عربي21:
2025-06-03@10:08:16 GMT

ماسك وترامب… الصدام الذي لا يمكن تجنبه!

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

في نشوة الاحتفال بتنصيب صديقه وحليفه ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أفلتت من إيلون ماسك التحية النازية، التي يمكن أن تذهب بأي شخص إلى المحكمة في بعض الدول الأوروبية، ولكن لربما كانت هذه التحية ردة فعل طبيعية لحالة الفرح والزهو، أو أي مشاعر يمكن تصنيفها تحت مكافأة التفوق الداخلي، وهي مشاعر كانت شائعة لدى النازيين، في هذه الحالة، يجب أن نتسامح بعض الشيء مع هذه التحية بالأذرع الممدودة بصلابة وإصرار، وأن نتعامل معها مثل إشارة النصر التي أخذتها الحركات الثورية في العالم، مع أن مروجها الأساسي ونستون تشرشل كان أحد الوجوه التي يناضل ضدها كثير من حركات التحرر في العالم.



تطوعت واحدة من الجمعيات التي ترصد معاداة السامية، لتمنح صكا مجانيا بالبراءة لماسك، لاحتواء الانتقادات بعد التحية التي أداها، ولكن العالم عليه أن يعرف أن الرجل يعيش نشوة النصر التي عطلت تفكيره للحظات، ويضع ملامح خطته التي ستمضي بالتوازي مع الخطة التي طرحها الرئيس في كلمة تنصيبه، ولكن يبدو أن الخطتين ستصلان في لحظة ما إلى صدام مؤكد، متى وكيف، وإلى أي حد سيكون الصدام ضاريا، تبقى مسائل هامشية، ولا تغير حقيقة وجود نزعة عالمية جديدة يمثل ماسك وجهها الصارخ، الأكثر ذكاءً وسذاجةً في الوقت نفسه.

يتحدث ماسك عن فوز ترامب بوصفه لحظة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهو الأمر الذي لم يزعمه ترامب نفسه، فحديثه كان عن عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترامب يرى نفسه زعيما أمريكيا خالصا، يجسد خبرة أمريكا في الحياة ويعبر بوضوح عن طموحها، ولديه حدس هائل في التعامل مع المكاسب والخسائر، في مقابل، رجل يرى أنه يحمل رسالة مقدسة وكأنه يؤسس لدين جديد، أو يتلقى تكليفا إلهيا بأن يصنع سفينة للناجين من العالم، تجاه أفق جديد يمكن أن يكون المريخ، وهو الكلمة التي جعلته ينتشي مثل الأطفال عندما سمعها في خطاب ترامب.

لم تخطر النازية في ذهن ماسك وهو يؤدي تحيتها الشهيرة، وغالبا أخذته نواياه الحسنة ولم تتمكن من تقييد الجانب المشاغب من شخصيته والعالق في مراهقة عنيدة ومتوطنة دفعته لأن يدخن الحشيش أثناء مقابلة كانت تبث على الهواء مباشرة، فهو رجل أخذته النشوة، بل يمتلك نوايا (باتمانية) طيبة، ويريد أن يطارد الشرور في العالم، ويعزز هذه الفكرة، حديثه عن المدن الآمنة التي تقدم نقيضا لمدينة غوثام، التي تدور على أرضها أحداث سلسلة الرجل الوطواط بما تحفل به من عنف وجريمة وكآبة، ولكن المدن الآمنة تحتاج إلى فئات من المستضعفين الذين يضغط عليهم الاستفزاز الطبقي، ويراكمون الغضب والعقد النفسية وهم ينظفون المراحيض أو يجمعون القمامة في الشوارع.

وبالتالي، يتولد الصراع الذي يجعل فكرة المدينة الآمنة متعذرة موضوعيا، ويصبح الحل، من وجهة نظر ماسك، هو التخلص من هذه النفايات البشرية ليحضر مكانها الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يجعل النخبة تعيش حياة خالية من الخطر والتهديد، وبذلك، يتورط ماسك في النازية، بالطريقة نفسها التي حولت هتلر من الرسام صاحب الموهبة فوق المتوسطة، والنباتي الذي يقدس الأسرة والطفولة، إلى مرتبة متقدمة بين سفاحي التاريخ.

فكرة الحضارة الجديدة التي تبحث عن فرصة أخرى في المريخ، تماثل فكرة السفينة التي ترسو بعد تطهر الأرض من الخطايا والرذائل، لتبدأ عالما مختلفا، ولكن ما يغفله ماسك، أن الشرط الإنساني القائم على الأنانية لا يمكن تحييده بالكامل، وهو ما يدفعه للتفكير في إعادة صياغته، من خلال استثماراته في الشرائح العصبية، ولذلك يبدأ في الحديث عن الحضارة الإنسانية، بين عالم هندسة الأعصاب وغزو الكواكب، ولكن عالم ترامب مختلف، فهو يمثل عالم العقارات، الصلبة والموجودة على الأرض، التي تضم مكاتب نخبة النخبة من مجتمع النصف في المئة، في الوقت نفسه الذي يسعى داخلها مئات من الحراس وعمال التنظيف الفقراء من المهاجرين!

ترامب رجل يميل إلى الشر الكلاسيكي، مثل أي بلطجي أو قرصان، أو تحريا للدقة، هو مافياوي الشخصية، يقدر الأسرة واستقرارها ومصالحها، أسرته وحده لأنه ليس مسؤولا عن الآخرين، وهو يدرك أن رفاهيته تتأتى من الإتاوات التي يحصل عليها من الآخرين، أما ماسك، فحالته معقدة، لأنه يؤمم الخير وفقا لرؤيته، وبصورة عملية، لا يفكر في الإصلاح بالمعنى الطبيعي، ولكن في الهدم وإعادة البناء، وبعقيدة الطفل المستغرق في وحدته وخيالاته، يمكنه أن يمارس القص واللصق على بنية مجتمع بأكمله، بمعنى التضحية الضرورية، التي كانت مدخلا لكل الشرور والفظائع التي ارتكبها الرجال الذين شعروا بأن العالم مليء بالرذائل والخطايا، وأن خطوة ما يجب أن تتخذ من أجل تطهيره.

يمكن لبرنامج المريخ وحده أن يشكل ثقبا استنزافيا للموارد الأمريكية بالطريقة التي شهدها الاتحاد السوفييتي مع استدراجه للإنفاق في حرب النجوم، التي لم تكن سوى فخ أمريكي قائم على استفزاز السوفييت، ومتطلبات الاستثمار التي سيطلبها ماسك من أجل تحقيق أحلامه ستولد الخلافات بين الرجلين، فالأجندة الكونية لماسك مختلفة كثيرا عن أجندة الشواطئ والمنتجعات وحفلات الشواء، التي يخطط ترامب لاستعادتها لأمريكيي الطبقة الوسطى، وفي هذه الحالة، ستتابع محطات الصدام وتتفاعل نحو نهاية أحد المشروعين.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب ماسك الولايات المتحدة ترامب ماسك مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يرد على شائعات تعاطيه المخدرات : «كاذبة تمامًا»

ردَّ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أمس السبت، على تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" زعمت فيه أنه يتعاطى الكيتامين ومخدرات أخرى بشكل متكرّر، حتى خلال فترة الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن هذه الادعاءات "كاذبة تمامًا".

وقال ماسك في تصريحات نقلتها وكالة "بلومبيرج"، إنه جرب الكيتامين منذ سنوات بموجب وصفة طبية لعلاج أزمة نفسية، وأفصح عن ذلك في منشورات علنية على منصة "X"، موضحًا: "لذا فالأمر ليس جديدًا كما تزعم الصحيفة".

لم أكن أعلم.. تعليق مفاجئ من ترامب على تعاطي إيلون ماسك المخدراتماسك يغادر البيت الأبيض وسط رفض ترامبإيلون ماسك يكشف سبب إصابته بكدمة في العينإدارة ترامب تؤكد استمرار إدارة الكفاءة الحكومية رغم رحيل إيلون ماسكالبيت الأبيض يشكر ماسك بعد مغادرة منصبه: المهمة مستمرة لتقليص الجهاز الحكوميإيلون ماسك يغادر إدارة ترامب .. تفاصيلحماس تتهم إسرائيل بتعمد تجويع غزة وتؤكد تمسكها بدور الأمم المتحدة في توزيع المساعداتغزة تموت.. الجوع يفتك بـ 29 طفلًا ومسنًابزشكيان يؤكد تمسك إيران ببرنامجها النووي

وأضاف الملياردير الأمريكي: "ساعدني الكيتامين على الخروج من أزمة خانقة، لكنه ليس جزءًا من حياتي الآن"، مشيرًا إلى أن الصحيفة تبالغ وتختلق الأكاذيب، في إشارة إلى اتهامه بتعاطي المخدرات أثناء انخراطه في أنشطة سياسية بارزة.

وشدد ماسك على أنه يتحمل مسؤوليات كبيرة، وأن طبيعة عمله تتطلب تركيزًا عاليًا وانضباطًا صارمًا، قائلاً: "إذا تناولت جرعة زائدة من الكيتامين، فلن تتمكن من أداء عملك.. لدي الكثير من العمل لأقوم به".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن ماسك تعاطى الكيتامين وأدوية أخرى بشكل شبه يومي، بما في ذلك خلال الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، مدعية أن الأمر أدى إلى "تغيرات مزاجية حادة ومشكلات صحية".

لم أكن أعلم.. تعليق مفاجئ من ترامب على تعاطي إيلون ماسك المخدراتماسك يغادر البيت الأبيض وسط رفض ترامبإيلون ماسك يكشف سبب إصابته بكدمة في العينإدارة ترامب تؤكد استمرار إدارة الكفاءة الحكومية رغم رحيل إيلون ماسكالبيت الأبيض يشكر ماسك بعد مغادرة منصبه: المهمة مستمرة لتقليص الجهاز الحكوميإيلون ماسك يغادر إدارة ترامب .. تفاصيلحماس تتهم إسرائيل بتعمد تجويع غزة وتؤكد تمسكها بدور الأمم المتحدة في توزيع المساعداتغزة تموت.. الجوع يفتك بـ 29 طفلًا ومسنًابزشكيان يؤكد تمسك إيران ببرنامجها النووي

وأضاف التقرير أن ماسك، البالغ من العمر 53 عامًا، خلط بين الكيتامين ومواد أخرى مثل الإكستاسي، كما زعم أن سلوكه أصبح "مهووسًا" بإنجاب الأطفال في الآونة الأخيرة.

يُذكر أن الكيتامين يُستخدم طبيًا كمخدر عام أثناء العمليات الجراحية أو في حالات الألم الشديد، لكنه قد يسبب آثارًا نفسية وعقلية قوية، أبرزها الانفصال عن الواقع، ويؤدي الاستخدام المزمن له إلى الإدمان ومشاكل في المثانة.

وكان ماسك قد صرّح في وقت سابق أن استخدامه للكيتامين جاء في إطار علاج الاكتئاب، مؤكدًا أنه لم يتجاوز الجرعات الموصوفة له من الأطباء.

طباعة شارك إيلون ماسك أمريكا ماسك مخدرات إدارة ترامب ترامب

مقالات مشابهة

  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • ترامب عن تعاطي إيلون ماسك المخدرات: رجل رائع .. فيديو
  • إيلون ماسك يرد على تقارير عن تعاطيه المخدرات وحبوب الهلوسة
  • ترامب يسحب ترشيحه لحليف إيلون ماسك لقيادة ناسا
  • إيلون ماسك ينفي تعاطيه المفرط للمخدرات وترامب يعلق.. ما القصة؟
  • الشرع: نحن و"إسرائيل" لدينا أعداء مشتركون.. وترامب رجل سلام
  • إيلون ماسك يرد على شائعات تعاطيه المخدرات : «كاذبة تمامًا»
  • الشرع: نحن وإسرائيل لدينا أعداء مشتركون.. وترامب رجل سلام
  • ترامب يصف ماسك بـمزيج العبقرية والطفولة ويتضارب معه سياسيا
  • عاجل- ترامب يرد على تقارير تعاطي إيلون ماسك للمخدرات: "إنه شخص رائع"