تحرير السائقين المغاربة المفقودين في “محور الموت” بالساحل الإفريقي.. مصدر مهني لـRue20: اختطفتهم جماعات إرهابية
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
كشف مصطفى شعون رئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات النقل و اللوجستيك، أن السائقين المهنيين المغاربة الأربعة المفقودين منذ يوم السبت المنصرم على الحدود بين بوركينافاسو و النيجر تم الإفراج عليهم من طرف الجماعات الإرهابية.
شعون أكد الخبر عبر صفحته الفايسبوكية ، مشيرا إلى أن ممثلي الاتحاد في بوركينافاسو هم الذين نقلوا إليه الخبر السار بخصوص السائقين المهنيين المغاربة المفقودين.
ونقلت مصادر مهنية لموقع Rue20 ، أن السائقين الذين أفرجت عنهم جماعات إرهابية هم في طريقهم إلى السفارة المغربية في النيجر.
ومكنت الإتصالات التي قامت بها الدبلوماسية المغربية، بالتعاون مع مهنيين في قطاع النقل، من تحديد مكان السائقين المغاربة الأربعة، برفقة اثنين آخرين من الجنسيتين البوركينية والطوغولية.
وحذرت منظمات غير حكومية ودولية من تفاقم ظاهرة الاختطاف في منطقة الساحل الإفريقي التي تتكون من خمس دول هي، ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وموريتانيا حيث تسود فوضى أمنية حادة لا سيما مع تداخل الجماعات المسلحة مع أخرى تتبنى أيديولوجية متطرفة.
وسلك السائقون المغاربة، طريق دوري-تيرا الخطير بسبب نشاط الجماعات الجهادية المسلحة في هذه المنطقة دون مرافقة، بحسب مصدر رسمي مغربي تحدث لوكالة فرانس برس.
وقبل أسبوع، في 11 يناير، قُتل ما لا يقل عن 21 شخصًا، بينهم 18 جنديًا بوركينابيًا، في كمين على الجانب البوركينابي من نفس المحور الطرقي الذي يربط بين بوركينافاسو و النيجر، والذي يبلغ طوله قرابة 100 كيلومتر.
وقال مصدر في السفارة المغربية في بوركينا فاسو لوكالة فرانس برس إن السائقين قامروا بأرواحهم بسلك هذه الطريق الخطيرة، التي تتمركز فيها مجموعات مسلحة، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية بالساحل، زيادة على تعرض الحافلات لأعمال نهب.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
وساطة خلف الستار.. كيف تُفاوض الاستخبارات الجماعات المسلحة؟
لم يكن دبلوماسيا على ورق، بل رجل استخبارات يحمل عقيدة الحوار، ويؤمن بأن الكلمة قد تسبق الرصاصة في إطفاء نيران الحروب، وقد حلّ ضيفا على أولى حلقات "بودكاست وسيط" (يمكن متابعتها كاملة عبر هذا الرابط)، ليكشف جانبا من تلك الرحلة المثقلة بالأسرار.
نشأ عباس إبراهيم في كنف عائلة ميسورة، وكان بوسعه أن يسلك دربا أكثر راحة، لكن اجتياح إسرائيل لبيروت عام 1982، واستشهاد شقيقه في حرب عبثية، شكّلا حافزا دفعه لاختيار الطريق الأصعب، وهو الالتحاق بالمؤسسة العسكرية، بحثا عن وطن موحد في زمن الانقسام.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا تعرف عن أسلحة المعارضة السورية التي اجتاحت تحصينات حلب؟list 2 of 4ما علاقة إسرائيل بالأقليات في سوريا؟list 3 of 4تحركات دبلوماسية متسارعة بالدوحة والقاهرة بشأن صفقة التبادلlist 4 of 410 صراعات حاسمة في عام 2025.. من يستطيع وقف الانهيار؟end of listويروي اللواء إبراهيم كيف تلقى رفضا قاطعا من عائلته للالتحاق بالجيش، إذ رفضت والدته حتى كيّ بدلته العسكرية، لكن قناعته بأن الجيش هو "بوتقة الوحدة" جعلته يصرّ على خوض التجربة رغم كل شيء. تخرج عام 1982 في عام وصفه بـ"المشؤوم" بسبب الاجتياح الإسرائيلي الذي وصل إلى عتبات مدرسته الحربية.
أولى مهامه الأمنية كانت جنوبي لبنان، حيث كان يمر يوميا عبر حواجز الاحتلال من بيروت إلى صيدا، وهو ما رسّخ في وجدانه شعورا بالقهر، وزاد من عدائه للاحتلال، وفي تلك المرحلة، بدأ تكوين وعيه العميق حول فكرة السيادة، ومفهوم الأمن كمسؤولية أخلاقية قبل أن تكون مهنية.
وتدرج إبراهيم في المناصب حتى ترأس جهاز الأمن العام اللبناني، وعمل سابقا في جهاز المخابرات العسكرية، كما تولى مهام تأمين شخصيات دولية من بينها الأخضر الإبراهيمي، الذي تعلّم منه الصبر و"الوساطة بلا نوم"، ويروي حادثة تحذير الإبراهيمي للرئيس رينيه معوض من محاولة اغتيال لم يُبال بها، قبل أن يُغتال بعد ساعات.
أدوار حساسةتجربته الأمنية، التي امتدت لعقود، لم تكن محصورة بالتحليل أو الرقابة، بل تعدّت ذلك إلى أدوار تفاوضية حساسة، حيث يصف إبراهيم أن نجاح الوسيط يبدأ من المعلومة، وأن فشل الأجهزة الاستخباراتية في استشراف أحداث كبرى -كعملية السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023- يعود غالبا إلى التقدير السياسي الخاطئ، لا غياب المعلومات.
إعلانويرى اللواء عباس أن مفاجأة "طوفان الأقصى" كانت درسا في السرية والانضباط العملياتي، ويشير إلى أن الفشل الإسرائيلي لم يكن استخباراتيا بالكامل، بل سياسيا في جوهره، حيث تمّ تجاهل التحذيرات، وأكد أن عنصر المفاجأة كان محسوبا بإحكام، وأن تدريب المقاتلين على سيناريوهات شبيهة سهّل عملية التنفيذ الصاعقة.
أما في جنوب لبنان، فيعتبر أن إسرائيل طوّرت أدواتها بعد حرب 2006 نحو الاختراقات الأمنية والتقنيات الرقمية، متجنبة المواجهات البرية التي أثبتت فشلها، ويعتقد أن اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وإن لم يفاجئه شخصيا، شكّل صدمة للرأي العام، كاشفا حجم الاختراق الإسرائيلي.
ويؤكد أن ما جرى من سلسلة اغتيالات وخرق للسيادة اللبنانية لم يكن محض مصادفة، بل ثمرة اختراق أمني وتقني معقّد، تطلّب سنوات من التحضير، مدعوما بتقنيات الذكاء الاصطناعي ودعم دولي غير مسبوق، لكنه يرى أيضا أن البيئة المقاومة قادرة على التجدد وابتكار أساليب أكثر شراسة، تماما كما حدث بعد نكسة 1967.
ينتقل اللواء إبراهيم للحديث عن دمشق، فيسرد رؤيته لانهيار نظام بشار الأسد بشكل مفاجئ، مؤكدا أن ما جرى كان نتيجة "عمل استخباري سياسي" غيّر موازين القوى بشكل غير متوقع، مرجّحا وجود تعليمات داخلية بعدم القتال، وهو ما عكسه التراجع السريع للقوات الحكومية.
من أين بدأت؟أما علاقته بالوساطة، فقد بدأت من جنوب لبنان، حين اختار معالجة النزاعات القروية بالحوار لا بالسلاح. كانت تلك أولى بوادر تحوله إلى وسيط، سرعان ما ترسخت عندما اقتحم مخيم عين الحلوة عام 2005، مخالفا الأوامر العسكرية، ودخل المخيم للقاء قادة الفصائل الإسلامية المطلوبين للدولة اللبنانية.
يحكي إبراهيم كيف دخل بسيارته الخاصة دون سلاح، وطلب من القيادي الفلسطيني منير المقدح أن يصطحبه في جولة داخل المخيم، وهناك، تواصل مع "عصبة الأنصار" وغيرها من الفصائل، ونجح في خلق بيئة تفاهم أفضت لاحقا إلى تحييد المخيم عن حرب نهر البارد، وتسهيل انتشار الجيش في محيطه.
ويعتبر أن أصل الإرهاب لا يكمن في الأيديولوجيا وحدها، بل في الفقر واللاعدالة والتهميش. ويقول: "لو دخلت إلى مخيم عين الحلوة وعشت 15 يوما، ستفكر بالتمرد"، معتبرا أن القمع الأمني ليس حلا، بل عاملا لتفريخ الغضب. ويصر على أن "الأمن الحقيقي ليس فوق الناس، بل من أجلهم".
وبنظره، لا خطّ أحمر في التفاوض إلا العدو الإسرائيلي، فالمبدأ الأساسي هو الحوار مع كل طرف يحمل سلاحا بوجه الدولة. ويستذكر مفاوضاته غير المباشرة مع جبهة النصرة وتنظيم الدولة، والتي قادها بصبر وتكتم، مستعيدا جنودا لبنانيين رغم فداحة الثمن، ويؤكد أن النجاح مرهون بالمصداقية والشفافية.
أبرز الوساطاتمن أبرز وساطاته كانت تحرير راهبات معلولا، حيث تمّت مبادلتهم بـ34 امرأة معتقلة في السجون السورية. اللافت أن جميع النسوة المفرج عنهن رفضن التوجه إلى الخارج، وأصررن على العودة إلى دمشق، في مشهد هزّ مشاعر الوسطاء أنفسهم.
ويكشف اللواء أن حزب الله، ممثلا بالسيد حسن نصر الله، كان يضطلع بأدوار حاسمة في تذليل العقبات خلال تلك الوساطات، خصوصا حين تتعقد المفاوضات مع النظام السوري. ويمدح دعم قطر المستمر الذي وصفه بـ"الحاسم" في كثير من عمليات التبادل.
إعلانكما قاد وساطة سرية بين النظام السوري والإدارة الأميركية في ملف الصحفي الأميركي أوستن تايس. إذ التقاه مبعوثو ترامب، وأقلّوه بطائرة خاصة إلى البيت الأبيض، حيث تم التفاهم على بنود "تصب في مصلحة الشعب السوري". لكنّ تصريحا انتخابيا من ترامب ضد الأسد فجّر العملية وأوقفها بالكامل.
ورغم انخراطه في وساطات دولية وإقليمية، يؤكد اللواء إبراهيم أن التفاوض داخل لبنان يبقى الأصعب، لأن السياسة تطغى على المصلحة الوطنية. ويعبّر عن تفاؤله بالمشهد اللبناني ما بعد الحرب، معتبرا أن انتخاب رئيس جديد يتمتع بخلفية أمنية يشكّل فرصة حقيقية لبناء دولة مستقرة.
ويختم بالقول إن كل الجهود الأمنية، مهما بلغت، لا يمكنها صناعة الاستقرار من دون عدالة وكرامة. وفي عالم يتزايد فيه منسوب العنف، يرى أن الوساطة ليست مهمة ناعمة بل صراع في الظل، يقوده "رجل أمن يحترف الحوار أكثر مما يحترف القبضة".
6/7/2025-|آخر تحديث: 18:03 (توقيت مكة)