عربي21:
2025-12-14@01:29:58 GMT

ماسك وترامب… الصدام الذي لا يمكن تجنبه!

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

في نشوة الاحتفال بتنصيب صديقه وحليفه ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أفلتت من إيلون ماسك التحية النازية، التي يمكن أن تذهب بأي شخص إلى المحكمة في بعض الدول الأوروبية، ولكن لربما كانت هذه التحية ردة فعل طبيعية لحالة الفرح والزهو، أو أي مشاعر يمكن تصنيفها تحت مكافأة التفوق الداخلي، وهي مشاعر كانت شائعة لدى النازيين، في هذه الحالة، يجب أن نتسامح بعض الشيء مع هذه التحية بالأذرع الممدودة بصلابة وإصرار، وأن نتعامل معها مثل إشارة النصر التي أخذتها الحركات الثورية في العالم، مع أن مروجها الأساسي ونستون تشرشل كان أحد الوجوه التي يناضل ضدها كثير من حركات التحرر في العالم.



تطوعت واحدة من الجمعيات التي ترصد معاداة السامية، لتمنح صكا مجانيا بالبراءة لماسك، لاحتواء الانتقادات بعد التحية التي أداها، ولكن العالم عليه أن يعرف أن الرجل يعيش نشوة النصر التي عطلت تفكيره للحظات، ويضع ملامح خطته التي ستمضي بالتوازي مع الخطة التي طرحها الرئيس في كلمة تنصيبه، ولكن يبدو أن الخطتين ستصلان في لحظة ما إلى صدام مؤكد، متى وكيف، وإلى أي حد سيكون الصدام ضاريا، تبقى مسائل هامشية، ولا تغير حقيقة وجود نزعة عالمية جديدة يمثل ماسك وجهها الصارخ، الأكثر ذكاءً وسذاجةً في الوقت نفسه.

يتحدث ماسك عن فوز ترامب بوصفه لحظة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهو الأمر الذي لم يزعمه ترامب نفسه، فحديثه كان عن عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترامب يرى نفسه زعيما أمريكيا خالصا، يجسد خبرة أمريكا في الحياة ويعبر بوضوح عن طموحها، ولديه حدس هائل في التعامل مع المكاسب والخسائر، في مقابل، رجل يرى أنه يحمل رسالة مقدسة وكأنه يؤسس لدين جديد، أو يتلقى تكليفا إلهيا بأن يصنع سفينة للناجين من العالم، تجاه أفق جديد يمكن أن يكون المريخ، وهو الكلمة التي جعلته ينتشي مثل الأطفال عندما سمعها في خطاب ترامب.

لم تخطر النازية في ذهن ماسك وهو يؤدي تحيتها الشهيرة، وغالبا أخذته نواياه الحسنة ولم تتمكن من تقييد الجانب المشاغب من شخصيته والعالق في مراهقة عنيدة ومتوطنة دفعته لأن يدخن الحشيش أثناء مقابلة كانت تبث على الهواء مباشرة، فهو رجل أخذته النشوة، بل يمتلك نوايا (باتمانية) طيبة، ويريد أن يطارد الشرور في العالم، ويعزز هذه الفكرة، حديثه عن المدن الآمنة التي تقدم نقيضا لمدينة غوثام، التي تدور على أرضها أحداث سلسلة الرجل الوطواط بما تحفل به من عنف وجريمة وكآبة، ولكن المدن الآمنة تحتاج إلى فئات من المستضعفين الذين يضغط عليهم الاستفزاز الطبقي، ويراكمون الغضب والعقد النفسية وهم ينظفون المراحيض أو يجمعون القمامة في الشوارع.

وبالتالي، يتولد الصراع الذي يجعل فكرة المدينة الآمنة متعذرة موضوعيا، ويصبح الحل، من وجهة نظر ماسك، هو التخلص من هذه النفايات البشرية ليحضر مكانها الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يجعل النخبة تعيش حياة خالية من الخطر والتهديد، وبذلك، يتورط ماسك في النازية، بالطريقة نفسها التي حولت هتلر من الرسام صاحب الموهبة فوق المتوسطة، والنباتي الذي يقدس الأسرة والطفولة، إلى مرتبة متقدمة بين سفاحي التاريخ.

فكرة الحضارة الجديدة التي تبحث عن فرصة أخرى في المريخ، تماثل فكرة السفينة التي ترسو بعد تطهر الأرض من الخطايا والرذائل، لتبدأ عالما مختلفا، ولكن ما يغفله ماسك، أن الشرط الإنساني القائم على الأنانية لا يمكن تحييده بالكامل، وهو ما يدفعه للتفكير في إعادة صياغته، من خلال استثماراته في الشرائح العصبية، ولذلك يبدأ في الحديث عن الحضارة الإنسانية، بين عالم هندسة الأعصاب وغزو الكواكب، ولكن عالم ترامب مختلف، فهو يمثل عالم العقارات، الصلبة والموجودة على الأرض، التي تضم مكاتب نخبة النخبة من مجتمع النصف في المئة، في الوقت نفسه الذي يسعى داخلها مئات من الحراس وعمال التنظيف الفقراء من المهاجرين!

ترامب رجل يميل إلى الشر الكلاسيكي، مثل أي بلطجي أو قرصان، أو تحريا للدقة، هو مافياوي الشخصية، يقدر الأسرة واستقرارها ومصالحها، أسرته وحده لأنه ليس مسؤولا عن الآخرين، وهو يدرك أن رفاهيته تتأتى من الإتاوات التي يحصل عليها من الآخرين، أما ماسك، فحالته معقدة، لأنه يؤمم الخير وفقا لرؤيته، وبصورة عملية، لا يفكر في الإصلاح بالمعنى الطبيعي، ولكن في الهدم وإعادة البناء، وبعقيدة الطفل المستغرق في وحدته وخيالاته، يمكنه أن يمارس القص واللصق على بنية مجتمع بأكمله، بمعنى التضحية الضرورية، التي كانت مدخلا لكل الشرور والفظائع التي ارتكبها الرجال الذين شعروا بأن العالم مليء بالرذائل والخطايا، وأن خطوة ما يجب أن تتخذ من أجل تطهيره.

يمكن لبرنامج المريخ وحده أن يشكل ثقبا استنزافيا للموارد الأمريكية بالطريقة التي شهدها الاتحاد السوفييتي مع استدراجه للإنفاق في حرب النجوم، التي لم تكن سوى فخ أمريكي قائم على استفزاز السوفييت، ومتطلبات الاستثمار التي سيطلبها ماسك من أجل تحقيق أحلامه ستولد الخلافات بين الرجلين، فالأجندة الكونية لماسك مختلفة كثيرا عن أجندة الشواطئ والمنتجعات وحفلات الشواء، التي يخطط ترامب لاستعادتها لأمريكيي الطبقة الوسطى، وفي هذه الحالة، ستتابع محطات الصدام وتتفاعل نحو نهاية أحد المشروعين.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب ماسك الولايات المتحدة ترامب ماسك مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فنزويلا: احتجاز واشنطن للسفينة قرصنة دولية وترامب يشبه جاك سبارو مع فارق أن الأخير كان بطلًا

قال ترامب: "سنحتفظ به على ما أظن.. أفترض أننا سنأخذ النفط".

أدانت كاراكاس احتجاز واشنطن للناقلة النفطية التابعة لها، واصفةً هذه الخطوة بأنها "قرصنة دولية". وصرّح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بلهجة حادة أن بلاده "لن تصبح مستعمرة نفطية"، خاصةً وهي إحدى دول العالم التي تمتلك أكبر احتياطيات النفط.

من جانبه، اتهم وزير الداخلية ديوسدادو كابِيو من يدير الولايات المتحدة بأنهم "قتلة ولصوص وقراصنة". واستطرد كابِيو ساخرًا أنه، في فيلم "قراصنة الكاريبي"، كان جاك سبارو "بطلًا"، في حين أن هؤلاء "مجرد مجرمين في أعالي البحار".

وأضاف أن هذه الأساليب هي نفسها التي "أشعلت بها الولايات المتحدة الحروب حول العالم". وقد تفاعل الناس مع كلامه على منصات التواصل الاجتماعي، مولدين صورًا لترامب بزي القراصنة، باستخدام الذكاء الاصطناعي.

من تفاعل الناس مع القضية على مواقع التواصل الاجتماعي

وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار خام برنت بشكل طفيف يوم الأربعاء نتيجة مخاوف من تراجع الإمدادات على المدى القصير، فيما حذّر مراقبون من أن هذه الخطوة قد تعرّض شركات الشحن للخطر وتزيد من اضطراب صادرات فنزويلا النفطية.

يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده صادرت ناقلة نفط خاضعة للعقوبات قرب سواحل فنزويلا. وقال ترامب: "لقد صادرنا للتو ناقلة كبيرة جدًا قبالة سواحل فنزويلا، وهي الأكبر على الإطلاق، وهناك أمور أخرى تحدث"، في إشارةٍ إلى الضغوط المستمرة على الرئيس مادورو للتنحي.

صورة من فيديو نشرته المدعية العامة بام بوندي تُظهر القوات الأميركية تصادر ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا، الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر 2025. U.S. Attorney General's Office/X via AP

وردًا على سؤال الصحفيين عن مصير النفط الموجود في الناقلة، قال ترامب: "سنحتفظ به على ما أظن.. أفترض أننا سنأخذ النفط".

وقد حدّدت شركة "فانغارد تك" المتخصصة في المخاطر البحرية الناقلة باسم "سكِبّر"، مشيرةً إلى أنها كانت تُزوّر موقعها لفترة طويلة.

على صعيد آخر، عرضت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي مقطع فيديو لعملية المصادرة، موضحةً أن الناقلة كانت تُستخدم لنقل نفط خاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران. وأضافت أن العملية نُفّذت بتنسيق بين مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارات الدفاع والأمن الداخلي وخفر السواحل.

Related واشنطن تصعّد ضد فنزويلا: احتجاز ناقلة نفط وتلويح بخيارات أكثر حدّةالأزمة الجوية في فنزويلا: مادورو يسعى للحصول على دعم جيرانه في عمليات مشتركةالمقاتلات الأميركية تقترب من فنزويلا.. ومادورو يشتكي مازحًا من "اتصالات الشمال"

وظهر في الفيديو مروحية عسكرية تُحلّق فوق الناقلة بينما ينزل عناصر عسكريون بحبال إلى سطحها، بالإضافة إلى قوات مسلحة تتحرك داخل السفينة.

ونقلت شبكة CBS عن مسؤول أمريكي قوله إن المروحيات المشاركة في العملية انطلقت من حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" – أكبر حاملة طائرات في العالم – التي نُشرت في منطقة الكاريبي الشهر الماضي. واشتملت العملية على مروحيتين و20 عنصرًا من خفر السواحل والمارينز والقوات الخاصة، مع الإشارة إلى أن وزير الحرب بيت هيغسِث كان على علمٍ بها، وأن إدارة ترامب تدرس عمليات مماثلة أخرى.

خلفية العقوبات على السفينة

يُذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية كانت قد فرضت عقوبات على الناقلة "سكِبّر" عام 2022، بسبب اتهامات لها بالمساهمة في تهريب نفط يُموّل حزب الله وفيلق القدس الإيراني.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثّفت الولايات المتحدة وجودها العسكري في البحر الكاريبي، حيث أفادت تقارير إعلامية بأن هذا الحشد يشمل آلاف الجنود وحاملة الطائرات "جيرالد فورد" ضمن نطاق الضربات المحتملة تجاه فنزويلا، مما أثار تكهنات حول احتمال شن عمليات عسكرية.

من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة نفذت منذ سبتمبر الماضي ما لا يقل عن 22 ضربةً ضد زوارق في المنطقة، زاعمةً تورطها في تهريب المخدرات، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل 80 شخصًا على الأقل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • بعد مقتل 3 أمريكيين.. سوريا تدين هجوم تدمر وترامب يتعهد بالرد
  • إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
  • مادورو يتهم الولايات المتحدة بـالقرصنة.. وترامب يعلن قرب بدء مكافحة تهريب المخدرات برًا
  • زيلينسكي يكشف نقاط الخلاف في الخطة الأميركية.. وترامب مستاء للغاية
  • نيودلهي تواجه الضربة الأمريكية .. محادثات بين مودي وترامب بشأن الرسوم الجمركية
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • اتهام بالخيانة وتحذير من «جحيم شيوعي».. إيلون ماسك يشن هجومًا على إلهان عمر وعمدة نيويورك
  • ماسك يؤكد أنه لن يكرر تجربة إدارة الكفاءة الحكومية
  • فنزويلا: احتجاز واشنطن للسفينة قرصنة دولية وترامب يشبه جاك سبارو مع فارق أن الأخير كان بطلًا