تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ترأس قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأحد، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس منح خلاله رتبة القارئ لعدد من الرجال والنساء من مختلف أنحاء العالم وللمناسبة ألقى الأب الأقدس عظة قال فيها يعلن لنا الإنجيل الذي سمعناه تحقيق نبوءة تفيض بالروح القدس والذي يتممها هو الآتي "بِقُوَّةِ الرُّوحِ": يسوع، المخلّص.

وأضاف البابا فرنسيس يقول: كلمة الله هي حية تسير معنا عبر القرون، وبقوة الروح القدس تعمل في التاريخ. إن الرب في الواقع أمين دائمًا لوعده الذي يفي به محبّة بالبشر. وهذا بالتحديد ما قاله يسوع في مجمع الناصرة: "اليوم تمت هذه الآية بمسمع منكم". أيها الإخوة والأخوات يا لها من مصادفة سعيدة! ففي أحد كلمة الله، وفي بداية اليوبيل، تُعلن هذه الصفحة من إنجيل لوقا التي يُظهر فيها يسوع نفسه كالمسيح الذي مسحه الروح وأرسله لكي يعلن "سنة رضا عند الرب"! يسوع هو الكلمة الحية التي تجد فيها جميع الكتب تحقيقها الكامل. ونحن، في الليتورجيا المقدّسة اليوم، نحن معاصريه: نحن أيضًا، إذ نمتلئ بالدهشة، نفتح قلوبنا وعقولنا لكي نصغي إليه، لأنه "هو الذي يتكلّم عندما تُقرأ الكتب المقدّسة في الكنيسة". 

وفي موقف الإيمان الفرِحِ هذا، نحن مدعوون لكي نقبل النبوءة القديمة كما خرجت من قلب المسيح، متوقفين عند الأفعال الخمسة التي تميز رسالة المسيح: رسالة فريدة وشاملة؛ فريدة لأنه هو وحده القادر على تحقيقها؛ وشاملة لأنه يريد أن يشرك الجميع.

وأضاف الأب الأقدس يقول أولاً هو يأتي مرسلاً ليبشر الفقراء. هذا هو "الإنجيل"، البشرى السارة التي يعلنها يسوع: إن ملكوت الله قريب! وعندما يملك الله، يخلص الإنسان. إنّ الربّ يأتي لكي يفتقد شعبه، ويعتني بالمتواضعين والبائسين. هذا الإنجيل هو كلمة شفقة، تدعونا لكي نحب، ونغفر للقريب، وإلى التزام اجتماعي سخيّ. العمل الثاني للمسيح هو أن يعلن "للمأسورين تخلية سبيلهم. إنّ أيام الشر معدودة، لأن المستقبل هو لله. وبقوّة الروح، يسوع يخلّصنا من كل ذنب ويحرّر قلوبنا من كل قيد داخلي، ويحمل مغفرة الآب إلى العالم. هذا الإنجيل هو كلمة رحمة تدعونا لكي نصبح شهودًا شغوفين للسلام والتضامن والمصالحة.

وأضاف الحبر الأعظم يقول العمل الثالث الذي يتمم به يسوع النبوءة هو أن يعطي "البصر للعميان": إنّ المسيح يفتح لنا عيون القلب التي غالبًا ما يبهرها سحر القوة والغرور: أمراض النفس التي تمنعنا من أن نتعرّف على حضور الله وتجعل الضعفاء والمتألمين غير مرئيين. هذا الإنجيل هو كلمة نور، تدعونا إلى الحق وإلى شهادة الإيمان والثبات في الحياة. العمل الرابع هو "الإفراج عن المظلومين". لا يوجد عبودية تقاوم عمل المسيح الذي يجعلنا إخوة باسمه. إنّ سجون الاضطهاد والموت تنفتح على مصراعيها بقوة الله المحبة. لأنَّ هذا الإنجيل هو كلمة حرية، تدعونا إلى ارتداد القلب وصدق الفكر والمثابرة في التجربة. وأخيرًا، العمل الخامس: لقد أُرسل يسوع لكي "يعلن سنة رضا عند الرب". إنه زمن جديد لا يستهلك الحياة بل يجدّدها. إنه يوبيل مثل اليوبيل الذي بدأناه، يهيّئنا بالرجاء للقاء نهائي مع الفادي. الإنجيل هو كلمة فرح، تدعونا إلى الضيافة والشركة والسير كحجاج نحو ملكوت الله.

وتابع الأب الاقدس يقول: من خلال هذه الأعمال الخمسة، حقق يسوع نبوءة أشعيا. وإذ حرّرنا، يعلن لنا أن الله يقترب من فقرنا، ويخلصنا من الشر، وينير عيوننا، ويكسر نير الظلم، ويدخلنا في فرح زمن وتاريخ يحضُر فيه، لكي يسير معنا ويقودنا إلى الحياة الأبدية. إن الخلاص الذي يعطينا إياه لم يتحقق بالكامل بعد؛ ومع ذلك لن تكون للحروب والظلم والألم والموت الكلمة الأخيرة: لأن الإنجيل في الواقع هو كلمة حية وأكيدة لا تخيب أبدًا. أيها الإخوة والأخوات، في يوم الأحد المكرّس بشكل خاص لكلمة الله، لنشكر الآب لأنه وجّه إلينا كلمته الذي صار إنسانًا لخلاص العالم. هذا هو الحدث الذي تتحدث عنه جميع الكتب المقدسة، التي كتبها البشر والروح القدس. فالكتاب المقدس كله يذكر المسيح وعمله، والروح القدس يحققه بشكل آني في حياتنا وفي التاريخ. عندما نقرأ الكتاب المقدّس، عندما نصلّيه وندرسه، نحن لا نتلقّى فقط معلومات عن الله، بل ننال الروح القدس الذي يذكّرنا بكلّ ما قاله يسوع وعمله. وهكذا ينتظر قلبنا الذي يتّقد بالإيمان برجاء مجيء ملكوت الله.

وختم البابا فرنسيس عظته بالقول لنُجب بحماسة على إعلان المسيح الفرح. لأن الرب في الواقع لم يكلّمنا كمستمعين صامتين، بل كشهود، ويدعونا لكي نبشِّر في كل زمان ومكان. لقد جاء اليوم أربعون أخًا وأختًا من أماكن عديدة من العالم لكي ينالوا خدمة القارئ: لنكن ممتنين لهم ولنصلِّ من أجلهم. لنلتزم جميعاً لكي نحمل البشرى السارة للفقراء، ونعلن إطلاق سراح الأسرى وعودة البصر للعميان، ونحرِّر المظلومين، ونعلن سنة رضا عند الرب. عندها سنحوِّل العالم بحسب مشيئة الله الذي خلقه وافتداه محبّة بنا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البابا فرنسيس الرجال والنساء القداس الألهي الكتاب المقدس البابا فرنسیس الروح القدس

إقرأ أيضاً:

يوم القر.. أعظم الأيام بعد عرفة وفضائله التي يغفلها الكثيرون

يوم القر المقصود به هو اليوم الأوّل الخاص بأيام التشريق، بمعنى أنه اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحِجّة وهو بعد يوم النَّحر، وثبت فَضل هذا اليوم بما ورد عن نبي الله- صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّ أعظمَ الأيامِ عندَ اللهِ -تباركَ وتعالى- يومُ النحرِ ثمَّ يومُ القَّرِّ”.

وفي السطور التالية من التقرير نتعرف على أبرز معلومات عن يوم القر وسبب تسميته وحكم صيامه وفضله. 

سبب تسمية يوم القر

سبب تسمية يوم القر بهذا الاسم، يرجع لأن الحُجّاج يستقرّون في هذا اليوم ويقرون بمِنى بعد يوم النَّحر، لكي يأخذون قسط من الراحة بعد تأدية بعض الأعمال مثل طواف الإفاضة، النَّحر، والرَّمي. 

