تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وسط أجواء مهيبة داخل قاعة الكابيتول الأمريكية، ألقى الرئيس دونالد ترامب خطاب تنصيبه الثاني، مستخدمًا نجاته من محاولة اغتيال كرمز لصمود وقوة الأمة الأمريكية. 

وقال ترامب: "لقد أنقذني الله لأجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "لن تُهزم ولن تُكسر".

جاء الخطاب كاستمرار لرؤيته التي أطلقها في خطابه الأول عام 2017 المعروف بـ"المذبحة الأمريكية"، لكنه هذه المرة حمل نبرة أكثر وضوحًا وثقة، حيث وصف بلاده بأنها أمة "قوية وفخورة" مستعدة لاستعادة مكانتها عالميًا.

رسالة إلى الشعب الأمريكي والعالم

في كلمته، دعا ترامب الأمريكيين إلى الحلم بجرأة والعمل من أجل "عصر ذهبي جديد"، مؤكدًا:

"سنكون أمة لا مثيل لها، مليئة بالتعاطف والشجاعة والتميز. قوتنا ستوقف كل الحروب وستجلب روحًا جديدة من الوحدة لعالم غاضب وعنيف وغير متوقع".

وأضاف: "سنكون محترمين ومعجبين مرة أخرى... سنكون مزدهرين، فخورين، أقوياء، وسننتصر كما لم نفعل من قبل".

من التفاؤل إلى الواقع القاتم

وعلى الرغم من هذه الرسائل الإيجابية، سرعان ما تحول الخطاب إلى نبرة قاتمة حيث وصف ترامب البلاد بأنها تعاني من فقر متزايد، جرائم عنف متفشية، وغزو من مجرمين أجانب.

وفي خطاب آخر ألقاه أمام أنصاره في مركز زوار الكابيتول، تعهد باتخاذ خطوات للإفراج عن السجناء المرتبطين بأحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، ما أثار جدلًا واسعًا.

إشارة إلى الإمبريالية وأجندة السياسة الخارجية

في لحظة مثيرة للجدل، أشار ترامب إلى أن معاهدة قناة بنما "قد انتهكت"، مضيفًا: "نحن نستعيدها". وعلى الرغم من أن تصريحه لم يشر بوضوح إلى نية غزو عسكري، إلا أنه أثار مخاوف بشأن عودة السياسة الخارجية الأمريكية إلى عهد الإمبريالية.

الرسالة التي أراد مؤيدوه سماعها

ترامب، الذي ارتكزت رؤيته على شعار "أمريكا أولاً"، بدا مصممًا على تنفيذ أجندته التي دعمه من أجلها الملايين. 

وبينما يستخدم الرؤساء عادةً خطابات التنصيب لتوحيد الشعب بعد الحملات الانتخابية المريرة، بدا خطاب ترامب أقرب إلى تجمع انتخابي منه إلى خطاب تنصيب رسمي.

ورأى المحللون أن ترامب أصبح أكثر وضوحًا وثقة في أهدافه السياسية مقارنةً بولايته الأولى. يقول آرون كال، مدير فريق المناظرات في جامعة ميشيغان:

"في عام 2017، لم يكن مستعدًا تمامًا للرئاسة. فاز بشكل غير متوقع ولم يحصل على التصويت الشعبي. لكن الآن، يبدو أنه يعرف جيدًا ما يريد فعله ولديه ثقة أكبر في غرائزه السياسية".

هجوم على الإدارة السابقة

لم يفُتْ ترامب الفرصة لانتقاد إدارة جو بايدن، قائلاً:

"لدينا حكومة لا تستطيع إدارة حتى أزمة بسيطة في الداخل، بينما تتعثر في سلسلة من الكوارث في الخارج. إنها تفشل في حماية المواطنين الملتزمين بالقانون وتوفر ملاذًا للمجرمين الخطرين".

كما انتقد النظام الصحي والتعليمي، واصفًا الأول بأنه غير فعال رغم كلفته الباهظة، والثاني بأنه يُعلم الأطفال الخجل من هويتهم.

انتصار ووعود جديدة

استغل ترامب خطاب التنصيب للاحتفال بفوزه على نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، قائلاً:

"آمل أن يُذكر انتخابنا الأخير كأعظم وأكثر الانتخابات تأثيرًا في تاريخ بلدنا. لقد حققنا فوزًا قويًا في جميع الولايات السبع المتأرجحة وفزنا بالأغلبية الشعبية بأصوات الملايين".

السيطرة على الإعلام الجديد

كان من بين الحاضرين إيلون ماسك، جيف بيزوس، سوندار بيتشاي، ومارك زوكربيرغ، ممثلين عن عمالقة الإنترنت الذين يشكلون مصادر رئيسية لتشكيل الرأي العام. ويبدو أن علاقاتهم مع ترامب تعكس تأييدًا لرئيس أعاد تشكيل نظرة الناس للقيادة السياسية.

سأقاتل من أجلكم

اختتم ترامب خطابه برسالة أمل، قائلاً: "إلى كل والد يحلم بمستقبل أفضل لطفله، وإلى كل طفل يحلم بمستقبله، أنا معكم. سأقاتل من أجلكم وسأنتصر من أجلكم".

خطاب غير رسمي مثير للجدل

بعد خطاب التنصيب الرسمي، توجه ترامب إلى قاعة أخرى في الكابيتول حيث ألقى خطابًا أكثر حدة أمام أنصاره، تطرق فيه إلى قضايا مثيرة مثل العفو عن سجناء أحداث 6 يناير، وهاجم خصومه السياسيين بشدة.

ولاية جديدة بنفس النهج

مع بداية ولايته الثانية، يبدو أن ترامب عازم على مواصلة نهجه الذي تميز به خلال السنوات الأربع الأولى. 

ورغم اختلاف الأدوار السياسية، إلا أن خطابه يؤكد تصميمه على تنفيذ أجندته بلا هوادة.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دونالد ترامب أمريكا

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي خطة ترامب في غزة

صرحت الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر  الأمن الإقليمي وتنفيذ خطة الرئيس ترامب في غزة.

وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن أعضاء مجلس السلام في قطاع غزة سيعلن عنهم مطلع عام 2026 ، وسيضم قادة العالم .

و أضاف ترامب، سيكون هذا أحد أهم مجالس السلام على الإطلاق ، ملوك ، رؤساء ، وزراء، جميعهم يرغبون في الانضمام إلى مجلس السلام.

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، مصادرة القوات الأمريكية ناقلة نفط قبالة السواحل الفنزويلية.

الأمم المتحدة: تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي حول الخط الأصفر تتعارض مع خطة ترامب للسلامواشنطن تمنح نتنياهو مساحة للمماطلة.. ملامح المرحلة المقبلة في خطة ترامب للمنطقةأمين سر فتح بهولندا: الانتقال للمرحلة الثانية من خطة ترامب يحتاج لتريث حتى نهاية الشهرالمرحلة الثانية من خطة ترامب .. وترتيبات دولية جديدة لإدارة غزة بانتظار الحسم | وخبير يوضح

وقال ترامب، خلال اجتماع في غرفة روزفلت بالبيت الأبيض حسب شبكة CNBC الأمريكية: "لقد صادرنا للتو ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا". ولم يُفصح ترامب عن أي تفاصيل بشأن مالك الناقلة أو وجهتها.

وقد صعّد ترامب الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الأسابيع الأخيرة، وقال في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" أمس ، إن "أيام مادورو باتت معدودة".

ولم يستبعد ترامب غزوًا بريًا للدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

وقال ترامب لـ (بوليتيكو)": “لا أريد أن أستبعد أو أستبعد أي شيء، لا أتحدث عن هذا الأمر”.
 

طباعة شارك الخارجية الأميركية ماركو روبيو نظيره الإسرائيلي الأمن الإقليمي خطة الرئيس ترامب غزة جدعون ساعر

مقالات مشابهة

  • من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟
  • لماذا لا نستقبل أشخاصًا من السويد؟.. ترامب يعيد استخدام وصف الدول القذرة ويصعّد خطابه ضد الهجرة
  • لماذا نستقبل أشخاصًا من السويد؟.. ترامب يعيد استخدام وصف الدول القذرة ويصعّد خطابه ضد الهجرة
  • البعثة الأممية والسفارة الأمريكية تبحثان تقدم خارطة الطريق السياسية في ليبيا
  • تحليل لـهآرتس: الشرع يواجه تحدي إعادة بناء سوريا في ظل إملاءات إدارة ترامب
  • تنصيب 63 إطارا ساميا  في شركة سونلغاز
  • الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي خطة ترامب في غزة
  • عاجل | ترامب: سنعلن عن مجلس السلام الخاص بغزة العام المقبل والجميع يريد أن يكون عضوا فيه
  • روسيا: التسوية السياسية في أوكرانيا «أولوية قصوى»
  • تحليل.. الخلاف المتزايد بين ترامب وأوروبا هدية لفلاديمير بوتين