عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان "مظاهر الإعجاز القرآني في الحديث عن الصعود إلى الفضاء" بمشاركة الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأدار اللقاء الدكتور مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، وحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى، من رواد الجامع الأزهر.

في بداية الملتقى وجه رئيس جامعة الأزهر الأسبق، التحية لشعب غزة على صمودهم في مواجهة العدو حتى تحقق لهم هذا النصر العظيم، بفضل صبرهم على البلاء الذي تعرضوا له، كما أن هذا النصر هو نصر للأمة كلها، ونصر للحق في مواجهة الباطل، سائلا المولى عز وجل أن يرد المسجد الأقصى إلى يد المسلمين مرة أخرى.

وقال رئيس جامعة الازهر الأسبق، إن التقدم العلمي الذي مكن الإنسان من الصعود إلى الفضاء، أخبر عنه القرآن الكريم، قبل أن يكتشف العلم الحديث بتجاربه وأبحاثه آلية تناسب الصعود إلى الفضاء؛ لأن القرآن الكريم أخبر عن كل شيء "ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء" والتقارير التي تنقلها وكالات الفضاء تؤكد أنه عند الصعود إلى الفضاء يحتاج الإنسان إلى الأوكسجين نتيجة ما يحدث من انقباض للصدر بسبب قلة الأوكسجين في رحلة الصعود، ولا يستطيع أن يخرج رائد فضاء خارج مركبة الفضاء بدون أن يكون مجهزًا بجهاز للأوكسجين، لأن الإنسان خرج عن الحدود الكونية الملائمة للحياة الطبيعية، إلى حدود كونية غير ملائمة لحياة الإنسان.

وبين رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن هناك فرقا بين يصعد -وهو صعود الشخص بنفسه-  ويصَّعّد -وهو أن يصعد الإنسان مرغما- لأن صعود الإنسان بنفسه فيه يسر وسهولة، أما إذا تصعد الإنسان فإنه يجد مشقة في هذا الصعود لهذا عبر القرآن بقوله "كأنما يصعد في السماء"، أي أن هناك من يدفعه إلى السماء وهو مجبر على هذه الحركة، كما بين أن كل ما علا وارتفع فهو سماء، لأن السماء في اللغة هي مطلق العلو والارتفاع، يقال لكل ما ارتفع وعلا قد سما يسمو، كما أن السماء لها أبواب " كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ" يقصدون أبواب السماء وممراتها، " وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ"، وكل هذه الحقائق العلمية تدل على أن رحلة الإسراء والمعراج معجزة عظيمة بكل المقاييس، لأن حقائقها سبقت العلم الحديث بمئات السنين، الذي أكد بالدلائل العلمية أن الحقائق القرآنية التي جاءت حول هذه الرحلة هي سبيل العروج إلى السماء.

من جانبه قال الدكتور مصطفى إبراهيم عضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية: إن عملية الصعود إلى الفضاء تتسبب في نقص الأوكسجين في الجو، ويتأثر الجهاز العصبي لدى الإنسان، فعند صعود الإنسان لأكثر من 4800 متر إلى 7500 متر، يتسبب ذلك في حدوث "اختلال فسيولوجي" وينتج عنه ضيق تنفس، أما إذا صعد الإنسان لأكثر من 7500 متر يتسبب ذلك في حدوث "انعدام فسيولوجي" عندها يفقد الإنسان الوعي بسبب فشل الجهاز العصبي للإنسان في القيام بوظائفه، هذه الحالات ترتبط بالضغط الجوي، وينتج عنه تمدد للغازات الموجودة في تجاويف الجسد، كما يحدث ارتباكات للجسد بأكمله وضيق في التنفس، وقد يصل الأمر إلى حدوث شلل كلي أو جزئي للإنسان بسبب الضغط الجوي. 

كما أوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن القرآن الكريم بين أن الأرض مغلفة على الإنسان كما في قوله تعالى "ولو فتحنا عليهم بابا من السماء"، وهو دليل على أن السماء لها ممرات محددة، لذلك نجد وكالات الفضاء عند التجهيز لرحلات الفضاء تختار لها أماكن محددة لإطلاق رحلاتها إلى الفضاء، نظرًا لأن الممرات إلى السماء متواجدة في هذه المناطق، لهذا نستطيع أن نفهم أن رحلة الإسراء التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم كانت رحلة إلى مكان عروجه إلى السماء مباشرة، وهذه الممرات أو الأبواب يتفادى بها الإنسان أثناء رحلة الصعود النيازك والكواكب الموجودة في الفضاء، كما أن عملية الصعود إلى الفضاء تحتاج إلى مركبات فائقة السرعة، كما أن الصعود إلى السماء لا تتم في خط مستقيم وإنما تتم في حالة من العروج "فظلوا فيه يعرجون"، وعند خروج الإنسان في رحلة الصعود من نطاق الأرض لا يستطيع الرؤية في هذا الفضاء، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله "لقالوا إنما سكرت أبصارنا"، لأنهم خرجوا من الطبقة المعروفة بطبقة النهار التي تغلف الأرض والتي يصل سمكها  (200كم) وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله: "الليل نسلخ منه النهار". 

من جانبه أكد مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر، أن الإعجاز العلمي هو باب من أبواب التدبر في هذا الكون، لأن لغة العلم لغة عقلية حث عليها القرآن الكريم، وهناك الكثير من الحقائق العلمية الموجودة في القرآن الكريم والذي أثبتها العلم فيما بعد، ومن أهم هذه الحقائق ما جاء في رحلة الإسراء والمعراج من حقائق علمية توصل علم الفضاء فيما بعد إلى أن ما جاء في القرآن دليل على حدوث هذه الرحلة حقيقة وأنها بالجسد والروح معًا.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر غزة التفسير الإعجاز القرآني الجامع الأزهر المزيد رئیس جامعة الأزهر الأسبق الإعجاز العلمی القرآن الکریم الموجودة فی إلى السماء کما أن

إقرأ أيضاً:

زيارة إنسانية.. رئيس جامعة أسوان يشارك المرضى فرحة العيد بالمستشفى الجامعي

قام الدكتور لؤي سعد الدين، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، بجولة ميدانية في مستشفيات الجامعة، برفقة الدكتور أشرف معبد، وكيل كلية الطب؛ وذلك للاطمئنان على سير العمل والخدمات الصحية المقدَّمة للمرضى في مختلف الأقسام الطبية.

وتفقَّد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت عددًا من الأقسام داخل المستشفى، شملت أقسام الطوارئ، الجراحة، العناية المركزة، والأطفال، حيث تبادل التهاني مع المرضى وذويهم بمناسبة العيد، في محاولة للتخفيف من آلامهم ومشاركتهم فرحة العيد رغم ظروفهم الصحية.

وأكَّد الدكتور لؤي سعد الدين نصرت أن الجامعة حريصة على تقديم خدمات صحية متكاملة وفعالة خلال أيام العيد، وأن المستشفى الجامعي يعمل بكامل طاقته خلال إجازة العيد، ولا تهاون في تقديم أفضل رعاية صحية للمرضى.

ومن جانبه، أوضح الدكتور أشرف معبد أن الطواقم الطبية في حالة استعداد دائم لتلبية أي احتياج طارئ، وأن العمل جارٍ على مدار الساعة بروح الفريق الواحد، لتقديم الرعاية الطبية لكل زائر أو مريض، مع الحرص على أن يشعر المرضى بأنهم بين أهلهم في هذا اليوم المبارك.

جامعة أسوان

فيما نظَّم الفرع الإقليمي لجنوب الصعيد بأسوان، والإدارة العامة لشئون البيئة، سلسلة من الفعاليات والأنشطة شملت عقد ندوات للتوعية، وحملات للتشجير بالحديقة النباتية، وتجميع المخلفات البلاستيكية بمحيط الحديقة.

ويأتي ذلك في ظل توجيهات الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، واللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، للاحتفال بـ يوم البيئة العالمي 2025، والذي يُقام هذا العام تحت شعار:
"الحد من التلوث بالمواد البلاستيكية"، مع تسليط الضوء على الضرورة الملحَّة لمعالجة هذه المشكلة بالشكل المطلوب.

وشارك في الفعاليات: الدكتور لؤي سعد الدين، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، الدكتور عمرو الطيري، مدير الفرع الإقليمي لجنوب الصعيد (فرع أسوان)، أسماء محمود، مدير عام الإدارة العامة لشئون البيئة، الدكتور عمرو محمود، مدير الحديقة النباتية، الدكتور شاذلي أحمد، مدير التوعية البيئية بالفرع، ومجموعة من طلاب الجامعة.

طباعة شارك أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • "فى اول ايام العمل" رئيس جامعة أسيوط التكنولوجية يتفقد سير العمل بالجامعة
  • رحلة الروح بين الصعود والهبوط.. واقع الإيمان زمن الفتن
  • رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكلية الحقوق
  • بعد تصريحات ليلى طاهر.. رأي الأزهر والإفتاء في فرضية الحجاب
  • مستشفى جامعة الأزهر بدمياط تجري أول قسطرة مخية لمسن وسيدة.. صور
  • إعلان أسماء الفائزين في المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم بمنطقة الجيزة الأزهرية
  • رئيس جامعة الأزهر يهنئ السعودية بنجاح موسم الحج
  • اليمن في مواجهة كيان العدو .. استراتيجية الردع والتحرير
  • طلبة يعودون إلى مسقط رأسهم في العيد..يكرّمون شيخهم الذي علمهم القرآن الكريم
  • زيارة إنسانية.. رئيس جامعة أسوان يشارك المرضى فرحة العيد بالمستشفى الجامعي