ويلتزم الحجاج بأن يظلوا في مِنى، ولا يجب لأحد أن يذهب من منى وينهي المناسك بذلك.

ويرجع سبب تسمية يوم القر أيضًا إلى سمي يوم القر بذلك لأن الناس يقرون أي يستقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة والنحر واستراحوا، و«القرّ» بفتح القاف وتشديد الراء.

متى يبدأ يوم القر ؟

يطلق يوم القر على ثاني أيام عيد الأضحى، وهو أول أيام التشريق التي تمتد من اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة.

وبما أن يوم القر يوافق اليوم الأول من أيام التشريق، فقد نهى الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام هذه الأيام، عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ- رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ».

فضل يوم القر

يوم القر من الأيام التي لها منزلة وفضل عظيم، فثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ».

عن فضل يوم القر بيّن حديث صحيح أنه من أفضل الأيام عند الله تعالى، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطٍ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ أَعْظَمَ اْلأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». رواه أبو داود، (1765) ويوم القر: هو الغد من يوم النحر، وهو حادي عشر ذي الحجة، لأن الناس يقرون فيه بمنى، أي يسكنون ويقيمون.

كما أن في هذا اليوم العظيم يستجاب الدعاء وورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه ذكر به الناس في خطبته الملقاة يوم النحر، فكان يقول: «بعد يوم النحر ثلاثةُ أيام، الّتي ذكَرَ الله الأيامَ المعدودات لا يُردّ فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله عزّ وجل».

طواف الإفاضة.. ماذا يفعل الحجاج أول أيام عيد الأضحى؟وقت إنهاء الحج السريع.. كيف يتعجل ضيوف الرحمن في مغادرة مكة؟إيذاء وإزعاج للمسلمين.. خطيب المسجد الحرام يحذر الحجاج من هذه الأمورحجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة في أجواء إيمانية وخدمات متكاملة.. فيديو

حكم صيام يوم القر

حرم على المسلمين صيام أيام التشريق ويعد هذا اليوم هو أول أيام التشريق عند المسلمين، وأيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، ولا يجوز الصيام في هذه الأيام لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُربٍ)، وكذلك قول عائشة وابن عمر رضي الله عنهما : (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ)، ولكن يجوز صوم أيام التشريق للحاج الذي لم يجد الهدي، أو القارن أو المتمتع.

نسك الحجاج في يوم القر

في يوم القر يؤدي حجاج بيت الله الحرام، أول أيام التشريق الثلاثة، رمي الجمرات الثلاث بدءًا من الظهر وفي أي وقت نظرًا للازدحام.

ويرمي ضيوف الرحمن الجمرات الثلاث، اقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى، فالوسطى، ثم جمرة العقبة كل منها بسبع حصيات مع التكبير في كل رمية والتوجه بالدعاء بعد كل جمرة من الجمرات الثلاث.

طباعة شارك يوم القر سبب تسمية يوم القر متى يبدأ يوم القر حكم صيام يوم القر تسمية يوم القر

مقالات مشابهة

  • النبي الذي فداه الله بكبش عظيم.. إسحاق أم إسماعيل؟ على جمعة يحسم الجدل
  • كلمة ركن قلوب حائرة بمناسبة عيد الأضحى..
  • موعد أذان المغرب في ثاني أيام عيد الأضحى.. اغتنم بركاته بـ11 كلمة
  • غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
  • إيران لم تُعلنها... كلمة واحدة كانت كفيلة بنزع سلاح الحزب
  • أفضل عبارات الرد على كلمة أبشري أو أبشر
  • بنحو 163 كلمة.. خطاب محمد بن سلمان يثير تفاعلا باستقبال عيد الأضحى 2025
  • يوم القر.. أعظم الأيام بعد عرفة وفضائله التي يغفلها الكثيرون
  • عبد المسيح هنأ نادي قلحات الثقافي الرياضي
  • دعاء نحر الأضحية وماذا يقال وقتها؟.. 18 كلمة مأثورة عن النبي