ترامب: سأتواصل مع كيم جونغ أون.. "الرجل ذكي جدًا ويحبني!"
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يعتزم التواصل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في وقت قريب، قائلًا إن الأخير "يحبه"، و"أنهما على وفاق"، وذلك خلال مقابلة أذيعت يوم الخميس.
ووصف الزعيم الجمهوري كيم بأنه "رجل ذكي جدًا" في مقابلته مع قناة "فوكس نيوز". وخلال فترة رئاسته الأولى، حافظت واشنطن على علاقة قوية وغير عادية مع بيونغيانغ تخللتها ثلاثة لقاءات بين الزعيمين بين عامي 2018 و2019.
وقبل خمس سنوات، التقى ترامب بكيم في المنطقة منزوعة السلاح بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وذلك في إطار مفاوضات مع بيونغيانغ بشأن برنامجها النووي والصواريخ الباليستية. وكان بذلك أول رئيس أميركي في منصبه يزور كوريا الشمالية.
أما بعد تسلم الرئيس جو بايدن الحكم، اتبعت الإدارة الأمريكية منهجًا مغايرًا مع بيونغيانغ، وصفها الزعيم الديمقراطي حينها بأنها "دبلوماسية رادعة لطموحات بيونغيانغ النووية".
Relatedترامب: أخطا بايدن بعدم العفو عن نفسه قبل مغادرته منصبهترامب وعشقه للمال السعودي: بن سلمان يتصل مهنئا ويبارك بـ 600 مليار دولار للاستثمارمزيج من "الحب" و"التهديد"في هذه الأثناء، تتجه الأنظار نحو شكل العلاقة الجديدة التي سيطورها ترامب مع كيم، خاصة في ظل تقارير تدعي انخراط كوريا الشمالية في الحرب مع أوكرانيا لصالح روسيا، بالإضافة إلى تطورها العسكري.
ويمكن القول إن ما يشكل العلاقة بين الزعيمين هو مزيج غريب من "الحب" و"التهديد"، حيث لم تسفر مساعي ترامب الماضية عن نتائج ملموسة مع كيم، لكنها تطورت إلى علاقة شخصية.
وقد أجرت كوريا الشمالية مؤخرًا سلسلة من التجارب الصاروخية، أطلقت في إحداها صاروخًا فرط صوتي متوسط المدى، تم تصميمه للوصول إلى الأهداف البعيدة في المحيط الهادئ. ويعتبر هذا الصاروخ من أحدث الأسلحة في بيونغيانغ.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب: أخطا بايدن بعدم العفو عن نفسه قبل مغادرته منصبه إفادة خطية أمام مجلس الشيوخ تتهم بيت هيغسيث مرشح ترامب لوزارة الدفاع بإساءة معاملة زوجته السابقة واشنطن تعيد إدراج جماعة أنصار الله الحوثيين على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" صواريخ باليستيةدونالد ترامبكوريا الشمالية -نووي - تهديدالولايات المتحدة الأمريكيةكيم جونغ أونحلف شمال الأطلسي- الناتوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس وقف إطلاق النار دونالد ترامب روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس وقف إطلاق النار صواريخ باليستية دونالد ترامب كوريا الشمالية نووي تهديد الولايات المتحدة الأمريكية كيم جونغ أون حلف شمال الأطلسي الناتو دونالد ترامب روسيا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس وقف إطلاق النار سوريا الحرب في أوكرانيا كاليفورنيا أزمة إنسانية قطاع غزة سفينة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
السودان الرجل الصالح .. والله في !
الإقصاء الأمريكي لبريطانيا من ملف السودان وتداعياته الجيوسياسية
في خطوة تحمل دلالات عميقة، أبعدت الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا عن ملف السودان في اجتماعات “الرباعية” المعنية بالشأن السوداني، والتي تضم كلاً من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات. ورغم أن هذه الخطوة قد تبدو تكتيكية في ظاهرها، إلا أن خلفها قراءة استراتيجية تُعبر عن تحوّل في موازين التأثير الغربي في المنطقة، وربما تعكس رغبة أمريكية في احتكار مفاتيح التغيير والتحكم بالمشهد السوداني بعيدًا عن “شريكها التاريخي” الذي كان يحتل السودان بالأمس القريب.
أولاً: السياق التاريخي والرمزية
بريطانيا ليست مجرد دولة أوروبية عادية في ما يخص السودان، بل هي الدولة التي استعمرت السودان منذ عام 1898 عبر الحكم الثنائي (الإنجليزي-المصري)، وشكلت جزءاً محورياً في تشكيل بنيته السياسية والإدارية، وأخرجته إلى الاستقلال على طريقة “الفخاخ المزروعة” كما حدث في تقسيم الجنوب، وتكريس المركزية، وتمكين النخب التابعة. هذا الإرث لا يمكن عزله عن أي محاولة لفهم علاقة بريطانيا بالسودان أو تحليل موقعها في أي ترتيبات دولية تخصه.
وبالتالي، فإن إقصاءها بهذه الطريقة من الرباعية، ليس مجرد مسألة “تنظيم طاولة” بل إشارة ناعمة من واشنطن مفادها أن زمن لندن في الخرطوم قد ولّى، وأن الهيمنة على قرار السودان الإقليمي والدولي بات أمريكياً صرفاً، ولو بشراكة شكلية مع حلفاء من “الصف الثاني”.
ثانيًا: الرد البريطاني.. اعتراف بفلسطين
ولأن الدول لا تصمت طويلاً على الإهانة الدبلوماسية، جاء الرد البريطاني سريعًا ومفاجئًا: اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية. وهو اعتراف يبدو في ظاهره “دعمًا للعدالة وحقوق الشعوب”، لكنه من منظور العلاقات الدولية ليس إلا ورقة ضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل، ومحاولة لاستعادة بعض الوزن الأخلاقي والاستراتيجي الذي فقدته بريطانيا في المنطقة.
ومن سخرية القدر أن هذه هي ذات بريطانيا التي منحت إسرائيل “الحق في وطن قومي” عبر وعد بلفور المشؤوم في 1917، أي أنها الدولة التي زرعت بذرة الأزمة، وتأتي اليوم لتعلن -بكل صفاقة سياسية– أنها تحاول إنصاف الشعب الفلسطيني. هذا الاعتراف ليس أكثر من محاولة لترميم موقعها في الشرق الأوسط، بعد أن أخرجتها واشنطن من بوابة السودان.
ثالثًا: ترامب والتبسيط الرأسمالي للسياسة
أما دونالد ترامب، التاجر الذي تسلل إلى البيت الأبيض، فقد مثّل قطيعة أخلاقية وعقلية عن مسار الدبلوماسية الأمريكية الكلاسيكية. لم يكن يرى العالم إلا من نافذة الصفقات: صفقة القرن، صفقة التطبيع، صفقة الانسحاب… رجل أعمال بقالة أكثر من كونه رجل دولة، اختزل قضايا الشعوب ودماءها في أرقام وإيصالات شراء.
سياسات ترامب كانت ولا تزال جزءًا من هذه الفوضى الموجهة التي أفضت إلى تعقيد المشهد السوداني والإقليمي، عبر ترك ملفات ملتهبة دون معالجة جذرية، بل وإشعال بعضها بهدف ابتزاز الحلفاء واستنزاف الخصوم.
خاتمة: الصراع ليس على السودان فقط
ما يحدث اليوم ليس مجرد تنافس دبلوماسي حول السودان، بل هو صراع على النفوذ في قلب أفريقيا، في منطقة تقاطع الموارد والثورات والصراعات. إبعاد بريطانيا من ملف السودان قد يبدو انتصاراً أمريكياً تكتيكياً، لكنه في حقيقته فتح الباب أمام تحالفات جديدة، وتحركات انتقامية ناعمة، كاعتراف لندن بفلسطين.
وبين طموحات واشنطن، وردود لندن، وارتجال ترامب، لن يكون السودان هو الضحية، ولن تُعاد صناعته خارج حدوده، ولن تُرسم له الأقدار على طاولات لا وجود لممثليه فيها، ولن تُختبر عليه معادلات النفوذ العالمي، ونحن سنرسم وطننا وحدنا .
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد