إسطنبول – تتأرجح مياه بحر إيجه، الهادئة ظاهريا، على وقع تصريحات وتصعيد متبادل يعيد فتح ملفات تاريخية شائكة بين تركيا واليونان.

وحذّر زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي من خطط أثينا لبناء "جدار صاروخي" في جزر بحر إيجه المتنازع عليها. ودعا اليونان إلى التخلي عن سياساتها العدائية.

بهتشلي حذر أثينا من خططها لتسليح الجزر خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية (الأناضول) تحذير تركي

وخلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية الأسبوع الماضي، أوضح بهتشلي أن استعدادات اليونان لنشر صواريخ يتراوح مداها بين 30 و300 كيلومتر تتعارض مع القانون الدولي.

وقال زعيم الحزب إن هذه الجزر، التي اعتبرها "مخطوفة من تركيا عبر ألاعيب سياسية"، لا يجب أن تُستخدم كأداة لاستفزاز تركيا أو زعزعة استقرار المنطقة.

وربط بهتشلي التصعيد الحالي بتحديات دولية أوسع، معتبرا أن تركيا تتعرض لضغوط من "قوى إمبريالية سوداء" تحاول استهداف استقرارها، مؤكدا أن بلده دولة قوية ومستعدة لمواجهة أي تهديد.

رد يوناني

وزارة الخارجية اليونانية ردت بشكل حازم على تصريحات بهتشلي، وقالت في بيانها إن "وضع هذه الجزر تم تنظيمه بشكل واضح بموجب معاهدة باريس للسلام لعام 1947، وهي معاهدة دولية ملزمة".

إعلان

كما أعلنت الوزارة رفضها القاطع لأي خطاب تحريفي، مؤكدة التزامها بالدفاع عن حقوقها السيادية في إطار القانون الدولي.

وبحسب تقارير صحفية، تخطط اليونان لنشر منظومات صاروخية جديدة في جزر بحر إيجه في إطار ما وصفته وسائل إعلام يونانية بـ"جدار الصواريخ" لمواجهة قوة تركيا البحرية المتصاعدة.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "تا نيا" (Ta Nea) اليونانية، تستعد أثينا لاستلام 17 منظومة صواريخ "سبايك إن إل أو إس" (Spike NLOS) الإسرائيلية الصنع بمدى يصل إلى 32 كيلومترا خلال الصيف المقبل، في حين تجري مفاوضات لشراء 38 منظومة صواريخ "بولس" (PULS) بمدى يصل 300 كيلومتر.

وكان وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس صرح خلال خطاب ألقاه في الأكاديمية البحرية اليونانية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن بلاده تستهدف إنشاء منظومة دفاع متكاملة تشمل أنظمة صواريخ متقدمة، بالإضافة إلى خطط لتركيب نظام يشبه "القبة الحديدية" الإسرائيلية لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، بتكلفة إجمالية قد تبلغ ملياري يورو.

سفينة تابعة للبحرية اليونانية راسية في جزيرة ليسبوس قبالة السواحل التركية (غيتي) خرق دولي

ويرى المحلل السياسي مراد تورال أن تسليح اليونان للجزر الـ12 في بحر إيجه يمثل خرقا واضحا للمادتين 4 و12 من معاهدة لوزان (1923) ومعاهدة باريس (1947)، اللتين تنصان على الوضع غير العسكري لهذه الجزر.

ويضيف الباحث في مركز تركيا للأبحاث، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه السياسة العدوانية تعكس تصعيدا خطيرا يهدد أمن المنطقة، لا سيما مع وجود نحو 21 قاعدة أميركية، تمتد من تراقيا إلى جزيرة كريت، وتُستخدم لتعزيز الضغط العسكري على تركيا.

وعلى الصعيد البحري، يرى تورال أن اليونان تسعى لزيادة مياهها الإقليمية إلى 12 ميلا بحريا، وهي خطوة تعدّها أنقرة "سببا للحرب" وتواجهها بتحركات حازمة من البرلمان التركي.

إعلان

وحسب المحلل السياسي، فإن هناك تنسيقا بين الولايات المتحدة واليونان وإسرائيل لتسليح الجزر بأسلحة متقدمة، مما يزيد من تعقيد المعادلة الإقليمية.

ومع ذلك، أكد أن الحل يكمن في تعزيز الدبلوماسية والسلام، مشددا على أن أي محاولة من اليونان لتحدي تركيا عسكريا ستؤدي إلى خسائر فادحة.

أعلنت وزارة الدفاع التركية، انتهاء مناورات "الوطن الأزرق 2025" التي أجرتها قواتها البحرية في البحر الأسود وبحر إيجة وشرق البحر المتوسطhttps://t.co/xOQNnM4CLL

— مرحبا تركيا (@mar7abatr) January 20, 2025

ميزان القوى

ويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه بحر إيجه تنافسا عسكريا محتدما، حيث تمتلك تركيا قوة بحرية مكونة من 31 سفينة حربية و17 فرقاطة و13 غواصة، مما يجعلها القوة البحرية الكبرى في المنطقة.

وعلى الرغم من أن اليونان تمتلك 13 فرقاطة و10 غواصات، فإنها تسعى لتعويض الفجوة العسكرية عبر إستراتيجية دفاعية تعتمد على نشر الصواريخ.

