بعد نهاية الحرب.. غزة غارقة في دمار شامل يؤرق كل من فيها
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب الدامية على قطاع غزة، ومع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يسدل الستار على واحدة من أعنف الحروب التي شهدها القطاع المنكوب. ومع نهاية الأعمال القتالية، تبدأ غزة في مواجهة مشهد مأساوي من الدمار الشامل.
وكشفت صور الطائرات المسيرة حجم الخراب الذي لحق بمختلف المناطق في قطاع غزة، حيث غطت الأنقاض مساحات شاسعة، تاركة دمارا لا يمكن تجاهله.
ويواجه سكان القطاع تحديات ضخمة في محاولة إعادة بناء حياتهم وسط هذه الفوضى المدمرة.
وقال حسين بركات، البالغ من العمر 38 عاما، والذي فقد منزله المكون من ثلاثة طوابق في مدينة رفح، إن المدينة أصبحت أشبه بمدينة أشباح. وأضاف أن الوضع بعد الحرب، التي استمرت 471 يوما، أصبح "خاليا من أي شيء في القطاع"، معبرا عن صدمته من حجم الدمار الذي اجتاح كل زاوية في المدينة.
وخلال حربها على غزة، تعرضت إسرائيل لاتهامات باستخدام سياسة "الأرض المحروقة" لتدمير الحياة في القطاع، وهي اتهامات تنظر فيها حاليا محكمتان دوليتان، بما في ذلك التحقيقات في جريمة الإبادة الجماعية.
وردت الدولة العبرية على هذه الاتهامات بنفيها، حيث أكدت أن جيشها كان يخوض معركة معقدة في مناطق مليئة بالسكان، مع السعي لتقليل الأضرار التي قد تصيب المدنيين والبنية التحتية، وفقا لما ورد من مصادر رسمية.
وقال ماثيو سافيل، مدير العلوم العسكرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مؤسسة بحثية بريطانية، إنه من المتوقع تسجيل الكثير من الضرر، عند النظر إلى مدة الحرب الإسرائيلية على غزة، ولبيئة القتال.
وأضاف أنه من الصعب التوصل إلى استنتاج شامل حول طبيعة الحرب الإسرائيلية، وأن ذلك يستدعي تقييم مدى التزام كل ضربة إسرائيلية بقوانين الصراع المسلح، ولكنه لا يعتقد أن وصف "الأرض المحروقة" كان دقيقًا.
Relatedلقطات جوية تكشف حجم الدمار في خان يونس بعد 15 شهراً من الحربالآلاف في لندن يتظاهرون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة والشرطة تعتقل 8 أشخاصانتهت الحرب وبدأت التحديات: عقدان لإزالة 50 مليون طن من الركام الملوث بمواد مسرطنة وأرقام مخيفة أخرىوفي نوفمبر، اعتبرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن حجم الدمار في غزة كبير لدرجة أنه قد يشير إلى نية إسرائيل تهجير العديد من السكان بشكل دائم، وذلك في تقرير أصدرته المنظمة.
من جانبها، نفت إسرائيل الاتهامات المتعلقة بتنفيذ إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مؤكدة أنها تسعى لوقف القتال وحماية المدنيين قدر الإمكان.
هذا وأدت الحرب الإسرائيلية على غزة، سواء من الجو أو البر، إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية في القطاع، مما أسفر عن نزوح نحو 90% من سكانه. وبحسب التقارير، قد تستغرق عملية إعادة البناء عقودًا لتعود الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
كيف تراكم الدمار؟أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن تدمير المباني التي زعمت تل أبيب أنها تؤوي مقاتلين. كما ساهمت العمليات البرية، حيث دخلت القوات الإسرائيلية إلى قطاع غزة واشتبكت مع المقاتلين على الأرض، في تفاقم حجم الدمار.
وتسببت الدبابات الإسرائيلية في تدمير الطرق المعبدة، ما حولها إلى مسالك مليئة بالتراب، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.
وأفاد الخبراء، أن عمليات ردم الأنفاق التي نفذتها إسرائيل أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية التحتية في قطاع غزة.
وقال مايكل ميلشتاين، ضابط سابق في استخبارات الجيش الإسرائيلي، إن "إذا امتد نفق معين تحت منطقة حضرية، فإن كل شيء فيها يهدم".
وأشارت التقارير، إلى أن إسرائيل دمرت المقابر والمدارس والمستشفيات، مدعية أن المقاتلين كانوا يستخدمون هذه الأماكن لأغراض عسكرية.
كما تم تسوية مساحات واسعة من الأرض في المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل على طول حدودها مع غزة، وكذلك في ممر نتساريم الذي يفصل شمال غزة عن جنوبها، وعلى طول ممر فيلادلفي الذي يمتد على حدود غزة مع مصر.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بعد انتظار طويل.. إسرائيل تودع الجندي أورون شاؤول الذي قتل في غزة عام 2014 بعد استعادة جثمانه بالأرقام.. كم كلفت الحرب على غزة الخزينة الإسرائيلية ؟ سموتريتش: "على هاليفي أن يستقيل قبل أن يُقال" والأمم المتحدة تكشف: 90% من منازل غزة تضرّرت أو هدّمت هدمقطاع غزةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنى تحتيةقوات عسكريةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب حركة حماس جو بايدن قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب حركة حماس جو بايدن قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هدم قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنى تحتية قوات عسكرية دونالد ترامب حركة حماس جو بايدن قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سياحة الضفة الغربية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 غزة أسرى استقالة الحرب الإسرائیلیة یعرض الآنNext حجم الدمار قطاع غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة
يقول الكاتب دانيال بايمن إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يجيب على 4 أسئلة رئيسية قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران.
