أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حديثا عن رغبته في تغيير اسم جبل دينالي الذي يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للأمريكيين الأصليين، ما يثير التساؤل حول الأسباب التي تدفع الرئيس الجديد إلى مثل هذه الخطوة.

وبحسب تقرير نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية، فإن الإعلان يبدو ظاهريا غير ضار، إلا أنه باطنيا يحمل دلالة رمزية كبيرة.

فقد أعلن دونالد ترامب، الذي تولى منصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، أن من بين أول إجراءاته القادمة تغيير اسم جبل دينالي وهو أعلى قمة في البلاد ويبلغ ارتفاعه 6190 مترا، إلى جبل ماكينلي.

وقال ترامب "في غضون وقت قصير سوف نعيد إسناد اسم الرئيس العظيم، ويليام ماكينلي، إلى جبل ماكينلي". 


كان جبل دينالي الواقع في ألاسكا يحمل اسم جبل ماكينلي. تمت تسميته رسميًا في سنة 1896 من قبل ويليام ديكي، الذي قرر تسميته على اسم ويليام ماكينلي، الحاكم السابق لولاية أوهايو، الذي كان حينذاك يخوض سباق الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها في الرابع من مارس/آذار سنة 1897. ومع ذلك، لم يتمكن ماكينلي من زيارة ألاسكا الى حين اغتياله في السادس من أيلول/ سبتمبر سنة 1901.

وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" في سنة 2015، فإن اسم الجبل، الذي اعتمدته الحكومة الفيدرالية رسميا في عام 1917،  ظل محل جدل لفترة طويلة. في سنة 1975، دعمت ولاية ألاسكا وممثلي ولاية أوهايو في الكونغرس تغيير الاسم بشكل رسمي. في المقابل، تباينت الآراء بشأن هذه المسألة بحيث دافع أنصار ويليام ماكينلي عن الإبقاء على الاسم تكريما للرئيس الذي اغتيل.

ودافعت أصوات أخرى عن العودة إلى التسمية الأصلية للأمريكيين الأصليين "دينالي"، التي تعني "القمة" بلغة الكويكون، وهي لغة سكان ألاسكا الأصليين معتبرين أنه لا حاجة لتكريم شخص كان وجهه موجودا بالفعل على الأوراق النقدية من فئة 500 دولار.

علاوة على ذلك، عُرف ماكينلي الرئيس الخامس والعشرون للولايات المتحدة بترويجه للإمبريالية الأمريكية وقيادة الحرب الأمريكية الإسبانية التي أفضت في عام 1898 إلى احتلال كوبا وبورتوريكو وهايتي والفلبين وغوام. وعليه، كانت شخصية ماكينلي مثيرة للجدل بالنسبة للأمريكيين الأصليين الذين عانوا من هذه السياسات الإمبريالية.

وذكرت المجلة الفرنسية، أن القضية ظلت محل نزاع حتى آب /أغسطس 2015، تاريخ إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا تغيير اسم الجبل إلى جبل دينالي قبل أيام قليلة من زيارته إلى ألاسكا.

وفي بيان لها، بررت وزارة الداخلية الأميركية هذا التغيير بعدم زيارة ماكينلي هذه الأماكن مطلقًا وعدم اقامته صلة تاريخية مهمة بالجبل أو بألاسكا، الخبر الذي رحب به السكان الأصليين، الذين شعروا أن أهمية الجبل في التاريخ المحلي للأثاباسكان تستحق إعادة إطلاق اسمه التقليدي عليه.


وقالت جولي كيتكا، رئيسة اتحاد سكان ألاسكا الأصليين، لصحيفة "واشنطن بوست": "إنه أمر رمزي، ولكن من الآن فصاعدا ستحمل جميع الخرائط والأوصاف الاسم التقليدي".

وبناء عليه، تم التوقيع على المرسوم الذي يقضي بتغيير الاسم في 28 آب/أغسطس على الرغم من انتقادات المعسكر الجمهوري الذي عبر عن خيبة أمله من التغيير، فقد قال رئيس مجلس النواب حينذاك جون بوينر: "إن ماكينلي خدم بلاده بشرف أثناء الحرب الأهلية".

وفي ختام التقرير، نوهت المجلة بأنه خلال فترة ولايته الأولى، كان ترامب يرغب في تغيير هذا الاسم لكنه لقي معارضة من قبل المسؤولين المنتخبين المحليين، بما في ذلك أنصاره. لكن، يبدو ان ترامب لا ينوي الاستسلام في هذه المسألة التي تبدو ثانوية بيد أنها  ذات دلالة  سياسية كبيرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب جبل دينالي أوباما الولايات المتحدة أوباما ترامب جبل دينالي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تغییر اسم اسم جبل إلى جبل

إقرأ أيضاً:

لماذا يشعر صحفيو سي إن إن بالارتياح إزاء استحواذ نتفليكس على الشركة الأم؟

رغم القلق الذي تبديه معظم شركات الترفيه والإعلام بشأن استحواذ شبكة نتفليكس على شركة "وارنر براذرز ديسكفري" (WBD)، يشعر موظفو شبكة "سي إن إن" الإخبارية التي تنضوي تحت شركة (WBD) بالارتياح، وفق موقع سيمافور الأميركي.

ويعود سبب الارتياح إلى إخفاق شركة باراماونت -التي تنافست مع نتفليكس- في سبيل الاستحواذ على الشركة الأم لـ"سي إن إن".

ما الذي تطمح إليه نتفليكس من شراء وورنر براذرز؟؟ غير امتلاك خيال اجيال كاملة من هاري بوتر الى باتمان وغيم اوف ثرونز؟ ???? الصفقة تعني ان منصة واحدة تقترب من التحكم بما نشاهده في البيت وما يعرض على الشاشة الكبيرة معا. قد لا تكون نهاية السينما غدا، لكنها بالتأكيد بداية عصر جديد من…

— الجزيرة الوثائقية (@AljazeeraDoc) December 7, 2025

قلق تلاشى من سيطرة إليسون وإدارة فايس

وكانت باراماونت التي يملكها الملياردير لاري إليسون حليف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سعت بقوة للاستحواذ على (WBD)، وكشفت عن نيتها دمج شبكتي "سي بي إس" و"سي إن إن"، مما سيؤدي على الأرجح إلى تخفيضات في عدد الموظفين وتغييرات كبيرة.

وبينما تدرس الهيئات التنظيمية الفدرالية استحواذ نتفليكس على أستوديو WBD وأعمال البث المباشر، ستفصل WBD أصولها في مجال تلفزيون الكيبل، بما في ذلك "سي إن إن" ضمن شركة جديدة تدعى "ديسكفري غلوبال"، بحلول العام المقبل.

شركة باراماونت سعت بقوة للاستحواذ على الشركة الأم لـ"سي إن إن" وكشفت عن نيتها دمجها مع شبكة "سي بي إس" وإجراء تغييرات كبرى (أسوشيتد برس)

ولا يزال موظفو "سي إن إن" قلقين على المدى الطويل والمتوسط، حيث تواصل مشاهدات التلفزيون في الانخفاض بسرعة، ويمكن أن تُباع الشبكة المنفصلة، ومع ذلك، قال بعض المطلعين إن أخبار الصفقة بالعموم قوبلت بالارتياح.

وفي رسالة إلى الموظفين الجمعة، قال مارك طومسون، الرئيس التنفيذي لـ"سي إن إن" إن الانفصال سيمكّن الشبكة من مواصلة تنفيذ إستراتيجيتها لضمان مستقبل جيد لها عبر النجاح في إدارة الانتقال الرقمي، مشيرا إلى أن رئيس الشركة المنفصلة حديثا، غونار ويدنفيلز، وافق على زيادة الاستثمار في الشبكة، ووعد بالاستقلالية التحريرية.

إعلان

وقال طومسون: "بالطبع، لا يمكنني أن أعدكم بأن اهتمام وسائل الإعلام والضجة حول بيع شركتنا الأم ستتلاشى بين عشية وضحاها، لكنني أعتقد أن الطريق إلى التحول الناجح لهذه المؤسسة الإخبارية العظيمة لا يزال مفتوحا".

حليف ترامب رجل الأعمال لاري إليسون (وسط) ونجله ديفيد يسعيان إلى بناء إمبراطورية إعلامية غير مسبوقة (أسوشيتد برس)خيبة أمل لمساعي حليف ترامب

وكان كبار المسؤولين في البيت الأبيض ناقشوا داخليا الشهر الماضي تأييدهم لفكرة استحواذ شركة "باراماونت سكاي دانس"، التي يسيطر عليها لاري إليسون، على "وارنر برذرز ديسكفري".

وقالت صحيفة غارديان البريطانية إن إليسون غالبا ما يتحدث إلى معارفه في البيت الأبيض، وأشارت إلى أن مكالمة هاتفية واحدة على الأقل، أشير فيها إلى إمكانية الاستغناء عن بعض مقدمي برامج "سي إن إن" الذين يقال إن ترامب يكرههم، بما في ذلك إيرين بورنيت وبريانا كيلار.

ووصف مختبر نيمان للصحافة تفاوض البيت الأبيض بشأن طرد مقدمي برامج معينين في شبكة "سي إن إن" مع الملياردير الذي سيتعين على حكومة ترامب الموافقة على شرائه للشبكة، بأنه في منتهى اللاأخلاقية والخطورة.

وتطرقت المحادثة أيضا بحسب الصحيفة إلى أسماء محتملة لتحل مكان بورنيت، كما ناقشت إمكانية بث برامج شبكة "سي بي إس" مثل البرنامج الشهير "60 دقيقة" على "سي إن إن"، وهي مقترحات أثارت اهتمام البيت الأبيض وفق غارديان.

وفي تقرير سابق، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن حليف الرئيس ترامب، رجل الأعمال لاري إليسون ونجله ديفيد يسعيان إلى بناء إمبراطورية إعلامية غير مسبوقة، مما قد ينعكس على استقلالية الصحافة الأميركية، بسبب التوجه السياسي المحافظ لتلك العائلة.

وتجمع ممتلكات عائلة إليسون، بين هوليود ووسائل الإعلام التقليدية مثل شبكة "سي بي إس نيوز"، وقريبا حصة في منصة تيك توك.

مقالات مشابهة

  • يديعوت: توني بلير خارج مجلس السلام الذي اقترحه ترامب لإدارة غزة
  • فايننشال تايمز: إبعاد توني بلير من “مجلس السلام” الذي اقترحه ترامب بشأن غزة
  • إعلام عبري: ترامب يريد الإعلان عن البدء بالمرحلة الثانية لاتفاق غزة الخميس القادم
  • لماذا يشعر صحفيو سي إن إن بالارتياح إزاء استحواذ نتفليكس على الشركة الأم؟
  • لماذا يظل السلام في أوكرانيا أملا بعيد المنال؟
  • تعرّف على الطيار النيوزيلندي الذي أسس أول معمل لتقطير مشروب الجن في ماكاو
  • لماذا يقصف نتنياهو سوريا رغم تحالف ترامب معها؟
  • لماذا يهتم ترامب بهندوراس ويتدخل في انتخاباتها؟
  • معوض في ذكرى اغتيال الرئيس رينيه معوّض: قتلوه لأنهم خافوا من لبنان الذي حاول أن يبنيه
  • ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب