الإيمان بالرسل في القرآن.. تعداد الأنبياء وذكر اسم النبي محمد في الكتاب
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أهمية الإيمان بالرسل كونه الركن الثالث من أركان الإيمان، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى لم يترك الخلق دون هداية، بل أرسل الأنبياء والرسل لإرشادهم إلى الطريق القويم.
كما أوضح أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء، ولن يأتي نبي بعده.
وأشار الدكتور علي جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، إلى أن القرآن الكريم ذكر أسماء 25 رسولًا، 18 منهم وردت أسماؤهم في سورة الأنعام، حيث قال الله تعالى:
﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ... وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 83-86].
أما السبعة الآخرون فهم: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، آدم، هود، صالح، شعيب، إدريس، وذو الكفل عليهم السلام، وذكرهم الله في مواضع مختلفة من القرآن.
وفيما يتعلق بذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن، أوضح جمعة أن اسمه جاء صراحة خمس مرات، أربع منها باسم "محمد"، في الآيات التالية:
﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ...﴾ [آل عمران: 144].﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِن رِّجَالِكُمْ...﴾ [الأحزاب: 40].﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ...﴾ [محمد: 2].﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ...﴾ [الفتح: 29].أما المرة الخامسة فجاء فيها ذكره باسم "أحمد"، في قوله تعالى:
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ... إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ... اسْمُهُ أَحْمَدُ...﴾ [الصف: 6].
وأشار جمعة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم خاطبه الله بألقاب أخرى في القرآن، مثل: "الرسول"، "النبي"، "المزمل"، و"المدثر"، إضافة إلى مخاطبته بالضمير المستتر في أفعال الأمر مثل "قل" و"ادع"، ما يعكس مكانته العظيمة.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء أهمية تعميق فهمنا للإيمان بالرسل واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم كقدوة للعالمين.
أهمية الإيمان بالرسلالإيمان بالرسل يؤكد على توحيد الله تعالى ورفض عبادة الأصنام والأوثان. فالرسل كلهم جاءوا بدعوة واحدة هي عبادة الله وحده لا شريك له.الرسل هم المرشدون الحقيقيون الذين يبينون للناس طريق الحق والهداية. فهم يعلمونهم العقائد الصحيحة والأحكام الشرعية والأخلاق الفاضلة.الرسل هم شهود على الله وعلى رسالته. فهم يبلغون عن الله ما أوحى به إليهم دون زيادة أو نقصان.إرسال الرسل دليل على رحمة الله بعباده، فهو لا يريد لهم الضلال والعذاب، بل يريد لهم الهداية والسعادة.الرسل هم الذين يميزون بين الحق والباطل، وبين الخير والشر. فهم يبينون للناس ما هو حلال وما هو حرام، وما هو حق وما هو باطل.الإيمان بالرسل يجمع المؤمنين على كلمة واحدة ووحدة واحدة، ويقوي أواصر الإخاء والتآخي بينهم.آثار الإيمان بالرسليؤدي الإيمان بالرسل إلى اطمئنان القلب وسكينة النفس، لأن المؤمن يعلم أنه على الطريق الصحيح.يدفع الإيمان بالرسل المؤمن إلى التقوى والورع، والخوف من الله والعمل بطاعته.يولد الإيمان بالرسل في قلب المؤمن حباً وولاءً شديدين للرسل والأئمة.يحفز الإيمان بالرسل المؤمن على السعي إلى العلم الشرعي والفهم العميق لدينه.يدفع الإيمان بالرسل المؤمن إلى الاجتهاد في العبادة والتقرب إلى الله.المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة النبي محمد الأنبياء ذكر اسم النبي محمد عضو هيئة كبار العلماء الرسول صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
مع بداية الشهر الهجري.. اعرف حكم التشاؤم من صفر وباقي الشهور
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (بعض الناس يقولون: إن العرب كانوا عندهم تشاؤم من شهر صفر؛ ما حكم الشريعة الإسلامية من التشاؤم ببعض الشهور كشهر صفر؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن ممَّا يدخل في التَّطيُّر المنهيّ عنه شرعًا: التشاؤم من بعض الشهور؛ كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة، فيُحْجَم عن قضاء حوائجه أو أيّ مناسبة في هذا اليوم أو الشهر.
ومع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيّر عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة؛ وذلك كما في "الصحيحين" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».
يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في "الاستذكار" (8/ 424، ط. دار الكتب العلمية-بيروت): [وأما قوله: "ولا صَفَرَ" فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا. وقال آخرون: هو شهرُ صَفَرَ كانوا يُحلِّونه عامًا ويُحَرِّمونه عامًا، وذكر ابن القاسم عن مالك مثل ذلك] اهـ.
وقال الإمام الطيبي في "شرح المشكاة" (9/ 2980، ط. مكتبة نزار مصطفى الباز): [«ولا صفر» قال أبو داود في "سننه": قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي. قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا صَفَرَ»] اهـ.
وجاء في "شرح سنن ابن ماجه" للسيوطي (ص: 259، ط. قديمي كتب خانة): [قوله: «ولا صَفَر» بفتحتين كانت العرب تزعم أنه حية في البطن واللدغ الذي يجده الإنسان عند الجوع من عضه. وقيل: هو الشهر المعروف كانوا يتشاءمون بدخوله ويزعمون أن فيه يكثر الدواهي والفتن. وقيل: أراد به النسيء؛ فإنَّ أهل الجاهلية يحلّونه عامًا ويحرمونه عامًا، ويجعلون المحرّم صفرًا ويجعلون صفرًا من أشهر الحرم. قال جل ذكره: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 37] الآية، فأبطل كل هذه المزعومات ونفاها الشارع] اهـ.
وأشارت إلى أن التشاؤم بشهر صَفَر -الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن- هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.