وحذر في مقال له نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أن أي خطة لضرب إيران تتطلب تفكيرا عميقا حول التكاليف والمخاطر، مشيرا إلى أن ترامب منح نفسه مهلة أسبوعين مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنودlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نفتقر لإستراتيجية خروج وإيران تجيد التصويبend of listوفيما يلي الأسئلة الأربعة التي يعنيها الكاتب:
1. ما الهدف من العملية الأميركية؟ذكر بايمن أن الأهداف المحتملة تتراوح بين محدودة وواسعة النطاق. والهدف المباشر والأكثر إلحاحا هو تدمير البرنامج النووي الإيراني أو عرقلته بشكل كبير، خاصة أن إسرائيل رغم نجاحها في ضرب منشأة "نطنز"، لم تمسّ منشأة "فوردو" شديدة التحصين.
ويمكن للولايات المتحدة، وفقا للكاتب، أن توسّع أهدافها لتشمل تقويض النظام الإيراني نفسه، من خلال ضرب الجيش والبنية التحتية الإيرانية، ما قد يزيد الضغط على طهران لتقديم تنازلات نووية وربما وقف دعمها للجماعات الوكيلة.
أما الخيار الأقصى، يقول الكاتب، فهو تغيير النظام، وهو خيار لم يُعلن رسميا، لكنه مطروح ضمنيا، مضيفا أن تنفيذ مثل هذا الهدف دون غزو شامل سيكون صعبا جدا، وغالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
2. كيف ترد إيران؟
ويرجّح الكاتب أن ترد إيران على أي هجوم بمحاولة استهداف أميركيين، سواء عبر وكلائها في الشرق الأوسط أو من خلال عمليات "إرهابية" دولية، مشيرا إلى أن ذلك عمل قد يوحّد العالم ضدها. وقد تشمل الردود أيضا مهاجمة حلفاء واشنطن في المنطقة، خصوصا من يساهمون في تسهيل الضربات.
ورغم أن بعض وكلاء إيران قد تعرّضوا لضربات قوية ويبدون حذرين حاليا، فإن إيران قد تدفعهم لتنفيذ ردود رمزية على الأقل.
ويستطرد بايمن بأن أحد الخيارات الخطيرة أيضا هو استهداف تدفق النفط في الخليج، رغم أن ذلك قد يضرّ باقتصاد إيران نفسه ويوحّد خصومها ضدها، وقد تكتفي طهران بالتهديد، مما قد يرفع أسعار النفط مؤقتا ويضغط اقتصاديا على الأسواق العالمية.
إعلان 3. ما العواقب طويلة الأمد؟ويحذر الكاتب أيضا من أنه حتى لو انتهت الحرب المفتوحة في غضون أسابيع، فإن تبعاتها قد تمتد لسنوات. ومن أبرز المخاوف إمكانية تسريع إيران جهودها نحو امتلاك سلاح نووي، خاصة إذا انسحبت من معاهدة عدم الانتشار النووي وبدأت برنامجا سريا خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن الصعب ضمان رصد جميع أنشطة التسلّح، حتى لو كانت لدى إسرائيل وأميركا قدرات استخباراتية متقدمة، يقول بايمن.
وكذلك، قد تشن إيران هجمات انتقامية بعد انتهاء الحرب بمدة طويلة، مثلما حاولت اغتيال جون بولتون بعد عام من مقتل قاسم سليماني القائد السابق لـفيلق القدس الإيراني.
4. ما التكاليف البديلة لهذه العملية؟
ويؤكد الكاتب أن تركيز الولايات المتحدة على إيران يُضعف أولوياتها الإستراتيجية في آسيا، حيث يجب أن تركّز على مواجهة الصين، كما أن الموارد العسكرية والوقت السياسي الذي تُخصصه واشنطن لأزمة إيران، يستهلك ما هو مخصص لقضايا كبرى مثل تايوان أو بحر جنوب الصين. أما الحرب في أوكرانيا، فقد أصبحت شبه منسية في ظل الأزمة الإيرانية المتصاعدة.
ويلفت بايمن الانتباه إلى أن الحرب مكلفة أيضا من الناحية المالية، فبينما كلّف التدخل ضد الحوثيين في اليمن أكثر من مليار دولار، فإن أي عملية ضد إيران ستكون أكثر تعقيدا وتكلفة، كما ستضطر واشنطن إلى استنفاد علاقاتها وتحالفاتها لتأمين الدعم، ما قد يترك تأثيرا على ملفات أخرى.
وأضاف بايمن أنه إذا تبيّن لترامب أن الأهداف العسكرية قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن العواقب طويلة الأمد ليست مدمرة، وأن التكاليف البديلة ليست باهظة، فقد يُعد الهجوم على إيران خيارا إستراتيجيا مبررا.
وختم بأن النجاح لن يُقاس بالضربات الأولى، بل بوجود خطة واضحة لتحويل المكاسب الميدانية إلى نفوذ سياسي طويل الأمد، مع إدراك الرأي العام والكونغرس لحجم التضحيات المطلوبة، فالحرب مع إيران، إن بدأت، لن تكون لحظة تكتيكية عابرة، بل بداية لإستراتيجية ممتدة لسنوات.