ساعة بـ محطة تلا.. السكة الحديد تنهي خدمة مشرف قطار
  • مصطفى: شعبنا في غزة بحاجة إلى أكثر من مجرد مساعدات إنسانية
  • أكثر 36.5 مليون راكبٍ استخدموا قطارات المملكة خلال الربع الثاني من عام 2025
  • الكمسري اختفي من القطار.. توقف حركة القطارات ساعة بمحطة في المنوفية