وفي ظل هذه التطورات، تُطرح تساؤلات عن تأثير هذا التصعيد على العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين، وما إذا كانت المنطقة على أعتاب مواجهة جديدة قد تعيد رسم ملامح شرق المتوسط، أم أن التهدئة ستبقى سيدة الموقف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بحر إیجه

إقرأ أيضاً:

إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه رغم دخول وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول، فإن آلاف الغزيين لا يزالون يعيشون في خيام بدائية لا تقيهم المطر، حيث غمرت المياه مخيمات النازحين المكدسة بالنفايات والمياه العادمة، مما يزيد من مخاطر الأمراض المعدية.

ونقلت الصحيفة عن أطباء ومنظمات إنسانية تعبيرهم عن قلقهم البالغ من التلوث البيئي الذي تسببت به العاصفة، فمياه الأمطار تغمر مخيمات النازحين وتجرف النفايات والمخلفات البشرية نحو المناطق السكنية، مما يجعل الحفاظ على النظافة أمرا مستحيلا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلا خيام وبلا مقومات.. الغزيون يواجهون منخفضا جويا فاقم معاناتهمlist 2 of 2مراسل بريطاني: لم أتوقع أن تكون حياة الفلسطينيين بالضفة بهذا السوءend of list

وذكرت أن المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، تيس إنغرام، المقيمة حاليا في القطاع، أكدت تسجيل ارتفاع في حالات الإسهال وأمراض معدية أخرى، وقالت إنها شاهدت أطفالا يمشون حفاة بلا معاطف وسط مستنقعات الطين.

إسرائيل مسؤولة

وقالت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لمنظمة "غيشا" الإسرائيلية لحقوق الإنسان، للصحيفة إن الوضع في غزة "ليس كارثة طبيعية، بل كارثة كانت معروفة سلفا".

وأضافت أن "إسرائيل تتحمل مسؤولية الأرواح التي ستُزهق والمعاناة الهائلة للمدنيين".

واستعدادا للعاصفة، نفذت الأمم المتحدة وجهات أخرى عملية تفريغ حوض للصرف الصحي ومياه الفيضانات في وسط غزة خشية أن تفيض، بحسب الصحيفة.

كما جرت عمليات لتوزيع خيام وأغطية مشمعة وبطانيات وملابس شتوية على الأسر، في حين يعيش كثيرون في خيام ممزقة لا توفر أي حماية من المطر، وفقا لهآرتس.

المتحدثة باسم اليونيسيف، تيس إنغرام، المقيمة حاليا في القطاع، أكدت تسجيل ارتفاع في حالات الإسهال وأمراض معدية أخرى، وقالت إنها شاهدت أطفالا يمشون حفاة بلا معاطف وسط مستنقعات الطين

وقال مسؤولون كبار في بلدية غزة ومنظمات الإغاثة لصحيفة هآرتس إنه رغم وقف إطلاق النار لم يدخل أي دعم حقيقي إلى غزة لحماية السكان من العواصف، فلم تدخل خيام مقاومة للماء، أو بيوت متنقلة، أو أي حلول سكنية شتوية.

وكل ما دخل مؤخرا كان بضائع مدنية أدخلها تجار من القطاع الخاص، وليس ضمن منظومة مساعدات إنسانية منظمة.

إعلان

وقال مصدر في بلدية غزة للصحيفة: "تم تدمير كل أنظمة الصرف الصحي والمياه والكهرباء، لا يوجد أي مؤشر على تحسن أو بدء إعادة إعمار فعلية".

وكشف مسؤول كبير آخر للصحيفة أن المعدات الهندسية التي دخلت القطاع مؤخرا لم تُستخدم في إعادة الإعمار المدني، حيث استخدمت جرافات لفتح بعض الطرق أو تنفيذ أعمال محددة، وليس لبرنامج إعادة إعمار منهجي.

وقالت سلمى، وهي صحفية في شمال غزة: "البنية التحتية مدمرة بالكامل بعد عامين من الحرب؛ لا حل قادرا على توفير استجابة كافية. وحده الإعمار المتسارع، إن حدث، قد يساعد".

وصرح الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء في غزة، لهآرتس بأن هناك ازديادا ملحوظا في حالات انخفاض حرارة الجسم بين الأطفال، وارتفاعا في حالات إدخال كبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي إلى المستشفيات.

وأضاف: "نحذر من أن استمرار تأثير الأحوال الجوية قد يؤدي إلى ارتفاع الوفيات، خصوصا بين الرضع والحوامل وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ويتفاقم الخطر بسبب نقص الأدوية".

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة والآثار يشارك في الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى الحضارات القديمة بالعاصمة اليونانية أثينا
  • مؤشرات مقلقة تنذر بزلزال عنيف يهدد إسطنبول
  • العمل تنذر 897 منشأة واخرى 805 محاضر مخالفة قانون
  • أنقرة: مهاجمة سفن تجارية بميناء أوكراني تؤكد مخاوفنا من توسع الحرب
  • أردوغان يُبلغ بوتين باستعداد أنقرة لقبول أي صيغة للمفاوضات بشأن أوكرانيا
  • إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
  • تركيا: لا تعديل على منظومة إس-400 ومحادثات إف-35 مستمرة
  • سامسونج تنذر بنتلي بمشكلة خطيرة في سياراتها
  • نائب لبناني يستجوب حكومته بسبب اتفاقية مع قبرص اليونانية دون موافقة البرلمان
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة