وماذا عن الدعم المنهجى؟ (1 / 2)
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
بدا التلاحم الوثيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بوصفه تلاحمًا فرضته المصالح المشتركة للدولتين. تلاحم دفع الولايات المتحدة نحو دعم غير محدود ماليًا وعسكريًا منذ عام 48 وحتى العام الجارى 2025. جرى ذلك مع توافق الحزبين الديمقراطى والجمهورى على الدعم المطلق لإسرائيل. دعم وافق عليه مجلس النواب الأمريكى وخصص بموجبه أربعة عشر مليار ونصف المليار دولار كمساعدات عسكرية لإسرائيل، والتى تلقت أكبر قدر من المساعدات العسكرية الأمريكية مقارنة بأى دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية حيث تجاوزت المساعدات 125 مليار دولار.
بالإضافة للدعم المالى حيث تشارك الدولتان فى عمليات متبادلة رفيعة المستوى تشمل التدريبات العسكرية المشتركة، والبحوث العسكرية، وتطوير الأسلحة من خلال القوة المشتركة لمكافحة الإرهاب، مع الحوار الاستراتيجى بينهما كل ستة أشهر.
الدعم الأمريكى لإسرائيل لم ينبع من فراغ، ولطالما نظر المشرعون الأمريكيون إلى إسرائيل باعتبارها حليفًا يساعد فى حماية المصالح الاستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط.
هذا فضلاً عن أن الحفاظ على الهيمنة العسكرية الإقليمية لإسرائيل يشكل عنصرًا أساسيًا فى السياسة الأمريكية فى المنطقة. وكانت الولايات المتحدة قد صرحت بأن إسرائيل ستحصل على كل ما تحتاجه لدعم الهجوم المضاد الذى تقوم به على قطاع غزة. كما وعدت بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لإسرائيل وتزويدها بما لا يقل عن نحو أربعة مليارات دولار. وهكذا فإن المصالح بين الدولتين مبنية فى الأساس على مصالح استراتيجية ملموسة، والتى تبدو أنها ستبقى وفق هذا المسار فى المستقبل المنظور.
لطالما وضعت الأسس التى يرتكز عليها التحالف الأمريكى- الإسرائيلى بأنها القيم المشتركة بين الدولتين والشعبين. وفى السياسة الأمريكية يتم النظر إلى إسرائيل من خلال اللوبى اليهودى القوى فى بلاد العم سام.
وعلى الرغم من أهمية هذه العوامل إلا أن المنافع الاقتصادية التي تجنيها الولايات المتحدة من إسرائيل لا تقل أهمية أبدًا عما سبق، فالعلاقة بين الدولتين مبنية على مصالح استراتيجية ملموسة. والمتوقع أن تبقى على هذا النحو فى المستقبل المنظور، ويكفى أن إسرائيل تمثل نحو 20% من الصادرات الأمريكية إلى المنطقة.
إنها إسرائيل التى تتمتع بحضور اقتصادى وتكنولوجى قوى على الساحة الأمريكية. ووفقًا لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فلقد ساعدت إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية على المنافسة اقتصاديًا بشكل أفضل، كما ساهمت فى معالجة قضايا الاستدامة المتعلقة بالأمن المائى والغذائى والطاقة المتجددة والصحة العامة.
هذا فضلاً عن أن إسرائيل تقدم أيضًا مساهمات مهمة للولايات المتحدة فى مجالات تبادل المعلومات الاستخبارية والإنتاج الصناعي الدفاعي. وما زال للموضوع بقية..
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
أكد حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن إسرائيل ما تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني دون أي تغيير حقيقي، رغم الهدوء النسبي الذي يراه "هدوءاً خادعاً".
إسرائيل تستعد لسيناريو الرعب.. فيديو إعلام عبري: المبعوث الأمريكي يزور إسرائيل الأسبوع المقبل تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيالوأوضح الشروف، في حديثه للإعلامية فيروز مكي خلال برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات لبنانية، خاصة قيادات من حزب الله، متى سنحت لها الفرصة.
وأشار إلى أن هذه الاغتيالات تمثل جزءاً أصيلاً من النهج الثابت الذي تتبعه إسرائيل منذ سنوات.
وبيّن أنّ لهذه العمليات أهدافاً متعددة، أبرزها تعزيز سياسة الردع داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب إرضاء الحكومة اليمينية المتطرفة التي تدفع نحو مواجهة مفتوحة مع ما تعتبره "تهديدات وجودية" صادرة من الجنوب اللبناني.
كما يدخل ضمن هذا النهج السعي للضغط على الدولة اللبنانية للإسراع في نزع سلاح حزب الله وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على الحدود.
وأضاف الشروف أن هذه السياسات تعكس ما وصفه بـ"العنجهية الإسرائيلية"، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق أي سلام أو استقرار في الجنوب ما دامت إسرائيل تحتل أراضٍ لبنانية وتتهرب من اتفاق سلام شامل مع الولايات المتحدة والدول العربية والإقليمية.