عربي21:
2025-07-29@09:57:23 GMT

ماسك وترامب… الصدام الذي لا يمكن تجنبه!

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

في نشوة الاحتفال بتنصيب صديقه وحليفه ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، أفلتت من إيلون ماسك التحية النازية، التي يمكن أن تذهب بأي شخص إلى المحكمة في بعض الدول الأوروبية، ولكن لربما كانت هذه التحية ردة فعل طبيعية لحالة الفرح والزهو، أو أي مشاعر يمكن تصنيفها تحت مكافأة التفوق الداخلي، وهي مشاعر كانت شائعة لدى النازيين، في هذه الحالة، يجب أن نتسامح بعض الشيء مع هذه التحية بالأذرع الممدودة بصلابة وإصرار، وأن نتعامل معها مثل إشارة النصر التي أخذتها الحركات الثورية في العالم، مع أن مروجها الأساسي ونستون تشرشل كان أحد الوجوه التي يناضل ضدها كثير من حركات التحرر في العالم.



تطوعت واحدة من الجمعيات التي ترصد معاداة السامية، لتمنح صكا مجانيا بالبراءة لماسك، لاحتواء الانتقادات بعد التحية التي أداها، ولكن العالم عليه أن يعرف أن الرجل يعيش نشوة النصر التي عطلت تفكيره للحظات، ويضع ملامح خطته التي ستمضي بالتوازي مع الخطة التي طرحها الرئيس في كلمة تنصيبه، ولكن يبدو أن الخطتين ستصلان في لحظة ما إلى صدام مؤكد، متى وكيف، وإلى أي حد سيكون الصدام ضاريا، تبقى مسائل هامشية، ولا تغير حقيقة وجود نزعة عالمية جديدة يمثل ماسك وجهها الصارخ، الأكثر ذكاءً وسذاجةً في الوقت نفسه.

يتحدث ماسك عن فوز ترامب بوصفه لحظة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهو الأمر الذي لم يزعمه ترامب نفسه، فحديثه كان عن عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة، وترامب يرى نفسه زعيما أمريكيا خالصا، يجسد خبرة أمريكا في الحياة ويعبر بوضوح عن طموحها، ولديه حدس هائل في التعامل مع المكاسب والخسائر، في مقابل، رجل يرى أنه يحمل رسالة مقدسة وكأنه يؤسس لدين جديد، أو يتلقى تكليفا إلهيا بأن يصنع سفينة للناجين من العالم، تجاه أفق جديد يمكن أن يكون المريخ، وهو الكلمة التي جعلته ينتشي مثل الأطفال عندما سمعها في خطاب ترامب.

لم تخطر النازية في ذهن ماسك وهو يؤدي تحيتها الشهيرة، وغالبا أخذته نواياه الحسنة ولم تتمكن من تقييد الجانب المشاغب من شخصيته والعالق في مراهقة عنيدة ومتوطنة دفعته لأن يدخن الحشيش أثناء مقابلة كانت تبث على الهواء مباشرة، فهو رجل أخذته النشوة، بل يمتلك نوايا (باتمانية) طيبة، ويريد أن يطارد الشرور في العالم، ويعزز هذه الفكرة، حديثه عن المدن الآمنة التي تقدم نقيضا لمدينة غوثام، التي تدور على أرضها أحداث سلسلة الرجل الوطواط بما تحفل به من عنف وجريمة وكآبة، ولكن المدن الآمنة تحتاج إلى فئات من المستضعفين الذين يضغط عليهم الاستفزاز الطبقي، ويراكمون الغضب والعقد النفسية وهم ينظفون المراحيض أو يجمعون القمامة في الشوارع.

وبالتالي، يتولد الصراع الذي يجعل فكرة المدينة الآمنة متعذرة موضوعيا، ويصبح الحل، من وجهة نظر ماسك، هو التخلص من هذه النفايات البشرية ليحضر مكانها الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، الذي يمكن أن يجعل النخبة تعيش حياة خالية من الخطر والتهديد، وبذلك، يتورط ماسك في النازية، بالطريقة نفسها التي حولت هتلر من الرسام صاحب الموهبة فوق المتوسطة، والنباتي الذي يقدس الأسرة والطفولة، إلى مرتبة متقدمة بين سفاحي التاريخ.

فكرة الحضارة الجديدة التي تبحث عن فرصة أخرى في المريخ، تماثل فكرة السفينة التي ترسو بعد تطهر الأرض من الخطايا والرذائل، لتبدأ عالما مختلفا، ولكن ما يغفله ماسك، أن الشرط الإنساني القائم على الأنانية لا يمكن تحييده بالكامل، وهو ما يدفعه للتفكير في إعادة صياغته، من خلال استثماراته في الشرائح العصبية، ولذلك يبدأ في الحديث عن الحضارة الإنسانية، بين عالم هندسة الأعصاب وغزو الكواكب، ولكن عالم ترامب مختلف، فهو يمثل عالم العقارات، الصلبة والموجودة على الأرض، التي تضم مكاتب نخبة النخبة من مجتمع النصف في المئة، في الوقت نفسه الذي يسعى داخلها مئات من الحراس وعمال التنظيف الفقراء من المهاجرين!

ترامب رجل يميل إلى الشر الكلاسيكي، مثل أي بلطجي أو قرصان، أو تحريا للدقة، هو مافياوي الشخصية، يقدر الأسرة واستقرارها ومصالحها، أسرته وحده لأنه ليس مسؤولا عن الآخرين، وهو يدرك أن رفاهيته تتأتى من الإتاوات التي يحصل عليها من الآخرين، أما ماسك، فحالته معقدة، لأنه يؤمم الخير وفقا لرؤيته، وبصورة عملية، لا يفكر في الإصلاح بالمعنى الطبيعي، ولكن في الهدم وإعادة البناء، وبعقيدة الطفل المستغرق في وحدته وخيالاته، يمكنه أن يمارس القص واللصق على بنية مجتمع بأكمله، بمعنى التضحية الضرورية، التي كانت مدخلا لكل الشرور والفظائع التي ارتكبها الرجال الذين شعروا بأن العالم مليء بالرذائل والخطايا، وأن خطوة ما يجب أن تتخذ من أجل تطهيره.

يمكن لبرنامج المريخ وحده أن يشكل ثقبا استنزافيا للموارد الأمريكية بالطريقة التي شهدها الاتحاد السوفييتي مع استدراجه للإنفاق في حرب النجوم، التي لم تكن سوى فخ أمريكي قائم على استفزاز السوفييت، ومتطلبات الاستثمار التي سيطلبها ماسك من أجل تحقيق أحلامه ستولد الخلافات بين الرجلين، فالأجندة الكونية لماسك مختلفة كثيرا عن أجندة الشواطئ والمنتجعات وحفلات الشواء، التي يخطط ترامب لاستعادتها لأمريكيي الطبقة الوسطى، وفي هذه الحالة، ستتابع محطات الصدام وتتفاعل نحو نهاية أحد المشروعين.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب ماسك الولايات المتحدة ترامب ماسك مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟

من هو مخترع التكييف؟.. سؤال قد يطرحه البعض في عز اشتداد الحرارة العالمية وتزايد التحذيرات من موجات الحر القياسية، حيث يهتم تالكثير بمعرفة الرجل الذي أنقذ البشرية من جحيم الطقس، وجعل الحياة ممكنة في أكثر البيئات تطرفًا، إنه المهندس والمخترع الأمريكي "ويليس هافيلاند كارير"، الذي وضع بصمته الخالدة في حياة الملايين بابتكار جهاز تكييف الهواء.

من هو مخترع التكييف؟

ولد ويليس كارير في 26 نوفمبر عام 1876 في بلدة أنغولا بولاية نيويورك، ورغم عبقريته اللاحقة، فإنه في طفولته عانى صعوبة في فهم مفاهيم بسيطة كمسائل الكسور، حتى لجأت والدته إلى تقسيم التفاح لتعليمه مبادئ الرياضيات.

وفر فاتورة الكهرباء .. نصائح لاستخدم التكييف في الحرمع اشتداد موجة الحر.. أسعار التكييف الصحراوي تبدأ من 2800 جنيهماس بالتكييف.. إخماد حريق في مستشفى الوادي بأكتوبركيفية حماية نفسك من الآثار الضارة لتكييف الهواء| نصائح ضرورية

 لاحقًا، وبدعم من منحة دراسية حكومية، التحق بجامعة كورنيل، وتخرج منها عام 1901 حاصلاً على بكالوريوس الهندسة الكهربائية.

في مطلع القرن العشرين، تساءل كارير: "لماذا نستسلم للمناخ غير المحتمل؟ لماذا لا ندفئ الهواء القارس، ونرطّب الهواء الساخن، ونجعله لطيفًا؟”،, بهذه العبارة بدأ حلمه، وفي عام 1902 حوّله إلى حقيقة، حين صمم أول نظام كهربائي حديث لتكييف الهواء، موجّهًا ضربة قاضية لموجات الحر والبرد على حد سواء.

