سواليف:
2025-07-30@22:21:08 GMT

“كتّاب التدخل السريع: عباقرة الانحدار الأكاديمي”

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

“كتّاب التدخل السريع: عباقرة #الانحدار_الأكاديمي”
بقلم: أ.د. #عزام_عنانزة

في كل حقبة زمنية، يظهر نوع جديد من العباقرة الذين يعيدون تعريف معاني الانحدار الأخلاقي. أحدث هؤلاء “المبتكرين” هم ما يمكن وصفهم بـ”كتّاب التدخل السريع”، أولئك الذين باعوا أقلامهم بثمن بخس لا يكاد يكفي لشراء احترام الذات. هذه الظاهرة التي بدأت تغزو الوسط الأكاديمي هي تجسيد حيّ لما يمكن أن يصل إليه البعض من انحطاط، في سبيل التقرب إلى المسؤولين أو لتغطية أخطائهم وخطاياهم.

بل والأكثر إثارة للشفقة، أنهم أحياناً يصبحون عيون الإدارة في كل زاوية، وألسنتها في كل مجلس، مقابل مكاسب صغيرة أشبه بفتات الموائد.

هذه الفئة مكشوفة للجميع، وكما يقول المثل الشعبي: “معروف ثمنه”. لا أحد يأخذهم على محمل الجد، لا في الوسط الأكاديمي ولا في المجتمع عموماً. تأثيرهم؟ معدوم تماماً، لأنهم ببساطة استُهلكوا واحترقوا في عيون الجميع. وكيف لا يحترقون وهم ينقلبون على أعقابهم بين ليلة وضحاها، يتغنون بإنجازات الإدارة الحالية ورؤيتها العميقة، ثم يشتمون الإدارات السابقة باعتبارها سبب كل الأزمات والمصائب.

لكن المأساة الأخلاقية الحقيقية تتجلى في أن هؤلاء الكتّاب لم يبيعوا أقلامهم فحسب، بل وصل الأمر بهم إلى بيع ضمائرهم. فقد تحوّلوا إلى شهود زور في كل قضية، يلوون الحقائق وينقلبون على المبادئ ليخدموا أجندات المسؤولين، ضاربين بعرض الحائط أمانة الكلمة وشرف الموقف. لقد أصبحوا رموزاً للنفاق والرياء، يبيعون ضمائرهم في سوق المصالح الضيقة بلا تردد.

مقالات ذات صلة معلمو مخيمات اللاجئين السوريين يلوحون بالاضراب 2025/01/23

هؤلاء الكتّاب ذاتهم كانوا بالأمس القريب يتغنون بأمجاد الإدارة السابقة، يصفونها بأنها قائدة التغيير وصانعة المستقبل. ثم، وبقدرة قادر، تنسى هذه الأقلام “المستأجرة” أن ذاكرة الناس ليست بهذا القصر. تناقضاتهم مكشوفة، ومواقفهم تتبدل بسرعة تعجز عنها حتى عقارب الساعة، لتثبت أن لا ولاء لهم إلا لمصالحهم الضيقة.

هؤلاء الكتّاب لا يمثلون فقط حالة فردية من التلون والنفاق، بل هم خطر على المجتمع بأسره. فهم يكرسون نموذجاً منحرفاً من السلوك الأكاديمي، حيث يصبح النفاق وسيلة للارتقاء، والتكسب هو العنوان الأبرز. ومع ذلك، فإن المصير الحتمي لأي إدارة تعتمد على دعم هذا النوع من الكتّاب معروف: الانهيار والفشل.

عندما ترحل الإدارة التي دعموها (وربما ساهموا في تعجيل سقوطها)، يتحولون فجأة إلى أول من يهاجمها ويلقي اللوم عليها في كل صغيرة وكبيرة. في مشهد هزلي لا ينقصه سوى موسيقى تصويرية ساخرة، يبدأ هؤلاء الكتّاب في التغني بالإدارة الجديدة، يملأون الدنيا صخباً بوعودها البراقة التي ستغير واقع الجامعة بـ”لمسة قلم” أو “رمشة عين”.

نحن لا نحسد هؤلاء، بل نشفق عليهم. نشفق على الرحلة التي يقومون بها بين أحضان الإدارات المتعاقبة، يجلسون عند أبوابها مستجدين رضاها، بينما تمتد أيديهم بلهفة لالتقاط أي فتات يُلقى لهم. هؤلاء الكتّاب ليسوا فقط عاراً على الوسط الأكاديمي، بل هم وصمة سوداء تذكرنا بما يمكن أن يحدث عندما يصبح القلم أداة للبيع، والرأي سلعة تخضع للعرض والطلب.

في النهاية، نرجو لهم التوفيق… في إيجاد مرافق جديدة يجلسون عند أعتابها، وإدارات جديدة يبيعون لها ولاءهم، في انتظار الفرصة القادمة للتلون والنفاق.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”

أكد وزير العدل حافظ الأختام لطفي بوجمعة اليوم الخميس بمناسبة الجلسة الاحتفائية لتنصيب محمد بودربالة رئيسا جديدا لمجلس قضاء الجزائر خلفا لدنيا زاد قلاتي، في إطار الحركة القضائية التي أجراها رئيس الجمهورية، المجلس الاعلى للقضاء، في رؤساء الجهات القضائية والمحاكم الادارية، أنّ الإصلاح الشامل للعدالة، يُعد من أبرز محاور البرنامج الرئاسي.

فقد أكد رئيس الجمهورية على منح العدالة كل الوسائل والأطر التي تُمكّنها من مواجهة التحديات والتطلعات التي يشهدها المجتمع الجزائري خصوصاً والعالم عموما بتحوّلاته المتسارعة والمتشعبة.
وأضاف وزير العدل، وفي خضم هذا الدعم أنَّ الجانب البشري في المجال القضائي هو العنصر الحاسم، في إنفاذ كل سياسة تطويرية جدية وهادفة، فلم يعد يقتصر دوره على إجادة العمل وتحسين نمط الخدمات، بل صار يُشكل رافدا رئيسيا من روافد التطوير والتحول إلى وتائر جديدة في الارتقاء بالعمل القضائي، بما يخدم الصالح العام.
من خلال تحسين خدماته الى مستويات تفاضلية باستمرار.

وفي ذات السياق أشار لطفي بوجمعة إلى أن أن الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع ولاسيما في السنوات الأخيرة، والتي نرى نتائجها وهي تنتقل تباعاً من حيز القول المعقود إلى حيز الفعل المشهود،يتلاحق مددها
ويتكامل ، عددها على صعيد تحقيق الإقلاع الرقمي، والعمل على بسط
وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية،
وملموسة في مجال منتهي جودة
الخدمة المرفقية.

مقالات مشابهة

  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • التضامن: التدخل السريع تعامل مع عدد من حالات لسيدات وأطفالهن بلا مأوى
  • “الدعم السريع” تنهب قافلة مساعدات “أممية” خاصة بدارفور
  • انتحار 135 امرأة تعرّضن للاغتصاب من عناصر “الدعم السريع”
  • مجلس الاعتماد الأكاديمي يمنح برنامج الطب والجراحة بجامعة الحديدة الاعتماد البرامجي الكامل “الذهبي”
  • مناوي: مستعدون للتواصل مع “الدعم السريع” في هذه الحالة…
  • فارون من انتهاكات “الدعم السريع”.. مصرع وإصابة 27 نازحا من الفاشر
  • إعادة دفن جثامين من “الدعم السريع” في الخرطوم
  • “الدعم السريع” استخدم أسلحة محرمة دوليا في الخرطوم
  • منشق عن “الدعم السريع” يكشف معلومات خطيرة