جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-01@03:42:00 GMT

"اتفاق غزة".. نصر وعزة (1- 2)

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

'اتفاق غزة'.. نصر وعزة (1- 2)

 

 

جمال بن ماجد الكندي

بعد خمسة عشر شهرًا تقريبًا من بدء معركة طوفان الأقصى، وما تبعها من تطورات سياسية وعسكرية، من أهمها فتح جبهات مُسانِدة لغزة حاربت العدو الإسرائيلي، فغيرت خارطة المُواجهة المسلحة التقليدية بين الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، إلى خارطة جديدة تُسمى جبهات المساندة العسكرية للمقاومة الفلسطينية، والتي تستهدف الكيان الصهيوني من قلب بلدانها إلى عمق أراضي فلسطين المحتلة.

لبنان واليمن والعراق كانت مصدر قلق وإزعاج كبير لإسرائيل وحلفائها، خاصة الجبهة اللبنانية واليمنية؛ فالحرب مع إسرائيل تجاوزت الجغرافيا الفلسطينية بدخول هذه الدول دعمًا للمقاومة الفلسطينية في حربها ضد الكيان الصهيوني، فخلقت هذه الجبهات المساندة أزمة سياسية وعسكرية واقتصادية في الداخل الإسرائيلي، طبعًا مع المقاومة الباسلة في غزة التي حيّرت كبار القادة العسكريين في إسرائيل وأمريكا وغيرها، بسبب صمودها وقتالها الأسطوري طوال خمسة عشر شهرًا من عمر معركة طوفان الأقصى وعدم رفعها الراية البيضاء. وهذا الأمر ليس بالغريب عليها، فهي تقاتل من أجل الحرية وكرامة الوطن.

هذه العوامل الداخلية والخارجية أجبرت الإسرائيلي، بعد مماطلة وخداع طوال شهور الحرب، على إعلان قبول الهزيمة وإبرام اتفاق غزة، وإنهاء الحرب.

ولكي لا يكون كلامنا مرسلًا من غير أدلة من داخل الكيان الصهيوني، سنطرح سؤالين ونجيب عنهما، ومن خلال هذه الإجابات سنُحلل: هل اتفاق غزة نصر وعزة لأهل غزة، وكافة العرب والمسلمين؟ أم هو اتفاق الاستسلام والخضوع والخنوع لشروط المحتل الإسرائيلي بعد كل التضحيات التي بذلها الجانب الفلسطيني في هذه الحرب؟

قبل السؤالين، نطرح بنود الاتفاق التي جاءت في ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 42 يومًا:

1- المرحلة الأولى (42 يومًا):

•      وقف العمليات العسكرية المتبادلة مؤقتًا: يتفق الطرفان على وقف مؤقت للعمليات العسكرية، مع انسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا بعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان إلى مناطق بمحاذاة الحدود في جميع مناطق قطاع غزة؛ بما في ذلك وادي غزة.

•      تعليق النشاط الجوي العسكري: تلتزم إسرائيل بوقف الطيران العسكري والاستطلاعي في سماء قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميًا، وتزيد إلى 12 ساعة في أيام إطلاق سراح المحتجزين والأسرى.

•      تبادل الأسرى والمحتجزين: تقوم حركة حماس بإطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا، يشمل ذلك النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، مقابل إفراج إسرائيل عن 1800 أسير فلسطيني، بينهم 250 محكومًا بالسجن المؤبد، ونحو 1000 من المعتقلين بعد 7 أكتوبر 2023.

•      عودة النازحين: تبدأ عودة النازحين إلى مناطق سكناهم، مع ضمان حرية الحركة للسكان في جميع مناطق القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية دون مُعوقات.

•      فتح معبر رفح: بعد 7 أيام من بدء تنفيذ المرحلة الأولى، يُفتح معبر رفح من جهة قطاع غزة لدخول المساعدات الإنسانية والوقود، بمعدل 600 شاحنة يوميًا، منها 50 شاحنة وقود، و300 شاحنة تتوجه إلى شمال القطاع. (ملاحظة: يجري حاليًا دخول الشاحنات من مصر إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبوسالم لحين إصلاح الأضرار الناتجة عن القصف الإسرائيلي للمعبر من جانب قطاع غزة).

