أسنتيوم تستحوذ على شركة فرتوزون بهدف التوسع في منطقة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أعلنت شركة فرتوزون، مقدم الخدمات الرائد والحائز على جوائز في دولة الإمارات العربية المتحدة لحلول تأسيس الشركات وخدمات الشركات والاستشارات الضريبية، عن الاستحواذ عليها من قبل أسنتيوم ، وهي منصة عالمية لخدمات الأعمال مقرها سنغافورة تدعم أكثر من 20,000 عميل نشط في 25 مدينة وتسعة أسواق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ (APAC).
ويعزز هذا الاستحواذ الاستراتيجي – الذي يشمل الشركات الشقيقة لـفرتوزون ونيكست جنيريشن إكويتي ومكتبي- ريادة فيرتوزون في مجال الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة ويمكّن أسينتيوم من تأسيس حضور قوي في الدولة والاستفادة من الأسواق الناشئة في منطقة مجلس التعاون الخليجي.
ومع وصول تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 30.6 مليار دولارًا أمريكيًا في عام 2023، واستمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي في الشرق الأوسط ليصل إلى 3.9% في عام 2025، فإن عملية الاستحواذ تتماشى مع الرؤية الموحدة لكل من فرتوزون وأسنتيوم للاستفادة من هذه الفرصة وتعزيز وجودهما في الأسواق سريعة النمو في المنطقة وخارجها.
وصرح نيل بيتش، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك لشركة فرتوزون: ” بوصفنا قادة عالميين في صناعة الخدمات المؤسسية، تجسد أسنتيوم القيم الأساسية التي حافظت عليها فرتوزون على مر السنين – تمكين الشركات وتقديم حلول تركز على العملاء، والابتكار التحويلي، والتميز في الخدمة الذي لا مثيل له. ومن خلال الجمع بين ريادة أعمالها وخبراتنا في السوق المحلية، ونثق بأن هذا التطور الواعد سيحقق قيمة كبيرة لعملائنا وشركائنا والمجتمعات التي نخدمها “.
ومن خلال هذا الاستحواذ، ستتاح الفرصة لعملاء وشركاء فرتوزون للتوسع عالميًا والوصول إلى أسواق جديدة، مثل الشرق الأقصى وأمريكا اللاتينية، مع تبسيط الامتثال لقوانين الأعمال الدولية والاستفادة من الأدوات المتطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لرقمنة عملياتهم وتعزيز الإنتاجية وتحسين رضا العملاء والاحتفاظ بهم.
وقال لينارد يونغ، المدير المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أسنتيوم: “يسرنا التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي من خلال الاستحواذ على فيرتوزون ونرحب بهم في مجموعة أسنتيوم. وتعزز خبراتهم والتزامهم بالتميز مؤسستنا وتدفعنا نحو تحقيق أهدافنا الاستراتيجية. كما إن حضور فيرتوزون القوي في الشرق الأوسط يكمل قدراتنا الحالية ونتطلع معاً إلى تحقيق إنجازات جديدة وتقديم قيمة استثنائية لعملائنا العالميين.”
وبدعم من شركة هيل هاوس للاستثمار، وهي شركة أسهم خاصة آسيوية تدير أصولاً بقيمة 100 مليار دولارًا أمريكيًا، سوف تضخ أسنتيوم رأس المال في فيرتوزون، مما سيمكن الشركة التي تتخذ من دبي مقراً لها من توسيع نطاق خدماتها المؤسسية وتعزيز حضورها ومواردها المحلية والعمل كنقطة انطلاق لتوسع أسنتيوم من منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط.
تأسست الشركة على يد تشانغ لي في عام 2005 برأس مال مستثمر أولي من وقف جامعة ييل، وهي شركة رائدة في مجال إدارة الأصول المتنوعة مع استراتيجيات في الأسهم والائتمان والأصول العقارية. وتدير الشركة رأس المال للمؤسسات العالمية، بما في ذلك المؤسسات غير الربحية والأوقاف والمعاشات التقاعدية ولديها سجل حافل في إتمام الصفقات الكبيرة المعقدة في أكثر من 30 دولة.
وعلق جورج حجيج، الرئيس التنفيذي لمجموعة فيرتوزون: “نحن متحمسون للانضمام إلى عائلة أسنتيوم حيث ستعزز قيمنا ورؤيتنا المشتركة المضي قدماً نحو تحقيق المزيد من النجاح والريادة. كما إن هناك فرص واعدة لشركة فيرتوزون داخل أسنتيوم ، خاصةً في توسيع نطاق عملنا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كذلك ستثري شبكة أسنتيوم العالمية وخبراتها عروض خدماتنا في الأنشطة والمناطق التي نغطيها على حد سواء، وستتيح لنا تقديم حلول مصممة خصيصاً لعملائنا، مما يعزز ريادتنا في قطاع حلول الشركات.”
ولدى شركة فرتوزون سجل حافل بالنجاح في تأسيس الشركات في الإمارات العربية المتحدة، من خلال تقديم وسائل تعتمد على الذكاء الاصطناعي للشركات، بما في ذلك تاكس جي بي تي، أول مساعد ضريبي للشركات في الإمارات العربية المتحدة يعمل بالذكاء الاصطناعي؛ شات في زد، أول روبوت دردشة ذكاء اصطناعي لإعداد الأعمال في العالم ؛ وسويفت بلان، منشئ خطة عمل مدعوم من شات جي بي بي من أوبن أيه أي.
كما قدمت فرتوزون حلولاً ضريبية ومحاسبية مجانية لآلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات العربية المتحدة عند إدخال قوانين ضريبة الشركات في الدولة .
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الإمارات العربیة المتحدة الشرق الأوسط من خلال
إقرأ أيضاً:
ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.
منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...
إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.
بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.
هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.
تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.
ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!
في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.
هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.
ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.
في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.
أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».
ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.
في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.
ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.
وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.
في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟
الشرق الأوسط