في ليلة قمرية ضوءها ساطع
بسماء صافية سناها لامع
الحيُّ بأكملهِ نائمٌ هاجع..
لا يُسمع سوى صوت صرار الليل في الأزقة..
دخل والدي المنزل كعادته مُسرعاً عند الساعة الثامنة والنصف مساءً
مُنتشياً في ليلة خميس ، وقبل أن يبدأ بالحديث قاطعتهُ قائلةً:
أعلم أنك على عجلةٍ من أمرك ، أبى أغراضك جاهزة (الكراسي الخشبية والطاولة والمذياع).
ابتسم قائلاً : إذاً افتحي لي باب المنزل..
قُلتُ:حاضر..
فتحت الباب وكان في انتظاره عمي محمد وعمي علي ، أخذا من والدي الكراسي والطاولة ، وضعاهما أمام المنزل على هيئة حلقة بنصف دائرة ووضعا الطاولة في المُنتصف وعليها المذياع ، جلسا ومعهما والدي وخالي إبراهيم ، وأنا أرقبهم من خلف الباب..
أدار والدي المذياع ليبحث عن تردد المحطة المنشودة وإذا بجارنا العزيز العم يحي ماراً يُلقي عليهم التحية والسلام قائلاً بحماس:
إنها ليلة (الست أم كلثوم) أجابه عمي علي سوف تغني الليلة قصيدة فصيحة لشاعرنا وأميرنا المحبوب عبدالله الفيصل ، وأردف خالي إبراهيم ومن موسيقى الفذ الكبير رياض السُنباطي ، تعالى وأجلس معنا نستمع..
قال جارنا العم يحي:
أكيد لن أتخلى عن مثل هذه الحفلة..
والدي مُنشغل في البحث عن تردد المحطة ويناديني بصوتٍ عالي:
كم رقم محطة صوت العرب من القاهرة يا ابنتي..؟
أجبته بشكل سريع:
إنها على الموجة -621 AM-
وما أن عثر والدي على المحطة حتى بدأت عبر الأثير تنتشر صوت المقدمة الموسيقية لتملأ الحي كله ، رغم هدوءه..
كان معظم فتياة وسيدات الحي من خلف النوافذ ينتظرن بشغف هذه الحفلة كل خميس من مطلع كل شهر ميلادي ، يستمعن لرائعة الثلاثي المُكتمل (عبدالله الفيصل والسنباطي والست أم كلثوم)..
وما إن أوشكت المقدمة الموسيقيّة تنتهي حتى قفز عمي محمد مُصفقاً بكل حماس ..
وشرعتْ كوكب الشرق في الغناء:
من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخليّ..
أصبحت عيني بعد الكرى
تقول للتسهيد لا ترحل..
يا فاتنا لولاه ما هزني وجدُ
ولا طعمُ الهوى طاب لي..
هذا فؤادي فامتلِكْ أمرَهُ
واظلمه إن أحببتَ أو فاعدلِ..
عندها انتشى الكل بهذا المقطع وقالوا جميعاً -الله الله عليك يا ست-
قال والدي حينها لهم:
أتعلمون إن المقطوعة على المقام الموسيقي -البياتي الحسينى-
فيها من الركوز الشيء الكثير في القرار والجواب ، عظمة على عظمة يا ست..
…….
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
وفد يزور أول محطة مخصصة للتعبئة العلوية للديزل والوقود الحيوي بالدقم
الدقم- خالد بن سالم السيابي
في إطار المساعي الوطنية لتعزيز البنية التحتية ودعم التحول نحو مصادر طاقة أكثر استدامة، ومواءمة لرؤية "عمان ٢٠٤٠" قام وفد رسمي بزيارة ميدانية إلى محطة التعبئة العلوية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تُعد إحدى المشاريع التي تنفذها شركة النفط العُمانية للتسويق، وتديرها شركة البوابات السبع، ومن المتوقع أن تدخل مرحلة التشغيل خلال العام الجاري.
هذا وقد ترأس الوفد سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن، بمعية أشرف بن حمد المعمري الرئيس التنفيذي لمجموعة أوكيو، والمهندس سالم بن مرهون الهاشمي الرئيس التنفيذي لشركة أوتكو، وعماد بن سالم البحري الرئيس التنفيذي لشركة البوابات السبع، وطارق بن محمد الجنيدي الرئيس التنفيذي لشركة النفط العُمانية للتسويق، وعمار بن علي الرواحي مدير قسم الوقود التجاري بشركة النفط العُمانية للتسويق.
معايير بيئية
وأكد سعادة محسن بن حمد الحضرمي وكيل وزارة الطاقة والمعادن أن المشروع يمثل إضافة مهمة لقطاع تزويد الوقود التجاري، ويتواءم مع رؤية "عُمان 2040" في سعيها نحو خفض الانبعاثات الكربونية وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة. كما أعرب سعادته عن ارتياحه لما شهده من تقدم في تنفيذ المشروع، مشيدًا بالتزام القائمين عليه بمعايير السلامة والبيئة. وأوضح أعضاء الوفد أن المشروع سيكون له أثر كبير في تحسين عمليات تزويد الوقود، مع تعزيز معايير الأمن والسلامة والاستدامة البيئية. كما يُشكل دعمًا مباشرًا للأنشطة الصناعية واللوجستية الكبرى الجاري تطويرها في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والتي تسعى إلى ترسيخ مكانتها كمركز صناعي ولوجستي إقليمي.
خدمات متكاملة
من جهته أكد عماد بن سالم بن خلفان البحري الرئيس التنفيذي لشركة البوابات السبع أن أبرز مميزات هذه المحطة أنها ستكون الأولى في السلطنة التي تقدم وقود الديزل الحيوي كخيار بديل ونظيف من خلال التعبئة العلوية، وبهذا تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام مصادر الطاقة المستدامة محليًا، بما يتواءم ورؤية عمان 2040 والتوجهات البيئية العالمية.
وأضاف: تضم المحطة خدمات متكاملة تدعم كفاءة التشغيل واستمرارية الإمداد؛ حيث تم تزويد المحطة بمركز متكامل لبيع وتغيير زيوت المركبات والناقلات. إضافة لتوفير منشآت المشروع مخزونًا استراتيجيًا للوقود، بما يعزز جاهزية المنطقة وتلبية للنمو السريع. ثم قال: تمثل محطة التعبئة العلوية بالدقم أكثر من مجرد منشأة خدمية؛ فهي خطوة استراتيجية ضمن مسار التحول الوطني في قطاع الطاقة، ومن خلال ريادتها في إدخال الوقود الحيوي تُجسد نموذجًا عمليًا لمشروعات الطاقة المستدامة، وتدعم طموحات سلطنة عُمان في بناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.
واختتم عماد البحري: تُعرب شركة البوابات السبع عن شكرها وتقديرها لكافة الجهات التي أسهمت في دعم هذا المشروع وتساهم في نجاحه، وعلى رأسها وزارة الطاقة والمعادن، ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وهيئة الدفاع المدني والإسعاف، وشرطة عُمان السلطانية، والإدارة العامة للمرور، وشركة تطوير الدقم، بالإضافة إلى شركاء المشروع من مجموعة أوكيو ممثلة في شركة النفط العُمانية للتسويق.
الوقود الحيوي التجاري
جدير بالذكر أن محطة التعبئة العلوية تُعد المحطة الأولى من نوعها في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى، حيث تستخدم تقنيات التعبئة العلوية الحديثة لتزويد ناقلات الوقود بكميات تجارية من وقود الديزل والوقود الحيوي (البيروديزل)، في نقلة نوعية ستسهم في رفع كفاءة سلسلة الإمداد وتعزيز مستوى الخدمات في قطاع الوقود التجاري. كذلك تضم المحطة خدمات الصيانة وتشحيم السيارات وتغيير الزيوت والإطارات وغيرها. كما تتميز بموقعها على الطريق الرئيسي للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. ويتوقع افتتاح المحطة وبدء التشغيل نهاية العام الجاري.