2- المرحلة الثانية (42 يومًا):

•      إعلان الهدوء المستدام: يُعلن عن وقف دائم للعمليات العسكرية والعدائية، مع استئناف عمليات تبادل المحتجزين والأسرى، بما في ذلك جميع الرجال الإسرائيليين الأحياء المتبقين، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

•      انسحاب القوات الإسرائيلية: تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة، مع تفكيك المنشآت العسكرية.

3- المرحلة الثالثة (42 يومًا):

•      تبادل الجثامين والرفات: يتبادل الطرفان جثامين ورفات الموتى بعد الوصول إليهم والتعرف عليهم.

•      إعادة إعمار قطاع غزة: تبدأ خطة إعادة إعمار شاملة للمنازل والمنشآت المدنية والبنية التحتية التي دُمرت نتيجة الحرب، وتعويض المتضررين، بإشراف دول ومنظمات، منها مصر وقطر والأمم المتحدة.

•      إنهاء الحصار: يُنهى الحصار الكامل عن قطاع غزة، مع فتح جميع المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع.

وهذا الاتفاق هو تقريبًا نفس الاتفاق الذي عُرض على الكيان الصهيوني من قبل أمريكا في شهر مايو من العام الماضي. وليكون ملزمًا، صُدِّق عليه من قبل مجلس الأمن بموافقة أمريكا نفسها، ولكن كانت المماطلة من قبل نتنياهو لأهداف أراد تحقيقها في فترة رئاسة ترامب. المفاجأة التي لا يزال نتنياهو تحت صدمتها هي طلب وإصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه على توقيع الصفقة بهذه الشروط التي كانت مرفوضة لدى الجانب الإسرائيلي.

علاوة على أن الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي سيكون في المرحلة الثانية وليست الأخيرة، وخلال هذه المرحلة يفكك كل المنشآت العسكرية التي بناها في محور "نتساريم" ودوَّار الكويت لسهولة عودة النازحين إلى ديارهم، وهذا الأمر كان قبل ذلك مرفوضًا من نتنياهو، وهي خسارة عسكرية كبيرة للجيش الإسرائيلي حسب التوصيف العسكري.

يُتبع...

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية - غزة استقبال مستشفيات قطاع غزة 67 شهيدًا (منهم 5 شهيد انتشال)، و179 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن الإحصائية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها.

وقالت الوزارة الفلسطينية إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م، حيث تم إضافة 98 شهيدا للإحصائية التراكمية للشهداء، ممن تم اكتمال بياناتهم واعتمادها من اللجنة القضائية.

وألمحت صحة غزة إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 3,986 شهيدًا، 11,451 إصابة.
 

صحة غزة: 45 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومصحة غزة: 79 شهيدًا و163 مصابًا خلال 24 ساعة في استمرار العدوان الإسرائيليأرقام مفزعة تكشف عنها صحة غزة بحق أطفال القطاعصحة غزة: 46 شهيدًا منذ فجر اليوم .. والإجمالي 53,486 طباعة شارك غزة مستشفيات قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية شمال قطاع غزة حصيلة العدوان الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • برشلونة تعلن قطع علاقاتها بـ حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحماس تثمن القرار
  • إن بي سي: معارضة الحرب تتصاعد بصفوف الجيش الإسرائيلي
  • ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 54381 شهيدا و 124054 مصابا
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 54.381 منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 64 شهيدًا
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • الغرف التجارية بقطاع غزة: نثق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي أثبتت مهنيتها بإدارة الأزمات رغم العراقيل
  • صحة غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54,249 شهيدًا و123,492 إصابة
  • ورقة أمريكية جديدة لإنهاء حرب غزة.. وويتكوف يعبر عن تفاؤله