فى خضم الأزمات والنزاعات، يظهر دائمًا أبطال غير متوقعين، وأحد هؤلاء الأبطال هو عوض بكاب، الذى يعتبر مهندس الدبلوماسية الشعبية الناعمة بين السودان ومصر. 
ومع الحروب الداخلية والأوضاع الصعبة التى يعيشها السودان، اضطر الكثيرون للنزوح القسرى، تاركين خلفهم منازلهم وممتلكاتهم، وانطلقت قوافل النازحين، بعضهم اتجه شرقًا، وآخرون غربًا، لكن الأغلبية اختارت مصر كمأوى آمن.

 
ومع تزايد الأعداد، بدأت تساؤلات واستنكارات حول كيفية تنظيم وجود هؤلاء النازحين، ما أثار مخاوف بعض الأطراف. ومع هذه المخاوف، ظهرت أصوات محرضة تسعى لخلق أزمة بين الشعبين، مروجين لشائعات بين الشعبين الشقيقين مصر والسودان. 
لكن عوض بكاب، الذى يحمل فى قلبه حبًا كبيرًا لوطنه ولمصر، قرر أن يكون صوت العقل والحكمة. استشعر خطورة الوضع، وبدأ فى العمل على مبادرات تهدف إلى تعزيز العلاقات بين السودان ومصر، مستخدمًا كل ما يربط بين الشعبين من روابط تاريخية وثقافية. 
بكاب، الذى يمتاز بالهدوء والحنكة، أدرك أن الدبلوماسية الشعبية يمكن أن تكون أداة فعالة فى مواجهة النعرات السلبية. تطلّب الأمر منه بذل جهد مضاعف، ولكن إيمانه الراسخ بأنه يمكن تجاوز هذه الأزمة وألا تكون إلا «زوبعة فى فنجان» قاده إلى النجاح فى مهمته. 
ومع مرور الوقت، بدأت الأصوات المحرضة تخفت، وأعيدت الروابط بين السودان ومصر إلى مسارها الطبيعي. شكرًا لمصر، التى عبر عنها بكاب بصوت عالٍ، مستحضرًا دعم الشعب المصرى خلال الأوقات العصيبة. 
وفى خطوة تعكس عمق علاقات الشعبين، أكد عوض بكاب، رئيس اللجنة المنظمة لتدشين «شارع مصر»، أنه تم إطلاق اسم مصر على أحد أهم شوارع السودان، تماشياً مع عظمة اسم «مصر» ومكانتها فى قلوب الشعب السوداني. هذه المبادرة ليست مجرد تسمية شارع، بل هى تجسيد لحلم الرئيس الراحل جعفر نميرى، الذى وعد بتسمية «شارع مصر» أثناء توقيع بروتوكول تكامل وادى النيل. 
وأثنى عدد من الشخصيات الدبلوماسية على مبادرة «شكر مصر»، مشيرين إلى أن «شارع مصر» بولاية البحر الأحمر يعتبر سندًا للدبلوماسية الرسمية. قال السفير السودانى بجمهورية مصر العربية، الفريق ركن عماد عدوى، إنه يشيد بجهود بكاب فى رسم لوحة الترابط بين البلدين، معتبرًا إياه رمزًا للابتكار والإبداع.
فى حديثه عن الشارع، أكد بكاب أن الجهود مستمرة منذ عام ونصف لتحويل هذه الفكرة إلى واقع، بالتعاون مع مجلس السيادة وولاية البحر الأحمر وإدارة تجميل المدينة. ورغم المعوقات، تم تحقيق الحلم بعد أربعين عامًا بعزيمة وإصرار.
عوض بكاب، يجسد رمزًا للدبلوماسية الشعبية الناعمة، يُظهر أن العلاقات الإنسانية يمكن أن تتخطى الأزمات، وتظهر دائمًا قدرة الشعوب على التكاتف والتضامن فى أوقات الشدة. شكرًا لمصر، التى عبر عنها بكاب بصوت عالٍ، مستحضرًا دعم الشعب المصرى خلال الأوقات العصيبة «شارع مصر» ليس مجرد اسم، بل هو تجسيد للعلاقات الراسخة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشعب المصرى السودان ومصر شارع مصر

إقرأ أيضاً:

يوسف داوود.. مهندس الضحك الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري(تقرير)

 


تحل اليوم، الثلاثاء 24 يونيو، الذكرى الـ13 لرحيل الفنان القدير يوسف داوود (1933 – 2012)، أحد أعمدة الكوميديا في السينما والمسرح المصري، والذي ودّع الحياة عن عمر ناهز 79 عامًا إثر أزمة صحية، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا خالدًا ووجهًا لا يُنسى على الشاشة.

الفنان القدير يوسف داوودمن الكهرباء إلى الكواليس.. الرحلة غير المتوقعة

لم يكن طريق يوسف داوود نحو الفن تقليديًا، فقد تخرّج من كلية الهندسة – قسم الكهرباء عام 1960، وعمل مهندسًا لسنوات، قبل أن يغيّر مصيره بالكامل عام 1985، بعد مشاركته الناجحة في مسرحية “زقاق المدق”، والتي كانت بداية تحوّله إلى نجم كوميدي لامع نال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

 

كيمياء فنية مع الزعيم

شكّل داوود ثنائيًا محبوبًا مع النجم عادل إمام، من خلال مشاركته في عدد من أبرز أفلامه مثل:
“زوج تحت الطلب”، “كراكون في الشارع”، “سلام يا صاحبي”، و“النمر والأنثى”، بالإضافة إلى تألقه على خشبة المسرح في أعمال مثل “الواد سيد الشغال”، ومنها انتقل إلى الشاشة الصغيرة ليصبح وجهًا مألوفًا في عشرات المسلسلات الدرامية والكوميدية.

 

رجل متعدد المواهب

رغم صخب الأدوار التي قدمها، إلا أن الحياة الشخصية ليوسف داوود كانت مختلفة تمامًا، فبحسب تصريح سابق لابنته دينا يوسف داوود، كان والدها عاشقًا للقراءة والشعر، ويهوى أعمال النجارة والرسم، كما حرص على إبقاء عائلته بعيدًا عن أضواء التمثيل، رغم نجاحه الكبير فيه.

 

سنوات في الجيش.. وتجربة إنسانية

مرّ داوود بتجربة إنسانية نادرة خلال فترة خدمته العسكرية، والتي امتدت لسبع سنوات بسبب ظروف الحرب، وهي تجربة صقلت شخصيته ومنحته نضجًا انعكس لاحقًا على أدائه الفني.

 

وجه صارم.. وقلب طيب

امتاز يوسف داوود بقدرته الفريدة على أداء الأدوار العصبية أو ذات الطابع الحاد، رغم أن طبيعته الحقيقية كانت تميل إلى الهدوء والبساطة، كان يُجيد المزج بين الجدية وخفة الظل، ويؤمن بأن الصدق في الأداء هو المفتاح للوصول إلى قلوب الجمهور.

ورغم مرور أكثر من عقد على رحيله، يبقى يوسف داوود أحد الفنانين القلائل الذين جمعوا بين الحضور الطاغي والموهبة الرفيعة، ليظل حيًا في ذاكرة الفن المصري ووجدان جمهوره، كـ”مهندس” للضحك وأحد أبرز أيقونات الكوميديا الراقية.

مقالات مشابهة

  • الشواطئ الشعبية غير آمنة.. تقرير يكشف التفاصيل
  • رقصة "الخماري" تستحضر ذاكرة الفنون الشعبية الشرقية
  • يوسف داوود.. مهندس الضحك الذي ترك بصمة لا تُنسى في ذاكرة الفن المصري(تقرير)
  • اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تلتقي الفعاليات الشعبية والاجتماعية والدينية في محافظة إدلب
  • مقتل مهندس مغربي في رحلة سياحية بكندا
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
  • الجبهة الشعبية: مصائد الموت الجماعي بحق المُجوّعين مستمرة بصناعة صهيونية ومشاركة أمريكية
  • في مثل هذا اليوم.. رحيل «مهندس الضحك» الفنان يوسف داود
  • بنك مصر يعلن عن وظائف جديدة للشباب