مشكلة في مطبعة.. قادت لاختراع غير العالم

بدأ كارير حياته المهنية في شركة Buffalo Forge، وهناك كلّفته مشكلة في مطبعة بروكلين بإيجاد حل تقني لضبط درجة الحرارة والرطوبة التي كانت تفسد جودة الطباعة/، فجاء اختراعه الثوري: نظام للتحكم في المناخ الداخلي، باستخدام الهواء البارد لامتصاص الحرارة وتقليل الرطوبة.

وفي محطة قطار ضبابية عام 1902، خطرت له فكرة يمكن وصفها بأنها لحظة إلهام عبقري، فلاحظ كيف يمكن للضباب أن يتشكل من الهواء والرطوبة، واستنتج أن بالإمكان التحكم في الرطوبة ودرجة الحرارة صناعيًا، فبدأ بتطوير نظام تكييف متكامل.

32 ألف دولار فقط

في عام 1915، ومع اقتراب الحرب العالمية الأولى، قررت شركة "بوفالو فورج" التوقف عن دعم قسم المناخ، فأسس كارير مع ستة من زملائه شركة "كارير للهندسة" برأس مال لا يتجاوز 32,600 دولار، لتصبح فيما بعد واحدة من أكبر شركات العالم في مجال التدفئة والتبريد، وتوظف اليوم أكثر من 43 ألف شخص، وتبلغ مبيعاتها مليارات الدولارات.

من المصانع إلى المنازل

في البداية، اقتصر استخدام مكيفات كارير على المصانع، مثل مصانع الغزل والمكرونة والحلوى. 

لكن في عشرينيات القرن الماضي بدأ التكييف المنزلي ينتشر تدريجيًا، ليُحدث ثورة سكانية واقتصادية، شجعت على انتقال السكان نحو المناطق الحارة التي كانت غير مأهولة سابقًا بسبب الطقس القاسي.

وفي المعرض العالمي عام 1939، عرض كارير كوخًا قطبيًا مُكيَّفًا، فكان إعلانه الفعلي عن مستقبل التكييف في حياة البشرية.

ما بعد الاختراع

نقل كارير شركته إلى نيويورك عام 1930، وبدأ بتوسيع أعماله إلى آسيا، فأنشأ شركات مثل تويو كارير وسامسونج، لتكون كوريا الجنوبية لاحقًا أكبر سوق لمكيفات الهواء في العالم.

رغم زواجه ثلاث مرات، إلا أن كارير لم ينجب أطفالاً، وقد دُفن بعد وفاته في 7 أكتوبر 1950، عن عمر ناهز 74 عامًا، إلى جانب زوجاته الثلاث (كلير سيمور، جيني مارتن، إليزابيث مارش) في مقبرة فورست لون بنيويورك.

التكييف.. أكثر من مجرد رفاهية

في ظل تغير المناخ العالمي، لم يعد جهاز التكييف رفاهية بل ضرورة، تشير تقديرات إلى أن غيابه قد يتسبب في انخفاض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%، بالإضافة إلى استحالة التعلّم في بيئات غير مريحة، وتعطّل العمل في المناجم والمراصد الفلكية، وحتى تلف لوحات فنية مثل رسومات ميكيلانجيلو في كنيسة سيستينا.

شكرًا كارير.. من رواد التواصل الاجتماعي

اليوم، ومع تصاعد درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالشكر والثناء على "مخترع المكيّف"، حيث يرى كثيرون أن حياة الناس في المنازل والمكاتب والمستشفيات وحتى قاعات السينما كانت ستبدو جحيماً لولا عبقرية هذا المهندس الهادئ.

طباعة شارك تكييف جهاز تكييف الهواء اشتداد الحرارة العالمية مخترع التكييف من هو مخترع التكييف

مقالات مشابهة

  • الكرملين: بوتين وترامب قد يلتقيان في الصين خلال سبتمبر
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترامب في الصين خلال سبتمبر
  • ستارمر: صور أطفال غزة مروّعة.. وترامب يتحدث عن خطط مع نتنياهو
  • الكرملين: لا يمكن استبعاد لقاء بين بوتين وترامب
  • الرجل الذي أنقذ العالم من جحيم الحر.. من هو كارير مخرع التكييف؟
  • رئيسة المفوضية الأوروبية وترامب يجتمعان في اسكتلندا
  • ترامب ينفي تهديده بسحب الدعم عن شركات ماسك.. نريد أن تزدهر
  • عقوبات أمريكية جديدة على كوريا الشمالية.. وترامب يلوّح بإحياء المفاوضات