خطط يونانية في بحر إيجه تنذر بتفجر صراع جديد بين أنقرة وأثينا
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
إسطنبول – تتأرجح مياه بحر إيجه، الهادئة ظاهريا، على وقع تصريحات وتصعيد متبادل يعيد فتح ملفات تاريخية شائكة بين تركيا واليونان.
وحذّر زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهتشلي من خطط أثينا لبناء "جدار صاروخي" في جزر بحر إيجه المتنازع عليها. ودعا اليونان إلى التخلي عن سياساتها العدائية.
وخلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية الأسبوع الماضي، أوضح بهتشلي أن استعدادات اليونان لنشر صواريخ يتراوح مداها بين 30 و300 كيلومتر تتعارض مع القانون الدولي.
وقال زعيم الحزب إن هذه الجزر، التي اعتبرها "مخطوفة من تركيا عبر ألاعيب سياسية"، لا يجب أن تُستخدم كأداة لاستفزاز تركيا أو زعزعة استقرار المنطقة.
وربط بهتشلي التصعيد الحالي بتحديات دولية أوسع، معتبرا أن تركيا تتعرض لضغوط من "قوى إمبريالية سوداء" تحاول استهداف استقرارها، مؤكدا أن بلده دولة قوية ومستعدة لمواجهة أي تهديد.
رد يونانيوزارة الخارجية اليونانية ردت بشكل حازم على تصريحات بهتشلي، وقالت في بيانها إن "وضع هذه الجزر تم تنظيمه بشكل واضح بموجب معاهدة باريس للسلام لعام 1947، وهي معاهدة دولية ملزمة".
إعلانكما أعلنت الوزارة رفضها القاطع لأي خطاب تحريفي، مؤكدة التزامها بالدفاع عن حقوقها السيادية في إطار القانون الدولي.
وبحسب تقارير صحفية، تخطط اليونان لنشر منظومات صاروخية جديدة في جزر بحر إيجه في إطار ما وصفته وسائل إعلام يونانية بـ"جدار الصواريخ" لمواجهة قوة تركيا البحرية المتصاعدة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "تا نيا" (Ta Nea) اليونانية، تستعد أثينا لاستلام 17 منظومة صواريخ "سبايك إن إل أو إس" (Spike NLOS) الإسرائيلية الصنع بمدى يصل إلى 32 كيلومترا خلال الصيف المقبل، في حين تجري مفاوضات لشراء 38 منظومة صواريخ "بولس" (PULS) بمدى يصل 300 كيلومتر.
وكان وزير الدفاع اليوناني نيكوس ديندياس صرح خلال خطاب ألقاه في الأكاديمية البحرية اليونانية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن بلاده تستهدف إنشاء منظومة دفاع متكاملة تشمل أنظمة صواريخ متقدمة، بالإضافة إلى خطط لتركيب نظام يشبه "القبة الحديدية" الإسرائيلية لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، بتكلفة إجمالية قد تبلغ ملياري يورو.
ويرى المحلل السياسي مراد تورال أن تسليح اليونان للجزر الـ12 في بحر إيجه يمثل خرقا واضحا للمادتين 4 و12 من معاهدة لوزان (1923) ومعاهدة باريس (1947)، اللتين تنصان على الوضع غير العسكري لهذه الجزر.
ويضيف الباحث في مركز تركيا للأبحاث، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه السياسة العدوانية تعكس تصعيدا خطيرا يهدد أمن المنطقة، لا سيما مع وجود نحو 21 قاعدة أميركية، تمتد من تراقيا إلى جزيرة كريت، وتُستخدم لتعزيز الضغط العسكري على تركيا.
وعلى الصعيد البحري، يرى تورال أن اليونان تسعى لزيادة مياهها الإقليمية إلى 12 ميلا بحريا، وهي خطوة تعدّها أنقرة "سببا للحرب" وتواجهها بتحركات حازمة من البرلمان التركي.
إعلانوحسب المحلل السياسي، فإن هناك تنسيقا بين الولايات المتحدة واليونان وإسرائيل لتسليح الجزر بأسلحة متقدمة، مما يزيد من تعقيد المعادلة الإقليمية.
ومع ذلك، أكد أن الحل يكمن في تعزيز الدبلوماسية والسلام، مشددا على أن أي محاولة من اليونان لتحدي تركيا عسكريا ستؤدي إلى خسائر فادحة.
أعلنت وزارة الدفاع التركية، انتهاء مناورات "الوطن الأزرق 2025" التي أجرتها قواتها البحرية في البحر الأسود وبحر إيجة وشرق البحر المتوسطhttps://t.co/xOQNnM4CLL
— مرحبا تركيا (@mar7abatr) January 20, 2025
ميزان القوىويأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه بحر إيجه تنافسا عسكريا محتدما، حيث تمتلك تركيا قوة بحرية مكونة من 31 سفينة حربية و17 فرقاطة و13 غواصة، مما يجعلها القوة البحرية الكبرى في المنطقة.
وعلى الرغم من أن اليونان تمتلك 13 فرقاطة و10 غواصات، فإنها تسعى لتعويض الفجوة العسكرية عبر إستراتيجية دفاعية تعتمد على نشر الصواريخ.
وفي ظل هذه التطورات، تُطرح تساؤلات عن تأثير هذا التصعيد على العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين، وما إذا كانت المنطقة على أعتاب مواجهة جديدة قد تعيد رسم ملامح شرق المتوسط، أم أن التهدئة ستبقى سيدة الموقف.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
عالم نفس يكشف علامة غير متوقعة قد تنذر بانهيار زواجك
أميرة خالد
حذر عالم النفس الشهير جون غوتمان، مؤسس معهد غوتمان وأحد أبرز المتخصصين في العلاقات الزوجية، من مؤشر رئيسي ينذر بفشل العلاقة الزوجية واحتمال انتهائها بالطلاق.
وقال غوتمان في مقطع مصور نشره عبر “يوتيوب”:
“إذا لاحظت تجاهلاً متكرراً لمحاولات التواصل البسيطة، مثل مشاركة لحظة ممتعة أو ملاحظة شيء جميل، فهذا مؤشر قوي على أن العلاقة في خطر”.
وأوضح أن اللامبالاة المتعمدة أثناء قضاء الوقت مع الشريك تمثل إنذاراً حقيقياً، مشيراً إلى ما وصفه بـ”سلوكيات الاختفاء”، أي التصرفات التي تعكس الانفصال العاطفي، حتى في الأوقات الهادئة، مما يؤدي إلى ضعف الروابط بين الزوجين تدريجياً.
وتحدث غوتمان عن أهمية ما يُعرف بـ”نظرية التوازن” في العلاقات العاطفية، قائلاً:
“في العلاقات الصحية، يجب أن تقابل كل تفاعل سلبي بخمسة تفاعلات إيجابية على الأقل”.
كما أكد على أن الإيجابية هي التي تغذي الحب، حتى في وجود بعض السلبية الضرورية لنمو العلاقة، موضحاً أن الأزواج الذين يحافظون على هذا التوازن لديهم فرصة أكبر لتجاوز الخلافات.
كما نصح الأزواج بزيادة لحظات التقدير المتبادل، والتعبير عن الامتنان بانتظام، مشدداً على أن هذه التفاصيل الصغيرة قد تكون خط الدفاع الأخير قبل انهيار العلاقة.