قال رائد عامر، مسئول العلاقات الدولية بنادى الأسير الفلسطينى، إنّ مصر كانت ولا تزال إلى جانب الحق الفلسطينى والشعب الفلسطينى، ومنذ بداية العدوان كان لمصر دور أساسى ومهم فى المفاوضات وفى وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الحديث الآن عن آلاف المعتقلين الموجودين داخل السجون، إضافة إلى عشرات المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، وبالتالى نحن لا نزال فى المرحلة الأولى.

. وإلى نص الحوار:

كيف ترى صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال؟

- أعتقد أن صفقة تبادل الأسرى فى قطاع غزة جيدة وممتازة لكل فلسطينى، ولعائلات الأسرى تحديداً، خاصة أن الجميع كان ينتظر مثل هذه الصفقة التى تُفسح المجال لإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى، وتحديداً ذوى الأحكام الكبيرة، بالتالى نحن نتحدث عن فرصة ذهبية للأسرى وعائلاتهم وللشعب الفلسطينى عموماً.

مسئول العلاقات الدولية بنادى الأسير الفلسطينى: المحرَّرون سيخضعون لفحوصات طبية

هل هناك ترتيبات خاصة باستقبال الأسرى المحررين، وما الخطط الطبية أو الاجتماعية التى تم وضعها لدعمهم؟

- دائماً فى كل عمليات تبادل الأسرى وإطلاق سراحهم يكون هناك استقبال لهم من قبَل المؤسسات المعنية التى تتابع ملف الأسرى والمعتقلين، ومهمتها استقبال الأسرى والاطمئنان على أوضاعهم وإجراء الفحوصات الطبية لمن يحتاج العلاج أو استكمال علاجهم داخل مستشفيات السلطة الفلسطينية، وهناك اتفاق مع وزارة الصحة الفلسطينية على تقديم كل الخدمات اللازمة للأسرى، وهذه هى المرحلة الأولى فى الإفراج عن أى أسير فلسطينى.

ما التحديات التى تواجه نادى الأسير فى هذه المرحلة؟

- التحديات التى يواجهها نادى الأسير كمؤسسة حقوقية كثيرة خلال هذه الفترة، ولكن التحدى الأكبر هو العجز الحقوقى لدى مؤسسات حقوق الإنسان فى كل دول العالم تجاه تصرفات دولة الاحتلال من تنكيل وقتل وتعذيب للأسرى داخل السجون، بالإضافة إلى المضايقات وتقييد عمل المؤسسات والجمعيات الحقوقية على الساحة الفلسطينية، ولكن رغم كل الظروف الصعبة مؤسستنا تعمل جاهدة من أجل الأسرى وعائلاتهم باستمرار.

كيف ترى دور الوسطاء فى دعم قضية الأسرى الفلسطينيين خلال هذه الصفقة؟

- أولاً، يمكن توصيف الصفقة بأنها هدنة إنسانية حسب ما اتفق عليه الوسطاء، وهى مجرد مرحلة أولى ستُفضى إلى مرحلة ثانية وثالثة من أجل إنهاء حالة الحرب الموجودة فى قطاع غزة وإغلاق ملف الأسرى من خلال تبادلهم من قبَل الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى.

 نتمنى تبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى خلال المراحل المقبلة من المفاوضات مع «تل أبيب»

قلت إغلاق ملف الأسرى.. ماذا تعنى بذلك؟

نتحدث عن آلاف المعتقلين الموجودين داخل السجون، بالإضافة إلى عشرات المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، بالتالى نحن لا نزال فى المرحلة الأولى ونتمنى أن تستمر الأمور على هذا النهج، وخصوصاً أن الأسبوع الثانى من هذه الهدنة سيشهد بدء مفاوضات المرحلة الثانية التى تسعى إلى تبييض السجون وإطلاق سراح الأسرى بداخل السجون.

ماذا عن الدور المصرى فى إتمام الصفقة؟

- حين نتحدث عن الدور المصرى لا نتحدث عن إتمام الصفقة فقط، وإنما عن دعم القضية الفلسطينية بالكامل فى كل الأوقات، إذ كانت مصر دائماً إلى جانب الحق الفلسطينى والشعب الفلسطينى، ومنذ بداية العدوان كان لمصر دور أساسى ومهم فى المفاوضات وفى وقف إطلاق النار، سواء فى صفقة تبادل الأسرى الأولى أو الصفقة الجارية حالياً، لم تدّخر مصر أى جهد فى ممارسة ضغوط دولية مستمرة من أجل إتمام الصفقة، ونتمنى دائماً أن تبقى مصر، حكومة وقيادة وشعباً، إلى جانب قضية فلسطين ودعم الحق الفلسطينى.

كيف أثرت صفقة تبادل الأسرى على الوضع النفسى للأسرى وعائلاتهم؟

- بالطبع منذ الإعلان عن الصفقة، وخصوصاً مع نشر الأسماء، يعيش الأسرى وأسرهم لحظات من السعادة، وبالطبع شعور كل أسير محرر أو عائلة أسير، سواء الأسيرات أو الأطفال أو الأسرى ممن صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن، لا أحد يستطيع وصفه إلا من يعيش هذه اللحظات، بالتالى عائلات الأسرى أكثر الناس فرحاً بلقاء أبنائهم، خاصة ونحن نتحدث عن أسرى أمضوا عشرات السنين داخل سجون الاحتلال ومحكومين مدى الحياة ولا يوجد لديهم فرصة إلا من خلال الصفقات أو الهدن، بالتالى هى فرصة ذهبية لكل أسير ولكل عائلة أسير، وتترك انطباعاً إيجابياً وأملاً لدى الأسرى فى السجون.

كيف تؤثر الصفقة على الأسرى داخل السجون عموماً؟

- صفقات تبادل الأسرى تعطى الأمل للكثير منهم، خصوصاً الذين حُكم عليهم بسنوات طويلة، فلا أمل لهم فى الحرية سوى مثل هذه الصفقات التبادلية، وبالتالى إجراء هذه الصفقة يمنحهم أملاً فى الخروج حتى لو فى وقت لاحق، ونتمنى إتمام مراحل الهدنة والوصول إلى تبييض المعتقلات من أجل كل هؤلاء الأسرى.

كيف ترى موقف السلطة الفلسطينية من صفقة تبادل الأسرى؟

- لا شك أن السلطة الفلسطينية هى جزء من الحالة الفلسطينية عموماً، وإذا نظرنا للجانب الرسمى فإنهم بالطبع يبذلون أقصى ما فى وسعهم بتسهيل كل ما يلزم لخدمة الأسرى وعائلاتهم، وأما على الجانب الإنسانى فيجب أن أنوه بأن الكثير من أبناء الأجهزة الأمنية والسلطة الرسمية فى فلسطين معتقلون فى سجون الاحتلال، فالأسْر لا يفرق ما بين رجل الأمن أو الموظف المدنى أو الطالب أو الطالبة أو ناشط سياسى، فالجميع مستهدَف من قبَل الاحتلال الإسرائيلى.

المنظمات الحقوقية

لم تقم تلك المؤسسات بدورها للضغط على الاحتلال، والدليل أفعال الاحتلال المستمرة على مرأى ومسمع من الجميع ولا أحد قادر على ردعه، فكان عليهم أن يتحملوا المسئولية، وخاصة مؤسسات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى، ومنظمات حقوق الإنسان فى جنيف، كل هذه المؤسسات مطلوب منها أن تتحمل المسئولية وأن يكون لها تأثير إيجابى من خلال الضغط على الاحتلال لوقف كل الممارسات وأن تدعم حق الشعب الفلسطينى وقضية الأسرى وتطالب بإطلاق سراحهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر غزة وقف اطلاق النار صفقة تبادل الأسرى داخل السجون فى قطاع غزة نتحدث عن من أجل

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب تراجع استراتيجيتها الفاشلة تجاه غزة وتبحث عن حلول

ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي أن فريق الرئيس دونالد ترامب للأمن القومي يدرس مراجعة استراتيجيته التي فشلت في تحقيق وقف إطلاق نار بغزة بعد ستة أشهر من مجيئها إلى البيت الأبيض.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين رفيعي المستوى لم يسمهم، أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أعطى مؤشرات لهذا التحول في الاستراتيجية.

وخلال اجتماع مع بعض عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، الجمعة، قال روبيو: "نحن بحاجة إلى إعادة النظر بجدية في استراتيجيتنا في غزة"، وصرح بأنهم سيقدمون لترامب خيارات جديدة في هذا الشأن.



كما قال روبيو إنهم لم يكونوا راضين أبدا عن نهج إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تجاه غزة، والتي كانت قائمة على وقف إطلاق نار قصير الأجل مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى، وأنهم بحاجة إلى إيجاد حل أكثر استدامة.

من جانبه، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" غازي حمد إن الحركة قدمت مواقف إيجابية ومرنة في جولات التفاوض غير المباشر الأخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي، سعيا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى. وأكد أن حماس تعاملت بجدية مع الوسطاء وقدمت رؤية عقلانية قريبة من مقترح ويتكوف، مشيرًا إلى أن الوسطاء أنفسهم لمسوا ذلك واقتربوا من تحقيق اختراق حقيقي.

وأوضح حمد أن الوفد الفلسطيني فوجئ بانسحاب الجانب الإسرائيلي وتصريحات الرئيس الأمريكي التي وصفها بغير المبررة، مؤكدًا أن موقف حماس كان واقعيا وشاملا، وقد تضمن حلولًا لقضايا حيوية مثل المساعدات وضمانات استمرار التفاوض بعد المرحلة الأولى.

وفي تصريحات الجمعة الماضي، ادعى ترامب أن عملية وقف إطلاق النار في غزة لم تكتمل لأن "حماس انسحبت من المفاوضات".

الجمعة، دعا 6 أعضاء بالكونغرس في بيان مشترك، إدارة الرئيس ترامب إلى الضغط على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وإعادة الأسرى في أقرب وقت، ووصفوا الأوضاع الإنسانية بغزة بأنها "مروعة وغير مقبولة".



قال نتنياهو، الجمعة، إن "إسرائيل" تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة الأسرى في قطاع غزة وإنهاء حكم حماس، وذلك غداة تصريح للمبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف أيضا الخميس، قال فيه: "سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن".

ولم يكشف نتنياهو عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، إن السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين هو اتفاق مع حركة حماس.

يأتي ذلك بينما أكدت حماس مررا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة.

وطالب البيان المشترك كذلك بالضغط على نتنياهو لإصلاح جذري أو إغلاق ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، واستئناف دعم آليات تنسيق المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في غزة، مع تعزيز الرقابة لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة أمميا.

وبوتيرة يومية، يطلق الجيش النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، ما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.



ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن دولة الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • ترامب: على إسرائيل تحديد الخطوة التالية في غزة.. مقترح صفقة شاملة
  • مصرع عنصر شديد الخطورة فى تبادل إطلاق النار مع الشرطة بالقليوبية
  • روبيو: نقترب من وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين شرط أساسي
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • إدارة ترامب تراجع استراتيجيتها الفاشلة تجاه غزة وتبحث عن حلول
  • ستارمر: بريطانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزة
  • مصر وقطر تؤكدان مواصلة جهودهما الحثيثة من أجل الوصول لاتفاق لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية بقطاع غزة
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: الاعتراف الفرنسي بفلسطين يضر بمفاوضات غزة
  • مصرع عنصر جنائي شديد الخطورة في تبادل إطلاق النار مع الشرطة بأسيوط
  • مصرع عنصر جنائي في تبادل إطلاق النار مع الشرطة بأسيوط